أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، الناس بتقوى الله، فإن التقوى تسمو بالإنسان إلى شرف العلا، وإلى صفاء الضمير وطهارة السلوك.

خطيب المسجد الحرام: الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنانتحبس صاحبها عن الجنة.. خطيب المسجد الحرام يحذر من التساهل في أموال الناس

وقال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: "إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، يُبتلى فيها المؤمن بالسراء والضراء والشدة والرخاء والصحة والمرض والغنى والفقر والشبهات والشهوات، وبالموت الذي هو نهاية كل حي.

وقد بشر الله سُبحانه وتَعالَى بالأجرِ العظيمِ لمَن صَبَر على بَلاءِ الدُّنيا وشدتها"، قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

وأكد قائلًا: "ستنتقلون من هذه الدار إلى دار لا زوال لها، فنحن نشاهد كل يوم عددًا من الراحلين إلى الدار الآخرة من الآباء والأبناء والإخوة والأحبة والجيران، فالموت حق لابد من ملاقاته، كتبه الله على الصغير والكبير والغني والفقير، لا يدفعه جاه أو سلطان ولا يرده مال ولا أعوان ولا يحول دونه الحجاب ولا الحصون، ولو جعل البقاء لأحد من الخلق لكان ذلك لأنبيائه المطهرين ورسله الكرام.

ورأى الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، أن يتصور الإنسان تلك الحال التي لا بد من المرور عليها، عليه أن يستحضر سكرات الموت ونزعات الروح، إذا تشنجت أعضاؤه وانعقد لسانه وشخص بصره، والأهل حوله يبكون، والأولاد في البيت يتصاؤون والمال في الخزائن مكنون، فلا يخرج حينئذ إلا مكنون القلب (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

وحث المسلمين على العمل الصالح وقول الصدق وحسن الخُلق، والاستعداد لهذا المستقبل الرهيب، وتهيؤوا لهذا الطريق الذي لابد من سلوكه، واستيقظوا من الرقدة وانتبهوا من الغفلة، وسارعوا إلى معالم الرضوان قبل أن يعز الوصول، وأعطوا آخرتكم حقها كدار خلود ومقر، وأعطوا دنياكم حقها كدار متاع إلى الآخرة وممر، وتذكروا بيت الغربة والوحدة، وتذكروا بيت التراب والدود، تذكروا بيت الوحشة والضيق، ولا تغفلوا عن هادم اللذات ومفرق الجماعات، والجأوا إلى مقلب القلوب واسألوه الثبات وليحرص كل منا على أن توافيه منيته وهو على طاعة الله -عزوجل-، واعلموا أن الخاتمة الحسنة لا تقع إلا لمن كانت سريرته حسنة فلحظة الموت لا يمكن تصنعها.

ونوّه على أخذ الحذر واحتساب من مات لكم من الأولاد والأقارب والأخلاء، واعلموا أنهم أفضوا إلى ما قدموا وصاروا إلى رحمة أرحم الراحمين، وهم ذخائر عند الله لمن احتسبهم وصبر على مُرِّ القضاء، وتعزوا رحمكم بعزاء الإسلام، ولا تعزوا بعزاء الجاهلية، وبادروا بمحاسن الأعمال تمنحوا الإحسان والقبول، وخذوا من صحتكم لمرضكم، ومن شبابكم لهرمكم، ومن فراغكم لشغلكم ومن حياتكم لموتكم، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكره وشكره وبكثرة الصدقة، ترزقوا وتنصروا وتجبروا، والكيس من حاسب نفسه، وأتبع السيئة الحسنة، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد الحرام المسجد الحرام خطبة الجمعة العمل الصالح المزيد المسجد الحرام

إقرأ أيضاً:

تثبيت كسوة الكعبة الجديدة على الجهات الأربع مع مطلع العام الهجري

شهد صحن المسجد الحرام، اليوم الخميس، تثبيت كسوة الكعبة المشرفة الجديدة على الجهات الأربع، تزامنا مع دخول العام الهجري الجديد، وذلك بإشراف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وفور وصول الكسوة إلى المسجد الحرام، صباح اليوم، تولى الفريق الفني المختص مهمة نقلها مباشرة إلى الجهات الأربع للكعبة، حيث تم تثبيتها بإجراءات دقيقة، تتماشى مع المعايير الفنية والتنظيمية المعتمدة.

وتم تنفيذ عملية التغيير بإشراف أطر سعودية، حيث شارك فيها 154 صانعا سعوديا من المتخصصين في صناعة كسوة الكعبة، مستخدمين نحو 825 كيلوغراما من الحرير الطبيعي، و120 كيلوغراما من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كيلوغراما من أسلاك الفضة الخالصة، إضافة إلى 410 كلغ من القطن الداخلي.

وحملت الكسوة الجديدة نقوشا قرآنية مطرزة بعناية فنية عالية، ضمن إطار جمالي وروحاني يعكس رمزية المكان ومكانته في قلوب المسلمين حول العالم.

وتتكون الكسوة الجديدة من 47 قطعة من الحرير الأسود المنقوش، مطرزة بـ68 آية قرآنية بخيوط الفضة المطلية بالذهب عيار 24.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي: سرعة انقضاء الأيام والأعوام عبرة وعظة لأولي النهى
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين الظالمين
  • خطيب المسجد النبوي يدعو الله أن يحفظ البلاد من كيد الكائدين ومكر الماكرين
  • خطيب المسجد الحرام: الاعتراف بالنعمة سبب في حفظها واستدامتها
  • خطبتنا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطيب الأقصى يعلق على ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد
  • تثبيت كسوة الكعبة الجديدة على الجهات الأربع مع مطلع العام الهجري
  • بدء نقل كسوة الكعبة المشرفة الجديدة إلى المسجد الحرام
  • خطيب الأقصى: إجراءات الاحتلال منعت مئات آلاف المصلين من الوصول للمسجد