سواليف:
2025-06-26@14:31:13 GMT

من المستفيد ؟!

تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT

من المستفيد ؟!

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
بداية فإنّي أوضِّح بأنّي لست من جماعة الأخوان وإنّي فكرياً على نقيض كبير معهم ، ولكني أحترمهم كحزب أردني منضبط ومسؤول ومكوّن أجتماعي وازن ، لقد آن الأوان لطرح هذا السؤال والإجابة عليه بكل صراحة وشفافية – من المستفيد من تشويه وشيطنة جماعة الأخوان المسلمين أو اي حزب سياسي آخر ؟! أنا لا أملك هذه الإجابة ولكنّي قد اجتهد برأيي ، جماعة الاخوان تعايشت مع النظام السياسي الحاكم وعاشت في كنف الحكومات الأردنية منذ نشأة الدولة الأردنية تقريبا واستند واستفاد كل منهما من الآخر ، فهم الحزب الوحيد الذي كان مصرّحاً له بالعمل وفتح مكاتبه وممارس نشاطاته وأعماله بكل حرية في الوقت الذي كانت تُقمع فيه بقية الأحزاب السياسية الأردنية وتزج كوادرها في المعتقلات وتُمنع من العمل والسفر وتصادر حرياتها ونشاطاتها أيّاً كانت حتى عودة الحياة البرلمانية في عام 1989 م ، في تلك الدورة الانتخابية جبهة العمل الإسلامي حققت فوزاً انتخابياً كبيراً ، ذلك الفوز دقّ ناقوس الخطر لدى السلطة الحاكمة نظراً لشعبيته الواسعة وكونه تنظيماً عابراً للحدود ، لذلك لجأت السلطة الحاكمة إلى العبث بالبيئة السياسية الناشئة من خلال التفنّن في تشويه قانون الانتخاب للحد من وصول البرلمانييين الأخوانيين وغيرهم من القوى الوطنية إلى قبة البرلمان واستبدالهم بنواب شكليين محسوبين على النخبة الحاكمة لتسهيل مهام السلطة وتمرير مخططاتها ومشاريعها التي كانت في غالبيتها لا تصبّ في مصلحة الوطن والمواطن ، إلّا أنّ الجماعة حافظت على شعبيتها وبقيت في صدارة المشهد السياسي الأردني مما دفع الحكومات المتعاقبة إلى مواجهتها بشكل مباشر والحد من نشاطاتها وفعالياتها وبذلت كل جهودها بطرق وأساليب شتى لإقصاء الجبهة في عدة مواقع وخاصة في النقابات المهنية والمعلمين ، وبدلاً من اعتراف السلطة الحاكمة بإخفاقها في تحقيق أيّة إنجازات وطنية وفشلها على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والخدمية نجدها تلجأ إلى البحث عن عدو وهمي تحمله مسؤولية هذا الفشل وتشتري بعض الوقت لإثارة فتن داخلية للهروب من مأزقها وأزماتها .


الحدث الأمني الاخير حدث ويحدث في معظم دول العالم ويُعالج في إطاره الأمني بعيداً عن التوظيفات السياسية ، وكما جاء تفصيله على لسان الناطق الحكومي تشكر عليه أجهزتنا الأمنية ، لكن سرديته وتلميحاته المبطنة للجماعة وما أعقبها إعلاميا وتفاعلا مجتمعيا تفوح منه رائحة الفتن وتمزيق لوحدتنا الوطنية ، وصولاً لتهجم البعض على شخصيات وقامات وطنية مشهود لها بالوطنية الصادقة وتحظى بحصانة برلمانية ، هذه ومثلها من النتائج المتوقعة هي بالتأكيد أخطر بكثير من الحدث الأمني نفسه ، وبالتدقيق في سردية الحدث فإن الناطق الحكومي لم يؤكد أن هذه المتفجرات كانت ستستخدم داخليا في عمليات إرهابية وأنّه قال ” قد تُستخدم داخليا ” هذه العبارة لم تكن موفقة وكان لها أثر كبير في تأليب الرأي المجتمعي وإثارته بما لا يصب في المصلحة الوطنية ، ناهيك عن أنّ هذه المتفجرات قد يتبين لاحقاً أنها كانت تُعدّ لتهريبها للمقاومة الفلسطينية داخل فلسطين كما جرى سابقاً من تهريب للأسلحة ، وفي هذة الحالة فإن مرتكبي هذا الفعل سيصبحون ابطالأ بنظر كلِّ حرٍّ شريف إن ما ثبت أن هدفهم كان دعم المقاومة الفلسطينية داخل حدود فلسطين ، علما بأن تهريب الأسلحة عبر الحدود هو ليس حالة أردنية خاصة وإنّما هي حالة دولية عامة .
كلنا نُدين أيَّ عبثٍ بأمن الوطن ويجب التصدي له ومحاربته بكل شراسة ، لكن لا يجب توظَّيف هذه المخاطر لخدمة فئةٍ هي نفسها تشكل أكبر خطر وأكثر تأثيراً على أمن وسلامة الوطن ، الفساد هو الخطر الرئيسي الأول الذي يهددنا وجودياً ، وعلى حكومتنا كما استنفرت كل مقدراتها لهذه الحالة عليها أن تتعامل بالمثل مع كل حالات الفساد السابقة واللاحقة ، حيث ان أساس وركيزة التنمية الاقتصادية هو الاصلاح السياسي الذي يكفيل تطهير الوطن وتنظيفه من كل العوالق والشوائب التي لصقت به ، لكن للأسف إنَّ كل ما قيل ويُقال عن محاربته هو مجرد شعارات وموشحا تتغنى به الحكومات المتعاقبة ومجرد حملات إعلامية تضليلية لا أثر لها على الأرض ، وكل يوم تأخير في تنفيذه هو تظخم بحجم البطالة وارتفاع في نسب المديونية أي متفجرات جديدة تتربص بأمننا واستقرارنا وتأخير في نهضتنا وتوطئة للمتربص بنا العدو الصهيوني لتمكينه من الزحف شرقاً بكل يسر ، فهو المستفيد الأول من زعزعة أمننا واستقرارنا ، اما المستفيد الثاني من هذا العبث فهي مؤسسة الفساد !
وأخيرا فإن جماعة الأخوان هم مكون رئيسي وطني أردني كان لهم وقفات تاريخية ومحورية في حفظ الأمن والاستقرار يستحيل إنكارها وليس في مصلحة أيٍّ كان تشويههم ، وتصفية أية حسابات لا يجب بأي شكل من الأشكال ان تكون على حساب الوطن وأمنه ، فالأردن بأمسِّ الحاجة لتضافر الجهود ورصِّ الصفوف لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يتربص بنا على مدار الساعة ، وعلى القوى الوطنية الاردنية تذكر حكمة الإمام عليّ كرّم الله وجهه ” إن سكت أهل الحق عن قول الحق ظنّ أهل الباطل أنّهم على حقّ ” ، علينا جميعا التصدي بكل حزم وشجاعة لهذه الأقلام المأجورة التي تتصدر اليوم ساحات فضائنا الإعلامي بحجة الحرص على أمن الوطن ، هؤلاء الذين لم نشهد لهم أيّة مواقف من القضايا المفصلية التي تهدد وجودنا جميعا ومن قضايانا الوطنية ، وما كان الوطن يعني لهم شيئاً إلّا بمقدار ما يدخل في جيوبهم ، وأنّهم ما كانوا يوما إلا راقصين على حبال الحكومة ومدافعين عن سياسات فاشلة ومنظِّرين للفساد والتطبيع وسلام موهوم طمعا في مغنم هنا وارتزاق هناك .

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

إيران أم إسرائيل؟.. خبير يوضح لـ«الأسبوع» المستفيد الأكبر من حرب الـ 12 يومًا

وقف إطلاق النار.. أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن اتفاق لوقف إطلاق النار «كامل وشامل» بين إيران وإسرائيل، وذلك بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري الحاد بين الطرفين.

وقال ترامب عبر منصته «تروث سوشيال»: «على اعتبار أن كل شيء سيمضي كما هو مفترض، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الـ 12 يومًا».

القصف الإسرائيلي والأمريكي يؤخر البرنامج النووي الإيراني

من جانبه، أكد أسامة حمدي، محلل الشؤون الإيرانية، أن القصف الإسرائيلي والأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، مثل نطنز وأصفهان وفوردو، من شأنه أن يؤخر تقدم البرنامج النووي الإيراني، لكنه لا يعني القضاء عليه بشكل كامل.

وقال «حمدي»، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»: «القصف الإسرائيلي والأمريكي على المنشآت النووية الثلاثة قد يؤخر المشروع النووي الإيراني، ولكنه لن يخرجه عن الخدمة بشكل نهائي، أو يوقف البرنامج النووي الإيراني، هو فقط يؤخره لسنوات ولكن لا يقضي على طموحات إيران النووية».

وأضاف «حمدي» أنه رغم الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الرئيسية لإيران، إلا أن هناك منشآت نووية أخرى غير معلنة لا تخضع للرقابة الدولية، لا تزال قيد العمل مثل مفاعل بوشهر الذي أنشأته روسيا ومفاعل أراك للماء الثقيل، مشيرًا إلى أن هذه المنشآت لم تتأثر بالقصف.

حرب الـ 12 يوما إيران تستفيد من الضربات وكسر هيبة إسرائيل

وتابع محلل الشؤون الإيرانية: «إيران استطاعت تحمل تبعات الضربات الإسرائيلية بفضل اتساع الجغرافيا الإيرانية، لكن بالنسبة لإسرائيل، التي جغرافيتها محدودة، فإن الضربات كانت ذات تأثير أعمق، وهذه الضربات أدت إلى كسر هيبة إسرائيل في المنطقة وضرب العمق الإسرائيلي، وهو ما سعت إيران لتحقيقه».

وأشار «حمدي» إلى أن هذه التطورات كسرّت الصورة التي لطالما صنعتها إسرائيل لنفسها بأنها غير قابلة للاستهداف، خاصة من قبل القوى الإقليمية.

إيران وفرض معادلة جديدة للردع

وأوضح «حمدي» أن إيران استطاعت فرض معادلة جديدة للردع في المنطقة، قائلًا: «إيران كسرت معادلة القوة التقليدية في المنطقة، وأظهرت أن سماء طهران يمكن أن تقابل سماء تل أبيب. بمعنى آخر، استهداف سيادة إيران يقابلها استهداف سيادة إسرائيل»، مضيفًا أن إيران كانت المستفيد الأكبر من الحرب، لأنها استطاعت تحقيق إنجازات ميدانية وتغيير معادلة القوة في المنطقة.

الحرب تُنهي بتفاوض وفرض أوراق قوة

وأشار محلل الشؤون الإيرانية، إلى أن أي حرب لا بد أن تنتهي بالمفاوضات، موضحًا أن الحرب تمنح الأطراف أوراق ضغط قوية عند التفاوض، قائلاً: «إيران لجأت لضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، ليس فقط لتوجيه رسالة، بل أيضًا لتعزيز موقفها خلال المفاوضات المقبلة، والاحتفاظ بقدرتها الصاروخية، واستئناف برنامجها النووي مع الحفاظ على وجودها الإقليمي».

حرب الـ 12 يوما الولايات المتحدة واعية لمخاطر الحرب مع إيران

واختتم «حمدي» بالقول إن الولايات المتحدة كانت واعية تمامًا للمخاطر التي قد تنجم عن حرب موسعة مع إيران، مشيرًا إلى أن أي مواجهة مع طهران ستستنزف قدرات أمريكا وتصب في مصلحة كل من روسيا والصين، وهو ما جعلها حريصة على إنهاء التصعيد في أقرب وقت.

وعلى مدار 12 يومًا، شهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق بين الجانبين، حيث قامت إسرائيل بضرب مواقع عسكرية ونووية إيرانية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.

في المقابل، ردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة استهدفت مناطق إسرائيلية عدة.

كما شاركت الولايات المتحدة في التصعيد من خلال شن غارات على منشآت نووية إيرانية.

وفي وقت لاحق، شنت إيران ضربات على قواعد عسكرية أمريكية في قطر والعراق، دون تسجيل إصابات، ليُعلن ترامب بعد ساعات وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل مفاجئ، ما ساهم في تهدئة الوضع في المنطقة.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية الإيراني: لا مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت الاعتداءات مستمرة

واشنطن: لا إصابات بين الأمريكيين والقطريين في هجوم إيران على قاعدة العديد

ترامب: لن أسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: 30 يونيو أنقذت الوطن من الفوضى وأرست دعائم الدولة الحديثة
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: 30 يونيو ثورة شعبية أنقذت الدولة وأعادت لمصر هويتها الوطنية
  • العرابي: ثورة 30 يونيو كانت بداية لجمهورية جديدة واستعادة الهوية الوطنية
  • قضيتنا الوطنية.. حين يشيخ الخطاب وتتمرد المرحلة
  • حماة الوطن: ثورة 30 يونيو أعادت الهوية الوطنية وأنقذت الدولة من الانهيار
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • إيران أم إسرائيل؟.. خبير يوضح لـ«الأسبوع» المستفيد الأكبر من حرب الـ 12 يومًا
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • زرداري: كانت لدينا بضع ثوان فقط لنقرر ما إذا كان الصاروخ الذي نشرته الهند نوويا