بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
يمانيون../
رغمَ شراسةِ العدوانِ الصهيوني واستمرارِ الإبادةِ لليوم الـ 568 من الطوفان، استطاع أبطالُ الجِهادِ والمقاومة، أن يسطِّروا ملاحمَ بطوليةً غيرَ مسبوقةٍ، مؤكّـدين أن إرادتَهم لا يمكن كسرُها مهما كانت التحديات.
وفي الوقت الذي كانت آلةُ الحرب الصهيونية تستعرُ فوقَ سماء غزة وتحاولُ بائسةً أن تفرِضَ معادلاتِها بالحديد والنار، كانت المقاومةُ الفلسطينية، وفي طليعتها كتائبُ القسام؛ تكتُبُ ملحمةً جديدةً من الصمود والإبداع القتالي.
في هذا التقرير، نسلِّطُ الضوءَ على أبرز إنجازات المقاومة في قِطاع غزة؛ عسكريًّا وسياسيًّا ونفسيًّا، خلال الساعات الـ 48 الماضية، مستعرضين ملامحَ هذه الملحمة الخالدة.
صاعقةُ الغول وبأسُ الرجال:
من بيت حانون إلى حي الشجاعية، ومن أنفاق الغموض إلى ساحات الاشتباك المكشوفة، خطّت سواعدُ المجاهدين أروعَ صور الفداء والمواجهة المباشرة، موقعةً في صفوف العدوّ صرعى وجرحى بالعشرات، ومثبتة أن غزة -برغم الجراح والحصار- ما زالت تصنَعُ التاريخَ المقاوِمَ بقلبٍ من نارٍ وعقلٍ من نور.
في مشهدٍ بطولي يعكسُ خِبرةً ميدانيةً متراكمةً، نفَّذَ مجاهدو القسام عمليةً نوعيةً شرق بلدة بيت حانون ضمن كمين “كسر السيف”، حَيثُ جرى قنصُ عددٍ من جنود وضباط العدوّ ببندقية “الغول” القسامية، وهي بندقيةٌ فلسطينية الصُّنع ذات دقة نارية عالية.
وقد أسفرت العملية عن سقوط عدة إصابات مباشرة بين صفوف الاحتلال؛ ما أَدَّى إلى إعادة تموضع قواتِ العدوّ قرب الحدود نتيجةَ فشلهم الذريع في تثبيت وجودهم هناك.
في الأثناء، لم تكن الشجاعية حَيًّا سكنيًّا هادئًا بل تحوَّلت إلى كمينٍ جهنمي للعدو، حَيثُ تمكّن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية خَاصَّة تحصَّنت داخلَ منزل بعدة قذائفَ من طراز “آر بي جي” و”الياسين 105″، ثم انقضُّوا عليهم بالأسلحة الرشاشة، موقعين قتلى وجرحى، من بينهم عناصرُ من وحدات النخبة الصهيونية.
تأخَّرت عمليةُ إخلاء المصابين لساعتين وشهدت خمسَ اشتباكات عنيفة، في مشهدٍ يؤكّـد أن غزة صارت مقبرةً لطموحات الاحتلال.
واليوم، استهدفت كتائبُ القسام دبابة “ميركفا4” بقذيفة “الياسين 105” شرقي “حي التفاح” بمدينة غزة، كما تمكّن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد في عددٍ من جنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح في الموقع ذاته.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0_%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A_%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%A8%D8%B9%D8%AF_%D9%82%D8%B5%D9%81%D9%87.mp4صفعة الأسرى.. المقاومة تُفشِلُ أهداف الحرب
وفي تطورٍ دراماتيكي، أعلنت كتائبُ القسام عن عمليةِ إنقاذ أسرى صهاينة من أحد مواقع المقاومة في غزة بعد أن قصفه الاحتلال؛ ما ضاعف من ارتباكِ القيادةِ العسكرية الصهيونية، وأكّـد فشلَ أهدافها للحرب.
وفي مقطع مصوَّر نشرت القسامُ بعضَ المشاهد مرجِئةً “التفاصيل لاحقًا”، لما أسمته: “عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفقٍ قصفه جيشُ الاحتلال قبلَ عدة أيام”.
عقبَ ذلكَ، أكّـد الوزير وعضو “الكابينت” الصهيوني “زئيف إلكين”، أن حكومتَه “مستعدةٌ لوقف القتال فورًا مقابلَ إطلاق سراح الأسرى، بشرط أن يكونَ بالإمْكَان استئنافُ القتال لاحقًا أَو التوصل إلى اتّفاق تتنحَّى فيه حماس من الحكم ويتم نزعُ سلاحها، لكن حماس غيرُ مستعدة لذلك”.
في الأثناء، أكّـد جنرالان صهيونيان متقاعدان، اليوم الأحد، أن جيشَ الاحتلال ليسَ قادرًا على تنفيذ سياسَة حكومة مجرم الحرب نتنياهو في قطاع غزة، وأن رئيسَ أركانه “إيال زامير”، نصب لنفسه مصيدةً عندما أعلن في بداية ولايته في المنصب أنه سيهزِمُ حماس ويقيمُ حُكمًا عسكريًّا، ويقود إلى استبدال حكم حماس.
وبينما حكومة الاحتلال تزعُمُ أن الضغطَ العسكري سيعيد جنودَها الأسرى، بدا واضحًا أنها تريد التخلُّصَ منهم، والمقاومة هي مَن تحافظ على حياتهم، وتدير الميدان بثقةٍ كبيرة، وتُجهِضُ روايةَ العدوّ أمام أهالي الأسرى الذين خرجوا في مظاهراتٍ غاضبةٍ تطالب بصفقةٍ شاملة لإعادتهم، محمِّلين نتنياهو مسؤوليةَ قتل أبنائهم بالتعنّت والمقامرة السياسية.
الارتباكُ الداخلي الصهيوني: صِراعٌ وخديعة..
لم تقتصرْ خسائرُ الاحتلال على الميدان فحسب، بل انتقلت عدواها إلى داخل الكيان، مطالبات شعبيّة واسعة بإسقاط نتنياهو.
إلى جانبِ ذلك برز الغضبُ بين الضباط الصهاينة الكبار الذين دعوا صراحةً إلى: إما “تدمير غزة أَو الانسحاب منها فورًا”، واتّهامات متبادلة بين الجيش والسياسيين بأنهم يخدعون الجمهورَ بقصص انتصاراتٍ وهمية.
حَـاليًّا الاحتجاجاتُ الصهيونية تعكسُ صراعاتٍ داخليةً عنيفة، غير أنها لا ترفُضُ العدوانَ على غزةَ؛ لأَنَّ القوةَ أصبحت جُزءًا أَسَاسيًّا من الهُوية الصهيونية، إلا أن الاحتجاجاتِ تتركَّزُ ضد نتنياهو وحكومته لا ضد الاحتلال وتاريخه الدموي.
ورغم أن مراكزَ أبحاث صهيونية تحاول بين الفينة والأُخرى، إنزالَ بيانات وتعاميم استطلاعات للرأي العام الداخلي، تشيرُ إلى تراجُعِ الصِّبغة الانتقامية من الفلسطينيين، إلا أن غيابَ مِلف الأسرى الصهاينة من الممكن أن يؤديَ إلى غيابِ أي احتجاج؛ ما يكشف تمسك المجتمع الصهيوني بالعنف كأدَاة للصراع.
وفي الوقت الذي يُقتَلُ فيه جنودٌ صهاينةٌ بلا أهداف واضحة، ينكشَّفُ زيفُ أساطير وادِّعاءات حكومة الكيان، “مترو حماس” و”الضغط العسكري”، وباتت صورةُ “الجيش الذي لا يُقهَر” تتبدَّدُ أمامَ صلابة وعنفوان رجال الجهاد والمقاومة.
الروايةُ الفلسطينية تنتصر.. بين الميدان والسياسة:
وعلى الجانبِ السياسي، غادر وفدُ قيادة حماس القاهرة، أمس السبت، بعدَ مشاوراتٍ مكثّـفةٍ مع المسؤولين المصريين، حاملًا رؤيةَ المقاومة لشروط وقف النار: “وقف العدوان.. صفقة تبادل أسرى مشرِّفة.. فتح المعابر وبَدء إعادة الإعمار”.
وهو ما يعكسُ قوةَ موقع المقاومة التفاوضي مقارنةً بوضع العدوّ المنهَك سياسيًّا وعسكريًّا وشعبيًّا؛ فما يجري في غزة اليوم، هو إعلانٌ صريحٌ بأن معادلاتِ الصراع قد تغيَّرت، ولم يعد كيانُ الاحتلال يفرِضُ شروطَه بالقوة، وغزة لم تعد تُستباح بلا ثمن.
ولأن المقاومة وعدت وأوفت؛ فَــإنَّ المعركةَ القادمةَ ستكونُ أشدَّ وأمضى، والكيانُ اليومَ أوهى من بيت العنكبوت، وصار كُـلُّ جندي صهيوني يعرِفُ أن خطواته فوقَ أرض غزة محفوفةٌ بالموت، وأنَّ خلفَ كُـلّ جدارٍ، وفي كُـلّ زقاقٍ، غولًا فلسطينيًّا قادمًا من رحم الأرض.
عبدالقوي السباعي| المسيرة
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“الوعد الصادق 3”: إيران تقلب الطاولة… وكيان العدو يدخل مرحلة الانكشاف الشامل
يمانيون | تقرير
في تحول استراتيجي حاد، جاءت العملية الإيرانية الأخيرة تحت عنوان “الوعد الصادق 3” لتخلط أوراق المشهد العسكري والسياسي في المنطقة، وتكشف ـ بما لا يدع مجالاً للشك ـ هشاشة الكيان الصهيوني وتراجع فعالية غطائه الأمريكي.
لم تعد الضربات الإيرانية مجرد رسائل تحذيرية، بل تحوّلت إلى معادلات ردع فعلية، تفرض وقائع ميدانية جديدة وتهدد الكيان الغاصب في العمق وعلى أكثر من جبهة.
هذه العملية، بما مثلته من جرأة توقيتية ودقة في الأهداف، فتحت الباب واسعًا لتقييم حالة الانهيار العسكري والمعنوي في الكيان الصهيوني، وأظهرت ـ بالتوازي ـ أن إيران، ومعها محور المقاومة، لم تعد في موقع الدفاع، بل أصبحت الطرف الذي يمسك بمبادرة التصعيد ويرسم حدود المواجهة.
الصواريخ الإيرانية فضحت الوهم الصهيوني
في هذا السياق، أكد عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري حميد عاصم، أن “الوعد الصادق 3” لم تكن مجرد ضربة ردعية، بل كشفت هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني.
وأوضح أن الرد الإيراني ـ العميق داخل الأراضي المحتلة ـ يأتي في إطار معادلة متصاعدة، تهدف إلى ردع العدوان الأمريكي الصهيوني، وموازنة ميدانية تؤسس لمرحلة جديدة من الاشتباك المفتوح.
عاصم أشار بوضوح إلى أن واشنطن دخلت الحرب بشكل مباشر، رغبةً في إنهاك طهران وتفكيك مشروعها النووي السلمي، غير أن الرد الإيراني جاء مغايرًا لكل التوقعات الغربية، مؤكداً أن طهران لم تنكفئ، بل تمسكت ببرنامجها السيادي ومشروعها المقاوم، في وجه سياسة الإخضاع التي تقودها أمريكا ويصطف خلفها الكيان الصهيوني ودول التطبيع.
الأهم من ذلك أن كيان العدو بات مكشوفاً تماماً، وفق تعبير عاصم، في ظل عجز دفاعاته الجوية عن التصدي لصواريخ المقاومة.. وأضاف: “اليوم لم تعد المسألة مقتصرة على صواريخ من غزة، بل من إيران، ومن اليمن، ومن لبنان، ما يعني أن الكيان محاصر نارياً في كل الاتجاهات”.
إيران تثبت كما ثبتت اليمن وغزة
المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، قدّم من جانبه قراءة أشمل للعملية، معتبرًا أن العدوان الأمريكي الصهيوني على إيران هو عدوان على الأمة بكاملها، وامتداد لحرب استنزاف ممتدة ضد حركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا.
وصف الحاج موسى العملية بأنها تمثل تحولًا في قواعد الاشتباك، حيث لم تعد ساحات الصراع منفصلة، بل باتت موحدة تحت لواء مشروع مقاومة واحد يربط طهران وصنعاء وغزة وبيروت وبغداد بقدس واحدة.
ولفت إلى أن العدوان الأخير هدفه “ضرب مرتكزات المشروع المقاوم”، لكن الرد أتى بأشكال متعددة تؤكد أن المشروع مستمر وأن العدو يعيش أسوأ مراحله.
وأوضح أن “إيران باتت تقاتل نيابةً عن كل العواصم العربية والإسلامية”، وأن الهجمات على إيران تشبه الهجمات على غزة وخانيونس وصنعاء، وهي كلها ساحات جهاد واحدة، والعدو واحد.
التحية التي وجهها الحاج موسى للشعب اليمني وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي لم تكن مجرد إشادة رمزية، بل تعبير عن قناعة بأن اليمن أصبح ركيزة محورية في محور المقاومة، وذراعاً صاروخياً رديفاً لإيران في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي.
اقتصاد الكيان ينهار.. والنهاية باتت وشيكة
وفي البعد الاقتصادي للضربات، قال الخبير اللبناني الدكتور حسن سرور إن المشهد الاقتصادي داخل الكيان يشهد انهيارًا متسارعًا غير مسبوق، تجلّى في “طوابير الهروب الكبير” للمغتصبين الصهاينة من الأراضي المحتلة، في مشهد يذكّر بانهيار الأنظمة المتهالكة قبيل سقوطها.
سرور أوضح أن الكيان يعيش شللاً اقتصادياً تامًا في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والبناء، مع توقف أكثر من 80% من شركات التكنولوجيا، وهي العمود الفقري للاقتصاد الصهيوني، بالإضافة إلى تعطيل شبه كامل لحركة الاستثمار والبناء في مناطق عدة داخل فلسطين المحتلة.
وتابع أن الاحتلال حاول الزج بأوروبا في المعركة، من خلال إشراك دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولكن الضربات المتتالية أثبتت أن الاحتلال عسكرياً عاجز واقتصادياً مفكك، وأن القبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع لم تصمد، بل تحولت إلى عبء مكشوف أمام القوة الإيرانية الجديدة.
هروب آلاف المغتصبين الصهاينة عبر المنافذ البحرية والبرية يشكل ـ بحسب سرور ـ دليلاً ملموساً على دخول الكيان مرحلة “ما قبل السقوط”، مشيراً إلى أن الضربات التي انطلقت من إيران واليمن ولبنان، نجحت في خلق حالة من الذعر والفوضى الداخلية دفعت حتى الأمريكيين إلى التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
محور مقاومة بوجه تحالف تطبيع
إن عملية “الوعد الصادق 3” لم تكن مجرد رد على عدوان، بل هي إعادة رسم للتموضع الاستراتيجي في المنطقة. لقد أثبتت أن المحور الذي تقوده إيران، والذي يشمل اليمن وغزة ولبنان والعراق، بات يشكل قوة ردع شاملة، تمتلك زمام المبادرة في الجو والبر والبحر، وأن الضربات لم تعد رمزية، بل باتت تؤسس لواقع جديد عنوانه: العدو لم يعد في مأمن داخل كيانه.
من ناحية أخرى، فإن هذا التصعيد فضح الدول العربية المطبعة، التي هرولت لدعم الكيان أمنياً وسياسياً، لكنها اليوم تعيش المأزق ذاته، خصوصاً بعد أن أثبتت الشعوب الحية، من صنعاء إلى بغداد، أن خيار المقاومة لا يزال هو الخيار الوحيد القادر على إعادة التوازن في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني.
من “الوعد الصادق” إلى “الوعد الناجز”
لقد دخلت المنطقة بعد “الوعد الصادق 3” في مرحلة ما بعد الردع الكلاسيكي، حيث أصبح تفكك الكيان الصهيوني قاب قوسين أو أدنى، وسط عجز حلفائه عن حمايته أو التخفيف من وطأة الضربات التي باتت تتوالى من ثلاث قارات تقريباً.
وبينما يتهاوى ما تبقى من “أسطورة إسرائيل التي لا تُقهر”، تترسخ معادلة المقاومة الممتدة عبر الجغرافيا، من قلب إيران إلى خاصرة الخليج، ومن ضفاف المتوسط إلى عمق النقب المحتل.
وفي هذه المرحلة المفصلية، لا تلوح في الأفق بوادر تراجع من محور المقاومة، بل يبدو أن إيران ـ ومعها اليمن ـ تستعدان لمواصلة الهجوم في المدى المتوسط والبعيد، ما يجعل من “الوعد الصادق 3” ليس نهاية جولة، بل بداية لمرحلة تحرير شاملة.