شبكة انباء العراق:
2025-12-12@12:45:50 GMT

فن السلطة .. وصايا للمسؤولين حصرا !

تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

هنالك حُليتين ينبغي ادراكها للراغبين بالقيادة وتحمل اعباء المسؤولية العامة سواء كانوا من ذوات المطامع الشخصية او المتطلعين للاصلاح العام :-
:- وصية سقراط الذي ترك اثرا ما زال قائما برغم تراجيديا اعدامه : ( ليس المهم ان تتولى المنصب بل الاهم ان تكون على اهبة الاستعداد معبء بادوات النجاح عند تحمل المسؤولية ) .


:- كما اختزل علي بن ابي طالب ربيب النبوة المجسد الفعلي لها ، اذ قال : ( لا تاسى على ما فاتك و لا تفرح بما اتاك فكلاهما زائل ) .
هنا تكمن قواعد عامة ذات رؤى وبعد اخلاقي متيسر لكل من يريد السير على سبل النجاة والنجاح .
في واحدة من افضال الله علي التي لا تعد ولا تحصى اني لم اكن مسؤولا الا على أسرتي وبقدرتي المحدودة حتى في بعض المواقع التي عملت مستشارا اعلاميا او عاما اشترطت ان لا اكون صاحب تاثير او سلطة ما . وذلك ليس ادعاء للملائكية بقدر ما عندي من شعور ملازم رافقني الدهر كله معتقدا فيه التصرف ضمن الحدود الانسانية محاولا قدر الامكان تجاوز العثر سيما بحق الاخرين .
( كتاب الامير ) لمؤلفه مكيافيلي الايطالي هو رسالة بحثية في الفقه السياسي اعدها عام 1513 واهداها الى احد قادة ايطاليا كنصائح تساعده على الزعامة والحفاظ على المنصب . اشتهر الكتاب ومازال حتى عد دليلا لمن يريد ان يكون قائدا ومنهجا للقسوة والدكتاتورية والنجاح السياسي الذي لم يعد يقترن الا مع المكيافيلية التي اشتقت منه كشريك اساسي للطامحين في الدهاليز المظلمة ..
الكتاب منذ ظهوره يدور خلاف حول مضامينه الاخلاقية حتى عده بعض علماء الأخلاق كتابًا مناسبًا للطغاة والأشرار متناسبا تماما مع الفلسفة المادية التي تبرر الوسيلة لتحقيق الغاية بكل الاساليب المتاحة وان كانت مخالفة للشرائع .. يقال ان الكثير من طغاة ودكتاتوري العالم كانوا ينامون وكتاب ميكيافلي جنبهم كانه انجيلهم المخابراتي حتى غدت مقولة تشرشل ( ان بريطانيا العظمى ليس لها اصدقاء دائمين بل لها مصالح دائمة ) جزء من ذلك المخاض والرحم الميكيافلي .
منذ معرفتي بالمكيافيلية في بواكير الشباب انتابتني كراهية مفرطة اتجاهه اذ اعتبرته منافيا للرحمة والعطف الانساني .. بعد عقود الدهر ومحطات العمر الشائكة لاحظت ان بعض الدول والمجتمعات لا يمكن قيادتها وتطويرها الا بالطريقة التي جاد بها عقل ميكيافيلي وضميره السوبرماني كما تنبا به الفيلسوف المجنون نيتشة .
كان هناك ثمة سؤال دائم يخالط فكري وامنياتي ( هل يوجد كتاب مشابه للامير يمكن ان يطبق في بلداننا المتخلفة) .. فوجدت العملية معقدة جدا لا تتعلق بأجراء تكتيكي بل انها مصاعب استراتيجية لاسباب ذاتية واخرى اجنداتية . لكن من خلال ثقافتي العامة بالارث التاريخي العربي والاسلامي وحضارة الشرق ما يمكن عده وصايا للطامحين لعرش السلطة المؤسساتية ممكن اعتمادها لتحقيق النجاح او نزر منه افضل من ترك المنصب والمطاردة باللعنات والبصاق ..
من هذه الوصايا :
: أطح بفريقك التقليدي – الا النزر منهم – وانتقي مساعديك الجدد بعناية فان الحاشية السابقة لا ترتق لحجم المسؤولية الجديدة مما سيوقعك باشكالية تتراكم حتى تعجل بفشلك الحتمي .
: ابحث عن الرؤية والمشورة الاستراتيجية بعيدا عن العاطفة ووظفها للصالح العام وان كانت مخالفة لرايك ومزاجك فانها كالدواء المر لمعالجة امراض ما بعد المعارضة .
:فك ارتباطاتك العاطفية حتى لو اضطررت الاطاحة بهم بلا رحمة . فانهم سيؤثرون سلبا على مستوى الانتاجية التي يعدونها جزء من افضالهم عليك .
: تذكر ان الخدمة العامة هي التتويج الوحيد والدليل الناصع على نجاحك .. اما الحاشية فانهم يسعون لمصالحهم الخاصة يريدونك بقرة حلوب بما يعد جرثومة مقتلك .
: كن على يقين ان الله فوقك ولن تسير وحدك .. وهذه ليست نصيحة دينية .. بل منهاج حياة ابدي بما يمنحك القدرة والشجاعة والرؤية وما يتطلب منها لاقتلاع الاعشاب الضارة والمعشعشة .
: شكل فريق عمل سري استشاري وتقييمي من اهل الفكر والمهنية والاطلاع والحرص والاخلاص بعيدا عن اعين الناس والاعلام والحاشية ..
: يجب ان لا تمر سنة على عملك دون تقييم ومراجعة .. ضع النقاط وامضي قدما بعلاج ناجع وان كان قسري جذري موجع .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

السوداني: واهم من يتخيل أن تدينس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب

 قال رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني: "واهم من يتخيل أن تدنيس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب، واهم من يراهن على تمزيق وحدة العراقيين على ارضهم، واهم جداً من يبتغي زرع الخوف في قلوبهم التي ملأتها خشية الله جل وعلا وحب العراق".

وأضاف السوداني - في كلمة له خلال احتفال يوم النصر (العراقي) على الإرهاب نقلتها الوكالة الوطنية العراقية للأنباء "نينا" اليوم الأربعاء - أنه في مثل هذا اليوم قبل ثماني سنوات ارتفعت راية العراق مرة اخرى على التراب المحرر من براثن الإرهاب التكفيري الظلامي وانتصر العراقيون في يوم مشهود نستذكره بفخر واعتزاز وأن واهم من يتخيل أن تدنيس ارض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب.

روسيا: دفاعات كييف مسئولة عن تضرر المنشآت المدنية في أوكرانيازيلينسكي: الولايات المتحدة غير مستعدة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو

وقال السوداني: "إننا مصممون على الاستمرار في مسيرة خدمة شعبنا، ومواصلة التقدم في كل مجالات التنمية، وسنباهي ببلدنا كل الأمم، لأنه بلد الشهداء والأنبياء والأئمة والأولياء، مثلما هو بلد الفرسان الذين قهروا الإرهاب وقطعوا دابره إلى الأبد".

وشدد رئيس الوزراء، على أن أبطال القوات الأمنية أثبتوا أن في العراق رجالاً لا يُهزمون، وأن تنظيمات الإرهاب لن تفلت من العقاب على ما ارتكبته من جرائم بحق العراقيين بمختلف أطيافهم.
 

طباعة شارك قوات المسلحة تمزيق رئيس الوزراء العراقي العراقيين

مقالات مشابهة

  • رويترز: تعيين برهم صالح رئيس العراق السابق مفوضا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة
  • إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
  • 10 مخالفات مرورية يمكن التصالح عليها بـ25 جنيهًا فقط.. تعرف عليها
  • كيف يمكن الحفاظ علي مفاتيح السيارة ؟
  • مدرب المنتخب الأردني: العراق خصم قوي ولا يمكن الحكم عليه بخسارته مع الجزائر
  • ترامب أعلن حربا حضارية على أوروبا.. وهكذا يمكن أن نقاوم
  • السوداني: واهم من يتخيل أن تدينس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب
  • «ليه ما اعتذرتش عن المنصب؟».. مهيب عبد الهادي يُهاجم حلمي طولان
  • Galaxy Tab S9 FE+.. تخفيض ضخم يحوّله إلى جهاز لا يمكن تجاهله
  • مصدر: تسلّم الحكيم ملف أحد مرشحي الإطار غير صحيح.. والجبوري: شروط الإطار لا تقزم منصب رئيس الحكومة