شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في قطاع غزة، حيث أسفر القصف الإسرائيلي عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الخدمات الطبية واستمرار الحصار وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية “أن 70 شخصا لقوا حتفهم نتيجة غارات جوية استهدفت عدة مواقع منذ فجر اليوم”، مشيرة إلى أن من بين الضحايا طفلة فارقت الحياة إثر قصف استهدف مدينة دير البلح وسط القطاع.

في السياق، خرجت مظاهرة شارك فيها نساء وأطفال في بيت لاهيا شمال القطاع، للمطالبة بإنهاء الأعمال القتالية وتحسين الوضع الإنساني.

وفي ذات الإطار، أشار مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، إلى تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، محذرا من تفاقم أزمة الغذاء ونفاد الطحين من مخازن وكالة الأونروا، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسب كبيرة وانخفاض القدرة الشرائية للسكان. كما ذكر أن عشرات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية.

إلى ذلك، أفرجت إسرائيل اليوم الاثنين، عن 11 فلسطينيا وصلوا عبر معبر كرم أبو سالم إلى المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

في السياق، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر مطلعة أن مسؤولين إسرائيليين يناقشون استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة “في غضون أسابيع”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن استئناف تدفق المساعدات إلى غزة “مسألة تحتاج لأسابيع”، مضيفين أن المشاورات جارية حاليا للبحث عن أفضل السبل لإعادة الإمدادات دون أن يؤدي ذلك إلى تعزيز نفوذ حركة “حماس” أو قدراتها.

 وفي هذا السياق أعلن برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق، نفاد مخزوناته الغذائية المخصصة للقطاع، مشيرا إلى توقف وصول الشحنات الإنسانية والتجارية منذ أكثر من 7 أسابيع، مع إغلاق جميع المعابر الحدودية الرئيسية، وأوضح البرنامج أن “أكثر من 116 ألف طن من المواد الغذائية تنتظر على الحدود لإدخالها إلى القطاع”.

من جانبه، أكد المتحدث باسم “الأونروا” عدنان أبو حسنة أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بلغت مستويات كارثية، حيث يواجه السكان أزمة غذاء ومياه ودواء غير مسبوقة.

وارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 52243  قتيلا و117639 مصابا، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وأشارت إلى أن “️حصيلة الضحايا والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 2151 قتيلا و5598 إصابة”.

الجيش الإسرائيلي يجبر جنوده النظاميين على الخدمة 4 أشهر إضافية

يواجه الجيش الإسرائيلي تحديًا داخليًا متصاعدًا جراء تطبيق الأمر “77”، الذي يفرض تمديد خدمة الجنود النظاميين لأربعة أشهر إضافية بعد انتهاء فترة تجنيدهم.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإجبار جنوده النظاميين على البقاء في الخدمة لمدة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء فترة خدمتهم، في ظل نقص في أعداد الجنود المقاتلين.

وأضافت الصحيفة: “بسبب النقص في القوات المقاتلة في الجيش الإسرائيلي، قامت شعبة القوى العاملة في الأيام الأخيرة بتثبيت كود الطوارئ ‘77‘ الذي يقضي بإبقاء المقاتلين في الجيش بعد انتهاء خدمتهم الإلزامية”.

وأوضحت أن ذلك يعني أنه “اعتبارًا من الآن وحتى تحسن الوضع الأمني أو تعديل قانون الخدمة أو تجنيد مصادر بشرية إضافية، سيُطلب من كل مقاتل نظامي الاستمرار لأربعة أشهر إضافية في خدمة الاحتياط، ولن يحصل على إجازة تسريح إلا بعد إتمام ثلاث سنوات من الخدمة”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بموجب التعديل الجديد سيحصل الجنود على راتب شهري قدره 8 آلاف شيكل (2214 دولارًا)، بالإضافة إلى مزايا مالية أخرى تتجاوز قيمتها 10 آلاف شيكل (2768 دولارًا).

وقالت الصحيفة: “أعلن الجيش الإسرائيلي بشكل واضح أن هذا هو حل جزئي وقسري للأزمة غير المسبوقة التي يواجهها، في ظل نقص يُقدر بـ 10 آلاف جندي، بما في ذلك 7 آلاف مقاتل، تم تسريحهم بسبب قيود القتال المطول”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: حماس وإسرائيل عملية إسرائيل الثانية في غزة غزة وقف إطلاق النار غزة الجیش الإسرائیلی أشهر إضافیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تصعيد في الأفق| خطة إسرائيلية جديدة وخبير يكشف الجهود الدولية لوقف التصعيد

في ظل التوترات الإقليمية والتحركات العسكرية، عاد إلى الواجهة مجددا الحديث عن المخطط الإسرائيلي للسيطرة الكاملة على قطاع غزة

وهذا المخطط لا يقتصر على العمل العسكري فحسب، بل يمتد إلى تصورات استراتيجية تشمل تهجير السكان وإعادة رسم خريطة المنطقة، بما يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تشهد الساحة الإقليمية والدولية خلال الأسبوعين القادمين حراكا دبلوماسيا مكثفا يرجح أن يفضي إلى تهدئة ملموسة في قطاع غزة، وتشير المعطيات إلى أن هناك جهودا متسارعة تقودها كل من مصر وقطر وتركيا، إلى جانب تنسيق متواصل مع الجانب الأمريكي.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كل تلك الجهود تهدف جميعها إلى بلورة مبادرة شاملة تضمن وقف إطلاق النار، وتمهد للتوصل إلى اتفاق متكامل بشأن صفقة تبادل المحتجزين.

وأشار فهمي: "ولا تقتصر التحركات المصرية على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد أيضا إلى المجالات الميدانية والإنسانية، وتشمل هذه الجهود تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والعمل على ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية وفق خريطة انتشار جديدة تساهم في تهدئة التوترات وتهيئة الأجواء لاستئناف المسار التفاوضي بشكل فعال ومستدام".

وقد كشف اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال، جيورا آيلاند، في نوفمبر 2008 عن خطة تفصيلية تنطلق من مبدأ "تبادل الأراضي"، تقضي بتهجير سكان قطاع غزة إلى مناطق في شمال سيناء المصرية، بزعم أن القطاع – بمساحته الحالية – لا يمكن أن يشكل جزءا من دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وتقترح الخطة إضافة ما بين 400 إلى 600 كيلومتر مربع من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، تمتد على طول الساحل بعمق 20 كيلومترا وبطول 30 كيلومترا جنوبا، ما يتيح – وفق رؤية آيلاند – بناء مدينة جديدة تسع لمليون نسمة، مع إقامة ميناء بحري ومطار دولي.

وتستند هذه الخطة إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة هندسة الواقع الديموغرافي والجغرافي في المنطقة، لصالح الاحتلال الإسرائيلي، من خلال ترتيبات إقليمية معقدة تشمل إسرائيل، والأردن، وفلسطين، ومصر.

ترامب يرفض الخطة 

في ضوء هذه المخططات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تراجعه عن دعم خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة بالكامل، مؤكدا أن تنفيذ مثل هذا المخطط لن يكون في صالح إسرائيل، ولا في مصلحة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس داخل القطاع.

وسبق، وقال ترامب، خلال تصريحات إعلامية أدلى بها، إنه لم يعد يؤيد مخطط تل أبيب لشن هجوم واسع وفرض سيطرة كاملة على غزة، محذرا من أن هذه الخطوة "لن تغير شيئا من الواقع القائم"، كما أنه لا يعتقد أن حماس ستفرج عن الرهائن بعد تنفيذ مثل هذا المخطط.

مصر والسعودية ترفضان خطة الاحتلال الإسرائيلي لغزة وتدعوان لوقف فوري لإطلاق النارمدير مكتب وزير الدفاع الاحتلال يمنع رئيس الأركان من دخولهمكالمة هاتفية مع نتنياهو 

وجاءت هذه التصريحات بعد مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي، وصفها ترامب بأنها كانت "جيدة جدا". 

وخلال المكالمة، ناقش نتنياهو مع ترامب خطة السيطرة على ما تبقى من معاقل حماس داخل غزة، في محاولة للإفراج عن الرهائن وتحقيق "انتصار حاسم" ضد الحركة.

ورغم تأكيد نتنياهو عزمه المضي قدما في هذه الخطة، فإن تصريحات ترامب تمثل تحولا واضحا في الموقف الأمريكي السابق، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الدعم الدولي لإسرائيل في ظل تصاعد التحفظات الإقليمية والدولية، ومعارضة قادة عسكريين إسرائيليين يحذرون من خسائر فادحة قد تنجم عن أي تصعيد جديد في غزة.

جيش الاحتلال: تعزيز الجاهزية وتعبئة الاحتياط أولوية في المرحلة المقبلة12 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم طباعة شارك الاحتلال إسرائيل العدوان الإسرائيلي غزة قطاع غزة تهجير سكان غزة تهجير الفلسطينيين خطة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعتمد "الخطوط العريضة" للهجوم على غزة
  • تصعيد في الأفق| خطة إسرائيلية جديدة وخبير يكشف الجهود الدولية لوقف التصعيد
  • تصعيد ميداني واتهامات متبادلة بين الجيش الكونغولي وحركة إم 23
  • الجيش الإسرائيلي يعتمد "الخطوط العريضة" للهجوم على غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن جاهزية خطته للهجوم المرتقب على غزة
  • غزة – 71 شهيدا بنيران الجيش الإسرائيلي
  • عشرات الجنود الإسرائيليين يوقعون عريضة رفضا لاحتلال قطاع غزة
  • قصف متواصل على غزة... الاحتلال يوسع دائرة استهدافه في الجنوب والوسط
  • رئيس مصلحة الضرائب: التسهيلات الضريبية فرصة حقيقية لحل المنازعات دون أعباء إضافية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جندي بنيران قناص شمال غزة