اختلف الفقهاء في اليوم الذي وُلد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من شهر ربيع الأول، ونقل الحافظ ابن كثير، العديد من الأقوال المتباينة في تحديد ذلك اليوم؛ فذكر منها: اليوم الثاني، واليوم الثامن، واليوم العاشر، واليوم الثاني عشر، واليوم السابع عشر، واليوم الثاني والعشرين.

كيف يفتح الاستغفار والصلاة على النبي أبواب البركة والرزق؟.

. الإفتاء توضحمساجد الجمهورية تصدح بالصلاة على سيدنا النبي احتفاءً وتجديدًا للمحبة والولاءمتى ولد النبي؟

وقد ولد النبى المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.

لما روى الإمام مسلم فى «صحيحه» عن أبى قتادة الأنصارى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه».

والصواب الذي تدل عليه كتب التوفيقات بين التاريخين الهجرى والميلادى: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم وافق يوم الثانى والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وهذا الشهر الميلادى هو أول شهر ربيعى كامل، فوافق ربيع مولده القمرى فصل الربيع، واستدار الزمان ليوم ميلاده الشريف، والربيع هو الموسم الذى تتفتح فيه الزهور، وتغرد الطيور، وتحلو الحياة.

والخلاصة أن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- قد ولد يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهذا هو الذيجرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى المولد النبوى الشريف على صاحبه أشرف الصلاة وأتم السلام، ووافق ذلك يوم الثانى والعشرين من شهر نيسان أبريل عام 572 ميلادية، وذلك فى فصل الربيع.

معجزات ميلاد النبي

وُلِد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مختونًا مقطوع السرة، وخرج نورٌ معه، أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، بحسب شهادة أم عثمان بن العاص، وأم عبد الرحمن بن عوف، اللتين باتا عند أم النبي ليلة الولادة، فقد قلن: رأينا نورًا حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب.

وقالت السيدة آمنة أم النبي، إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء، وسمعت في الضوء قائلا يقول: إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا صلى الله عليه وآله، وأتي به عبد المطلب لينظر إليه، وقد بلغه ما قالت أمه، فأخذه ووضعه في حجره.

كما جفت بحيرة ساوة (وهي بحيرة مغلقة ذات ماء مالح تقع في محافظة المثنى، جنوب العراق على بعد عدة كيلومترات من مدينة السماوة مركز المحافظة)، ثامنًا: لم يبقَ سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، تاسعًا: انتُزع علم الكهنة، وبطُل سحر السحرة، ولم تبق كاهنةٌ في العرب إلا حُجبت عن صاحبها.

وحجب إبليس عن السموات السبع، ويقول الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، بشأن ولادة النبي محمد صلى الله عليه وآله : كان إبليس - لعنه الله - يخترق السماوات السبع ، فلما وُلد عيسى عليه السلام حُجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات، فلما وُلد رسول الله - صلّى الله عليه وآله - حُجب عن السبع كلها ورميتْ الشياطين بالنجوم.

ووشهد يوم ميلاد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الكثير من المعجزات، ليس في مكة وحسب ولكن في بلاد المشرق والمغرب، فجاء ميلاد النبي إيذانًا بميلاد الإيمان في قلوب البشر.

رأت السيدة آمنة حين حملت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصري من أرض الشام، وقالت والله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: متى ولد النبي ميلاد النبي مولد النبي المزيد صلى الله علیه وآله وسلم شهر ربیع من شهر

إقرأ أيضاً:

“نحن أولو قوة وأولو بأس شديد” .. البأس اليمني بين النص القرآني والتاريخ الإسلامي

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

في أزمنة التحوّلات الكبرى، يتجلّى صدقُ الأمم لا في كلماتها، بل في مواقفها؛ وفي قلب التاريخ، لا تُكتب الصفحات الخالدة بالحبر، بل بالبأس والإيمان. وبين صفحات القرآن الكريم، أشار الله تعالى إلى قوم وصفهم بأنهم “أولو قوة وأولو بأس شديد”، في سياق حديثه عن مملكة سبأ اليمنية وكأنما أراد أن يُخلِّد في كتابه ملامح أمةٍ لم تضعف عند اللقاء، ولم تخنع أمام الباطل، بل تمتّعت بقوة العزيمة وصلابة الإرادة ، ثم جاء النبي محمد صلوات الله عليه وآله ، ليُشهد العالم كله بقوله: “الإيمان يمان والحكمة يمانية” فتحوّلت القوة إلى عقيدة، والبأس إلى ولاء، وأضحى اليمنيون أنصار الرسالة، لا بالقول فقط، بل بالفعل والموقف، في نصرة الإسلام أولًا، ثم في الوفاء لأهل بيت النبوة، وأعلام الهدى من بعده، وفي ثباتهم على خط الحق مهما تكالبت عليهم العصور.

في هذا التقرير الموسّع، نكشف العلاقة العميقة بين الوصف القرآني للبأس اليماني، وبين الحديث النبوي عن الإيمان والحكمة اليمانية، ثم نتتبع كيف تجلّى ذلك البأس عبر التاريخ في نصرة الإمام علي عليه السلام، وأئمة أهل البيت وأعلام الهدى  .. إنها ليست قصة قوم… بل شهادة قرآنية خالدة لأمةٍ إذا آمنت… أبدعت، وإذا والَتْ… ثبتت، وإذا قاتلت… انتصرت.

 القوة والبأس في كتاب الله

ورد في سورة النمل قول الله سبحانه وتعالى على لسان ملِكة سبأ حينما تلقت رسالة النبي سليمان عليه السلام:
“قالت يا أيها الملأُ أفتوني في أمري ما كنتُ قاطعة أمرًا حتى تشهدون * قالوا نحن أُولُو قوةٍ وأُولُو بأسٍ شديدٍ والأمرُ إليكِ فانظري ماذا تأمرين” (النمل: 32–33).

هذه الآية لم تكن مجرد حكاية قرآنية عن مملكة قديمة، بل تركت إشارات دلالية مهمة تتجاوز السياق الزمني إلى دلالة رمزية وواقعية، ارتبطت بالشعب اليمني دولة سبأ عنوان القوة والبأس القرآني ، وأن أوصاف “القوة” و”البأس الشديد” تعنيان الشجاعة، والصلابة في الحرب، والقدرة التنظيمية والسياسية.

البأس اليماني في التاريخ

عُرف اليمنيون عبر التاريخ، قبل الإسلام وبعده، بأنهم أهل حضارة، وأهل بأس في القتال، وأهل حكمٍ وحكمة. تاريخهم يزخر بممالك عظيمة كسبأ وحمير ومعين وقتبان، كما أن جيوشهم كانت ذات بأسٍ مشهود. لم يكونوا قوماً تابعين، بل صناع قرار، كما أظهرت ملكة سبأ نفسها حين خاطبت الملأ ولم تُخضع نفسها لأمرهم، بل أشركتهم في الشورى.

وهذا “البأس اليماني” كان من عوامل احترام النبي سليمان عليه السلام لهم، وتعاطيه السياسي والديني المتوازن معهم، إذ لم يبعث إليهم مباشرةً بالتهديد، بل بخطاب يتضمن دعوة سلمية وتوحيدية.

ومع ظهور الإسلام، لم يتخلّ اليمنيون عن قوتهم ولا عن بأسهم، بل انتقلوا به إلى ميادين نصرة الدين الجديد، فدخلوا في الإسلام أفواجاً دون قتال، وامتزج بأسهم بالحكمة والإيمان.

وقد سجل لهم التاريخ أنهم من أوائل الشعوب الذين استجابوا للرسالة الإسلامية، بعد أن أرسل النبي (صلى الله عليه وآله) إليهم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي أقام الحجة وأظهر المعجزة فآمنوا به ووالوه ووالوا أهل بيته من بعده.

“الإيمان يمان والحكمة يمانية”: عنوان الهوية وتوصيف نبوي خالد

في حديث متواتر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، وهي شهادة نبوية عظيمة لشعبٍ بعينه.

هذا الحديث يكشف أن البأس الذي تحدثت عنه الآية لم يكن محصوراً في القوة المادية أو القتالية فقط، بل كان ممزوجاً بالحكمة. وهو ما يجعل من الشعب اليمني أنموذجاً فريداً يجمع بين الشجاعة والبصيرة.

وبإجماع العلماء فإن هذا الحديث دلالة على أن أهل اليمن يتميزون بإيمان راسخ وحكمة راجحة، كما أنه يحمل في طياته تهيئة نفسية وروحية لأدوار قادمة سيكون لأهل اليمن فيها شأن كبير في نصرة الدين والحق وأهل البيت.

حين وصفهم النبي صلوات الله عليه وآله : “الإيمان يمان”، لم يقل: “البأس يمان” رغم ورود ذلك في القرآن، وذلك لحكمة عميقة  ’’الإيمان البأس’’ هو الجوهر والأساس هو الأداة التنفيذية يربط اليمنيين بالرسالة الإلهية،  يربطهم بمواجهة أعداء الحق ، ويدل على سلامة القلب والبصيرة ويدل على شجاعة الجسد والموقف

ولذلك أراد النبي صلوات الله عليه وآله أن يبيّن أن قوة اليمنيين ليست فقط جسدية، بل روحية، وأن بأسهم ليس مجرد عنف، بل نابع من إيمان وحكمة، وهي أعلى مراتب القوة.

ولاية الإمام علي (عليه السلام) وتجليات البأس في اليمن

من أبرز تجليات الآية الكريمة وحديث النبي صلوات الله عليه وآله ، هو موقف اليمنيين من الإمام علي عليه السلام. فقد كان لهم قصب السبق في ولايته، وأظهروا محبةً واتباعًا مخلصًا له، منذ أن بعثه النبي إليهم داعية ومُعلِّمًا وحاكمًا.

وقد تجلّى هذا “البأس” بشكل بالغ الدلالة عندما ارتبط بالولاء للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، حيث تحوّل إلى بأسٍ في نصرة الحق، والثبات العقائدي، والاستعداد للتضحية في سبيل المبادئ الإلهية.

ومع أن كثيرًا من القبائل العربية الأخرى كانت لا تزال تعاني من بقايا الجاهلية والتحفظات القبلية، فإن اليمنيين سلّموا القيادة للإمام علي دون تردد، باعتباره وصي رسول الله صلوات الله عليه وآله. وباب مدينة علمه ، وسيف الله وسيف رسوله صلوات الله عليه وآله،

وهذه الولاية لم تكن شعارًا، بل موقفًا سياسيًا وعقائديًا مستمرًا، حيث ظل اليمن على مدى العصور معقلًا لمحبي وموالي أهل البيت، وظهر فيهم أعلام الهدى من آل بيت رسول من الزيدية وأنصار الثورة المحمدية في وجه الطغيان.

مما قاله الإمام عليه عليه السلام في أهل اليمن : (أما اليمن، فإنهم أبعد العرب دارًا، وأشدهم في الحرب بأسًا، ولهم في الإسلام سابقة وبلاغ) ، (نهج البلاغة – من خطبه السياسية بعد التحكيم)

نصرة أعلام الهدى من آل البيت في اليمن

لا يمكن الحديث عن البأس اليماني دون الإشارة إلى الدور الذي لعبه اليمنيون في نصرة أعلام الهدى من آل بيت رسول الله. فقد كانت اليمن ولا تزال مأوى لأحفاد النبي صلوات الله عليه وآله، واحتضنت دعواتهم، وساندتهم في الملمات.

من أبرز تلك المواقف:

احتضانهم للدعوة الزيدية، التي أسسها الإمام زيد بن علي (عليه السلام)، حفيد الإمام الحسين، بعد ثورته على الحكم الأموي الظالم، حيث قال عنهم سلام الله عليه : (خذلتني الكوفة، ولكن لي في اليمن أنصارًا لو بلغهم أمري لجاؤوني أفواجًا).

وفي دعم الأئمة لاحقًا كانت اليمن من أبرز مناصري الإمام الحسن والإمام الحسين، ووصلت الأخبار إلى اليمن عن كربلاء فأعلنت قبائل كثيرة ولاءها لخط آل البيت.

الإمام القاسم الرسي والإمام الهادي: شكّلا معالم المدرسة الزيدية في اليمن، المؤمنة بوجوب الإمامة في آل البيت.

دورهم في الثورة على الطغاة، عبر العصور، وتمسكهم بخيار المقاومة، لا سيما في العصر الحديث، حين رفعوا راية “الصرخة” في وجه الهيمنة، مستلهمين من مبدأ “نحن أولو قوة وأولو بأس شديد”، بُعدًا تحرريًا عقائديًا في مقاومة المستكبرين.

 كيف اجتمع الإيمان والبأس في اليمنيين؟

اليمن دخلت الإسلام بالإقناع والحجة، لا بالسيف بعد أن أوفد إليهم النبي (صلوات الله عليه وآله) الإمام علي (عليه السلام ) فأسلمت القبائل، وولّوه عليهم، وهذا يدل على نضج روحي وسلوكي

دفاعهم عن الإمام علي عليه والسلام أولاً فكانوا القادة والجند المحبين في ولائهم وتضحياتهم وعلى رأسهم مالك الأشتر ، وآل البيت ثانياً خاصة الزيدية الذين التحقوا بركب الإمام زيد عليه السلام ودافعوا عن الحق في وجه بني أمية والعباسيين ومما قاله فيهم الإمام زيد بن علي عليه السلام : “في أهل الكوفة خذلان، وفي أهل اليمن رجاء”.

ما يزال اليمنيون حديثاً يقدمون نموذجًا يجمع بين الإيمان العقائدي والبأس المقاوم رفعوا شعار “هيهات منا الذلة”، وساروا على خطى مدرسة كربلاء

خاتمة: البأس اليماني… من القرآن إلى الميدان

إن “البأس اليماني” آية في آية قرآنية ، ومنظومة متكاملة من الشجاعة، والعقيدة، والحكمة، ظهرت في مواقف تاريخية وميدانية متكررة. وإنه ليس غريبًا أن تكون اليمن اليوم جزءًا من معادلة الصراع العالمي بين محور الحق ومحور الباطل، فالمشروع القرآني في اليمن يستند إلى إرث طويل من “البأس الشديد”، الذي وُصف به أسلافهم، و”الإيمان اليماني” الذي شهد له النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ،  ومن خلال مواقف اليمن واليمنيين قديماً وحديثاً، أثبتت أنها ليست فقط أرضًا لأولو البأسٍ الشديد، بل أرضًا لأولو الوفاءٍ الشديد لأعلام الهدى من آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله .

مقالات مشابهة

  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب
  • ماذا كان يقول النبي عند كل مساء؟ اعرف التسابيح النبوية
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • لماذا نحتفل بالسنة الهجرية في في شهر المحرم؟ اعرف آراء العلماء
  • هل قراءة القرآن بصورة جماعية بدعة؟.. الإفتاء تجيب
  • متى ينتهى وقت صلاة الضحى؟.. اعرف وقتها وفضلها وعدد ركعاتها
  • نشأت الديهي يهاجم البرادعي: “كان سببًا في احتلال العراق واليوم يتحدث عن بلقنة المنطقة”
  • دعاء الاستفتاح في الصلاة.. اعرف ما ورد عنه في السنة النبوية
  • “نحن أولو قوة وأولو بأس شديد” .. البأس اليمني بين النص القرآني والتاريخ الإسلامي
  • استخراج كعب العمل 2025.. اعرف كيف تحصل عليه إلكترونيا