محمد أنور البلوشي

كان هناك زمنٌ كانت فيه الدنيا تنبض بفكر العرب، زمن كانت فيه رائحة الحبر والورق تعبق أزقَّة القاهرة وبغداد ودمشق وفاس. في تلك القرون الذهبية، كان الكتاب خبز الناس، وكان الجدل العلني أكسجين الحياة. كان العلماء والشعراء يتجولون في الطرقات، من أزقة باب المعظم في بغداد، حيث كانت الكتب تملأ كل زاوية، إلى مقاهي القاهرة حيث صدى صوت طه حسين يشعل العقول ويُلهم الأجيال.

الماضي العربي زاهر بأسماء لا تزال أفكارها تتردد عبر الزمن. طه حسين من مصر "عميد الأدب العربي"، تحدّى السائد وفتح دروبًا جديدة للفكر النقدي والإنسانية. كان يؤمن بتحرير العقل، داعيًا العرب للانتقال من مجرد التقليد إلى الإبداع الحقيقي. وتوارث هذا النهج الكثير من أبناء الفكر إن لم يكن بالاسم فبالروح.

ومن مصر أيضًا، ظل نصر أبو زيد رمزًا للحرية الفكرية، فقراءته الجريئة للنص الديني أودت به إلى المنفى، لكنه بقي أيقونة في الدفاع عن حق التفكير المستقل.

أما في العراق، فقد مزّق علي الوردي قشرة التجميل عن واقع المجتمع، محللًا تناقضاته النفسية والاجتماعية، كاشفًا أمراض البنية التي تُثقل كاهل المجتمعات العربية، وداعيًا إلى المصارحة مع الذات، وهي شجاعة نادرة في كل عصر.

ومن الجزائر جاءنا مالك بن نبي بمفهومه العميق عن "القابلية للاستعمار"، محذرًا من أن الاستعباد الحقيقي يبدأ عندما يستسلم العقل للخمول والقَدَرية. دعوته لم تقتصر على التحرر السياسي، بل نادى بنهضة الروح النقدية والعودة إلى الحوار مع الذات والمجتمع.

وفي المغرب، قضى محمد عابد الجابري عمره في مساءلة بنية العقل العربي، باحثًا عن التوازن بين الأصالة ومتطلبات العصر. ولا يزال كتابه "نقد العقل العربي" حاضرًا في جدالات الإصلاح والديمقراطية والهوية.

أما السودان، فقد حمل عبدالله أحمد النعيم الفكر إلى آفاق العالمية، مستخدما علمه لسد الفجوة بين التراث الإسلامي وحقوق الإنسان العالمية، مؤكدًا أن الإصلاح الحقيقي يحتاج إلى شجاعة فكرية، وإلى مواجهة التعصب الداخلي كما التحامل الخارجي.

واليوم، حين نبحث عن العقل العربي، كثيرًا ما نصطدم بالصمت، أو نسمع همسات يبتلعها صخب الصراعات السياسية وقلق الاقتصاد وطوفان التسلية السطحية. تضاءل عدد أكشاك الكتب في باب المعظم، وهدأت الجدالات التي كانت تعصف بمقاهي القاهرة وقاعات المحاضرات.

ماذا حدث لذاك العصر الأسطوري حين كان عامة الناس يفخرون بانخراطهم في الفكر والأدب؟ هل نسينا أن شوارع بغداد كانت مفروشة بالكتب، وأن كل عالم كان منارة أمل لمجتمعه؟

اليوم، يعيش العقل العربي حالة توتر. في بعض الزوايا، هناك من يقاوم، كتّاب وفنانون ومفكرون يُلهمون ويثرون، حتى وإن كان ذلك بثمن باهظ. تنتقل أعمالهم عبر الإنترنت، في المنافي، أو في الدوائر السرية للمدن الكبرى. لكن العقبات جسيمة؛ ففي أجزاء كثيرة من المنطقة، تُقابل حرية الفكر بالريبة أو العداء. والطائفية والانقسام الاجتماعي وخطر التهميش أو العنف يدفع بالمفكرين نحو الحياد أو حتى الانسحاب.

بعض الأصوات خفتت؛ وبعضها أُسكت أو نُفي. شجاعة طه حسين ونصر أبو زيد تبدو استثناء في أجواء اليوم. من كان للعرب فضل في صياغة الفكر العالمي فقد ترجموا وطوّروا علوم الفرس والإغريق والهنود ثم نقلوا ابتكاراتهم غربًا، ها هم خلفاؤهم معزولون، لا يُسمَع لهم في أوطانهم، أو يبحثون عن جمهور في بلاد الآخرين.

على الساحة العالمية، يواجه المفكر العربي أزمة مكانة. ففي حين تحتفي أمم العالم بمفكريها، ويُشجَّع الحوار والإنجاز العلمي كركائز للتقدم، كثيرًا ما يجد العقل العربي نفسه مكبَّلًا بالقيود السياسية والثقافية. الخسارة ليست شخصية فقط، بل حضارية؛ إذ حين يُقمع الفكر النقدي، يذبل المجتمع كله ويتجمد.

فأين هو الفكر العربي؟ الحقيقة أنه موجود في كل مكان، لكنه لا يظهر بالقدر الكافي. يكمن في أفعال الشجاعة الصغيرة: في معلمة تُلهم طلابها بطرح الأسئلة، وفي كاتب يتحدى حدود المألوف، وفي منفيٍّ يرفض أن ينسى لغته وتراثه.

لكن حتى يستعيد العقل العربي مكانته بين القوى الكبرى في العالم، يجب أن تُبعث من جديد روح الفضول والحوار والتنافس الحر للأفكار. علينا أن نتذكر مجد الشوارع التي كان فيها الكتاب والجدل معيار عظمة المدينة.

وربما لن تشبه النهضة الجديدة سابقاتها، لكن الروح يمكن أن تعود. العقل العربي، وإن أُنهك، لم ينطفئ. نهضته مرهونة بإرادتنا على السؤال والبحث والحلم من جديد.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نحو مفتتح عهد جديد لإحياء عقل ويقظة وقوة وحيوية العرب والمسلمين: وثيقة منهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم

"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة وَمِنْهَاجا" (المائدة: 48).

المدخل

1- جعل الله تعالى لكل أمة شريعتها الخاص ومنهاجها المميز لها الذي يحفظ لها شخصيتها وهويتها الخاصة بها، وتفاعلها وإنجازها الحضاري بحسب موقعها في التاريخ البشري.

والشريعة هي التشريعات والأحكام الفقهية لإدارة شؤون الحياة، والمنهاج هو السبيل والطريق الواضح السهل لفهم الدين والواقع وإنتاج المفاهيم والتصورات وطرق إنزال وتطبيق الدين في واقع الحياة لتكون كلمة الله تعالى هي العليا رحمة للعالمين.

والمنهاج يعني منطق التفكير الذي يتكون من طرق ومناهج التفكير وحقائق الدين العميقة والظاهرة، وبهما يبلغ الإنسان الحكمة والوصول إلى ما لم يكن يعلم.

2- العقل البشري هو مناط تكليف الإنسان وعمود تحمله مسؤولية الاختيار بين الهداية والكفر وتحمل تبعة الرسالة.

3- العقل البشري عضو حيوي قابل للضمور والضعف، كما أنه قابل للنمو والتطور وبلوغ فضاءات مفتوحة من الذكاء والعبقرية. وقدرات التفكير البشري جزء منها فطري وجزء منها قابل للاكتساب بالتعلم.

4- العقل والتفكير أساس استيعاب العلوم والمعارف والخبرات السابقة وإنتاج المعارف والعلوم المتجددة إلى يوم القيامة.

5- والعقل والتفكير أساس العلم والمعرفة التي تبني الحضارات وتقييم الأمم.

6- صراع الحق والباطل الدائم إلى يوم القيمة في جوهره صراع للعقول والتفكير.

7- الأمة الإسلامية منذ نشأتها مع نزول الوحي اعتمدت منهج التأمل والتدبر وإعمال العقل وتعلم ومهارات ومناهج التفكير في آيات الوحي الإلهي سبيلا لتعلم التفكير، وبناء العقول الكبيرة بشكل تلقائي وطبيعي يتناول فيه المسلم علوم المنطق والتفكير من خلال تعلمه ومعايشته وفهمه وتطبيقه وبلوغه مقاصد وحكمة القرآن.

8- مع ضعف الأمة الإسلامية وسقوط الخلافة الإسلامية وتفكك دول الإسلام ووقوعها فريسة للاستعمار والسيطرة الغربية؛ فرض عليها الغرب الصليبي حصارا خانقا على العقل والتفكير، مركّزا سهامه نحو جوهر قوة الأمة وهو عقلها، فأسس وفرض نظما تعليمية خاصة على يد القس دانلوب في 1890م؛ تختزل منطق التعليم في الحفظ والتلقين وحرمان الطلاب المسلمين وأجيالهم منذ ذلك الحين من تعلم مهارات التفكير البسيطة والمركبة ومناهج التفكير المنطقي والعلمي، مستهدفا إضعاف وتجميد عقل الأمة وقطع صلتها بالعلم والمعرفة، بل وحقيقة دينها. وللأسف كان له ما خطط وسعى إليه بقدر كبير صنع الفجوة العقلية والعلمية والحضارية بين المسلمين والعالم المتقدم.

9- في المقابل، اجتهد الغرب في تطوير مناهج تعلم التفكير لأبنائه وأجياله، سواء بشكل مناهج مجردة لتعلم التفكير أو بدمج مهارات التفكير بشكل منهجي منظم في المواد الدراسية الإنسانية والكونية، محافظا بذلك على الفجوة الواسعة لحسابه في الإنتاج والتفوق العلمي والحضاري وصراع الحضارات الجاري.

10- في هذ السياق أصبح من الواجب على العاملين لإحياء يقظة وعقل وقوة وحيوية وفاعلية العرب والمسلمين لرفع كلمة الله تعالى رحمة للعالمين جميعا؛ أن يؤسسوا نظاما معياريا عالميا معاصرا خاصا بالمسلمين، يعبر عن خصوصيتنا العقائدية والحضارية وتاريخ الأمة الإسلامية الممتد لأربعة عشر قرنا من الزمان متجاوزا الأعوام المئة والخمسين الأخيرة من تاريخ البشرية، والتي ضعف وتراجع فيها المسلمون؛ نظاما معيارا لصناعة مناهج تعلم القيم وتعلم التفكير أساسا ومعيار ومنهاجا لإنتاج مناهج لتعلم القيم وتعلم مهارات التفكير البسيطة والمركبة ومناهج التفكير وطبقات العرفان.

لأجل تلك الهدف العظيم والغاية الكبري كانت هذه الوثيقة دليلا ومرشدا ومعيارا للعاملين في صناعة مناهج التفكير بمنطق إسلامي خاص يجمع ويدمج تعليم التفكير بتعلم تدبر وفهم حقائق القرآن الكريم، بما ينتج عقولا تمتلك أجهزة معرفية قوية تفكر بمنطق الإسلام وترى العالم بعقل وهوية وعدالة ورحمة وعالمية الإسلام؛ "صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَة ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ" (البقرة: 138)، وتثري مناهج التفكير العالمية نفعا ورحمة للناس كافة.

(المنهاج الخاص لكل دين = منطق التفكير الخاص = طرق التفكير × الهوية العميقة والظاهرة)

فهرس الوثيقة

1- التعريف بالمنهج.

2- أهم مميزات المنهج.

3- أهداف المنهج.

4- مقاصد وغاية المنهج.

5- المنطلقات والمبادئ الأساسية لتصميم المنهج.

6- الدور الوظيفي لمنهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم.

7- طرق تناول المنهج.

8- إعادة تنظيم وبناء وتشغيل الجهاز المعرفي الإسلامي.

1/8- التعريف بالمنهج

منهج قيمي هويتي منهج تعليمي لتعلم مهارات ومناهج التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم؛ بمستوياتها الثلاثة:

أ- مهارات التفكير البسيطة (12 مهارة).

ب- مهارات التفكير المركبة (12 مهارة).

ت- مناهج التفكير (12 منهج).

وذلك بطريقة متدرجة من الجزء إلى الكل للمراحل العمرية من 10 إلى 18 عاما لطلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوي، يجمع أهم مميزات مناهج تعلم التفكير المتعارف عليها عالميا (الكورت + القبعات الست دي بونو + منهج فلسفة الأطفال ليبمان + التفكير التقني تريز + أنماط العقل كوستا + منهج التفكير التعليم الناقد باير)، وإضافة المميزات المنطقية والإسلامية الخاصة.

يتكون المنهج من:

أولا، كتاب الطالب: الذي يشمل 12 درسا بواقع درس لكل مهارة يتناول الدرس الواحد التعريف بالمهارة وعناصرها ومراحل عملها ودورها الوظيفي في حياة الطالب، وخمسة تمارين عملية تطبيقية للمهارة الواحدة بآيات مختارة تعليميا من القرآن الكريم لتحقيق الأهداف التقنية للمهارة.

ثانيا كتاب المعلم: الذي يتناول تفسير السعدي الشامل الموجز لآيات القرآن التي يتم تناولها بالتمارين مع الإجابة النموذجية للتمارين وكيفية تناولها مع الطلاب.

منهج تعلم مهارات ومناهج التفكير بتدبر القرآن الكريم يأتي ضمن منظومة مناهج قيمي هويتي لتعلم:

أ- القيم والأخلاق القرآنية.

ب- مهارات ومناهج التفكير.

ت- همم عالية لأصحاب المواهب والقدرات الخاصة.

وهذا لبناء الشخصية الإسلامية المعاصرة للطلاب من 6 إلى 18 عاما، والتي ستصبح يوما ضمن مناهج التعليم الأساسية لوزارات التربية والتعليم والمعاهد الأزهرية والدينية في العالم العربي والإسلامي، إن شاء الله تعالي.

2/8- أهم مميزات المنهج

أولا: المميزات الذهنية التعليمية

1- الشمول لكافة المهارات البسيطة والمركبة وعددها أربع وعشرون مهارة، وأهم مناهج التفكير المنطقي التي توصل إليها علماء المنطق وعددها 12 منهجا.

2- التنظيم والتدرج المنطقي من الفرع والجزء إلى الأصل والكل.

3- التسلسل البنائي في عقل المتعلم من مهارة بسيطة تحتاج عمليات عقلية محدودة إلى مهارة مركّبة تحتاج إلى عدد من العمليات العقلية المترابطة والمتدرجة إلى منهج تفكير متكامل ومستقل في تنظيمه وبنائه وشخصيته وهويته المعرفية، ليصبح بذاته دليلا وبرهانا منطقيا للاستخدام في العلوم المختلفة.

4- اعتماد آلية التأمل والفحص والتمحيص والتحقق في كل مهارة ومنهج بهدف الوصول إلى جوهر وحقائق الأشياء، انتقالا من العارض الظاهر إلى الجوهر المكنون، وذلك من أهم مقاصد التفكير.

5- اعتماد آلية التفكر والتعلم الذاتي في تصميم التمارين التعليمية ليتحول الطالب إلى مشارك ومنتج للمعرفة، وصولا إلى الباحث المتأمل المفكر الناقد المقوم والمنتج الدائم للمعرفة.

6- التزام آلية الإتقان في العمليات الذهنية التي يمارسها الطالب في التعاطي مع التمارين التدريبية، تفاعلا مع آيات الوحي العظيم وما فيها من إبداع وحكمة إلهية تمثل بحرا واسعا بلا شطآن؛ "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدا" (الكهف: 109) للتأمل والإبداع والابتكار في سبل البحث وإنتاج المعرفة.

7- اعتماد منهج حل المشكلات الحقيقية والافتراضية، بداية من استخدام المهارات البسيطة ثم المركبة ثم مناهج التفكير، بما يعزز مهارات وخبرات وثقة الطالب في قدرته الذهنية علي مواجهة المشاكل والتحديات، بل وحبه وطموحه في مغالبتها.

8- العملية الواقعية من خلال ربط مهارات التفكير بميادين معرفية حياتية تطبيقية من آيات القرآن؛ تتناول موضوعات متنوعة في العقيدة والعبادات والتشريعات والقيم والأخلاق والمعاملات ومقاصد الدين والسنن الإلهية في حياة الإنسان والأسرة والمجتمع والدول والأمم، بما يمنح الطالب ثراء معرفيا وخبراتيا لا محدود، كما تمزج المهارة الذهنية المنطقية المجردة بروح الواقع الكامنة في الآيات، فتجعل من الجسد الميت للمهارة المنطقية المجردة الباردة روحا حية دافئة، بل وعملية ساخنة يستخدمها الطالب يوميا في حياته، فيتشربها بسهولة تشرّب الجائع المحتاج المتعطش الباحث عنها لتطوير ذاته وحل مشاكله وشق طريقه في الحياة.

9- بناء وتعزيز العمليات العقلية بطريقة منهجية منظمة علميا وتطبيقيا لتعزز العملية المباشرة في حياة الطالب، والعبودية الفطرية لدى المسلم التلقي للتعلم والتنفيذ؛ "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة: 285).

ثانيا: المميزات التربوية الدينية لطلاب المنهج

المادة التعليمية والتدريبية كلها من آيات الوحي العظيم بما يعزز:

10- مهارات تدبر وفهم وتطبيق والإيمان العقلي بالقرآن.

11- البناء المعرفي والمفاهيمي وبناء الشخصية والهوية الإسلامية.

12- المهارات والخبرات العملية لتطبيق شعائر وتعاليم وقيم ومفاهيم الإسلام.

13- الهوية والانتماء الديني المبكر.

14- الوعي الجمعي المبكر بالإجابات الإسلامية العميقة بالأسئلة الفلسفية الكبرى (الله والكون والإنسان والحياة والموت والمصير).

15- التربية الذهنية المبكرة ورفع مستوى الذكاء والعبقرية.

3/8- أهداف المنهج

أ- حماية العقل المسلم من طرق التفكير الخاطئة الشائعة، التي حذر منها القرآن الكريم، لارتباطها بانحراف وعصيان الإنسان، وصولا إلى الشرك والكفر والتي تعد السبب الأساس في خلل نظام أفكار ومعارف المجتمعات المتخلفة والتي تشوه وعيها وتعيقه عن الهداية والنهوض، ومن أهمها:

1- التفكير الخرافي غير المنطقي، بالتمني والتواكل.

2- التفكير المؤدلج.

3- التفكير التقليدي المكرر- النماذج والأحكام سابقة التجهيز.

4- التفكير العاطفي.

5- التفكير التبريري.

6- التفكير الجزئي قصير الأجل.

7- التفكير العائم المائع.

8- التفكير برد الفعل، وغياب القدرة على المبادرة.

9- الاستغراق في الماضي.

10- التفكير المشتت الذي يخلط بين مفردات غير متجانسة.

11- الخلط بين أنواع ومستويات الكلام.

12- السطحية والتهوين والشعارية.

13- رفض الجديد وإعلان الحرب عليه.

14- إطلاق الأحكام الانطباعية دون معايير قياسية.

15- الخلط بين الدين والتدين.

16- التفكير العشوائي.

17- تركيز الاهتمام على الأداء دون الإنجاز النتائج.

18- تحريم وتجريم التفكير النقدي.

19- التفكير بالخوف.

ب- توجيه فطرة وميول الطلاب إلى التفكير المنطقي المنهجي الصحيح في كل أمور حياتهم.

ت- تمكين الطلاب من تنمية قدراتهم وعملياتهم الذهنية والمعرفية والاستخدام الأمثل لعقولهم، والتي تمثل القوة الأساسية للإنسان لتفجير طاقاته وقدراته البشرية في رسالته لعمارة الحياة.

ث- تعزيز قدرة الطلاب على التعلم الذاتي واستيعاب العلوم المختلفة.

ج- تمكين الطلاب بالأدوات العقلية والمعرفية اللازمة لتعزيز قدرتهم المستمرة علي الإنتاج المعرفي.

ح- بناء الشخصية الإسلامية المستقلة القادرة على التفكير وصناعة واتخاذ القرار.

4/8- مقاصد وغاية المنهج

(استقلالية العقل المسلم وتطهيره مما اعتراه من اختراق ودخن)

منطق الفكر الإسلامي يتكون من: العقيدة + الغاية + المفاهيم + القضايا والتصورات الكبرى + الاستدلال الاستقرائي والاستنباطي من المقدمات إلى النتائج + البديهيات والمسلمات + القوانين المنطقية + القوانين الإلهية + القيم القرآنية الكبرى الحاكمة + اللغة.

ويتكون منطق الفكر الغربي من مكونات رافضة ومتجردة من الدين تماما: المفاهيم + القضايا والتصورات الكبرى + البديهيات والمسلمات + القوانين المنطقية + اللغة.

1- بناء وتمكين منطق الفكر الإسلامي الجامع لمهارات ومناهج التفكير ومرتكزات التفكير الإسلامية الكبرى للنظر إلى الله تعالى والكون والأشخاص والأشياء والأحداث والحياة والآخرة بشكل عام.

2- تحصين العقل الجمعي المسلم من منطق التفكير الغربي المشرك الذي فرض نفسه على العالم واخترق مساحات غير قليلة من العقل الجمعي المسلم خلال القرن ونصف الأخير.

3- إنتاج جيل جديد من العقول والنفوس الكبيرة القادرة على تمثيل وحمل رسالة الإسلام وإدارة معارك صراع العقول والأفكار والمعرفة والتكنولوجيا في كافة مجالات الحياة رحمة للعالمين.

4- استعادة قوة وحيوية العقل الجمعي المسلم لأسلمة وإنتاج المعرفة الإنسانية والكونية وتطبيقاتها في كافة مجالات الحياة وتعظيم القوة البشرية الإسلامية رحمة للعالمين

5/8- المنطلقات والمبادئ الأساسية لتصميم المنهج

1- الإنسان كائن مفكر، والعقل مناط التكليف وتعلم التفكير والاستخدام الأمثل للعقل واجب ديني على كل مسلم ومسلمة، وواجب على الحاكم والدولة كأحد أولويات الأمن القومي للدولة والأمة المسلمة.

2- الشمول والتكامل لكل المهارات والمناهج المنطقية التي توصل ويتوصل إليها الفكر البشري.

3- التبكير بتعلم مهارات التفكير قبل بلوغ مرحلة التكليف.

4- التأسيس العميق لبناء منطق التفكير الإسلامي الجامع بين التفكير الصحيح والمنطلقات الإسلامية التي تمكن الطلاب من النظر للكون والأشخاص والأشياء والأحداث برؤية منطقية إسلامية، كعابد لله وليس ندا لله؛ يسمع ويطيع منهج الله ولا يسمع ويعصي- الله تعالى خالق ومدبر الكون وليس المادة ولا الصدفة- الإنسان مستخلف في الأرض لعمارتها بالقسط والعدل وليس منتفعا لذاته فقط- الإنسان سيد في الكون وليس إلها للكون.. الخ.

5- التأسيس المنطقي والإيماني الإسلامي المتكامل المستقل من خلال الجمع بين:

أ- بيان العلل الغائية في الآيات بأسئلة لماذا؟ لكشف الحكمة والمقصد الإلهي.

ب- العلل الفاعلة في الآيات بأسئلة مَن وكيف؟ لكشف القدر والقدرة والفعل الإلهي والأسباب المادية في عالم البشر بالحياة الدنيا، بما يضمن تشكل التصور المنطق الإسلامي في النظر للكون والحياة والأشياء والأحداث.

6- تعزيز وتوثيق المرجعية الكاملة للمسلم والتي تجمع العقل والعلم والوحي.

7- تعزيز وتوثيق منهج التعامل مع القرآن الكريم كعقيدة ومصدر ومرجع ومعيار ومؤشر للعلم والمعرفة والنور الإلهي الهادي للحق، من خلال التدبر والتأمل والبحث واستكشاف الحكمة.

8- تعزيز وتوثيق مفهوم تجدد وتوالي الآيات الإلهية في القرآن الكريم لكل جيل إلى يوم القيامة؛ "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (فصلت: 53)، وتحفيز وتعزيز قدرة العقل المسلم علي اكتشافها والإيمان بها وتوظيفها في مشروعه لعمارة الحياة.

9- التدرج والتسلسل البنائي المنظم من الجزئي البسيط إلى الكلي المركب.

10- تصميم المنهج بآلية التعلم الذاتي القائم على أساليب التعلم التعاوني النشط بين الطالب وتمارين المنهج، بين الطالب والمعلم، بين الطالب وزملاءه، بين الطالب والبيئة، بين الطالب والوحي.

11- الوعي الشامل بالمهارة الذهنية: ماهيتها وعناصر ومراحلها ودور الوظيفي.

12- تكرار تناول المهارة تدريبيا خمس مرات بما يعزز فهمها وتطبيقها واكتسابها للطالب العادي.

13- الواقعية العملية للمهارة في حياة الطالب.

14- التطبيقات العملية المتنوعة في العلاقة بالله تعالى وبالذات والآخر والكون من حوله.

15- التوظيف العملي للمهارة في فهم معاني واكتشاف حقيقة وجوهر الآية.

16- تنوع مستوي التمارين مراعاة للفروق الفردية بين الطلاب.

17- استخدام الصور التوضيحية المعبرة للمهارة والتمارين.

18- التدرج في مستويات المهارة الذهنية من البسيط إلى المركب إلى الإطار المنهجي القائم بذاته.

19- استيعاب المميزات الخاصة في المناهج العالمية الستة لتعلم التفكير والإضافة والتميز عليها.

20- الجمع بين تعلم التفكير وتدبر وتعلم القرآن الكريم.

6/8- الدور الوظيفي لمنهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم

1- بناء العقول والأفكار الكبيرة والطموح والنفوس العالية

2- التفكير الصحيح وبناء العقول الكبيرة الذكية مفتاح بناء القدرات البشرية الستة (النفسية- المعرفية- الاجتماعية- الوجدانية- البدنية- الكاريزما الشخصية المؤثرة).

3- إنتاج جيل جديد من العباقرة المبدعين المبتكرين قاطرة تطوير حركة الحياة.

4- العقول الكبيرة القادرة على التدبر وفهم حقائق الوحي الإلهي العظيم وكشف أسباره وتطبيقاته.

5- العقول الكبيرة أساس فهم حقائق ومقاصد الدين، وإدراك الواقع واستشراف المستقبل والتخطيط له.

6- بناء العقول الكبيرة الأقدر على استيعاب العلوم والتكنولوجيا وإنتاج المعرفة المتجددة.

7- العقول الكبيرة الأقدر على فهم القيم القرآنية وأبنيتها المفاهيمية وتطبيقاتها السلوكية واكتسابها والتخلق بها.

8- بناء وتطوير الجهاز المعرفي الخاص لكل طالب.

9- بناء الشخصية المستقلة القادرة على التفكير وصناعة واتخاذ القرار.

10- تعزيز المراقبة الذاتية لنمط التفكير وتقويم الذات والتحول المبكر إلى نمط التفكير الصحيح.

7/8- طرق تناول المنهج

1- مناقشة أسئلة التمارين، بإدارة حوار تفاعلي بين المعلم والطلاب وبعضهم البعض.

2- المعايشة العملية والمحاكاة التلقائية لنموذج القدوة الأسوة- النمذجة.

3- طريقة المحاضرة المطورة- بأساليب التوضيح المتنوعة.

4- التأمل الفلسفي متدرج العمق بصناعة الأسئلة والإجابة عليها، وتكرار صناعة الأسئلة، من الإجابات الأولية والإجابة عليها وصولا إلى الأفكار العميقة، والأفكار الكبيرة المركبة من الأفكار الصغيرة الأولية.

5- ورش العمل التدريبية.

6- حلقات العصف الذهني التخصصية.

7- مشروعات العمل الميدانية المهدفة- النشاط العملي التطبيقي الممنهج.

8- المشاهد التمثيلية المعبرة مع النقاش والتحليل التربوي.

9- حل المشكلات الحقيقية والافتراضية.

10- الحقائب التعليمية- التمارين والحالات العملية.

11- التجربة الميدانية بتخطيط وتنفيذ الطلاب واستخلاص النتائج الفعلية.

12- الأنشطة الإعلامية التعريفية- مقال، موضوع، صور، تقرير.

13- القصة وتحليلها تربويا.

14- بمواجهة التحديات والمشاكل الحقيقية والمفتعلة تدريبيا.

15- المجسمات التعليمية.

16- الفيديوهات التعليمية.

8/8- إعادة تنظيم وبناء وتشغيل الجهاز المعرفي الإسلامي

الجهاز المعرفي للإنسان المسلم ومكانة مهارات ومناهج التفكير فيه





مقالات مشابهة

  • خلع ضرس العقل يعزز حاسة التذوق.. دراسة تكشف تأثيرًا غير متوقع
  • الرئيس السيسي ناعيا الدكتور أحمد عمر هاشم: سيظل علمه الغزير باقيا على مر الزمان
  • الرئيس السيسي: سيظل علم الدكتور أحمد عمر هاشم باقياً وراسخاً على مر الزمان
  • نحو مفتتح عهد جديد لإحياء عقل ويقظة وقوة وحيوية العرب والمسلمين: وثيقة منهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم
  • ما رؤيا الرسول التي كانت سببًا في تخصص د. أحمد عمر هاشم في الحديث؟ - فيديو
  • نائب:السوداني أغرق العراق بالديون التي وصلت إلى (122) مليار دولار
  • من الأذن إلى العقل.. ثورة كورية في قراءة الأفكار
  • 7 أكتوبر والوعي العربي الهجين !
  • 52 عاما على نصر أكتوبر المجيد.. ملحمة العبور التي أحدثت تغييرا في الفكر العسكري العالمي
  • انطلاق أعمال الكونغرس العربي العالمي للابتكار في بغداد