لماذا يحتفل العالم بيوم لحماية الملكية الفكرية؟.. خبراء: حماية الإبداع استثمار استراتيجي للمستقبل.. وخطوة لبناء اقتصادات المعرفة الحديثة
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق كل انواع الابداع
يعد اليوم العالمي للملكية الفكرية، الذي نحتفل به في مثل هذا اليوم 26 أبريل من المناسبة السنوية التي أعلنتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) في عام 2000 بهدف إذكاء الوعي بأهمية الملكية الفكرية ودورها في تشجيع الابتكار والإبداع، يمثل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على مساهمات المبدعين والمبتكرين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية حول العالم.
وعن هذا اليوم، يقول أستاذ القانون المدنى بكلية الحقوق جامعة القاهرة دكتور محمد شكرى سرور لـ"البوابة نيوز" : تشير الملكية الفكرية إلى حماية إبداعات العقل وكل انتاج فكرى سواء كان ينتمي إلى المصنفات الفنية أو الاختراعات أو برامج الكمبيوتر أو العلامات التجارية وغيرها من العلامات في المجال التجاري.
الحق الفكري مال قابل للتعاملويتابع: الحق الفكري مال قابل للتعامل والتنازل والحجز والإرث ولكن وفق شروط حددتها التشريعات والاتفاقيات الدولية فالحقوق الفكرية هي أموال درج عرف الناس على التعامل بها استئثاراً واستعمالًا واستثمارًا، ووصفها بالملكية الفكرية، وهذا الوصف هو تعبير مجازي يشير إلى الاختصاص والاستئثار، ومن باب إطلاق اللفظ العام على الخاص، كما لو قلنا ملكية حق شخصي مع أن الملكية هي حق عيني، أو ملكية حق استعمال المؤلف .
الملكية حق عينىتشمل مجموعة واسعة من الحقوق القانونية
وأضاف: لا تقتصر الملكية الفكرية على حماية الأفكار والإبداعات فحسب، بل تمتد لتشمل مجموعة واسعة من الحقوق القانونية التي تمنح المبدعين والمبتكرين السيطرة على استخدام مصنفاتهم واختراعاتهم، و تشمل هذه الحقوق براءات الاختراع التي تحمي الاختراعات التقنية، وحقوق المؤلف التي تحمي الأعمال الأدبية والفنية، والعلامات التجارية التي تميز المنتجات والخدمات، والتصاميم الصناعية التي تحمي المظهر الجمالي للمنتجات، والمؤشرات الجغرافية التي تحدد المنشأ الجغرافي للمنتجات ذات الخصائص المرتبطة بهذا المنشأ .
أهمية اليوم العالمي للملكية الفكرية
وأوضح: تكمن أهمية اليوم العالمي للملكية الفكرية في تعزيز ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية وتشجيع الأفراد والشركات على الاستفادة من نظام الملكية الفكرية لحماية إبداعاتهم وتسويقها، كما يهدف إلى توعية الجمهور بدور الملكية الفكرية في دفع عجلة الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل .
من جانبها قالت أستاذة القانون المدنى بحقوق القاهرة الدكتورة هبة الله رسلان لـ"البوابة نيوز" : أن "اليوم العالمي للملكية الفكرية يمثل منصة حيوية للتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه الملكية الفكرية في بناء اقتصادات المعرفة الحديثة، فهو يوم لتذكير الحكومات والقطاع الخاص والأفراد بأن حماية الإبداع ليست مجرد حق للمبدع، بل هي استثمار استراتيجي للمستقبل وذلك من خلال توفير بيئة قانونية واضحة وفعالة لحماية الملكية الفكرية يمكننا تشجيع المزيد من الاستثمار في البحث والتطوير.
تحفيز الشركات الناشئة
وأضافت: تفعيل القانون يعمل على تحفيز الشركات الناشئة على النمو والتوسع، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، كما أن هذا اليوم يمثل فرصة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الملكية الفكرية وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات." وتضيف الدكتورة ليلى: "أعتقد أن التركيز في السنوات القادمة يجب أن ينصب على تبسيط إجراءات تسجيل حقوق الملكية الفكرية وتوفير آليات فعالة لإنفاذ هذه الحقوق، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الرقمية وسهولة نسخ وتوزيع المصنفات المحمية .
وفى ذات السياق قال خبير استشارات الملكية الفكرية الدكتور أحمد سليم لـ"البوابة نيوز" حول الجانب العملي والتطبيقي للملكية الفكرية، قائلاً: "اليوم العالمي للملكية الفكرية فرصة عظيمة لتوعية الشركات، وخاصة الصغيرة والمتوسطة، بأهمية دمج استراتيجيات الملكية الفكرية في خطط أعمالها، فالعديد من الشركات لا تدرك القيمة الكامنة في علاماتها التجارية أو تصاميمها أو حتى أسرارها التجارية و يمكن لحماية هذه الأصول الفكرية أن تمنحها ميزة تنافسية قوية في السوق وتزيد من قيمتها السوقية، هذا اليوم هو دعوة للشركات لتقييم أصولها الفكرية وتطوير استراتيجيات لحمايتها واستغلالها تجارياً بشكل فعال .
يساهم في تحقيق التنمية المستدامةويضيف الدكتور أحمد: من الضروري أيضاً التركيز على بناء قدرات الكوادر المتخصصة في مجال الملكية الفكرية وتقديم الدعم والاستشارة للمبدعين والمبتكرين لمساعدتهم على فهم حقوقهم وكيفية حمايتها، يجب أن يكون هناك تواصل فعال بين الأكاديميين والممارسين وصناع القرار لضمان أن نظام الملكية الفكرية يلبي احتياجات جميع الأطراف المعنية ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة .
يدعم الإبداع والابتكارويختتم: يظل اليوم العالمي للملكية الفكرية مناسبة هامة لتجديد الالتزام بتعزيز نظام ملكية فكرية عالمي متوازن وفعال يدعم الإبداع والابتكار ويساهم في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً للجميع إن الاستثمار في الملكية الفكرية هو استثمار في المستقبل، وتمكين المبدعين والمبتكرين هو تمكين للمجتمعات بأسرها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: يساهم في تحقيق التنمية المستدامة تحفيز الشركات الناشئة منصة حيوية قانونيون اليوم العالمي للملكية الفكرية الیوم العالمی للملکیة الفکریة الملکیة الفکریة الفکریة فی هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
معرض فليكن اللون.. وليتنفّس العالم.. استثمار اللون للتعبير عن السلام الداخلي
عمّان "العُمانية": يمثل معرض "فليكن اللون.. وليتنفّس العالم" انعطافة في مسيرة الفنانة التشكيلية الأردنية هبة صويص، التي اتجهت إلى استثمار قوة اللون للتعبير عن السلام الداخلي الذي يمكن أن يمرره اللون للمشاهد، محولةً أسطح لوحاتها إلى ما يشبه الحوار الصامت بينها وبين المتلقي، ومستثمرةً قدراتها في الفن التعبيري الحديث للموازنة بين إحساس اللون وجماليات التشكيل.
ويعكس المعرض الذي يقام في جاليري دار الأندى، فلسفة الفنانة التي تقوم على فكرة أن للّون في حد ذاته وجودًا وتأثيرًا، فهو قادر على أن يمنح العالم طاقة للحياة، لذلك نقرأ في تقديم الفنانة لمعرضها ما يعبّر عن هذه الرؤية: "في لحظة ما، تتفتح الرؤى على اتساعها.. تمتد السماء بأزرق الياقوت وبرتقالي الغروب، وتتنهد الجدران الرمادية برمل الصحراء ولهيب متدرج.. للصمت طيف، وللظل خفقة قلب، وللوجود ما لا يُلمَس".
ويشتمل المعرض على الأعمال التي تتنوع موضوعاتها بين الطبيعة والمناظر الساكنة والبورتريه، وفيها استخدمت الفنانة المزج بين الألوان الزيتية والأكريليك، كاشفة عن نهلها من ذاكرتها البصرية ومن مخزونها الشخصي ورؤيتها الذاتية للمشاهد، ما منح أعمالها سمة الطابع الحداثي التعبيري، حيث أعادت صياغة الطبيعة لا من منظور موضوعي، بل بوصفها انعكاسًا للشعور الإنساني، وحرصت على رسم خطوط وألوان تعبّر عن الحركة الداخلية والتناغم الخلّاق بين الفوضى والتنظيم، وهذا ما جعل من اللوحات أشبه بمقطوعات موسيقية ذات نسيج درامي تصاعدي.
يتضح هذا الاشتغال في اللوحات التي تناولت مشاهد الأشجار ذات الأغصان المتشابكة على نحو بديع، أو الجبال التي تتراصّ جنبًا إلى جنب بينما تخترقها الوديان بإيقاع لوني منسجم، حيث تركز على مشاهد جمعية للطبيعة، بمعنى أنها لا تتناول مفردة واحدة كشجرة مثلًا؛ إنما مجاميع من الأشجار، ومجاميع من الأزهار ومن المسطحات البانورامية، وهو ما يمنح المتلقي شعورًا بعظمة المشهد وقوة اللون.
وترى الفنانة التشكيلية هبة صويص أن "الفنّ حرية"، وأن اللوحة هي وسيلتها لممارسة هذه الحرية، حيث دعت اللون ليكون "حرفًا" ينطق بما في داخلها كما ينطق الشاعر بقصيدته، من هنا يمكن قراءة العلاقة المتينة التي شيدتها الفنانة بين لوحاتها والطبيعة كشريك ومرآة للنفس البشرية، إذ تؤمن أن المشاعر الإنسانية تتماهى مع العناصر الطبيعية، وأن الحداثة الفنية تتجلى في قدرات التجديد والابتكار حتى وإن انطلقت من جذور محلية ومن مشاهد مألوفة. ولعل الملفت في أعمالها المعروضة ذلك الطابع العميق الذي يستكشف بهدوء تفاصيل المشاهد الدقيقة ويتأمل فيها مشيرًا في الوقت نفسه إلى مواطن العمق والجمال في أكثر الأشياء رقة وهشاشة.