كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي عن وجود انقسامات حادة داخل فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، وسط تحذيرات من اندلاع حرب في حال فشل المسار التفاوضي.

وأكد الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "الرئيس ترامب تعهد بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي"، غير أن فريقه للأمن القومي منقسم بين من يدعو إلى توجيه ضربة عسكرية وبين من يفضل السعي إلى اتفاق دبلوماسي.



وقال مسؤول أمريكي مطلع على النقاشات الداخلية إن "سياسة إيران ليست واضحة تماما ويرجع ذلك أساسا إلى أنها لا تزال قيد الدراسة، إنها معقدة لأنها قضية ذات طابع سياسي مشحون جدا".


وأشار التقرير إلى أن الانقسام داخل الإدارة الأمريكية لم يعد نقاشا نظريا، إذ أرسل ترامب مفاوضين إلى عمان لعقد محادثات مباشرة مع إيران، في وقت دفعت فيه وزارة الدفاع بقاذفات "بي-2" وحاملات طائرات كجزء من "الخطة البديلة".

وفي هذا السياق، نقل "أكسيوس" عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، قولها إن "الرئيس يفخر بوجود فريق لديه آراء مختلفة. يستمع إليهم جميعا، ثم يتخذ القرار الذي يراه في مصلحة الشعب الأمريكي".

ويقود معسكر الداعين إلى الحلول الدبلوماسية نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي يرى أن "الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتحقيق اتفاق"، بحسب ما أفاد به مسؤول أمريكي آخر، مضيفا أن فانس "مشارك بشكل كبير في مناقشات السياسة الإيرانية".

ويضم هذا المعسكر أيضا مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي ترأس الوفد الأمريكي في اللقاء الأول من نوعه مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والذي عُقد يوم السبت في العاصمة العمانية مسقط، واستمر 45 دقيقة. ويشاركهم الرأي وزير الدفاع بيت هيغسيث، إضافة إلى تاكر كارلسون، الإعلامي المقرب من ترامب والمؤثر في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

ويحذر هذا الفريق من أن أي ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية "قد تعرض الجنود الأمريكيين في المنطقة للخطر"، فضلا عن احتمال تسببها بارتفاع أسعار النفط في وقت حساس للاقتصاد الأمريكي.

في المقابل، أشار التقرير إلى معسكر آخر يقوده مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ويؤيد هذا التوجه أيضا أعضاء في مجلس الشيوخ مقربون من ترامب مثل ليندزي غراهام وتوم كوتن، ويطالب هؤلاء بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل دون تقديم أي تنازلات.

وشدد هؤلاء المسؤولون على أن "إيران أضعف من أي وقت مضى"، وأن على الولايات المتحدة "دعم ضربة إسرائيلية إذا لم تبادر هي بتوجيه ضربة مباشرة".


كما نقل "أكسيوس" عن مارك دوبوفيتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله "وصف الرئيس ذات مرة اتفاق أوباما لعام 2015 بأنه سيء جدا، والسؤال الآن هو ما إذا كان لا يزال يؤمن به"، محذرا من القبول بـ"اتفاق أوباما المعدل".

وأشار التقرير إلى أن الخلافات داخل فريق ترامب تصاعدت بعد اللقاء الذي جمع ترامب برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، والذي اتسم بالتوتر، خاصة خلال مناقشة الملف الإيراني.

ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي أن "ترامب استمتع نوعا ما بمواجهة نتنياهو بشأن إيران"، مضيفا أن "نفس الديناميكية التي رأيتموها في العلن حدثت في السر".

وختم التقرير بالإشارة إلى أن ترامب يسعى للتوصل إلى صفقة نووية خلال شهرين، دون أن يوضح ما سيفعله إذا فشلت المفاوضات، في وقت يرى فيه بعض المقربين منه في "معسكر الحوار"، أن "مطالب نتنياهو بالتخلي الكامل عن البرنامج النووي الإيراني غير واقعية".

ترامب يرسل "إشارات ورسائل متضاربة"
في السياق ذاته، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تضارب في مواقف إدارة ترامب إزاء المحادثات النووية الجارية مع إيران، مشيرة إلى خلافات داخل فريق الأمن القومي حول طبيعة الاتفاق المطلوب، وسط إشارات متباينة بشأن إمكانية الاكتفاء بحدود على تخصيب اليورانيوم بدلا من تفكيك كامل للبرنامج.

وأكدت الصحيفة في تقرير أعده الصحفي المتخصص في شؤون البيت الأبيض والأمن القومي ديفيد سانغر وترجمته "عربي21"، أن مستشار الأمن القومي مايكل والتز شدد قبل أسابيع على أن هدف الإدارة هو "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني، موضحا أن ذلك يشمل “منشآت التخصيب ومنشآت التسليح وحتى الصواريخ بعيدة المدى".

لكن هذا الموقف الصارم بدأ يتراجع مع تصريحات أدلى بها ستيف ويتكوف، كبير مفاوضي ترامب في الملف النووي، الذي تحدث في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" عن إمكانية بناء "نظام تحقق لإنتاج اليورانيوم المخصب، وفي النهاية التحقق من التسليح، والذي يشمل الصواريخ ونوعها وحتى الزناد لقنبلة"، دون التطرق إلى تفكيك البرنامج بالكامل.

وأشار التقرير إلى أن ويتكوف، الذي التقى وزير الخارجية الإيراني في عمان السبت الماضي، خرج من اللقاء وهو يتصور "نوعا مختلفا تماما من الاتفاق مع إيران عن ذلك الذي وصفه والتز".

وأضاف ويتكوف "من حيث المبدأ، يمكن تحسين الاتفاق النووي الأصلي"، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما وخرج منه ترامب عام 2018، واصفا إياه حينها بأنه "اتفاق أحادي الجانب فظيع، ما كان ينبغي إبرامه أبدا".

لكن الموقف تغير مجددا بعد اجتماع في غرفة العمليات بالبيت الأبيض صباح الثلاثاء، حيث عاد ويتكوف وأعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن "إيران يجب أن توقف برنامجها للتخصيب والتسليح النووي وتقضي عليه"، مؤكدا أن "الصفقة مع إيران لن تكتمل إلا إذا كانت صفقة ترامب".

وشددت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحفي لاحق، على أن ترامب أبلغ العمانيين المشاركين في المحادثات بأن "على إيران إنهاء برنامجها النووي من خلال المفاوضات"، مشيرة إلى أن الجولة التالية من المفاوضات ستُعقد السبت المقبل.

وبحسب مسؤولين مطلعين على النقاشات الداخلية، فإن ويتكوف ونائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس عبّرا عن قلقهما من أن الإصرار على "التفكيك الكامل" قد يؤدي إلى إفشال المفاوضات، في ظل رفض إيراني واضح لهذا المطلب.

واقترح المسؤولان بدلا من ذلك إنشاء "نظام تحقق صارم" قد يُدار أمريكيا بدلا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن ذلك يشبه الترتيبات السابقة التي وُصفت بأنها تنازل في عهد أوباما.

في المقابل، أشار التقرير إلى تمسك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو بموقفهما الرافض للسماح لإيران بالاحتفاظ بأي قدرة على تخصيب اليورانيوم، محذرين من أن "إيران ستستأنف بسرعة رفع مستوى التخصيب إلى مستويات قريبة من تصنيع القنبلة".


من جانبه، قال غاري سامور، المسؤول النووي السابق في إدارتي كلينتون وأوباما، إن "القضاء على قدرة إيران أمر بعيد المنال"، مضيفا "لا أعتقد أن إيران ستوافق على القضاء على البرنامج بأكمله حتى تحت تهديد القوة العسكرية".

وفي طهران، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "قد يُثمر الاتفاق وقد لا يُثمر؛ لسنا متفائلين للغاية ولا متشائمين للغاية"، لكنه أضاف "بالطبع، نحن متشائمون للغاية بشأن الجانب الآخر".

وقال سامور، الذي يدير حاليا مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برانديز، إنه يدعم أي اتفاق "يعيد ضبط الساعة النووية"، حسب التقرير.

وأوضح أن "جميع الأساليب التي استُخدمت حتى الآن - التخريب والعقوبات والدبلوماسية - كانت كلها لكسب الوقت"، معتبرا أن "ترامب لا يريد خوض الحرب، كما أن الإيرانيين لا يريدونها، وهذا يُشير إلى إمكانية وجود مجال للاتفاق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الإيراني الولايات المتحدة نتنياهو إيران الولايات المتحدة نتنياهو ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النووی الإیرانی التقریر إلى مع إیران إلى أن

إقرأ أيضاً:

الرئيس الأمريكي: بوتين لا يريد إنهاء حرب أوكرانيا

قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، خلال تصريحاته مساء اليوم الثلاثاء، إنني محبط من صديقي الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا انه لا يريد إنهاء حرب أوكرانيا، وفقًا لقناة العربية.

ترامب: واثق من أن بوتين سيوافق على تسوية الصراع الأوكراني بوتين: سباق التسلح النووي العالمي بدأ بالفعل


وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة «رويترز» نقلًا عن مصادر مطلعة أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأنها ستبدأ هذا المساء في إرسال جثامين 4 من المحتجزين إلى إسرائيل، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها.
وأوضحت المصادر أن الخطوة تأتي في إطار التفاهمات الجارية بشأن تنفيذ بنود اتفاق تبادل الأسرى والجثامين بين الجانبين.
وأضافت أن إسرائيل تتابع عبر الوسطاء تفاصيل العملية وتستعد لاستلام الجثامين في وقت لاحق من الليلة.
فيما ثمن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لوقف الحرب في قطاع غزة.
وأضاف ستارمر، خلال كلمتة أمام البرلمان البريطاني، نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، أن عمليات القتل والتدمير في غزة توقفت، مؤكدا ضرورة إدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال ستارمر، إن اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة تاريخي، وخطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية تاريخية، مشيرا إلى أنهم يأملوا استدامة السلام في المنطقة بالتعاون مع الحلفاء.
وأكد ستارمر، على أهمية تنفيذ اتفاق وقف الحرب بغزة، مشيرا إلى أنه لا يمكن ضمان أمن إسرائيل ومستقبل غزة دون نزع سلاح حماس.
 

مقالات مشابهة

  • حل معضلة النووي الإيراني ضروري لنجاح خطة ترامب للسلام في غزة
  • وفاة الخبير النووي الإسرائيلي أهارون مزراحي بعد إصابته في الهجوم الإيراني
  • نوّه بالدور الاجتماعي والثقافي الذي يؤديه.. أمير الحدود الشمالية يطّلع على التقرير السنوي لنادي وزارة الداخلية
  • الخارجية الأمريكية تتغنى بترامب: "رئيس السلام الذي أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر"
  • الإغلاق الحكومي الأمريكي يدخل أسبوعه الثالث بسبب خلافات حول الميزانية
  • ماركو مسعد: تصريحات ترامب في قمة شرم الشيخ تعكس تقدير الإدارة الأمريكية للدور المصري
  • الرئيس الأمريكي: بوتين لا يريد إنهاء حرب أوكرانيا
  • المرور: إشارات وعلامات مناطق العمل تستوجب الحذر
  • إيران: الادعاءات الكاذبة حول البرنامج النووي لا تبرر الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على أراضينا
  • ماكرون: سيكون لنا دور خاص في إدارة غزة وترامب الوحيد الذي أوقف نتنياهو