هل ثواب العمل الصالح يتضاعف في مكة؟.. دار الإفتاء تكشف الحقيقة
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حقيقة مضاعفة الأجر بحسب المكان، حيث يسأل أحد متابعي صفحة دار الإفتاء حول هل ثواب العمل الصالح يتضاعف في مكة والأماكن المقدسة؟.
وقالت دار الإفتاء، ردا على السؤال عبر موقعها الإلكتروني، إن حِكمة الله تعالى وسُنَّته أنه جرى تفضيل بعض المخلوقات على بعض، وكذا في الأمكنة والأزمنة؛ موضحة أن الله تعالى فضَّل جنس الإنسان من بني آدم على سائر مخلوقاته، فجعله مكرمًا مصانًا؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70].
وأما بنعمة ربك فحدِّث.. الإفتاء توضح المعنى الصحيح للآية
دار الإفتاء تكشف حكم إخفاء عيب في السلعة عند البيع
ما فدية الحامل إذا أفطرت في رمضان؟.. الإفتاء تجيب
هل يجوز قول الاستعاذة في كل ركعة من الصلاة.. الإفتاء تجيب
وأضافت الإفتاء أن الله اصطفى كذلك مِن بين ذرية آدم وبَنيه الأنبياء والرسل، فجعلهم محلَّ وحيه وتجلي رسالته، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 33]، ولم يقتصر ذلك التفضيل على الأشخاص بل جرى في الأمكنة؛ ففضَّل الله تعالى مكة المكرمة على غيرها من بقاع الأرض، فجعلها مركز الأرض، وأشرف البقاع وأجلَّها.
وتابعت الدار، أن الله تعالى فَضَّل مكة على غيرها من البلاد في الأجر والثواب وجعله مضاعفًا؛ وذلك حتى يحرص المسلم فيها على الإكثار من الطاعات، وتجنب المعاصي والمذلات، فيسود فيها الخير والنفع؛ مستشهدة بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وآله وسَلَّمَ قال: «مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِئَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِيمَا سِوَاهَا» أخرجه ابن ماجه في "السنن".
وكما استشهدت دار الإفتاء بما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَمَضَانُ بِمَكَّةَ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ» أخرجه البزار في "المسند".
حقيقة مضاعفة ثواب العمل الصالح في مكةوذكرت دار الإفتاء آراء عدد من الفقهاء حول تلك المسألة ومنهم:
قال الإمام الحسن البصري في "فضائل مكة" (ص: 21-22، ط. مكتبة الفلاح): [مَا على وَجه الأَرْض بَلْدَة يرفع الله فِيهَا الْحَسَنَة الْوَاحِدَة غَايَة ألف حَسَنَة إِلَّا مَكَّة، وَمن صلى فِيهَا صَلَاة رفعت لَهُ مائَة ألف صَلَاة، وَمن صَامَ فِيهَا كتب لَهُ صَوْم مائَة ألف يَوْم، وَمَن تصدَّق فِيهَا بدرهم كتب الله لَهُ مائَة ألف دِرْهَم صَدَقَة، وَمَن ختم فِيهَا الْقُرْآن مرَّة وَاحِدَة كتب الله تَعَالَى لَهُ مائَة ألف ختمة بغيرها.. وكلَّ أَعمال الْبر فِيهَا كل وَاحِدَة بِمِائَة ألف، وَمَا أعلم بَلْدَة يحْشر الله تَعَالَى فِيهَا يَوْم الْقِيَامَة من الْأَنْبِيَاء والأصفياء والأتقياء والأبرار وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَالْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء والفقراء والحكماء والزهاد والعباد والنساك والأخيار والأحبار من الرِّجَال وَالنِّسَاء مَا يحْشر الله تَعَالَى من مَكَّة، وَإِنَّهُم يحشرون وهم آمنون من عَذَاب الله تَعَالَى، وليوم وَاحِد فِي حرم الله تَعَالَى وأمنه أَرْجَى لَك وَأفضل من صِيَام الدَّهْر كُله وقيامه فِي غَيرهَا من الْبلدَانِ] اهـ.
وكما ضُعِّف فيها الثواب وعُظِّم؛ قُبِّح فيها الذنوب والمعاصي عن غيرها من البلاد؛ قال الإمام النووي في "الإيضاح في مناسك الحج والعمرة" (ص: 402-403، ط. دار البشائر الإسلامية): [فإِن الذنبَ فيها أقبح منهُ في غيرِها، كما أنَّ الحَسَنَةَ فيها أعظمُ منها في غيرها. وأمَّا مَن استحبَّها فلِما يحصلُ فيها من الطَّاعَاتِ الَّتي لا تَحْصُلُ بغَيرِها مِنَ الطَّوَافِ وَتَضْعِيفِ الصَّلَوَاتِ والْحَسَنَاتِ وغيرِ ذلكَ] اهـ.
وقال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" (1/ 52): [من هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة جزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم] اهـ.
وقال العلامة البُهُوتِيُّ في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 488، ط. عالم الكتب): [إنَّ الحسنات والسيئات تتضاعف بالزمان والمكان الفاضل] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مكة العمل الصالح دار الإفتاء الإفتاء المزيد الله ت ع ال ى دار الإفتاء الله تعالى مائ ة ألف ر م ض ان ا من ال الله ع
إقرأ أيضاً:
دعاء الصالحين .. مُجرّبة ومستجابة تنير لك الطريق إلى الله
علينا أن نسير في طريق الله بنهجٍ جديد، نجعل فيه الله تعالى مقصودَنا، ورضاه مطلوبَنا، وكان من دعاء الصالحين: «إلهي أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي».
ويُحكى أن جماعةً من العارفين اجتمعوا يتذاكرون القرآن، فقال أحدهم: قرأت القرآن كله من أوّله إلى آخره، فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 1 - 3]، فقدم جماله على جلاله، ورحمته على عذابه، ووعده على وعيده، وترغيبه على ترهيبه.
وقال آخر: قرأت القرآن كله من أوّله إلى آخره، فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50] . فقدم جماله على جلاله، ورحمته على غضبه، وترغيبه على ترهيبه، ووعده على وعيده .
وقال ثالث: قرأت القرآن كله، فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
وقال رابع: قرأت القرآن كله، فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 82] .
أدعية الصالحيناللهم إنا نلتمس عونًا منك لنقوم بشكر نعمك، فيا ربنا أطفئ لوعة قلوبنا بفيض من حبك ولطفك يا جواد يا كريم يا رب العالمين.
اللهم اجبر الكسر وَزِدِ البرَّ واكبت الشر، يا من تزيد في الخلق ما تشاء زدنا قوة منك نتقوى بها على طاعتك يا رب العالمين.
اللهم ربنا لك الحمد، أتمم علينا النعمة والفضل والعافية والستر يا أرحم الراحمين.
اللهم اعصمنا من الزلل، واجبر ما بنا من خلل، نعوذ بك من طول الأمل، وحبوط العمل.
اللهمَّ عافنا في أبداننا، وعافنا في أسماعنا، وعافنا في أبصارنا، لك الحمد على جمالك وجلالك وعظمتك وكبريائك يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك يا رب العالمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ بك يا الله من فراغ العين والقلب، نعوذ بك من حب الدنيا والتعلق بشيء منها أو الانشغال به عنك يا رب العالمين.
اللهم لا تبتلينا بما هو فوق طاقتنا، وإن ابتليتنا فألهمنا الصبر الجميل والعطاء الذي لا يخطر على قلب بشر يا أرحم الراحمين.
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة واشغلنا بذكرك عمَّن سواك يا رب العالمين.
اللهم اعصمنا من المعاصي والآثام، واشغلنا بخير ما يرضيك عنا، واشغلنا بك عن همومنا يا مفرج كل كرب ويا غافر كل ذنب يا رب العالمين.
يا أكرم الأكرمين نسألك بركتك وعطفك ولطفك وعافيتك وبرك ورحمتك وحبك.
اللهم استعملنا فيما تشغل به أحبابك، ودلَّنا بهدايتك لما يرضيك عنَّا وخُذْ بنواصينا إليك أَخْذَ الكرام عليك يا أرحم الراحمين.