اكد الإعلامي عمرو الليثي ان الدراما التلفزيونية تُعد إحدى أهم وسائل التأثير فى المجتمعات، لما لها من قدرة على جذب انتباه الجمهور، خاصة الأطفال والمراهقين، الذين يُعتبرون أكثر الفئات تأثرًا بما يشاهدونه. ومع ازدياد عدد المسلسلات والبرامج التى تحتوى على مشاهد عنف أو ألفاظ خارجة أو مفاهيم مشوشة، يُثار تساؤل مهم حول مدى تأثير هذه الأعمال على الأطفال الذين يتعرضون لها دون رقابة أو توجيه.

واضاف الليثي خلال تصريحات صحفية خاصة أن العنف فى الدراما يمثل خطرًا كبيرًا على نفسية الطفل، حيث تؤكد الدراسات النفسية أن مشاهدة الأطفال لمشاهد العنف بشكل متكرر يمكن أن تؤدى إلى تطبيع العنف لديهم، مما يجعلهم أكثر تقبلًا له أو ميلًا لتقليده فى سلوكهم اليومى. فبدلًا من أن ينمو الطفل فى بيئة تشجع على الحوار والتفاهم، يجد نفسه أمام نماذج تحل مشاكلها باستخدام القوة، مما يرسخ لديه مفاهيم خاطئة حول العدالة والعلاقات الإنسانية. كما أن مشاهدة مشاهد العنف المفرط أو المواقف المرعبة يمكن أن تسبب للأطفال القلق والخوف واضطرابات النوم. والتعرض المستمر لمحتوى غير مناسب لأعمارهم قد يؤدى إلى مشاكل فى تقدير الذات والشعور بالأمان.


وتابع ان الألفاظ الخارجة التى تستخدم فى بعض الأعمال الدرامية، حتى وإن كانت بهدف الواقعية، تؤثر بشكل مباشر على قاموس الطفل اللغوى. فالطفل بطبيعته يقلد ما يسمعه، وعندما يتعرض بشكل متكرر لألفاظ نابية أو غير لائقة، قد يكتسبها ويستخدمها فى حياته اليومية، مما يحدث خللًا فى سلوكياته ويؤثر على علاقاته داخل الأسرة والمدرسة.


وهناك أيضًا المفاهيم المغلوطة التى تروج لها بعض الأعمال، مثل تصوير الجريمة على أنها بطولة، أو إضفاء صبغة إيجابية على سلوكيات غير أخلاقية، فهى من أخطر أنواع التأثير. فعقل الطفل فى مرحلة التكوين، وعندما يتشبّع بهذه الرسائل المشوشة، قد يتبنى مفاهيم خاطئة حول الصواب والخطأ، مما يؤثر على قيمه ومعتقداته ويشكل شخصيته بطريقة غير سوية. ولأن الدراما جزء من ثقافة المجتمع، فإن مسؤولية صانعى المحتوى كبيرة فى توجيه الرسائل بشكل يخدم القيم التربوية والإنسانية. كما أن للأهل دورًا لا يقل أهمية إذ ينبغى أن يكونوا على وعى بما يشاهده أطفالهم، ويوجهونهم لما هو مناسب لأعمارهم، مع فتح باب الحوار لفهم ما يتأثرون به.

وتبقى الدراما التلفزيونية سلاحًا ذا حدين، إما أن تساهم فى بناء جيلٍ سوى قادر على التفكير والتحليل، أو تزرع فيه بذور السلوكيات السلبية. ومن هنا تأتى أهمية تبنى سياسة إعلامية رشيدة تراعى مستقبل الأجيال وتحمى عقولهم من التلوث الثقافى والسلوكى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عمرو الليثي الدراما التلفزيونية الأطفال والمراهقين السلوكيات السلبية المزيد

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة: تنوع مشاركات البينالي يجسد روح التضامن لأطفال العالم

افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فعاليات بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل -الدورة الثالثة-، بقصر الفنون، بساحة دار الأوبرا المصرية، والذي يُنظمه قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، وبالتعاون مع كلية التربية الفنية، وجمعية أمسيا (التربية عن طريق الفن- إفريقيا والشرق الأوسط).


وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل يُمثل منصة إبداعية وإنسانية عالمية، تفتح أبواب مصر أمام أطفال العالم ليحكوا قصصهم ويرسموا أحلامهم ويُعبروا عن قضاياهم المشتركة بلغة الفن التي يفهمها الجميع، مشيرًا إلى أن اختيار موضوع "تغيرات المناخ" يعكس وعيًا بضرورة إدماج الأجيال الجديدة في الحوار العالمي حول حماية البيئة ومتطلباتها المستقبلية.

وأوضح وزير الثقافة أن الأعمال المشاركة تُمثل لوحات فكرية وبصرية مفعمة بالصدق والعاطفة، تجسد مهارات فنية عالية لدى الأطفال، وتكشف أيضًا عن إدراك فريد ورؤية ثاقبة لواقعهم ومحيطهم، مشيرا إلى إن هذه الدورة تُثبت أن قدرات الطفل لاحدود لها في تطويع الإبداع نحو صياغة ملامح الغد.

وأكد وزير الثقافة أن استضافة مصر لهذا الحدث المُلهم يُعزز مكانتها كعاصمة للثقافة والفنون في محيطها الإقليمي والدولي، ويدعم رسالتها التاريخية في مد جسور التواصل الحضاري بين الشعوب، لافتًا إلى أن الفن هو أرقى وسيلة للتقارب الإنساني، وأن ما نراه اليوم من تنوع في المشاركات يُجسد روح التضامن بين أطفال العالم، ويؤكد قدرة الإبداع على تخطي الحواجز والحدود.


من جانبه قال الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل أصبح عيدًا فنيًا ينتظره المبدعون الصغار في مختلف أنحاء العالم، لكونه مساحة نادرة يلتقي فيها الصفاء الإبداعي للطفولة مع عمق القضايا الإنسانية الكبرى، مشيرًا إلى أن الدورة الثالثة تميزت بتفاعل واسع النطاق من دول متعددة، ما أتاح تنوعًا مدهشًا في الأساليب والمدارس الفنية التي أبدعها الأطفال، لافتًا إلى أن موضوع "تغيرات المناخ" منح المشاركين فرصة لطرح رؤاهم البيئية بلغة تشكيلية، تتراوح بين البساطة العفوية والرمزية العميقة، مؤكدًا أن اللوحات المعروضة تنطوي على رسائل مؤثرة تعكس مخاوفهم وأحلامهم تجاه مستقبل الأرض.

وأشار قانوش إلى أن البينالي يُمثل فضاء رحبًا للحوار الثقافي بين الأجيال، ومساحة جيدة للأفكار الإبداعية، تتيح لهم الاحتكاك والتعرف على تجارب أقرانهم في بلدان أخرى، فيتسع وعيهم ويترسخ لديهم الإيمان بقيمة التعاون والعمل المشترك، مؤكدًا حرص قطاع الفنون التشكيلية على تطوير هذا الحدث في كل دورة، سواء من حيث تنوع المشاركات أو جودة التنظيم، بما يليق بمكانة مصر وريادتها الثقافية.

وتأتي الدورة الثالثة الحالية لعام 2025، تحت عنوان "تغيرات المناخ" ويضم العرض نحو 300 عمل فني لأطفال من 17 دولة هي (مصر، فلسطين، لبنان، قطر، سوريا، رومانيا، بولندا، عمان، بنجلاديش، باكستان، اليمن، الهند، الفلبين، العراق، السودان، الأردن، أوكرانيا)، ليعكس ثراء التجارب وتنوع الثقافات، ويضع الأطفال في قلب المشهد الفني العالمي، عبر منصة تحتفي بقدرتهم على مناقشة قضية عالمية كبرى هي "تغيرات المناخ"، مقدّمين رسائلهم البصرية التي تحمل رؤيتهم لمستقبل أفضل.

ويستمر البينالي لمدة شهر كامل، ويفتح أبوابه يوميًّا من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً (عدا الجمعة)، ليتيح للزوار فرصة الاطلاع على افكار الأطفال حول العالم وكيف عبروا بخطوطهم البسيطة عن قضية عالمية هي "تغيرات المناخ- وما يتمنى كل طفل ان يري العالم عليه في المستقبل.


وقد تشكلت اللجنة العليا للبينالي من: الدكتورة سرية صدقي رئيسًا، وعضوية الدكتور أحمد حاتم سعيد -القوميسير العام-، الدكتورة سلوى حمدي -رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض-، الدكتورة مها مزيد، والدكتورة رانده فخري.


ويُعد بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل حدثًا فنيًا عالميًا أطلق في مارس 2019، ليكون أول معرض دولي مخصص بالكامل لأعمال الأطفال، حيث يجتمع في رحابه مبدعون صغار من قارات مختلفة ليقدموا رؤاهم الخاصة للعالم عبر الفنون التشكيلية، ومنذ انطلاقه، حرص البينالي على أن يكون جسرًا للتواصل الثقافي بين الأجيال، ومختبرًا مفتوحًا للأفكار التي تنبع من براءة الطفولة وجرأة الخيال.

طباعة شارك الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل الأوبرا المصرية قطاع الفنون التشكيلية

مقالات مشابهة

  • القومي للطفولة والأمومة يزور الأقصر لدعم وتنفيذ برامج مناهضة زواج الأطفال
  • وزير الثقافة: تنوع مشاركات البينالي يجسد روح التضامن لأطفال العالم
  • نشطاء يشيدون بنباهة طفل يمني أنقذ شقيقته من محاولة اختطاف
  • بعد طرح أحدث ألبوماته.. حمزة نمرة ضيف عمرو الليثي في واحد من الناس
  • حمزة نمرة ضيف عمرو الليثي في «واحد من الناس» بهذا الموعد
  • الأزهر يكشف عن عدة بسيطة تملأ حياة الطفل بالبركة.. تعرف عليها
  • القانون يحظر العمل الليلي للأطفال.. تفاصيل
  • عمرو الليثي ينعى ويدين استهداف الصحفيين في غزة
  • تكريم اسم الفنان لطفي لبيب والإعلامي عمرو الليثي بمهرجان إبداع للشباب- (25 صورة)
  • هل يُعتبر بناء الجيش المهني القوي هو جزء من بناء الدولة المدنية ؟