أمريكا تستعد لمغادرة الصومال وتحذيرات ترامب من تمدد الحوثيين: هل يتكرر سيناريو صنعاء؟
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
قوات أمريكية في جيبوتي (منصات تواصل)
في خطوة قد تكون مؤشراً على تحولات جذرية في السياسة الأمريكية في المنطقة، بدأت الولايات المتحدة فعلاً في الترتيبات لمغادرة الصومال رسميًا، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه المتزايد من توسع نفوذ جماعة الحوثيين في البلاد.
هذا التحرك يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تتزامن تحركات واشنطن مع تنامي تأثير جماعة "الشباب" في الصومال وتوسع الحوثيين في أماكن لم تكن تخطر على بال أمريكا.
ترامب: هل يشهد العالم "سيناريو صنعاء" آخر؟:
وفقاً لمصادر في وزارة الخارجية الأمريكية، يجري النقاش حالياً حول العديد من الخيارات للمرحلة المقبلة، من بينها إغلاق السفارة الأمريكية في مقديشو وسحب غالبية الموظفين الأمريكيين من الصومال.
صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين في الخارجية أن هذه الخطوات تأتي بعد تصاعد المكاسب التي حققتها حركة "الشباب" الصومالية، وتزامن ذلك مع تصريحات مثيرة للرئيس ترامب، الذي ألمح إلى أن هناك تهديداً أكبر يلوح في الأفق، متمثل في تمدد جماعة الحوثيين إلى الصومال.
هذا التحذير من ترامب يُذكّر بوقائع سابقة، حيث كانت الولايات المتحدة تعتبر أن الحوثيين في اليمن يشكلون تهديدًا كبيرًا لمصالحها في المنطقة.
الآن، مع تمددهم المحتمل إلى الصومال، يخشى الأمريكيون من تكرار سيناريو صنعاء في 2014، حينما أجبرت جماعة الحوثي قوات المارينز الأمريكيين على مغادرة السفارة الأمريكية منزوعي السلاح، ما شكل ضربة قاسية للنفوذ الأمريكي في اليمن.
هل ينجح الحوثيون في نقل المعركة إلى المحيط الهندي؟:
تزامنًا مع الحديث عن انسحاب أمريكا، بدأ الخبراء يتحدثون عن إمكانية تحول الصراع إلى جبهة جديدة في المحيط الهندي، حيث تتمركز القوات الأمريكية في قاعدة "دييغو غارسيا" كبديل عن حاملات الطائرات التي تواجه صعوبات في التحرك عبر البحر الأحمر.
عملية توسع الحوثيين إلى الصومال قد تجعل من الصومال نقطة انطلاق لعمليات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، حيث سبق للمسلحين الصوماليين تنفيذ هجمات ضد السفن في خليج عدن والمحيط الهندي، في دعم مباشر للقضية الفلسطينية عام 2023.
خلافات داخلية حول المغادرة: ماذا يعني هذا التحول؟:
التحولات في المشهد الإقليمي لا تقتصر على التهديدات الخارجية فقط، بل تشمل أيضًا الخلافات الداخلية في الإدارة الأمريكية. بحسب التقارير، هناك انقسامات داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي حول كيفية التعامل مع هذا الوضع المتغير.
بين من يرى أن الانسحاب من الصومال هو خطوة ضرورية للحفاظ على أرواح الجنود الأمريكيين، ومن يعتبر أن مغادرة الصومال قد تكون بمثابة هزيمة استراتيجية تعكس ضعفاً في المواقف الأمريكية في محاربة التنظيمات المتطرفة.
في النهاية: تصعيد عسكري أم استراتيجية جديدة؟:
المؤشرات الحالية تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون على وشك تغيير كبير في استراتيجياتها في منطقة القرن الإفريقي والشرق الأوسط. التحولات في الصومال، التي قد تشمل انسحابًا أمريكيًا كاملاً من هناك، تتزامن مع تهديدات مستمرة من تمدد الحوثيين، ما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لواشنطن.
إن كان من المتوقع تكرار سيناريو صنعاء، فقد يواجه العالم تحديات أمنية جديدة في منطقة تعد حاسمة في الأمن الدولي.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: أمريكا الحوثي الصومال اليمن ترامب حركة الشباب صنعاء سیناریو صنعاء الأمریکیة فی
إقرأ أيضاً:
مسؤول أمريكي: الحوثيون سيكونون مشكلة مستمرة للولايات المتحدة
أكد مسؤول أمريكي رفيع، أن جماعة الحوثي ستظل مشكلة مستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية، بالتزامن مع تراجع التصعيد العسكري في المنطقة، مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، والذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح الفريق ألكسوس غرينكويش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة، أن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن ستظل على الأرجح مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل حتى بعد أن توصلت واشنطن والحوثيون إلى اتفاق الشهر الماضي أنهى حملة جوية أمريكية ضد الجماعة، وفقا لوكالة رويترز.
وقال غرينكويش المرشح لقيادة القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي: "من المرجح أن يُشكل الحوثيون مشكلةً مُستمرةً... وسنواجهها مُجددًا في المستقبل".
وفي السادس من مايو الماضي، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستوقف قصف الحوثيين، الذين كانوا يطلقون النار على السفن الحربية والتجارية الأمريكية قبالة سواحل اليمن، بعد زعم ترامب استسلام الجماعة وقبولها مهاجمة السفن الأمريكية وغيرها في البحر الأحمر.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، هدد الحوثيون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر مجددًا إذا تورطت واشنطن في هجمات إسرائيلية على إيران، قبيل استهداف الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع.