أنار الطريق وأزال الظلام.. قيامة المسيح فى زمن الأزمات
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس قداسةالبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وسط وجود عدد من الوزراء والشخصيات العامة ورجال الدين الإسلامى والمسيحي.
وهنأ البابا تواضروس، الأقباط بانتهاء الصوم الكبير بعد قضاء ٥٥ يومًا من الصوم، كما هنأهم بقدوم عيد القيامة المجيد، وكذلك جميع الكنائس
القبطية الأرثوذكسية في الخارج والداخل.
كما استقبل المهنئين بعيد القيامة، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، صباح اليوم، وسط أجواء من المحبة والفرح الروحي، وتوافد
الأقباط من مختلف الإيبارشيات؛ لتقديم التهاني لقداسته، في مشهد يجسد وحدة الشعب وصلابة الإيمان أمام التحديات.
وشهدت الكاتدرائية حضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة وكبار رجال الدولة، الذين حرصوا على مشاركة الأقباط فرحتهم بهذه المناسبة، تأكيدًا على روح المحبة والتآخي التي تميز النسيج المصري الواحد.
وكان قد دعا البابا تواضروس الثاني، جميع الكنائس المسيحية في العالم، إلى توحيد موعد الاحتفال بعيد "القيامة المجيد" كل عام.
وقال في بيان رسمي خلال لقائه وفد الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية مؤخرًا بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إنه بحسب ما أقره
مجمع نيقية عام ٣٢٥ ميلادية، فإن كنيسة الإسكندرية صارت هي المسئولة عن تحديد عيد القيامة كل عام.
وأكد البابا تواضروس أن كنيسة الإسكندرية كانت تحدد العيد من خلال ثلاثة شروط، وهي أن يأتي بعد الاعتدال الربيعي، وأن يأتي بعد الفصح
اليهودي وليس أثناءه أو قبله، وأن يلزم أن يأتي يوم أحد.
وأشار إلى أن كنيسة مصر برعت في علوم الفلك والرياضة، مضيفًا:"يمكننا أن نحتفل بعيد القيامة في موعد واحد في كل العالم، يتغير هذا الموعد من عامٍ لآخر".
وأكد البابا تواضروس للجنة البرلمانية الأرثوذكسية أن الكنيسة الغربية بصفة عامة تحتفل بعيد القيامة دون الارتباط بموعد الفصح اليهودى، أما
نحن فنعيش الرمز الأول أي الفصح اليهودى ثم نحتفل بقيامة السيد المسيح.
وعبر قداسته عن أمنياته أن ينتهز المسيحيون فرصة الاحتفال هذا العام في نفس اليوم بأن يستمر الاحتفال في موعد موحد في الأعوام المقبلة
تعبيرًا عن وحدة إيمانهم بقيامة المسيح الفادي والمخلص.
واحتفلت الطائفة الإنجيلية بمصر، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي، بعيد القيامة المجيد، بكنيسة مصر الجديدة الإنجيلية، بحضور عدد من
الشخصيات العامة ورموز الدولة، في مقدمتهم: مندوب عن رئيس الجمهورية، وعدد من الوزراء والمحافظين، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب نخبة من القيادات التنفيذية والدينية والعامة، ممثلين عن مختلف مؤسسات الدولة المصرية والمجتمع المدني.
وشارك في الاحتفال قيادات الطائفة الإنجيلية في مصر، والدكتور القس يوسف سمير، راعي الكنيسة، كما تضمن البرنامج فقرات روحية وفنية
يقدمها فريق "الحياة الأفضل"، إلى جانب المايسترو ناير ناجي، والسوبرانو دينا إسكندر، وشريف الضبع.
وتضمن برنامج الاحتفال: صلاة افتتاحية، وفقرة ترانيم، وقراءة من الكتاب المقدس، تليها كلمة راعي الكنيسة، ويُختتم الاحتفال بكلمة الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر.
الكنائس المصرية تحتقل بعيد القيامة المجيد
فيما ترأس المطران سامى فوزى، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، صلوات قداس عيد القيامة، بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية
بالزمالك، بحضور عدد من المسئولين والشخصيات العامة.
وقامت الكنيسة بتوفير خدمات ترجمة فورية للأجانب المشاركين فى احتفالات عيد القيامة خلال صلوات القداس، الذى يشارك فيه الكهنة والخدام
بالكنيسة وشعبها وعدد من اللاجئين السودانيين التى تخدمهم الكنيسة.
كما ترأس البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، صلوات قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية العذراء مريم بمدينة نصر.
وشارك فى صلاة القداس عدد من الأساقفة والكهنة، وخورس الكلية الإكليريكية بقيادة الأرشيدياكون إبراهيم عيا، بالإضافة إلى عدد من الشعب
القبطى المتوافد من مختلف الإيبارشيات.
وفي هذه المناسبة، تجسدت القيامة في أجلى صورها بانتصار المسيح على الموت، فاتحًا باب الرجاء لكل من يؤمن ويطلب الحق والرحمة، فليس عيد القيامة مجرد ذكرى دينية أو طقس من طقوس الإيمان، بل هو دعوة حية لزرع المحبة والتسامح، ونبذ كل ما يفرق بين البشر، من كراهية أو عنف أو ظلم.
ففي قيامة المسيح، نجد المعنى الحقيقي للحياة، ومعنى التجدد الروحي الذي يدعونا جميعًا إلى الارتقاء بسلوكنا نحو الخير والحق، ومساندة
الضعفاء والمحتاجين، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة التي يحتاج فيها العالم بأسره إلى نور القيامة الذي لا ينطفئ.
وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعالم من أزمات وتحديات إنسانية، يحل علينا عيد القيامة حاملاً في طياته رسالة نور وأمل، تُنعش القلوب وتوقظ في النفوس رجاءً جديدًا بالحياة والانتصار على الألم والمعاناة.
فالطقوس والتراتيل الحزينة والمشاهد التمثيلية تجسد الساعات الأخيرة لحياة السيد المسيح على الأرض، أو كما يسمونها طبقًا للطقس المسيحي
أسبوع"آلام السيد المسيح"، قبل استقبال عيد القيامة الذي يحمل رموزًا عديدة؛ فهو عيد للانتصار والغلبة على الموت، والقيامة والبدء في حياة
جديدة وفرصة جديدة للتوبة والخلاص من الخطية.
جسر نحو مجد القيامة
وجه البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، رسالة بمناسبة
عيد القيامة المجيد لعام ٢٠٢٥، إلى أبناء الكنيسة في مصر وبلاد المهجر، دعا فيها إلى تجديد الرجاء والانفتاح على قوة المسيح القائم، في ظل
التحديات الروحية والإنسانية التي يواجهها العالم.
وأكد البطريرك أن قيامة المسيح ليست مجرد ذكرى بل حقيقة حية، تتجدد في حياة المؤمن وتدعوه للثبات في الرجاء، رغم الأزمات والحروب
والضغوطات التي تهدد الأفراد والعائلات، مضيفًا: "قيامة المسيح تعلمنا أن الصليب ليس نهاية، بل جسر نحو مجد القيامة... فكل ظلمة يمكن أن تستنير بنوره الحي."
وأشار إلى أن العائلة، رغم ما تعانيه من هشاشة وتحديات اقتصادية واجتماعية، تظل "حلم الله للإنسانية"، ومكان ولادة الرجاء ونموه، داعيًا إلى تخصيص وقت للحوار والصلاة والحب داخل الأسرة، وتعزيز قيم الغفران والعطاء
المتبادل.
وتطرق البطريرك في رسالته إلى معاناة العديد من العائلات التي ترزح تحت وطأة المرض أو الوحدة أو الفقر، مشددًا على أن كل بذرة محبة
نزرعها هي مشاركة في بناء ملكوت الرجاء، كما دعا إلى الصلاة من أجل السلام في العالم، ولا سيما في البلدان التي تمزقها الحروب، ومن أجل مصر وشعبها ورئيسها عبد الفتاح السيسي، وكل القائمين على خدمتها.
رجاء في وجه الحرب والظلم
وجه الأسقف الدكتور ساني إبراهيم عازار، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، رسالة فصحية من القدس، مؤكدًا أن
قيامة السيد المسيح تبقى مصدر الرجاء في وجه الألم والمعاناة التي تعيشها الأرض المقدسة، لاسيما في ظل الحرب والعنف المستمرين.
واستشهد الأسقف عازار بما جاء في إنجيل مرقس عن النساء اللواتي توجهن إلى القبر وهن يتساءلن:"من يدحرج لنا الحجر؟"، مشيرًا إلى أن هذا التساؤل يعبر عن معاناة الفلسطينيين اليوم، في ظل الاحتلال، والتمييز، والتهميش، وخطر زوال الوجود المسيحي.
وأضاف أن الحجارة التي تفصل الإنسان عن الله وعن أخيه الإنسان ليست فقط سياسية أو اجتماعية، بل أيضًا روحية داخل القلب، مؤكدًا أن
المسيح القائم هو القادر أن يدحرج كل هذه الحجارة بقوة قيامته ومحبته.
واختتم رسالته بالتأكيد على أن المسيحيين، رغم المعاناة، مستمرون في إعلان حقيقة القيامة: لقد مات المسيح، وقام المسيح، وسيأتي المسيح مرة
أخرى، داعيًا للصلاة من أجل سلام عادل وشامل، ولعيد فصح مبارك يحمل نور الرجاء.
دعوة للسلام والعدل
أكد المطران حسام إلياس نعوم، رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية في القدس، أن قيامة السيد المسيح تقف في صميم الإيمان المسيحي، لا كذكرى
رمزية، بل كإعلان إلهي لانتصار الحياة على الموت، والحق على الظلم.
وشدد المطران نعوم على أن القيامة ليست حدثًا تاريخيًا فقط، بل حقيقة روحية متجددة تمنح الإنسان السلام الداخلي والرجاء العميق، داعيًا إلى
تجسيد معانيها من خلال الالتزام بالعدالة والمصالحة.
وأضاف أن القيامة تدفعنا لبناء عالم أكثر عدلًا وإنسانية، والعمل من أجل السلام في أسرنا ومجتمعاتنا، مشيرًا إلى أن إيمان القيامة هو دعوة للعمل وليس مجرد عزاء، مختتمًا بقوله: "من القبر الفارغ ينبثق نور الرجاء، فلنحمل هذا النور ونكون شهودًا للقيامة في العالم".
انتصار الحق على الباطل
أكد البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس، أن قيامة المسيح يُعد انتصار الحق على الباطل، والنور على الظلمة.
وأوضح البطريرك، أن السيد المسيح قام وأظهر نفسه لتلاميذه، باركهم، منحهم سلامه، ونفخ فيهم الروح القدس، مؤسسًا الكنيسة على إيمانهم،
لتكون نورًا للعالم، متابعًا أن الكنيسة مستمرة في هذا العمل الإلهي من خلال الكرازة، والتعليم، والأسرار.
وأشار إلى أن كنيسة القيامة، تواصل رسالتها من هذا الموضع المقدس، مباركةً أبناءها في العالم أجمع، والحجاج القادمين إلى القدس هاتفين
"المسيح قام! بالحقيقة قام!"، مختتمًا رسالته بالدعاء من القلب لجميع المؤمنين، أن يملأهم نور القيامة بالفرح والسلام والرجاء.
بطاركة القدس يدعون للأمل والسلام ويتضامون مع الشعب الفلسطيني
وجه بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس رسالة عيد الفصح لعام ٢٠٢٥، حملت عنوان: "أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي، وإن مات، فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت أبدًا" (يوحنا ١١: ٢٥-٢٦)، مؤكدين فيها أن قيامة المسيح لا تزال تحمل رسالة رجاء في وجه الظلام والموت.
وأشار رؤساء الكنائس إلى أن نور المسيح القائم لا يزال يشرق بعد ألفي عام، متغلبًا على قوى الخطيئة واليأس، في ظل ما تمر به المنطقة من
أزمات، قائلين إن رسالة الفصح، التي بُشّرت بها النساء عند قبر المسيح، لا تزال صالحة في عالمنا اليوم، وتدعونا للفرح والرجاء.
ودعت الرسالة إلى إظهار أعمال الرحمة والتضامن مع المضطهدين والفقراء والمظلومين، مشددة على ضرورة الاستجابة لمعاناة شعوب المنطقة، لا سيما خلال الشهور الـ١٨ الماضية التي شهدت أزمات إنسانية عميقة.
كما وجه البطاركة نداءً إلى المسيحيين وأصحاب النوايا الحسنة حول العالم، للعمل والصلاة من أجل إنهاء الحروب، وإغاثة المتضررين، وإطلاق سراح الأسرى، والسعي نحو سلام عادل يبدأ من القدس ويمتد إلى العالم.
وفي لفتة خاصة، عبر رؤساء الكنائس عن تحيتهم وتضامنهم مع الفلسطينيين، خاصة الذين احتموا خلال الأشهر الماضية بكنيستي القديس
بورفيريوس والعائلة المقدسة في غزة، ومع العاملين في مستشفى الأهلي العربي، الذين واصلوا تقديم الرعاية رغم الظروف القاسية.
واختتمت الرسالة بالإشارة إلى تزامن عيد الفصح هذا العام بين الكنائس الشرقية والغربية، والذي يصادف أيضًا الذكرى الـ١٧٠٠ لمجمع نيقية،
داعين إلى مزيد من الوحدة المسيحية، وختموا بالتحية التقليدية: "المسيح قام.. بالحقيقة قام!"
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس عيد القيامة المجيد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الوزراء
إقرأ أيضاً:
وزارة إدارة الأزمات المجتمعية وجودة الحياة
د. علي بن حمد المسلمي
في ظل التطور والتقدم العلمي في الحياة المعاصرة تبرز كثير من التحديات والمعوقات التي تحول دون جودة أنماط الحياة المعيشية في المجتمعات الإنسانية.
ويعد علم الأزمات من العلوم الحديثة نسبيا الذي يسهم في إدارة الأزمات ومعالجتها؛ سواء كانت أزمات ناجمة عن البشر، أو الكوارث الطبيعية بأسلوب علمي رصين قبل وبعد وأثناء حدوثها.
وتُعد العلوم الإنسانية والاجتماعية من العلوم التي تظهر فيها الظواهر الإنسانية والاجتماعية التي تحتاج إلى إجراء دراسات وبحوث؛ لمعالجة كثير من الظواهر المجتمعية والإنسانية، ويمكن توظيف علم إدارة الأزمات في هذه العلوم للتصدي لها وفق بحوث وبرامج وأساليب محاكاة للظواهر والأزمات التي تحصل في الواقع؛ رغبة في القضاء عليها، أو التخفيف من وطأة آثارها، ووضع العلاج الناجع لها.
وفي ظل الأزمات التي تشهدها البشرية الناجمة عن البشر أنفسهم أو خارجة عن إرادة الإنسان، والتي يقف فيها الإنسان عاجزا عن فعل أي شيء؛ كالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأوبئة الطارئة مثل أزمة وباء كورونا وإنفلونزا الطيور.
ومن هذه الأزمات التي تعاني منها بعض من دول العالم ومن بينها سلطنتنا الحبيبة عُمان البطالة المصطنعة؛ سواء كانت بسبب شح الوظائف، أو المسرحين من أعمالهم، حيث بلغت نسبة البطالة وفق المصادر المحلية 21.3% في الربع الأول من عام 2025، على الرغم من أن معدل البطالة لدينا وفق المؤشرات العالمية تشير من ضمن أقل المعدلات العالمية إذ متوقع وصولها بنهاية عام 2025 بنسبة 2.00% وفق توقعات المحللين.
هذه الأزمة التي توضحها الأرقام التالية تبين عدد الباحثين عن العمل في مختلف محافظات السلطنة؛ حيث بلغ عددهم أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة.
وهذه الأزمة تستوجب النظر، وتحتاج إلى تطبيق علم إدارة الأزمات في معالجتها، من حيث العمليات الإدارية المعروفة في علم الإدارة، التخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة والرقابة.
وهذا لا يتأتى إلّا من خلال وجود وزارة تعنى بإدارة الأزمات تختص بمعالجتها؛ من أجل جودة الحياة وسعادة الإنسان العُماني الذي تعصف بها كثير من الأزمات الحياتية في ظل الحياة المعيشية المعاصرة المرتفعة؛ سواء كانت ناجمة عن الإنسان نفسه أو المجتمعية، أو نتيجة عدم توفر الوظائف أو التسريح عن العمل أو التقاعد الناجم عن انتهاء الخدمة، أو أسباب مرضية وغيرها. وهذا لا يقلل من دور الحكومة في معالجة مثل هذه الأزمات.
ومثل هذه الوزارة المختصة التي تعنى بإدارة الأزمات المجتمعية بكوادرها المختصة في علم إدارة الأزمات ستكون بيت خبرة؛ لمعالجة كثير من الأزمات التي تكون مختصة بها، فهي تسهر على راحة المواطن؛ حيث تكون قريبة منه بالوسائل التقنية الرقمية الحديثة بأدواتها المختلفة، وتكون ذات مصداقية دون تدخل العنصر البشري، فهي تشخص الأزمة قبل وقوعها وأثناءها وبعدها؛ لوضع علاج لها أو التخفيف من أثارها.
وتكون هذه الوزارة حلقة وصل بينها وبين الوزارات الأخرى؛ وخاصة وزارة العمل، التي تعنى بالتوظيف والمؤسسات الحكومية والخاصة ومكاتب المحافظين والجمعيات والهيئات الخيرية مثل الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية وصناديق الزكاة وغيرها لإيجاد حلول وبدائل لها.
ويمكن لهذه الوزارة أن تستفيد من دول متقدمة نسبة البطالة فيها أقل، في معالجة قضايا شبيهة كمسألة الباحثين عن عمل عن طريق إدارتهم لهذه الأزمة مثل: سويسرا، والنرويج، واليابان، وكوريا الجنوبية، وآيسلندا، وقطر، وكمبوديا، وتايلاند، وبوروندي، وتشاد.
ولنا أسوة حسنة في معالجة الأزمات قصة سيدنا يوسف عليه السلام ونبينا المصطفى في قضية اختلاف أهل مكة في وضع الحجر الأسود في مكة، والفاروق في عام الرمادة وغيرها.
إنَّ تغيير اسم وزارة التنمية الاجتماعية ومحتواها في ظل نهضة مُتجدِّدة تسعى إلى التغيير والتطوير؛ لتحقيق رؤية "عُمان 2040" لتجويد حياة الإنسان العُماني الصبور المثابر المجتهد للعيش بسعادة وطمأنينة؛ يعد ضرورة ملحة في ظل تعقيدات الحياة المعاصرة، والأزمات التي تعصف بالعالم وفي ظل التجديد والتطوير الذي تنتهجه النهضة المتجددة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خُطاه.