أكثر من 2000 لوحة رسمها الفنان التشكيلي السوري سعيد تحسين خلال سنوات حياته التي لم يتخللها دراسة أو تدريب على الرسم، بل موهبة فذة خلقت بين أنامله وريشته جالت قصور ملوك ورؤساء.

حفيد الرسام الكاتب السوري سمير العيطة، يروي رحلة سعيد تحسين (1904 – 1985) في البحث عن لوحات جده التي اختفى الكثير منها، ويحكي مقتطفات من مذكرات سعيد تحسين النضالية التي حررها من قبضة المخابرات المصرية بعد 5 سنوات من الاستيلاء عليها سنة 1986.

ويقول العيطة خلال حديثه في برنامج “قصارى القول وثائقية” مع سلام مسافر: “إكراما لجدي، بحثت عن لوحاته في أصقاع الأرض وعثرت على 250 لوحة، وأحتفظ اليوم بمذكراته وهي 15 دفترا في منزلي بباريس، تروي قصصا عن نضاله وزملائه وطلابه”.

ويضيف “من محطاته الفريدة، عندما كان في سنة 33 توفي الملك فيصل الأول ملك العراق، فقام برسم لوحة عنه، أخذ اللوحة وذهب بها إلى الملك غازي في بغداد الذي طلب منه رسم ثلاث لوحات أخرى عن معارك القادسية واليرموك وطارق بن زياد.. وفعلا رسمها، وبعد 3 شهور عاد إلى بغداد كمدرس للرسم في دار المعلمين.. وهنا أقول إن مجد سعيد حسين كان من وراء العراق”.

ويتابع سمير العيطة: “في سوريا أسس أول جمعية للفنون الجميلة وأول مدرسة للرسم في البلاد وأصبح من أهم الفنانين، وفي سنة 1979 منح وسام الاستحقاق تقديرا لجهوده إلا أنه فضل الهروب إلى مصر، لأنه رفض اللقاء بالرئيس آنذاك حافظ الأسد”.

ويردف بالقول “في خمسينيات القرن الماضي، أصبح جدي ناصريا ورسم لوحة عن الوحدة بين مصر وسوريا لكن رسمها أثناء الانفصال، وفي العام 1963 اتهم ابنه الذي كان مرافقا عسكريا لأديب الشيشكلي، ثم شكري القواتلي، ثم عبد الناصر، بأنه شارك في الانقلاب الذي وقع في 18 يوليو، فذهب خالي لاجئا سياسيا إلى مصر ولحقه جدي وأنا كنت هناك.. خلال هذه السنين تعززت علاقتي بجدي حيث كنت أزوره، ونتمشى في شوارع القاهرة”.

وعن تعدد اتجاهات الفنان سعيد تحسين السياسية، يقول حفيده: “يعتبر جدي من أبرز المثقفين المعاصرين، يحمل أفكارا شيوعية، وقومية سورية، وإخوان مسلمين، وبعثية.. هو اخترع طريقته وكتب في مذكراته عن ذلك: “أنا أؤمن بالله وبكتبه المقدسة وبرسله وبيوم البعث.. وأؤمن بالأسس التي وضعها الإسلام من العدالة وهي: الحرية اللانهائية للضمير، والمساواة الكاملة بين البشر، والتطور المستمر للمجتمع.. وبالتالي أنا أؤمن بأفكار ليست من هذا العالم القائم اليوم لأن الدين والفن متشابهان في طبيعتهما وإدراكهما وخيالهما وإحساسهما بما لا يمكن رؤيته”.

ويقول العيطة: “انضم سعيد تحسين إلى حركة أنصار السلام في الخمسينيات، وفي العام 1953 دعي إلى موسكو وأجري معه لقاء عبر قناة إذاعية سوفيتية، وتجرأ وقال خلال المقابلة: “إن كل هذه الأمور التي تنادون بها من عدالة وغيرها هي في الواقع جزء من الشيوعية.. لن تنجحوا لأنكم لا تؤمنون بالله”.

وحول لوحة صلاح الدين التي علقت في القصر الجمهوري بدمشق، يروي سمير العيطة تفاصيل عنها قائلا: “هي من أول مقتنيات الفن الحديث في المتحف السوري، وكانت موجودة في مكتب حافظ الأسد لسنوات طويلة، وكيسنجر وكارتر وحتى رئيس المخابرات الإسرائيلية تحدثوا جميعا في مذكراتهم عن هذه اللوحة، حيث كان حافظ الأسد يحلم بأنه سيكون مكان صلاح الدين ويهزم الغزو الأجنبي”.

ويستطرد قائلا: “الأهم أن هذه اللوحة تعبيرية، ومن النظرة الأولى يمكنك فهم معناها لأنها لا تحتوي على عنف، ليس فيها معركة، بل تجسد عظمة صلاح الدين، وتظهر الاحترام. واللافت أن جدي يذكر في مذكراته أن أحدهم جاء من الغرب وحاول في المتحف الوطني أن يمزقها بسكين في دمشق خلال السبعينيات”.

المصدر : RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حافظ الأسد

إقرأ أيضاً:

عماد الدين حسين: هجوم إسرائيل على إيران كان بتخطيط مسبق وبنك أهداف واضح

علق الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، على اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم الثلاثاء،

وقال حسين، خلال مداخلة عبر زووم ببرنامج «مساء dmc»، المذاع على قناة dmc: «توقعت التهدئة بين إيران وإسرائيل بعد استهداف قاعدة العديد في قطر، وأن كل طرف حصل على ما يريد واكتشفا أنه لا يوجد طرف حقق انتصار مطلق».

وأضاف: «ما حدث خلال الـ 12 يوما ليس مسرحية، وعندما هاجمت إسرائيل إيران في 13 يونيو كان بتخطيط مسبق وبنك أهداف واضح وأصابت إيران في مقتل بمنظومات الدفاع الجوي».

وتابع: «ما حدث بالأمس جزء مهندس وملعوب للنهاية، بأن الطرفين كان لديهم قناعة بألا يقضى كل طرف على الآخر، فلن تستطيع أمريكا وإسرائيل أن يغيرا النظام، ولا إيران تستطيع أن تنتصر على إسرائيل لأنها تعلم فارق الإمكانيات التكنولوجية».

واختتم قائلا: «إسرائيل لن تستطيع الانتصار في أي حرب دون الدعم الأمريكي، وإيران لن تستطع مواجهة إسرائيل بهذه الطريقة من الانغلاق ومن يدفع الثمن هي المنطقة العربية».

اقرأ أيضاًهدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟

وزير الخارجية الإيراني: لا مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت الاعتداءات مستمرة

واشنطن: لا إصابات بين الأمريكيين والقطريين في هجوم إيران على قاعدة العديد

مقالات مشابهة

  • عماد الدين حسين: هجوم إسرائيل على إيران كان بتخطيط مسبق وبنك أهداف واضح
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في مؤتمر صحفي: بعد عملية أمنية استناداً إلى معلومات أولية وبتنسيق مشترك مع جهاز الاستخبارات العامة، نفذت وحداتنا الأمنية بريف دمشق عملية استهدفت مواقع الخلية الإرهابية التي نفذت تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدو
  • سيلفي والخطر خلفي.. سائح يُتلف لوحة فنية من القرن ال18 بعد سقوطه عليها في فلورنسا
  • ستر ناسفة وألغام معدة للتفجير ودراجة نارية مفخخة ضُبطت خلال العملية الأمنية النوعية التي نفذتها وحدات وزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات العامة ضد خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي بمحافظة ريف دمشق
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: من بين الأوكار المستهدفة، وكر العصابة الذي اعتدى على كنيسة مار إلياس أمس، وسيتم نشر تفاصيل العملية عبر الحسابات الرسمية لوزارة الداخلية
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: عملية نوعية نفذتها وزارة الداخلية السورية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، استهدفت أوكار تنظيم داعش في دمشق وريف دمشق
  • عوض تاج الدين: اليابان شريك رئيسي في تطوير المنظومة الصحية
  • اطلع على الخدمات الإسعافية المقدمة بالمحافظة.. مُحافظ جدة يستقبل مدير فرع هيئة الهلال الأحمر بمنطقة مكة المكرمة
  • بلغ إجمالي إنفاقهم 284 مليار ريال.. “السياحة”: المملكة تشهد نحو 116 مليون سائح خلال عام 2024
  • “الضمان”: 8 تغييرات يجب الإبلاغ عنها لتفادي توقف الدعم