يمانيون:
2025-05-14@18:50:11 GMT

المفاوضات والوسطاء.. حصان طروادة الإمبريالية

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

المفاوضات والوسطاء.. حصان طروادة الإمبريالية

يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني
جرت العادة أن القوى الاستعمارية، حين تُهزم في ميدان المواجهة العسكرية، أو في ميدان فرض مشاريع الهيمنة الاستعمارية، فإنها كانت تلجأ دائماً، إلى الخطة البديلة، المتمثلة في تفعيل استراتيجية المفاوضات حيناً، وتحريك مبادرات الوسطاء حيناً آخر، لتبقى الشعوب في حالة انتصار مع وقف التنفيذ، حيث كان المهزوم “المستعمِر” يحجر على المنتصر فرحته، ويمارس عليه وصاية إلزامية، بتأجيل فرحته بالنصر، حتى تحدد المفاوضات والوسطاء، طبيعة وكيفية وحدود الفرحة، بعد موافقة الطرف الآخر “المهزوم الإمبريالي”، الذي يعمد إلى تفكيك معادلة الصراع، حين يقدم اعتراضه على صورة الفرحة ذاتها، بمعزل عن النصر الذي أنتجها، متجاهلاً ما يقابل شرف انتصار الآخر، من عار الهزيمة عليه، فيأتي بمنطق الخبير في صناعة وتنسيق الأفراح، ليقترح على المنتصر، الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والاستفادة من نصائحه المجانية، في صياغة طقوس فرائحية، أكثر حداثية وتطوراً، لتحظى بمباركته واعترافه، وقبوله انضمامها إلى سجل التحولات الكبرى، في مشروعه الحضاري الإمبريالي، وهنا يأتي دور الوسطاء، الذين يزينون للمستضعفين المنتصرين، ذلك العرض الإمبريالي، ويشيدون بعدالته وإنسانيته، ويقسمون على مصداقيته، ويشهدون على أخلاقه ونبله، وحرصه على عدم إراقة المزيد من الدماء، ويضمنون الوفاء بالتزاماته، مؤكدين أفضلية الفرحة المعترف بها دولياً، على تلك المصنفة في قائمة الإرهاب، وهو ما يقتضي بالضرورة، نبذ مشروع الجهاد والمقاومة وإلقاء السلاح، للخروج من حالة العنف، والتهيئة للدخول في الحوار والمفاوضات، وما إن يجلس قادة الجهاد والمقاومة (المنتصرون)، إلى تلك الطاولة، حتى يكون الفرح بالنصر، أول جرم يوقعون على عقوبته مرغمين، ليتم تنفيذ العقوبة مباشرة، في صورة مجازر جماعية، تحصد أرواح المئات والآلاف، من المدنيين الأبرياء، الذين فرحوا (بالنصر)، حسب طبيعتهم العفوية وأسلوبهم الفطري، وهو ما رآه القاتل الإمبريالي، مظهرا من مظاهر التطرف والعنصرية، والعداء للسامية والحضارة؛ حينها تتجاوز الشعوب سؤال:- كيف تفرح؟ إلى سؤال:- بماذا تفرح؟، خاصة وأن الحرية، قد أصبحت حلماً بعيد المنال، والانتصار وهماً مسكراً باهظ الثمن، في ظل قيادة وطنية عاجزة، سلمت قوتها لعدوها المتوحش، أملاً في إنسانيته المزعومة، وثقة في وعود وضمانات الوسطاء، الذين حقق بهم المستعمر الإمبريالي المحتل الغاصب، ما عجز عن تحقيقه هو، بقوة السلاح ومجازر الموت، وهو ما يؤكد أنهم ليسوا فقط جزءاً من المشروع الاستعماري، وإنما هم رافعته الأساس، ومركز الثقل الأكبر فيه.


ولولاهم لما سلّم مجاهدو المقاومة أسلحتهم – كما حدث في فلسطين عام 1948م – ولما فقدوا حاضنتهم الشعبية، ولما تنازلت الشعوب عن حقها في الحرية، ونزعتها الفطرية للفرح بالنصر، ولما سقط جسر الثقة، الذي كان يربطها بقادتها، في مستنقع التخوين المتبادل، وهكذا نجح الوسطاء، في إرغام أو إقناع عامة الشعب، بالتعايش مع المحتل المجرم، والاكتفاء بالمطالب الناقصة، والحريات الجزئية (حرية التعبير، حرية المعتقد، حرية التنقل، …..إلخ)، بدلاً من انتزاع الحرية الكاملة، واستجداء فتات الحقوق (حق العودة، حق الأسرى، حق المعتقلين حق الـ …..)، من لصٍ جلادٍ غاصب، لا يملك أدنى ذرةٍ من حق، أو مشروعية وجود على هذه الأرض، كما نجح الوسطاء، في تدجين المقاومة بالمفاوضات، ورغم وصولهم إلى طريق مسدود، إلا أنهم لم يجرؤا على إعلان ذلك، بل استمروا في تسويق أوهام اقتراب الحلول، والتعويل على دور بعض الوسطاء، أو المنظمات والمؤسسات الدولية، وبهذا أصبح الموت بالخروج من المفاوضات ورفضها، لا يختلف عن الانتحار بالاستمرار فيها.
منذ بواكيره الأولى في التاريخ، اعتمد العقل الاستعماري، على توظيف الوسطاء والمفاوضات، لاستعادة ممكنات قوته وسيطرته، ولم يبتكر جديداً سواهما، وربما كان ذلك شاهداً على عجزه وجموده، أو دليلاً على كفايتهما أكثر من غيرها، وفاعليتهما في جميع الأزمنة والأمكنة، وليس هنالك ما هو أكثر خطراً على النصر الوليد، من خدعة المفاوضات، التي تعيده إلى درجة الصفر، وتسلب صانعيه مقومات قوتهم الميدانية والشعبية، وتلك هي خلاصة دروس التاريخ عبر العصور، وصولاً إلى مفاعيل النشاط الاستعماري في العصر الحديث، وسياسته التسلطية الإجرامية، من أمريكا الشمالية إلى أستراليا، إلى جنوب أفريقيا، وصولا إلى الاستعمار الغربي في الوطن العربي، والالتفاف على الثورات التحررية، من خلال استراتيجية المفاوضات مع المستعمر، وعودته بعد ثورات الربيع العربي، من خلال الوساطات ومبادرات الوسطاء، وعندما وُجِدَ مشروعٌ تحرري حقيقي في اليمن، استعصى على خداع الوسطاء وأوهام المفاوضات، تكالبت عليه كل قوى الشر والإجرام والعمالة والارتزاق.

ربما كانت فلسطين هي الشاهد التاريخي الأبرز، الذي جسد دور الضحية، في تلك الحالة الاستعمارية، بتكرارها المستمر، ورغم أن قادة الجهاد والمقاومة الفلسطينية حاليا، قد استوعبوا الدرس جيداً، فلم يذهبوا للمفاوضات – بعد 15 شهراً من طوفان الأقصى – إلا وسلاحهم في أيديهم، بالإضافة إلى أوراق ضغط كبيرة وقوية، داخلية وخارجية، إلا أن الوسطاء، مازالوا يمارسون دورهم الخياني القذر، ويسعون للضغط على فصائل الجهاد والمقاومة، بمختلف السبل والوسائل، طمعاً في تحقيق أهداف الكيان الغاصب، في سلب حماس قوتها، وإخراجها من غزة، وهو ما عجزت عنه ترسانة الغرب الإمبريالي مجتمعة، على مدى 15 شهراً.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجهاد والمقاومة وهو ما

إقرأ أيضاً:

"موريا" تُكرّم الوسطاء العقاريين في صلالة

 

 

 

 

صلالة- الرؤية

نظّمت شركة موريا- المطور الرائد في قطاعات العقارات والسياحة في سلطنة عُمان- الفعالية الرسمية لتكريم الوسطاء في القطاع العقاري، وذلك في قلب مشروع "هوانا صلالة"، بمشاركة أكثر من 80 شريكًا من 13 دولة، شملت عُمان والإمارات وبولندا وروسيا.

وجاء هذا الحدث تقديرًا للدور الحيوي الذي يؤديه الوسطاء المحليون والدوليون في دفع عجلة الاستثمار العقاري والترويج لعُمان كوجهة سياحية فريدة ونمط حياة متميز. وتخلل الحفل توزيع جوائز مرموقة ضمن ثلاث فئات رئيسية: أفضل وسيط محلي، أفضل وسيط دولي، وسفير علامة موريا، احتفاءً بالإنجازات المتميزة في مجال المبيعات والتسويق العقاري.

وشكّل الحفل فرصة للعديد من المشاركين لزيارة صلالة لأول مرة، والتعرف عن قرب على مقوماتها السياحية والثقافية الفريدة، مما يعزز قدرتهم على نقل تجربة واقعية وملهمة لأسواقهم المحلية.

وقال المهندس وائل اللواتي، الرئيس التنفيذي لشركة موريا: "اخترنا صلالة كموقع لأول حفل تكريمي نظراً لما تمثله من ثراء سياحي وثقافي، فهي بحق لؤلؤة الجنوب العُماني، ومن خلال هذا الحدث نهدف إلى تمكين الوسطاء المحليين ليكونوا سفراء حقيقيين لعُمان، يحملون رسالتها الغنية بالتنوّع والجمال والفرص الاستثمارية."

ويعكس هذا الحدث التزام موريا المستمر بدعم الوسطاء المحليين، من خلال توفير أدوات النجاح، والموارد اللازمة لتعزيز دورهم في السوق العقارية، كما يسعى إلى تحفيزهم على مواصلة الترويج الإيجابي لسلطنة عُمان في الأسواق الإقليمية والدولية.

وبهذه المبادرة، تؤكد موريا مساهمتها الفاعلة في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040، عبر تعزيز التنويع الاقتصادي، وتشجيع الاستثمار المستدام، وتوسيع قاعدة الترويج السياحي على المستوى العالمي.

مقالات مشابهة

  • "موريا" تُكرّم الوسطاء العقاريين في صلالة
  • حاملات الهيمنة الأمريكية.. سقوط الغرب الإمبريالي
  • لامبورجيني بملامح دبابة.. سيارة «رضواني نايت» المضادة للرصاص
  • بقوة 1000 حصان .. تعديل مميز لسيارة مرسيدس AMG G63 | صور
  • الرئاسة ترحب بجهود واشنطن والوسطاء العرب لوقف الحرب على غزة
  • ترحيب فلسطيني بالجهود الأميركية والوسطاء العرب لوقف الحرب في قطاع غزة
  • ترامب يسخر من ضربات التحالف العربي على مليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية.. ويفاخر بالنصر على المليشيا خلال 50 يوما... عاجل
  • التحالف الدامي: الإمبريالية والأساطير التوراتية المفبركة
  • دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني
  • حماس تنعي زوجة الأسير القائد جمال أبو الهيجا وتشيد ببطولات العائلة المجاهدة