شدد الأمين العام المساعد في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبد الله الدردري على ضرورة إطلاق عملية التعافي الاقتصادي في سوريا من دون انتظار رفع العقوبات عنها، داعيا إلى "نتائج سريعة" تنعكس على حياة السوريين اليومية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الدردري قوله على هامش زيارته دمشق إن العقوبات هي من أبرز التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في عملية البناء وإعادة الإعمار عقب الإطاحة بنظام الأسد.

وقال الدردري إن رفع العقوبات هو "أمر يجب أن نعمل عليه، وفي الوقت نفسه يجب أن نبدأ عملية التعافي الاقتصادي حتى في ظل العقوبات".

وأضاف "انتظار رفع العقوبات لن يجدي، يجب أن نعمل بالتوازي"، متابعا "عندما تتاح الخطة الواضحة والأولويات الواضحة وعندما يتم رفع العقوبات التمويل سيتدفق على سوريا".

وتكرر السلطات السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع الدعوة إلى رفع العقوبات التي فُرضت في عهد نظام بشار الأسد، لإنعاش الاقتصاد المنهك جراء النزاع.

وخففت بعض الأطراف -بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي– بعض هذه العقوبات، لكنها رهنت القيام بخطوات أكبر باختبار أداء السلطات الجديدة في مجالات عدة، مثل مكافحة "الإرهاب" وحماية حقوق الإنسان والأقليات.

إعلان

وحذر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة في فبراير/شباط الماضي من أنه في ظل معدلات النمو الاقتصادية الحالية لن تتمكن سوريا من استعادة مستوى الناتج المحلي الإجمالي لفترة ما قبل ثورة 2011 قبل حلول العام 2080.

وقدرت المنظمة الدولية مجمل خسائر الناتج المحلي بنحو 800 مليار دولار خلال نحو 14 عاما من انطلاق الثورة.

معدل الفقر

وأبرز التقرير أن 9 من كل 10 سوريين يعيشون اليوم تحت خط الفقر، وأن واحدا من كل 4 عاطل عن العمل، في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من نصف مستواه في عام 2011.

كما أظهر التقرير تراجع مؤشر التنمية البشرية -الذي يشمل الصحة والتعليم ومستوى المعيشة- إلى ما دون مستواه في 1990، وهو ما يعادل أكثر من 30 عاما من التقدم التنموي المهدر بسبب الحرب.

ورأى الدردري أن "الخسارة الكبرى في الاقتصاد السوري هي خسارة الفرق ما بين ما كان يجب عليه أن يكون الاقتصاد السوري سنة 2025 وأين هو الآن".

وتابع "كان من المفترض أن يصل الاقتصاد السوري إلى ناتج محلي إجمالي بنحو 125 مليار دولار في عام 2025 مقارنة بـ62 مليارا عام 2010، نحن اليوم لا نتجاوز 30 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي".

نتائج سريعة

واعتبر الدردري أن أولى مراحل التعافي هي "الإنجازات السريعة التي يشعر بها المواطن، مثل بناء مستوصف أو افتتاح محل حلاقة أو مركز رياضي".

ونبّه إلى ضرورة أن يعمل المجتمع المدني على توسيع نشاطه لتقديم الخدمات للمساهمة مع السلطات، وتحسين خدمات الحكومة بشكل سريع" لكي يشعر "المواطن بأن الشوارع أنظف، وحركة السيارات والمرور أفضل"، خصوصا في هذه الظروف الصعبة، وفق تعبيره.

وأسفر النزاع في سوريا عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح الملايين.

وأكدت الأمم المتحدة مطلع مارس/آذار الماضي أن أكثر من 900 ألف نازح داخل سوريا عادوا إلى ديارهم منذ الإطاحة بالأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

إعلان

ورأى الدردري أن "التدمير المادي" الذي تعرضت له سوريا كان ضخما جدا، والجزء الأكبر كان "في قطاع السكن، 375 ألف منزل دمرت بالكامل وأكثر من 1.5 مليون منزل تضررت جزئيا".

إعادة الإعمار

وقدّر الدردري تكلفة إعادة بناء هذه المنازل بعشرات مليارات الدولارات، لافتا إلى أنه في ظل تراجع التمويل الدولي للتنمية منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض "لا بد من اجتراح أدوات تمويلية جديدة وفعالة من أجل أن يتمكن السوريون من العودة إلى منازلهم وبنائها".

ومن المقرر أن يشارك وفد سوري يضم وزيري الخارجية والمالية وحاكم المصرف المركزي الأسبوع المقبل في اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن.

وأكد مصدر مواكب للاجتماعات أن البحث سيشمل كيفية مواكبة عملية إعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد السوري، وهي عملية يتطلب تحقيقها "مسارا طويلا".

وبحث الدردري في دمشق مع مسؤولين سوريين التعاون بين الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وردا على سؤال عن تبدل عمل البرنامج في سوريا بعد الإطاحة بالأسد، قال المسؤول الأممي إنه خلال الحرب كانت الأولوية لعمل المنظمات الإنسانية "أما الآن فنحن في المقعد الأمامي إلى جانب السائق وخلفه، والسائق هو الحكومة".

وأكد الدردري -وهو المدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية- أن برنامج الأمم المتحدة وضع "مخططا للطاقة ومستقبل الطاقة في سوريا"، وقدّم نحو 30 مليون دولار لتطوير دير علي الواقعة جنوب دمشق، وهي إحدى أهم محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في سوريا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاقتصاد السوری الأمم المتحدة الناتج المحلی رفع العقوبات فی الاقتصاد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

يستهدف 2940 عائلة.. مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق مشروع “أضاحي سوريا”

حلب-سانا

أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتعاون مع منظمة بنيان للشباب والتنمية مشروع “أضاحي سوريا” بمناسبة عيد الأضحى المبارك، والذي استهل أعماله من حلب، ومنها لبقية المحافظات مستهدفاً 2940 عائلة مستفيدة.

وبيّن مسؤول المشاريع محسن الحمدوش في تصريح لمراسل سانا أن المشروع انطلق في حلب لمساعدة 800 عائلة ضمن المدينة والريف وفق المعايير المحددة للمستفيدين الأكثر حاجة، وذلك بالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل.

وفي سياق آخر نوه الحمدوش، بأهمية المشروع في تأمين مصدر دخل للعاملين المحليين في تجهيز اللحوم، مع الحفاظ على المعايير الصحية وسلامة المستهلك.

بدوره، لفت مسؤول فريق التوزيع بمحافظة حلب خالد محمد، إلى أن تنفيذ المشروع يتم وفق أعلى المعايير الصحية والإنسانية المعتمدة في سوريا، مع الالتزام الكامل بأحكام الشريعة الإسلامية في جميع مراحل الأضحية، مضيفاً: إن 2940 عائلة ستستفيد من المشروع، أي نحو 17640 شخصاً في كل من حلب وريفها، دمشق وريفها، وإدلب وحمص وحماه ودير الزور، طيلة أيام العيد.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • سوريا: العثور على جثة مسؤول أمني مفقود في ريف طرطوس
  • مسؤول سابق في الأمم المتحدة يطالب بعقوبات رادعة على “إسرائيل”
  • مسؤول أممي سابق لـعربي21: يجب فرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل
  • الولايات المتحدة تزيل سوريا من قائمة الدول المارقة.. هكذا علق مبعوث ترامب في دمشق
  • التزام أممي بتقديم الدعم الفني للجنتي المجلس الرئاسي الليبي
  • ترحيب أممي بتشكيل لجنتين لمعالجة التوترات الأمنية وحقوق الإنسان في ليبيا
  • يستهدف 2940 عائلة.. مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق مشروع “أضاحي سوريا”
  • انزعاج أممي بالغ إزاء فرض عقوبات على أربع من قاضيات المحكمة الجنائية الدولية
  • الأمم المتحدة تدعو أميركا لرفع العقوبات عن قضاة «الجنائية الدولية»
  • المرتضى يدعو الطرف الاخر لاجراء عملية تبادل شاملة للأسرى