بعد الخلاف على تربية الكلاب .. مصرع مواطن عقب عودته من الصلاة والقبض على آخر
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
أقدم شخص على دهس جاره خلال عودته من الصلاة بمنطقة حلوان بمحافظة القاهرة بسبب خلافات بينهما على تربية الكلاب.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بلاغا من النجدة يفيد بقيام شخص بدهس آخر عمدا خلال عودته من الصلاة.
انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث وتبين إصابة شخص إثر حادث دهس، تم ضبط المتهم وأقر أن ارتكب جريمته عمدا بسبب مشاجرة بينه وبين المجني عليه بسبب تربيته الكلاب وإزعاج السكان ومعاتبته له أكثر من مرة، وفي المرة الأخيرة رفض وقرر تربيتهم.
تم نقل المصاب للمستشفى لتلقي العلاج، وحرر محضر بالواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
على جانب آخر، أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا من امتلاك وتربية الكلاب إذا كان ذلك لغرض مشروع أباحه الشرع، مثل استخدامها في الصيد، أو لحراسة المنازل، أو للحماية من اللصوص، أو في تتبع المجرمين كما هو الحال في عمل الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أن هذه الأغراض تُعد منافع معتبرة للفرد والمجتمع.
واستشهد ربيع في فتواه، التي نشرها عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، بقول الله تعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [المائدة: 4]، موضحًا أن كلمة "مُكلِّبين" تعني معلِّمين لها الصيد، ويشمل ذلك الكلاب المدربة.
وأشار أمين الفتوى إلى أن تربية الكلاب لغير غرض الانتفاع المشروع لا يُعد حرامًا، لكنه من باب المكروه، موضحًا أن الحديث النبوي الشريف الذي ورد فيه:
«من اقتنى كلبًا، ليس بكلب ماشية أو ضارية، نقص كل يوم من عمله قيراطان»، لا يُفهم منه التحريم المطلق، بل يُفسَّر بحسب الضرر الناتج عن اقتناء الكلب، كالإيذاء أو الترويع.
وأضاف أن العلماء اختلفوا في تفسير نقصان الأجر، وأن أقرب الآراء تقول إن النقصان يترتب على وجود ضرر أو أذى للناس، أما إذا خلا الأمر من ذلك، فلا يُنقص من حسنات صاحبه.
وأكد ربيع أن الفقه الإسلامي يُراعي مقاصد الشريعة ومصالح العباد، وأن كل ما فيه نفع مشروع للإنسان أو المجتمع يُعد جائزًا في إطار ضوابط الشرع الحنيف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دهس حلوان القاهرة الكلاب تربية الكلاب المزيد
إقرأ أيضاً:
في المسجد
في أحد مساجد جدة الواسعة البهيجة ذي الأربعة وأربعين سارية، جاءني شاب وقد لاحظني من بعيد في جماعة ثانية مسبوقًا، فقال لي: هل ظهرك يوجعك؟ فقلت: لا. قال: إنك لم تتم ركوعك ولا سجودك، ومن المعلوم أن الاطمئنان في السجود والركوع ركن، وإلا كانت الصلاة باطلة.
قلت له: جزاك الله خيرًا. كنت مسرورًا أنه نبهني إلى هذا الأمر الضروري، ولكنني لم أعد الصلاة. فقد سمعت من طالب علم قبل عشر سنوات أنهم في أحد معاهد الشريعة قاسوا الوقت الأدنى لأقصر صلاة ركعتين؛ فوجدوا أنه لا يزيد عن 46 ثانية. وعندما سمعت عن هذا الإطار الزمني القصير جدًا حاولت أن أطبقه، واجتهدت في عصر السرعة. ولكنني فشلت فشلًا عريضًا. وحاولت مرات عديدة في أوقات مختلفة لتحقيق هذا الإطار الوقتي؛ فلم أقرأ سورة ولا حتى أقصر آية في القرآن؛ وهي ” مدهامتان” بعد الفاتحة، ولم أزد عن تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود وكانت النتيجة واحدة. وهي أن أقصر ركعتين لن تقل عن 90 ثانية.
إن ما نقلوه لي عن طلبة العلم هؤلاء على عيني ورأسي؛ فوالله لست أكذبهم ولا أعلم كيف يطوى لهم الوقت طيًا. ولست مثلهم. لكني أعلم أن الخشوع الركن الأعظم من أركان الصلاة، وليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها. وأول علم يرفع من الأرض الخشوع كما جاء في الأثر؛ حتى إنك لتدخل المسجد الجامع فلا تجد فيه خاشعًا. ولا أدري كيف انتصر على حديث النفس في الصلاة. غير أن ما يعزيني قول العلماء: إن الصلاة جماعة في المسجد مقبولة رغم سرحان صاحبها. وأتعجب كيف اكتشف الشاب المعاتب لي أني لم أطمئن في الصلاة. هل بقي في العقل الباطن نوع من التحدي لإتمام الصلاة في أقصر وقت ممكن؛ لتحقيق الهدف المرجو وهو 46 ثانية كل ركعتين؟ وبناء عليه تلاشى الخشوع والاطمئنان بسبب السرحان؟ الله أعلم.
شكرًا للشاب الذي نبهني على الخلل في الصلاة؛ رغم أنه لم يعرفني من قبل، ولا أذكر أني رأيته قط إلا يوم التنبيه وأمره لي بالمعروف. وسأحاول أن أتم صلاتي باطمئنان، وأقول بارك الله فيك. فقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه: رحم الله امرءًا أهدى إليّ عيوبي.
لكن إذا كانت صلاتي باطلة، فلا أقول إلا كما قال أحد الأعراب الذي تكلم في الصلاة فزجره الصحابة من حوله. قال: يا ثكل أمياه.