كشف مسؤول أميركي، السبت، عن إحراز تقدم جيد جدا في المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، في حين وصفت طهران المحادثات بالبناءة، وكلف الجانبان خبراءهما بوضع إطار لاتفاق نووي محتمل.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إنهم أحرزوا تقدما ملحوظا في الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الجانب الإيراني والتي استمرت 4 ساعات أمس السبت، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على الاجتماع مجددا الأسبوع المقبل.

كما أعرب المسؤول الأميركي عن امتنانه لسلطنة عُمان لتسهيلها المحادثات ولإيطاليا على استضافتها لها.

ومع انتهاء الجولة الثانية أمس السبت، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجو العام لمحادثات روما مع الولايات المتحدة بأنه إيجابي نسبيا وأتاح إحراز تقدم بشأن المبادئ والأهداف لأي اتفاق محتمل.

وأضاف في منشور له على منصة إكس بأنه أوضح كيف أن كثيرين في إيران يعتقدون أن الاتفاق النووي لم يعد يلبي تطلعات البلاد، وأن ما تبقى من الاتفاق هو "دروس مستفادة" مشيرا إلى أنه يميل شخصيا إلى تأييد هذا الرأي.

وكشف عراقجي أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاق مسار تفاوضي على مستوى الخبراء بهدف التوصل إلى تفاصيل محددة بشأن الاتفاق، وأن بلاده ستكون في موقع أفضل لتقييم الوضع بعد اجتماع اللجان الفنية وسيساعد في بلورة رؤية أوضح بشأن إمكانية المضي قدمًا.

إعلان

واختتم الوزير الإيراني حديثه بالتأكيد على أنه في الوقت الراهن قد يكون هناك ما يدعو للتفاؤل، لكن مع قدر كبير من الحذر.

وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أكد عراقجي على الاتفاق على استمرار المفاوضات والانتقال إلى المرحلة التالية، مشيرا إلى أن اجتماعات على مستوى الخبراء ستبدأ يوم الأربعاء في عُمان. وستتاح للخبراء فرصة البدء في وضع إطار عمل للاتفاق.

وأوضح أن كبار المفاوضين سيجتمعون مرة أخرى في عُمان السبت المقبل "لمراجعة عمل الخبراء وتقييم مدى توافقه مع مبادئ الاتفاق المحتمل".

من جانبه قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن المحادثات تكتسب زخما متزايدا وأصبحت حتى الاحتمالات غير المتوقعة ممكنة الآن. وأفادت الخارجية العمانية بأن اجتماعات روما بين إيران والولايات المتحدة أسفرت عن توافق للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات.

وذكرت الخارجية العمانية أن المباحثات تهدف للتوصل إلى اتفاق يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات عنها؛ وأوضحت أن المباحثات تهدف أيضا للتوصل إلى اتفاق يحافظ على حق إيران بتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وأعلنت الخارجية العمانية أن الجولة المقبلة من المباحثات بين طهران وواشنطن ستعقد في مسقط خلال الأيام القليلة القادمة.

ترامب وإسرائيل

وقال ترامب للصحفيين الجمعة "أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة".

في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن إسرائيل، التي عارضت الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة.

ومحادثات أمس السبت هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

إعلان

وكان ترامب قد وصف، حينها، الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى، وكنتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأميركية ضمن حملة "الضغوط القصوى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.

والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا. وحسب تقارير غربية تخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% وهو أعلى بكثير من حد 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.

واستأنف ترامب سياسة "الضغوط القصوى" عبر فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، وبعث في مارس/آذار الماضي رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية تحت طائلة تنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مسؤول سابق بـ الطاقة الذرية: إيران لم تقترب من امتلاك سلاح نووي

قال طارق رؤوف الرئيس السابق لمكتب التحقيق وسياسة الأمن بوكالة الطاقة الذرية، إنّ  الوكالة سترسل نائب المدير العام للضمانات، وهو أعلى مسؤول مختص بالتحقق النووي، إلى إيران في خطوة تهدف إلى متابعة الوضع الحالي والتحقق من المنشآت النووية.

طلعت مصطفى تسجل أداء ماليا تاريخيا في النصف الأول من 2025 بمبيعات 211 مليار جنيه وأرباح قياسيةزى المطاعم.. مكرونة ألفريدو ولازانيا فى أكلة واحدة والطعم خيالي| جربيها

وأضاف رؤوف، في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ هذه الزيارة تأتي بعد توترات حدثت في يونيو، وأن الوفد سيبقى في طهران لإجراء فحوص دقيقة في إطار سعي الوكالة إلى بناء الثقة والتحقق الفني.

وعن دور الوكالة فيما يتعلق بحماية المنشآت النووية الإيرانية، شدد رؤوف على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست مسؤولة عن حماية هذه المنشآت، بل يقتصر دورها على التحقق من الاستخدامات السلمية للمواد النووية.

وذكر، أن التقارير التي تصدرها الوكالة ليست مسيّسة، نافيًا الادعاءات بأن إيران كانت قريبة من تصنيع قنبلة نووية، حيث لم تتجاوز نسبة تخصيب اليورانيوم لديها 60%، وهي نسبة لا تتيح إنتاج سلاح نووي وفقًا للمعايير الدولية.

وتطرق رؤوف إلى الجدل الدائر حول اتهامات إيران للوكالة بتسريب معلومات حساسة، حيث نفى هذه الاتهامات مؤكدًا أن التسريبات لم تصدر من الوكالة بل من قوى كبرى أخرى.

وأوضح أن إيران لم تمتثل بشكل كامل لتعليمات الوكالة في بعض المواضع، وأن هناك مناطق لم تُسجَّل أو يُكشف عنها بالكامل. كما دعا إيران إلى تقديم المعلومات المطلوبة طوعًا، من أجل تسهيل عمليات التفتيش والتحقق من برنامجها النووي.

طباعة شارك الطاقة الذرية إيران المنشآت النووية

مقالات مشابهة

  • ترامب يتحدث عن مكالمته الأخيرة مع نتنياهو وخطة إعادة احتلال غزة
  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • اجتماع أوروبي أميركي أوكراني تحضيرا لقمة ترامب وبوتين
  • مسؤول سابق بـ الطاقة الذرية: إيران لم تقترب من امتلاك سلاح نووي
  • وزير الخارجية: قرار إسرائيل بإعادة احتلال قطاع غزة غير مسؤول
  • مسؤول روسي: واصلنا تطوير الصواريخ النووية خلال فترة وقف نشرها
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • عراقجي: مسؤول بالوكالة الذرية يزور إيران دون تفقد مواقع نووية
  • ممر ترامب
  • مسؤول من وكالة الطاقة الذرية يزور إيران.. وعراقجي يعلّق