كيف يصنع الشباب فرصهم في سوق محدود؟
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
د. قاسم بن محمد الصالحي
في الوقت الذي يزداد فيه عدد خريجي الجامعات والمعاهد في سلطنة عُمان، وتتراجع فيه الفرص الوظيفية في القطاعين العام والخاص، يواجه آلاف الشباب العُمانيين تحديًا كبيرًا: كيف يجدون موطئ قدم في سوق محدودة؟
ليس السؤال سهلًا، ولا الإجابة تقليدية.. البطالة اليوم لم تعد فقط مسألة أرقام في تقارير رسمية؛ بل أصبحت واقعًا اجتماعيًا واقتصاديًا يُلامس كل بيت تقريبًا، لكن وسط هذا التحدي، برز سؤالٌ أكثر أهمية: هل يمكن تحويل هذه المحنة إلى منحة؟ نعم، إنها ليست نهاية الطريق؛ بل قد تكون بداية مسار مختلف، أكثر وعيًا بالذات والسوق، كثير من المشاريع الناشئة اليوم في سلطنة عُمان وُلدت من رحم البطالة، ومن وقت فراغ تحوّل إلى وقت إنتاج.
لم ينتظر أصحابها وظيفة؛ بل قرروا صناعة فرصتهم، كما قال جيم رون: "إما أن تعمل لتحقيق أحلامك، أو سيقوم شخص آخر بتوظيفك لتحقيق أحلامه"، البطالة ليست عارًا؛ بل ظرفًا.. يقول توماس أديسون: "أنا لم أفشل؛ بل وجدت 10000 طريقة لا تعمل"، كل محاولة غير ناجحة تقرّبك من الطريق الصحيح.
إن الدورات التدريبية المجانية أو منخفضة التكلفة، التعلم الذاتي، وحتى العمل التطوعي، كلها وسائل ترفع من الكفاءة وتزيد من فرص التوظيف أو تأسيس المشروع الخاص.. ما الذي تجيده؟، ما الذي تحبّه؟، من يملك إجابة واضحة يستطيع توجيه مساره بوعي، بدلًا من الانتظار العشوائي.
لقد أطلقت سلطنة عُمان عدة برامج لدعم ريادة الأعمال وتمكين الشباب، مثل "صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، و"ريادة"، وغيرها.. هذه ليست مجرد شعارات؛ بل أدوات حقيقية لمن يملك الجرأة على البدء، والتحدي لا يُواجهه الفرد وحده؛ بل، الأسرة، المجتمع، والإعلام لهم دور كبير في تغيير نظرة المجتمع للباحث عن عمل، من "عاطل" إلى "مستعد"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز".
وفي الختام.. إنَّ أزمة الباحثين عن عمل في سلطنة عُمان- كما في غيرها- تتطلب حلولًا مُركَّبة، تبدأ من السياسات وتنتهي بروح المبادرة الفردية، لكن الطريق ليس مسدودًا؛ فالكثير من الشباب العُمانيين أثبتوا أنَّ سوقًا محدودة لا تعني أملًا معدومًا، وأن من يمتلك الإرادة يمكنه أن يصنع طريقه، حتى في غياب الطرق المعبدة، فالمحنة منحة... لمن يقرأها جيدًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قيادي بـ«مستقبل وطن»: تراجع البطالة لـ6.3% إنجاز يعكس جدية الدولة في بناء اقتصاد وطني
أشاد هاني عبد السميع، أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر، بما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بشأن انخفاض معدل البطالة في مصر إلى 6.3% من إجمالي قوة العمل خلال الربع الأول من عام 2025، مؤكدًا أن هذا التراجع يُعد أحد المؤشرات الإيجابية الهامة التي تؤكد نجاح السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتبناها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
توسيع قاعدة المشروعات القوميةوقال ”عبد السميع“، في بيان اليوم الخميس، إن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لتوسيع قاعدة المشروعات القومية الكبرى التي أطلقتها الدولة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها مشروعات البنية التحتية، والطرق، والتوسع العمراني، والاستثمار الصناعي، والزراعي، بالإضافة إلى دعم الدولة للقطاع الخاص، باعتباره شريكًا رئيسيًا في التنمية وتوليد فرص العمل الحقيقية.
طفرة في مشروعات السياحةوأشار أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر إلى أن محافظات مثل البحر الأحمر أصبحت نماذج ناجحة على أرض الواقع، حيث شهدت المنطقة طفرة في مشروعات السياحة والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلًا عن التوسع في أنشطة الموانئ والنقل البحري، ما ساهم في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب.
وأضاف القيادي بحزب «مستقبل وطن» أن الدولة لم تكتفِ بتوفير فرص عمل، بل أولت اهتمامًا كبيرًا بدعم العمالة غير المنتظمة من خلال برامج الحماية الاجتماعية، والتأمينات، ومبادرات التدريب المهني، وذلك في إطار حرصها على بناء قاعدة إنتاجية حقيقية، تستوعب طاقات الشباب وتؤهلهم لسوق العمل وفقًا لأعلى المعايير.
وأكد هاني عبد السميع أن الانخفاض المستمر في معدلات البطالة يعكس تحولًا مهمًا في هيكل الاقتصاد المصري من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد إنتاجي، مشددًا على أن الدولة تعمل على تمكين الشباب، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، تضمن مشاركة الجميع في بناء المستقبل.