الرسوم الأمريكية تربك اقتصاد المنطقة العربية.. من الخاسر الأكبر؟
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
أطلقت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، تحذيرات من التداعيات السلبية للرسوم الجمركية الجديدة، التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت أن السياسات قد تهدد صادرات غير نفطية عربية تقدر بنحو 22 مليار دولار سنويا، الأمر الذي يُنذر بتحديات اقتصادية متزايدة لعدد من الدول في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات التجارية بين الدول العربية والولايات المتحدة شهدت تحولات جوهرية خلال العقد الأخير، حيث انخفضت الصادرات العربية إلى السوق الأمريكية من 91 مليار دولار في عام 2013 إلى 48 مليار دولار فقط في 2024.
ويعزى هذا التراجع أساساً إلى انخفاض واردات الولايات المتحدة من النفط الخام والمنتجات البترولية، ومع ذلك، فإن الصادرات غير النفطية شهدت تحسناً نسبياً، إذ ارتفعت من 14 مليار دولار إلى 22 مليار دولار خلال الفترة نفسها، ما يعكس توجهاً نحو التنويع الاقتصادي في بعض الدول العربية.
وبات الاتجاه مهدداً اليوم، حيث أن الرسوم الجديدة، التي استهدفت قطاعات حيوية مثل الألمنيوم والكيماويات والمنسوجات، تهدد صادرات دول مثل الأردن، البحرين، مصر، المغرب، لبنان وتونس.
الخاسر الأكبر
ويعد الأردن من أكثر الدول تأثراً، حيث تشكل صادراته إلى الولايات المتحدة ربع إجمالي صادراته العالمية، أما البحرين فتعتمد بدرجة كبيرة على السوق الأمريكية، خصوصًا في صادرات الألمنيوم، ما يجعلها عرضة لاهتزازات اقتصادية عنيفة.
سلّط التقرير الضوء على المخاطر التي تواجهها دولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما في قطاع إعادة التصدير الذي تبلغ قيمته نحو 10 مليارات دولار، ويعود ذلك إلى خضوع السلع المعاد تصديرها لرسوم مرتفعة إذا كانت من مصادر شملتها التعريفات الأميركية الجديدة.
وتتزامن التحديات مع ضغوط اقتصادية إضافية تعاني منها دول مجلس التعاون الخليجي، نتيجة الهبوط الحاد في أسعار النفط، أما الدول العربية متوسطة الدخل مثل مصر والمغرب وتونس، فهي معرضة أيضاً لأعباء مالية إضافية بسبب ارتفاع عائدات السندات السيادية.
وقدرت الإسكوا أن هذه الدول ستتحمل فوائد إضافية تصل إلى 114 مليون دولار في عام 2025، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الإنفاق التنموي والاجتماعي فيها.
وأشار تقرير الإسكوا إلى بعض الفرص الممكنة، أبرزها إمكانية استفادة دول عربية مثل مصر والمغرب من إعادة توجيه سلاسل الإمداد العالمية، خاصة مع تعرض منافسين آسيويين مثل الصين والهند لرسوم أمريكية مرتفعة، لكن تعليق واشنطن لتطبيق بعض الرسوم لمدة 90 يوماً على معظم الدول – باستثناء الصين – قد يقلل من هذه الفرص.
واختتمت الإسكوا تقريرها بتوصيات تدعو إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، عبر الإسراع في تنفيذ اتفاقيات مثل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والاتحاد الجمركي الخليجي، واتفاقية أغادير. كما شددت على أهمية تطوير البنية التحتية اللوجستية وتعزيز مرونة سوق العمل، لضمان اندماج أفضل في سلاسل القيمة العالمية.
وقالت الأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، إن العالم العربي "يقف عند مفترق طرق اقتصادي حاسم"، مؤكدة أن الأزمة الحالية قد تشكل فرصة لإعادة هيكلة الاقتصادات العربية بشكل أكثر تنوعاً ومرونة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي صادرات غير نفطية امريكا المنطقة العربية الرسوم الجمركية صادرات غير نفطية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء الصين: عواقب الرسوم الجمركية تزداد وضوحا
بكين-رويترز
قال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم الثلاثاء إن "العواقب المدمرة المتبادلة للرسوم الجمركية أصبحت واضحة على نحو متزايد" مع مرور الوقت خلال 2025.
وأضاف في تصريحات أدلى بها في "حوار 1+10" الذي ضم رؤساء صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإصلاح الحوكمة الاقتصادية العالمية بسبب الحواجز التجارية.
ولم يذكر رئيس الوزراء الصيني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاسم لدى تطرقه لقضية الرسوم في الاجتماع الذي انعقد في بكين.
وأظهرت بيانات تجارية صدرت أمس الاثنين أن الفائض التجاري للصين تجاوز تريليون دولار لأول مرة في نوفمبر تشرين الثاني، وهو ما يعزوه خبراء اقتصاد إلى رسوم ترامب الجمركية التي تُحوّل الشحنات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى أسواق أخرى، مما يشكل ضغطا على قطاعات التصنيع في تلك الاقتصادات.
وقال لي في الاجتماع، الذي ضم أيضا مسؤولين كبارا من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة العمل الدولية، "منذ بداية العام، ألقى خطر الرسوم الجمركية بظلاله على الاقتصاد العالمي".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح محوريا للتجارة، مسلطا الضوء على نماذج مثل ديب سيك الصينية كمحرك للتحول العالمي للصناعات التقليدية ومحفز للنمو في قطاعات جديدة، بما في ذلك الروبوتات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء.