عربي21:
2025-06-15@05:54:02 GMT

محمود ديكو.. الإمام الذي يخيف الانقلابيين في مالي

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

محمود ديكو.. الإمام الذي يخيف الانقلابيين في مالي

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا سلطت فيه الضوء على شخصية مفتى دولة مالي السابق الإمام محمود ديكو الذي يتخذ من الجزائر موطنًا له بعد أن بات وجوده في مالي يشكل خطرٕا على حياته وعامل تهديد لسلطات مالي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حادثة إسقاط الجيش الجزائري طائرة مسيّرة مالية ليلة 31 آذار/ مارس وأول نيسان/ أبريل في المنطقة الفاصلة بين الجزائر ومالي ولدت أزمة علاقات غير مسبوقة بين الدولتين.



وأضافت الصحيفة أن إسقاط الطائرة المسيرة المالية أسفر عن اتهامات متبادلة بين الجزائر وباماكو. وفي الوقت نفسه، تصاعد الجدل حول الإمام محمود ديكو الذي يعيش في الجزائر منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، وهو شخصية يُنظر إليها على نطاق واسع كأبرز المعارضين لسلطة الرئيس المالي آسيمي غويتا.



في مالي يعتبر محمود ديكو من أبرز الشخصيات الدينية القادرة على حشد الجماهير، إذ أثارت أنباء عودته المحتملة إلى باماكو قلقًا كبيرًا لدى المجلس العسكري الحاكم.

من جانبها، أصدرت وزارة الأمن المالية مذكرة تتهم الإمام بالقيام بـ"أنشطة تخريبية" في الجزائر، وسط تخوف من اعتقاله فور وصوله إلى باماكو. وقد دفعت هذه التهديدات السلطات إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشدّدة في العاصمة، بما في ذلك إغلاق طريق المطار في 14 شباط/ فبراير الماضي. كما أمرت المذكرة الشرطة باتخاذ "كافة التدابير الأمنية اللازمة لمنع أي تجمع" في الأماكن العامة بالعاصمة.

غير أنّ الإمام استجاب لنصائح مقربين له، وقرّر عدم العودة، ما أدّى إلى اعتقال عدد من أنصاره، الذين حُكم على تسعة منهم بالسجن عامًا مع النفاذ بتهمة "الاحتشاد غير القانوني".

في هذا الصدد قال  وزير سابق طلب عدم الكشف عن هويته: "محمود ديكو هو العدو اللدود للسلطة العسكرية. فهو لا يزال يتمتع بقدرات تعبئة كبيرة وبتأييدٍ واسع. كما بإمكانه التقريب بين المسؤولين السياسيين والمدنيين الذين قد تكون لهم آراء متباينة حول الاستراتيجية الواجب اتباعها في مواجهة العسكريين". ويُنظر إليه باعتباره سلطةً أخلاقية ويتمتع بحاسة سياسية حادة، كما لديه شبكة علاقات واسعة وقد سبق له التعامل مع معظم أحزاب البلاد.

محاولة تسميم
وأوردت الصحيفة أن  ديكو الداعية المحافظ، الذي شغل سابقًا منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي، يعارض اليوم بوضوح السلطة العسكرية بقيادة الجنرال غويتا، رغم أنه – من دون قصد – ساعد في تمهيد الطريق لوصوله إلى السلطة خلال انقلاب 18 آب/ أغسطس 2020. ففي النصف الأول من تلك السنة، نزل بفضل دعواته آلاف الأشخاص إلى شوارع باماكو للاحتجاج على حكم الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا. وقد أضعفت تلك التعبئة الضخمة الحكومة وسهلت عمل الانقلابيين الذين نفذوا انقلابهم دون إطلاق رصاصة واحدة وفي ظل ترحيب حار من الجماهير في باماكو.

يضيف الوزير السابق المذكور آنفًا: "بعد سقوط  إبراهيم بوبكر كيتا لم يكن محمود ديكو ليرفض تحمل مسؤوليات سياسية بل أنه لم يكن ليرفض رئاسة المرحلة الانتقالية التي أرادها مدنية وليست عسكرية". في المقابل، لم تكن لدى غويتا ورفاقه الانقلابيين  نية التنحي. وعلى العكس من ذلك، في أيار/ مايو 2021 نفذوا انقلابًا ثانيًا لضمان بقائهم في السلطة والإمساك بزمام المرحلة الانتقالية بأنفسهم.

بعد فترة من الظهور المتحفظ، أصبح الإمام السبعيني من بادالابوغو – وهو اسم الحي في باماكو حيث يوجد مسجده – أكثر انتقادًا. فهو يدعو إلى الحوار مع الجهاديين في وقت تؤيد فيه السلطة العسكرية استخدام القوة، ويعارض تنقيح الدستور الصادر في حزيران/ يونيو 2023،  فضلا عن إدانته التأجيل المتكرر للانتخابات التي كان من المفترض أن تنهي المرحلة الانتقالية، مما فتح الباب لاندلاع حرب بين الكولونيلات الانقلابيين والإمام القادم من منطقة تمبكتو.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، غادر محمود ديكو إلى الجزائر. وهناك استقبله الرئيس عبد المجيد تبون شخصيًا. وقبل ذلك، استقبل رئيس الوزراء الجزائري، نذير العرباوي، العديد من قادة الجماعات الاستقلالية في شمال مالي. في المقابل، شجبت السلطات المالية، الأعمال غير الودية الصادرة عن القادة الجزائريين، متهمةً إياهم بلقاء "أشخاص معروفين بعدائهم للحكومة المالية".

ورد الإمام في مقطع فيديو صُوِّر في غرفة بمستشفى في العاصمة الجزائرية. وبحسب مقربين منه، فقد تعرّض لمحاولة تسميم. أما هو، فقد هاجم الكولونيلات الحاكمين واستنكر مرحلة انتقالية "بلا مسار" ودون نهاية.

عندما يعود "سيكون بطلا"
وذكرت الصحيفة أنه في بداية آذار/ مارس 2024، حلّت الحكومة الماليّة تنسيقية الحركات والجمعيات والمناصرين التابعة للإمام محمود ديكو، والتي انضمت لتوها إلى تحالف معارض واسع للسلطة العسكرية.

وفي منتصف تموز/ يوليو، اعتُقل المنسق السابق لها، يوسف دابا دياوارا، في باماكو ووجّهت إليه تهمة "معارضة السلطة الشرعية" بعد مشاركته في مظاهرة غير مرخصة. ولم يُفرج عنه إلا في بداية  تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بعد أن حُكم عليه بالسجن شهرين مع وقف التنفيذ.

وفي منفاه بالجزائر، يلتزم الإمام الصمت، لكنه لم يغيّر مواقفه إطلاقًا. فما زال عازمًا على معارضة السلطة العسكرية بقيادة الجنرال غويتا. وعلى الرغم من فشل عودته منتصف شباط/ فبراير، ما زال يريد العودة إلى مالي.

قبل حادثة الطائرة المسيّرة التي أثارت موجة توتر جديدة بين الجزائر وباماكو، جرت اتصالات سرية لإيجاد حل. لكن  في ظل الوضع الراهن، يرى المقربين منه أن العودة تبدو مسألة صعبة.

ويقول أحد مقربيه: إن الإمام يقيم تحت رعاية السلطات الجزائرية التي تستخدمه كورقة ضغط على السلطة العسكرية المالية عبر التلويح بعودته المحتملة. ويطلب منه مضيفوه أيضًا عدم الإدلاء بتصريحات، رغم أنه أعرب في العديد من المناسبات عن رغبته في الحديث عن الوضع في مالي، بما في ذلك عن حادثة الطائرة المسيّرة.



ويشير يوسف دابا دياوارا: "إنه قلق بشأن بلاده وسكانها الذين يعانون. إنه يعتقد أنه ينبغي أن تتغير الأمور. لقد حان الوقت لتنصيب مرحلة انتقالية مدنية، ولعودة العسكريين إلى ثكناتهم".

وفي ختام التقرير أشارت الصحيفة إلى أن ديكو يتلقى الدعم في الجزائر خصوصًا من ابنه عابدين الذي يرافقه. كما يجري اتصالات منتظمة مع مناصريه في مالي الذين يجهزون لعودته. في الأثناء يقول أحد المقرّبين منه: "كل يوم يمضي يزداد قوة. سيعود في النهاية. وعندما يعود، فسيكون بطلاً".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية مالي محمود ديكو الجزائر العسكري الجزائر العسكر مالي محمود ديكو سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة العسکریة فی مالی

إقرأ أيضاً:

جامعة سوهاج تسلم عقود احتضان ٥ مشروعات ناشئة ودعم مالي 300 ألف جنيه لكل مشروع

سلم الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، عقود الاحتضان لعدد 5 مشروعات ناشئة للانضمام إلى حاضنة المركز الإقليمي بسوهاج، التابعة للبرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية "انطلاق"، الذي تنفذه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع الجامعة، بحضور الدكتور أشرف عكاشة، الباحث الرئيسي للمشروع، وعدد من رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الابتكارية.

وأكد النعماني أن الجامعة تسعى من خلال تنفيذ برنامج انطلاق الذي يُعد أحد المسارات المهمة لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال في صعيد مصر، إلى جانب توفير بيئة حاضنة ومحفزة للمبتكرين وأصحاب المشروعات التكنولوجية الناشئة، بما يسهم في تحويل أفكارهم إلى مشروعات منتجة تدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق رؤية مصر 2030، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدولة، مثمنًا التعاون المثمر والبنّاء مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، برئاسة الدكتورة جينا الفقي، من أجل دعم الابتكار والتنمية المستدامة.

وقال النعماني أن الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا برعاية رواد الأعمال والمبتكرين، من خلال وحداتها المختلفة كحاضنة أعمال مسار، ومكتب دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا (التايكو)، ووحدة دعم الموهوبين، بما يسهم في تعزيز ثقافة الابتكار ونقل المعرفة إلى المجتمع.

وقال الدكتور أشرف عكاشة أن كل مشروع محتضن سيحصل على دعم مالي يصل إلى 300 ألف جنيه من أكاديمية البحث العلمي، يُستخدم في تطوير النموذج الأولي، وتنفيذ الدراسات الفنية والتسويقية، والتسجيل القانوني والتجاري، إضافة إلى خدمات التدريب والتوجيه والاستشارات.

وتشمل المشروعات الخمسة المحتضنة:

مشروع لإعادة تدوير المخلفات الزراعية والغذائية وتحويلها إلى منتجات صديقة للبيئة.

Power Sensor: نظام ذكي للتحكم في تبريد الثلاجات المخصصة لحفظ الفاكهة والخضروات، من خلال تطبيق إلكتروني يتيح التحكم عن بُعد.

Medical Drives: تطبيق إلكتروني يربط مقدمي خدمات صيانة الأجهزة الطبية بالأطباء والعيادات، لتسهيل عمليات الصيانة وتقديم خدمة فعّالة وسريعة.

Envi Spec: تقنية لتحليل التربة باستخدام الاستشعار عن بُعد بتكنولوجيا hyperspectral reflectance دون الحاجة لإجراء تحاليل كيميائية تقليدية.

Sri Silk: مشروع لإنتاج كريم مضاد للتجاعيد من مادة "السيرين" المستخلصة من شرانق الحرير، باستخدام تركيبة مبتكرة وآمنة.

مقالات مشابهة

  • السلطة المحلية في الضالع تنظم مهرجانًا احتفاليًا وخطابيًا بذكرى يوم الولاية
  • محلل مالي: طرح صكوك لخفض الدين العام خطوة لجذب الاستثمار الأجنبي
  • دعم مالي من الهيئة النسائية في حجة للقوات المسلحة والصاروخية
  • مسلسل مملكة الحرير يتصدر التريند بعد طرح الإعلان الرسمي.. صراع بين 3 أشقاء على السلطة
  • أول اشتباك مباشر بين الفيلق الإفريقي والأزواد شمال مالي
  • منحة وفاة ونفقة جنازة.. دعم مالي في القانون للأسرة حال الوفاة
  • جامعة سوهاج تسلم عقود احتضان ٥ مشروعات ناشئة ودعم مالي 300 ألف جنيه لكل مشروع
  • بلدية تركية تطلق مبادرة دعم مالي للمجندين
  • ديكو يؤكد: برشلونة يبحث عن إضافة هجومية جديدة
  • باريك غولد تخرج منجمها في مالي من توقعات الإنتاج لعام 2025