عقود من الإبداع في مسيرة الفنان المغربي محسن جمال، الذي قدم عديدا من الأغاني التي تركت بصمة قوية في الساحة الموسيقية المغربية، مثل "الزين فالثلاثين"، و"أكيد أكيد"، و"سمع ليا نوصيك"، و"عيونك قالوا لي"، و"يا الغادي فطريق مولاى عبد السلام"، وغيرها من الأغاني التي جعلته أحد أعلام الأغنية المغربية.

وبعد مسيرته الفنية المتميزة، رحل عن عالمنا -الاثنين الماضي- عن عمر يناهز 77 عاما بعد معاناته مع المرض لفترة طويلة.

وقد ودع الشعب المغربي الفنان الراحل في جنازة حافلة شهدت حضور عديد من الأسماء البارزة في الساحة الفنية، مثل نعمان لحلو، وعبد العالي الغاوي، وعبد الكبير الركاكنة، وأحمد شوقي، إلى جانب جمهور غفير من محبي أعماله.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محمد رمضان يواجه انتقادات بعد ظهوره بملابس "غير لائقة" بمهرجان أميركيlist 2 of 2كاتي بيري تستعد للغناء في الفضاء على متن رحلة مع صديقاتهاend of list وجع السنوات الأخيرة

عاش الفنان المغربي الكبير، الذي ترك بصمة فنية وثقافية مؤثرة في المشهد المغربي، الفترة الأخيرة وسط معاناة صحية شديدة، وفق ما كشفت عنه ابنته نجوى في تصريحات صحفية، مؤكدة أنه توفي متأثرا بمضاعفات مرضية خطيرة.

وكان المطرب الراحل قد نُقل إلى إحدى المصحات الخاصة بمدينة طنجة، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بأمراض مزمنة و خضوعه لعدة عمليات جراحية معقدة. وأشار صديقه الفنان رشيد الوالي في وقت سابق إلى أن حالته كانت حرجة وتتطلب رعاية طبية دقيقة.

إعلان

ووسط هذه الأزمة، أُجريت له عملية بتر إحدى ساقيه، مما أثار تعاطفا واسعا بين الفنانين وأصدقائه، الذين تمنوا له الشفاء العاجل، خاصة بعد نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط بتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة. لكن الموت كان أسرع من أي تدخل طبي.

4 عقود من العطاء

يُعد الفنان المغربي الراحل محسن جمال (1948-2025) من أبرز الأصوات التي أثرت في الأغنية المغربية الكلاسيكية، وواحدا من أبناء الجيل الذهبي الذين ساهموا في رسم ملامح المشهد الموسيقي المغربي خلال العقود الأربعة الماضية.

بدأ مسيرته الفنية أواخر سبعينيات القرن الماضي، حين برز بصوته الدافئ وحضوره الإذاعي اللافت، ولفت الأنظار في بداياته بإعادة تقديم روائع كبار المطربين العرب، مثل محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، عبر الإذاعة الوطنية، قبل أن يتجه إلى تأسيس هوية غنائية مغربية خاصة به.

عُرف جمال بمهارته العالية في العزف على آلة العود، وحرص على تطوير الأغنية المغربية بالمزج بين الإيقاعات التراثية والأساليب الموسيقية المعاصرة، وهو ما منحه جمهورا واسعا داخل المغرب وخارجه.

وخلال مشواره الطويل، قدم مجموعة من الأغاني التي لا تزال حاضرة في ذاكرة محبيه، من بينها "سمع ليا"، و"أكيد أكيد"، و"هادي سنين"، و"عربية يا بنت الخير"، و"عيونك قالولي"، و"أبي يا أعظم الرجال"، وهي أعمال عكست حسه الفني وقدرته على الجمع بين الشجن والرقي.

كما تعاون مع نخبة من نجوم الغناء المغربي، من أبرزهم عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، ومحمد الحياني، ونعيمة سميح، ولطيفة رأفت، إلى جانب كبار الملحنين، أمثال عبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط، مما أضفى على رصيده الفني تنوعا وتكاملا جعله يحظى باحترام النقاد ومحبة الجمهور.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات موسيقى وغناء

إقرأ أيضاً:

قصيدة النثر في اليمن.. صراع مع الاستسهال وبحث عن قراءة واعية

فخر العزب

تعود البدايات الفعلية لقصيدة النثر في اليمن إلى أسماء بارزة تركت بصمة واضحة في هذا المسار، من بينهم محمد حسين هيثم، وعبد الودود سيف، ومحمد المساح، وعبد الكريم الرازحي، وعبد اللطيف الربيع. وقد شكّل هؤلاء الشعراء طليعة جمالية وثقافية انحازت لقصيدة النثر بوصفها خياراً فنياً حراً، في مواجهة القوالب الكلاسيكية التي سيطرت طويلاً على بنية القصيدة العربية.

وشهدت التسعينيات ازدهاراً لقصيدة النثر اليمنية، مع تأثر عدد من الشعراء بالحركة الثقافية العربية، وظهور أصوات جديدة دفعت بهذا الجنس إلى الواجهة، مستفيدين من نشاط النقد الأدبي آنذاك، إضافة إلى التلاقح الثقافي الواسع الذي أتاح للشعراء اليمنيين الانفتاح على تجارب عربية وغربية، ما ساهم في ترسيخ الحداثة الشعرية.

يقول الشاعر محمد اللوزي لـ”العربي الجديد” إن قصيدة النثر تصدّرت المشهد الشعري اليمني منذ التسعينيات، وكانت موجودة في الصحف والمجلات والفعاليات الثقافية. ويضيف أن وجود أسماء أدبية عربية، مثل حاتم الصكر وإبراهيم الجرادي، في أروقة جامعة صنعاء كان له أثر واضح في تعزيز حضورها. وأشار إلى أن قصيدة النثر انطلقت خارج الإطار الأكاديمي التقليدي، حيث ظهرت لأول مرة في “حديقة كلية الآداب”، في مقابل القصائد العمودية والتفعيلة التي كانت تدرّس داخل القاعات.

ويعتبر اللوزي أن تفشي الأمية يشكّل عائقاً أمام قصيدة النثر، إذ إنها لا تعتمد على الموسيقى والإيقاع الصوتي، بل على التكوين المعنوي والبنية السردية، ما يتطلب قارئاً ومبدعاً واعياً.

ويرى أن تعافي المشهد الشعري بعد الحرب سيعيد قصيدة النثر إلى الصدارة، كونها الأقرب إلى السرد الروائي والقصة، وتمثل تداخلاً بين الأجناس الأدبية، بما تمتلكه من حرية شكلية وإيقاع داخلي خاص بها.

من جانبه، يؤكد الناقد الأدبي علي عبده قاسم، أن قصيدة النثر منذ نشأتها في خمسينيات القرن الماضي، تمردت على القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة على السواء، معتمدة على الإدهاش والمفارقة والدلالة العميقة. ويشير إلى أن قصيدة النثر في اليمن وجدت بيئتها من خلال أسماء مهمة، مثل الدكتور عبد العزيز المقالح، ومحمد حسين هيثم، وشوقي شفيق، وسلطان عزعزي، الذي يُعد نموذجاً متقدماً لهذا الشكل.

ويُرجع قاسم نجاح شعراء قصيدة النثر في اليمن إلى تمكنهم من أدواتهم، وقدرتهم على الكتابة في أنماط شعرية متعددة، إضافة إلى وجود قرّاء متابعين، ومنابر ثقافية احتفت بهذا الجنس الشعري، ما أتاح منافسة جادة في هذا المضمار.

لكن قاسم يُحذر من محاولات “التطفل” على قصيدة النثر، معتبراً أن استسهال كتابتها من غير المتمكنين قد يسيء إليها، خصوصاً في ظل غياب النقد الجاد، ما يجعلها عرضة للخلط بين الغث والسمين. ويؤكد أن مستقبل هذا الجنس الشعري، كغيره من أشكال الإبداع، مرهون بحرية التعبير، وبدور المنابر الثقافية في الاحتضان والتقييم والفرز.

المصدر: العربي الجديد

 

 

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية يدشن مبادرة نظافة محافظتنا... أكيد مسؤوليتنا لرفع الوعي البيئي
  • هاني شاكر يشعل جوجل ويعود لجمهوره في حفل ضخم على مسرح البالون
  • محسن صالح: بن رمضان لسه مقدمش بصمات قوية مع الأهلي
  • حوار مع الموسيقار الدكتور يوسف الموصلي: مسيرة فنية طويلة من الإبداع والتميز
  • شاهد بالفيديو.. الفنان محمد الفحيل يفاجئ الجميع ويعلن تضامنه مع المطرب محمد بشير في الحملة التي يقودها ضده شقيقه شريف الفحيل وساخرون: (أنا والغريب على أخوي)
  • محسن صالح عن بن رمضان: لسه مقدمش بصمات قوية
  • مرتكزات الاقتصاد البرتقالي 4.0: الإبداع والابتكار والاختراع (1- 2)
  • سلوى محمد علي تكشف علاقتها بابنتيها التوأم وزوجها الراحل محسن حلمي
  • وائل جسار يثير الجدل بتقبيل العلم المغربي فى مهرجان موازين
  • قصيدة النثر في اليمن.. صراع مع الاستسهال وبحث عن قراءة واعية