الثورة / أحمد المالكي

أكد خبراء اقتصاد ومحللون ماليون، أن الدولار الأمريكي دخل مرحلة الانهيار، وأن النظام الاقتصادي العالمي الذي بنته أمريكا على أساس الأوراق التي تطبعها، أصبح الآن في طريقه ليكون مجرد سطر في كتب التاريخ، وأن ما يحدث حاليًا يمثل بداية لتغيير جذري في شكل الاقتصاد العالمي بأسره، وأن الوضع الراهن قد يكون أعظم مما شهدناه خلال الأزمة المالية في عام 2008م، على اعتبار أن ما يحدث الآن ليس مجرد أزمة اقتصادية، بل أزمة تمس سمعة أمريكا ذاتها.

ووفقا للخبراء والمحللين، فقد سجل الدولار الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية، أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، والأسواق العالمية بأسرها تعيش حالة من الذعر بسبب انهيار الدولار والسندات الأمريكية وأسهم الشركات الأمريكية معًا وفي نفس الوقت، ولأول مرة تقريبا.

وأشار الخبراء والمحللون إلى انه، وخلال جلسات التداول الأخيرة، تعرض الدولار الأمريكي لانهيار مفاجئ، وانخفض لأدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، حتى أنه بحسب تقارير “رويترز”، فقد 1.7 % من قيمته في جلسة واحدة فقط، فيما وصف بأسوأ مرحلة للدولار منذ عام 2022.

‏وقال الخبراء : «إن الناس الذين اعتادوا اللجوء إلى الدولار في الأزمات، أصبحوا اليوم يفرّون منه كما يهرب الناس من العواصف وهذا مثير للدهشة» .

ووفقا للخبراء فقد حقق الفرنك السويسري أكبر قفزة أمام الدولار منذ عام 2015 بنسبة بلغت 3.6 %، كما ارتفع الين الياباني واليورو بنسبة 2 % و2.47 % على التوالي، ولا يزالان يواصلان الصعود حتى لحظة كتابة هذه السطور، كما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (ICE) بنسبة 8 % منذ بداية العام، وخلال أيام قليلة مضت، هبط إلى ما دون مستوى 100 نقطة للمرة الأولى منذ عام 2022، محققًا أكبر خسارة يومية منذ ذلك الحين، ولا أحد يعرف متى سيتوقف هذا النزيف المستمر .

وفي هذا الصدد أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – في كلمته الأسبوعية أمس الخميس، حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، معلقاً على قرارات ترامب الجمركية – أن هناك جهات دولية كثيرة ترى في هذه القرارات تهديدا للاقتصاد العالمي، وأن الأمريكيين هم أول من يتضرر منها، مشيرا إلى أن خسارة كبار التجار في أمريكا والغرب في يوم واحد كانت أكثر من 200 مليار دولار، إضافة إلى خسارة بالتريليونات لأسهم الشركات في أسواق البورصة العالمية.

وقال السيد القائد: «على العالم أن يتعلم أن يقول لأمريكا لا، وأن يقفوا بوجه طغيانها وغطرستها».

وأكد قائد الثورة : أن هناك فرصة للدول النامية لفصل تبعيتها الاقتصادية لأمريكا وأن تتحرر من الارتباط بالدولار، وأن عليها التحرر في نشاطها الاقتصادي والتجاري من العلاقة مع أمريكا، عن طريق التعامل فيما بينها ومع بلدان أخرى نشطة، لا سيما وأن البلدان النامية متضررة جداً من قرار ترامب، و لديها فرصة في السلامة من آثاره بالوقوف بوجه أمريكا.

وقال : إن العقلية الترامبية الأمريكية تتعامل مع العالم بدون مراعاة لمصالح أي بلد نهائيا.

وتفيد التقارير الاقتصادية أن مؤشر “داو جونز” خسر خلال أيام قليلة آلاف النقاط، وأصبحت البورصة الأمريكية وكأنها أرجوحة تتأرجح صعودًا وهبوطًا، بسبب التغريدات والقرارات الاقتصادية المتقلبة للرئيس ترامب ، والذي يغير قراراته كل بضع ساعات، وكأنه طفل صغير يلعب، لا رئيس أقوى دولة في العالم وفق الخبراء ، وهي تصرفات عشوائية وغير مدروسة يدفع ثمنها الشعب الأمريكي.

‏ويشير المحللون الماليون إلى أن ما يحدث الآن أسوأ بكثير مما عُرف بـ”صدمة نيكسون” عام 1971، عندما قرر الرئيس نيكسون إلغاء ارتباط الدولار بالذهب بشكل مفاجئ، مما تسبب في أزمة تضخمية خانقة عاشتها أمريكا خلال السبعينيات، لكن الوضع اليوم أكثر خطورة.

وقد صرّح المحلل المالي “مارك تشاندلر” لموقع “ماركت ووتش” قائلًا: “الضرر الأكبر الآن هو على سمعة أمريكا كقوة اقتصادية عالمية”.

ووفقا للخبراء والمحللين، فقد بدأت الثقة العالمية بأمريكا بالانهيار بشكل واضح وصريح لأول مرة، ووفقًا لتقارير نشرتها مؤسسة “ماركت ووتش”، فإن المستثمرين الأجانب يفرّون من السوق الأمريكي بوتيرة مخيفة.

‏وأوضح الخبراء والمحللين أن ما يحدث الآن يسمى “إضراب رأس المال”، حيث يسحب المستثمرون أموالهم ويهربون من كل ما له علاقة بأمريكا، ويبيعون السندات والأسهم الأمريكية بشكل جماعي لأن السياسة الأمريكية أصبحت غير مستقرة وغير متوقعة، ونتيجة لذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية «التي كانت تعتبر الأكثر أمانًا في العالم» إلى مستويات تاريخية، وبلغت عوائد السندات لأجل عشر سنوات 4.49 % (أعلى نسبة منذ عام 2001)، بينما قفزت عوائد السندات لأجل ثلاثين سنة إلى 4.87 % (أعلى نسبة منذ عام 1987)، واصبحت أمريكا الآن بكل بساطة تدفع فوائد أعلى لإقناع الناس بشراء سنداتها.

وهذا يعني وفق الخبراء والمحللين أن العالم بدأ لأول مرة منذ عقود طويلة، يشكك في قوة الدولار كعملة احتياطية عالمية، وبدأت عمليات “التخلص من الدولار” أو De-dollarization بوتيرة سريعة في معظم دول العالم، بل إن أوروبا، والصين، وغيرها بدأت تتعامل في بعض الصفقات بعملاتها المحلية بدلًا من الدولار.

وفي خضم هذه الفوضى ومع سقوط الدولار، يتجه الجميع حاليًا إلى الاستثمار في الذهب، الذي سجل أعلى سعر في تاريخه، ولا يزال يواصل الارتفاع، وهناك توقعات بأنه سيستمر في ذلك خلال الفترة القادمة.

ووفق تقرير نشرته مؤسسة “جراي سكيل” الاستثمارية قبل قبل ايام قليلة، أشار إلى أن البيتكوين قد يكون المستفيد الأكبر من انهيار الدولار، وأن هذه الأزمة قد تُمكّن البيتكوين من منافسة الذهب نفسه، الذي تبلغ قيمته السوقية حوالي 22 تريليون دولار.

وأكد الخبراء والمحللون أن العالم اليوم يعيش مرحلة إعادة تشكيل، وأن النظام الاقتصادي الذي نعرفه يتغير، وأن الدولار الأمريكي الذي اعتدنا اعتباره أقوى عملة في العالم، والأساس الذي بُني عليه النظام المالي العالمي، والذي مكّن أمريكا من السيطرة على أموال واقتصادات العالم بدأ ينهار أمام أعيننا، حيث يبرز السؤال، كيف سيكون شكل العالم بعد انهيار الدولار، ومن هي القوة الجديدة التي ستتحكم في اقتصاد المستقبل؟.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الدولار الأمریکی أن ما یحدث منذ عام

إقرأ أيضاً:

إطلاق سراح المصباح أبوزيد قائد فيلق البراء بعد تحقيقات استمرت لأيام في القاهرة

شعبي الباسل الصامد ????????
أقف اليوم أمامكم مرفوع الرأس، أحيي صبركم وثباتكم، وأشكر وقفتكم الشامخة في وجه الحملات الكيدية التي حاولت النيل من عزيمتنا وتشويه صورتنا أمام العالم شاكرا وممتتنا لكل دور عظيم عبرتم عنه بموقفكم الصلب.
أوقفَتني السلطات المصرية لفترة وجيزة كإجراء طبيعى تقوم به أي دولة لاستيضاح الحقائق ، إثر بلاغات كاذبة دبّرها أعداء السودان والحالمون بكسر إرادته ، هدفها الإساءة لشخصي وتشويه صورة قواتنا المسلحة وقوات الإسناد الخاصة “فيلق البراء بن مالك”.
وبما أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، خرجتُ بحمد الله عزيزًا مكرمًا، مبرأً من كل تهمة وافتراء، لتبقى رايتنا بيضاء ناصعة، وسمعتنا نقية أمام العالم أجمع ، وقد أثبت التحقيق براءتي التامة، والحمد لله تم السماح لى بممارسة حياتي الطبيعية في بلدي الثانى مصر والان اتلقى في علاجي بالمستشفى وأطمئن الجميع أنني بصحة جيدة وأجد إهتماما عالي المستوى ..
هذه ليست المرة الأولى التي نخرج فيها منتصرين في ميدان الحقيقة ؛ فقد سبقت ذلك شهادة براءة من أشقائنا في المملكة العربية السعودية منذ عام ونيف ، وها هي مصر الشقيقة اليوم تؤكد مجددًا أن فيلق البراء بن مالك سند قواتنا المسلحة السودانية الباسلة، قوات منضبطة، وطنية، لا تعرف التطرف ولا تتورط في ما يسيء لقضيتنا العادلة ولا تنحاز سوى لمصلحة الوطن دون تدخل في شؤون غيرها .

أحبتي وشعبنا الكريم،،
لقد أراد أعداؤنا عزلنا ، لكننا سنصل إلى كل منبر ، ونواجه في ساحات الحوار كما نواجه في ساحات القتال وسنفتح كل الابواب ، ولن نقبل بأي قيود ينسجها ذاك العنكبوت ،، هذه المحنة منحة ، جعلتنا نُعرف العالم من نحن، وأثبتت أن قضيتنا حق وعدل.

☝️ ختامًا،
الشكر أجزله للسيد رئيس المجلس السيادي سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان على موقفه ومتابعته الشخصية للأمر واتصالاته المتكررة لمتابعة ذلك.
وسعادة الفريق أول ياسر العطا عضو المجلس السيادي
وسعادة الفريق أول ميرغني إدريس الذي أولى الأمر إهتمام بالغ ومتابعة شخصية حتى على مستوى الأسرة وإهتمامه بها فترة غيابي وسعادة الفريق صبير مدير هيئة الإستخبارات والاخوة في جهاز المخابرات العامة ..
???? والشكر أخصه وأجزله الى إخوتي رفاق الخنادق والبنادق القابضون على المقبض والباقون على العهد والمتماسكون وسط المحن على دعمكم وسندكم ووقفتكم وأعاهدكم أن لا تجدوني إلا كما تحبون ويمثل موقفكم..

❤️ أشكر مصر أرض الكنانة حكومة وشعباً التي احتضنت أسرتي لعامين في أمن وسلام، وتقدم لي اليوم الرعاية الطبية المميزة الكاملة في أفضل مستشفياتها ، وأؤكد حرصنا على دوام العلاقة الأخوية والاستراتيجية بين شعب وادي النيل، حتى نصل معًا إلى مزيد من التعاون والنصر المشترك.
وليوقن أعداؤنا أن صفوفنا متراصة، والميدان لنا، والنصر عهدٌ لا رجعة عنه وعدو أرض الكنانة عدونا ندافع عنها دفاعنا عن أرضنا..
ومن ظن أن غياب المصباح سيُخلي مواقع الرماة فقد أخطأ التقدير، فالمعركة مستمرة حتى دحر مليشيا دقلو الإرهابية، ورفع راية السودان عالية خفّاقة.

والله أكبر، والعزة للسودان
ولتحيا مصر أم الدنيا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 12-8-2025
  • قائد الجيش الباكستاني يهدد بشن حرب نووية تدمر نصف العالم
  • احمد موسي يعلق على انتشار الجيش الأمريكي في الشوارع
  • «غزة من فكّ الارتباط إلى فكّ الذاكرة».. كيف أعادت إسرائيل رسم الجغرافيا والديموغرافيا؟
  • صعدة .. مسيرات ووقفات طلابية في شدا وغمر والظاهر نصرة لغزة
  • ماذا قال المصباح قائد البراء بن مالك في رسالة إطلاق سراحه؟
  • إطلاق سراح المصباح أبوزيد قائد فيلق البراء بعد تحقيقات استمرت لأيام في القاهرة
  • إعلام: أوروبا وكييف تطالبان أمريكا بمنح أوكرانيا فرصة للانضمام إلى الناتو
  • العدوان واحد.. من قنبلة هيروشيما إلى جحيم غزة.. أمريكا الفاعل والداعم
  • القطاع الصحي في البيضاء ينظم وقفة للتنديد بسياسة حرب التجويع بحق أبناء غزة