في ظل نمط الحياة السريع والمليء بالضغوط، قد تبدو المهام الروتينية -مثل الطهي والتنظيف وترتيب المنزل- مجرد أنشطة مملة لكنها تحمل فوائد نفسية وجسدية مذهلة. وبعيدا عن كونها مجرد واجبات يومية، فهذه المهام يمكن أن تساهم في تحسين الصحة النفسية وتقليل التوتر وحتى الوقاية من بعض الأمراض العقلية. وقد يبدو الأمر محاولة لتخفيف عبء الأعمال المنزلية.

لكن الدراسات الحديثة تؤكد أن لها تأثيرا إيجابيا حقيقيا، حيث تساعد في تعزيز الشعور بالإنجاز، وتحسين الحالة المزاجية، وتنظيم الحياة اليومية. ولذا، فإن تغيير نظرتنا لهذه الأنشطة قد يجعلها أداة فعالة لتعزيز الصحة العقلية والجسدية. وإليك ما تخبرنا به الأبحاث الحديثة عن قيمة المهام المنزلية العادية:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العبث واللامعقول في حرب السودان.. المسرح يمرض لكنه لا يموتlist 2 of 2فارس الخوري.. المسيحي خطيب الأموي ووزير الأوقاف الإسلاميةend of list 1- حل المشكلات بطرق إبداعية

من الفوائد النفسية غير المتوقعة للمهام الروتينية غير المجهدة أنها تتيح للعقل فرصة للتجوال بحرية والتفكير بعمق، مما يعزز الإبداع. فعندما نشارك في أعمال بسيطة مثل الطهي أو التنظيف، يتاح لعقولنا المساحة للتفكير بحرية. وهذا النوع من التفكير المعروف بـ"التفكير التلقائي" يمكن أن يؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة وحلول مبتكرة للتحديات اليومية التي نواجهها.

وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، ونُشرت بمجلة "سيكولوجيكال ساينتس" المختصة في علم النفس، أن الأشخاص الذين ينخرطون في مهام روتينية قبل مواجهة المشكلات المعقدة كانوا أكثر قدرة على التوصل إلى حلول إبداعية مقارنة بمن حاولوا حل المشكلة مباشرة دون أي نشاط بدني بسيط.

الانخراط بالمهام اليومية الروتينية قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف (بيكسلز)

2- تقليل خطر الإصابة بالخرف

أظهرت الدراسات أن الانخراط في المهام اليومية الروتينية قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف. وفي دراسة أجريت في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة بين عامي 2006 و2019، وشملت حوالي 500 ألف شخص، تبين أن الأفراد الذين يقومون بالأعمال المنزلية بانتظام لديهم خطر أقل بنسبة 21% للإصابة بالخرف مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون هذه الأنشطة. ويُعزى ذلك إلى أن هذه المهام تحفز النشاط العقلي والجسدي، مما يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في العمر.

إعلان

ووفقًا لهذه الدراسة، فإن الأنشطة الروتينية مثل التنظيف والطهي تنشط مناطق مختلفة في الدماغ، مما يسهم في تحسين الوظائف المعرفية وتعزيز الصحة العقلية على المدى الطويل.

3- تقلل القلق وتخفف التوتر

يمكن أن تتحول الأنشطة اليومية -مثل الطهي أو غسل الصحون أو ترتيب الغرفة- إلى نوع من التأمل اليقظ، مما يساهم في تقليل مستويات التوتر والقلق.

وفي دراسة أُجريت في جامعة فلوريدا، أظهرت النتائج أن المشاركين الذين غسلوا الصحون بوعي (أي من خلال التركيز على إحساس الماء والصابون ورائحة المنظفات) شهدوا انخفاضًا في التوتر بنسبة 27% وزيادة في الشعور بالاسترخاء بنسبة 25%. وعندما نركز على المهمة التي نؤديها ونعيش اللحظة الراهنة، فإننا نمنح عقولنا فرصة للاسترخاء والتخلص من الأفكار السلبية.

الأنشطة الروتينية مثل التنظيف والطهي تنشط مناطق مختلفة في الدماغ (غيتي إيميجز) 4- الإحساس بالإنجاز والسيطرة

توفر المهام اليومية الروتينية شعورًا بالإنجاز والسيطرة، وهو أمر أساسي لتعزيز احترام الذات. فعندما نكمل مهمة معينة، مثل تنظيف الغرفة أو تحضير وجبة، نشعر أننا حققنا شيئا ملموسا.

ويمكن لهذا الإحساس بالإنجاز أن يعزز ثقتنا بأنفسنا ويحسن مزاجنا. كما أن الشعور بالقدرة على التحكم في جوانب معينة من حياتنا، حتى لو كانت بسيطة مثل ترتيب المنزل، يمكن أن يساهم في تقليل الشعور بالعجز والقلق.

5- تحسين الصحة البدنية

إلى جانب الفوائد النفسية، تسهم المهام الروتينية في زيادة النشاط اليومي، مما يعزز الصحة البدنية بشكل غير مباشر. فالأنشطة مثل المشي أثناء ترتيب المنزل، وتنظيف الأرضيات، أو طهي الطعام، تساعد في حرق السعرات الحرارية وتحسن الدورة الدموية وصحة القلب.

وتشير دراسة أجريت في معهد أبحاث الصحة جامعة ليمريك في أيرلندا إلى أن الأشخاص الذين يشاركون في الأعمال المنزلية اليومية يتمتعون بلياقة بدنية أفضل، وأن القيام بنشاط بسيط بعد تناول الطعام -مثل الوقوف أو أداء الأعمال المنزلية- يقلل من مخاطر السمنة وأمراض القلب.

إدخال المهام الروتينية في الجدول اليومي يساعد في تنظيم الحياة (الألمانية) 6- بناء عادات إيجابية وتنظيم للحياة

يساعد إدخال المهام الروتينية في الجدول اليومي في تنظيم الحياة، مما يعزز الاستقرار النفسي والعقلي. فالأشخاص الذين يتبعون روتينا يوميا ثابتا يميلون إلى الشعور بمزيد من الاستقرار والراحة، كما أن وجود جدول منتظم يساهم في تقليل الشعور بالفوضى والقلق الناتج عن عدم التنظيم.

إعلان

ووفقًا لعلم النفس السلوكي، يمكن للعادات الصغيرة المتكررة -مثل ترتيب السرير يوميًا أو غسل الصحون بعد الوجبات- أن تكون بداية لعادات أكبر، مما يحسن جودة الحياة بشكل عام.

7- تعزيز الروابط الاجتماعية

عندما تُؤدى المهام الروتينية مع أفراد الأسرة، يمكن أن تصبح وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية. وعلى سبيل المثال، الطهي معًا أو تنظيف المنزل كفريق يمكن أن يعزز التواصل والتعاون بين أفراد الأسرة. وقد يبدو تحضير وجبة الغداء أمرًا مملًا، ولكن عندما يشارك فيه أفراد العائلة معًا يصبح فرصة للمشاركة والحوار وسط يوم مليء بالأحداث. كما تعزز المشاركة في الأنشطة اليومية مع الآخرين الشعور بالانتماء والدعم العاطفي، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية.

ورغم أن المهام الروتينية قد تبدو مملة في بعض الأحيان، فإن لها تأثيرا إيجابيا على الصحة العقلية والنفسية. ومن تعزيز الإبداع وتقليل التوتر إلى تحسين الصحة البدنية وتقوية الروابط الاجتماعية، يمكن لهذه الأنشطة اليومية أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياتنا.

لذلك، بدلا من النظر إلى المهام الروتينية كعبء يومي، يمكننا الاستفادة منها كأداة لتحقيق التوازن النفسي وتحسين جودة الحياة. ومع الوعي بأهميتها، يمكن أن تتحول هذه العادات اليومية إلى مصدر للراحة والإنجاز والنمو الشخصي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اجتماعي یساهم فی تقلیل تحسین الصحة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الأطباء تحذر: ترند الكتافاست يقودك إلى الغسيل الكلوي

حذّر الدكتور أحمد مبروك الشيخ، مقرر لجنة الإعلام بالنقابة العامة للأطباء واستشاري أمراض وزراعة الكلى، من التهاون في استخدام المسكنات من عائلة (NSAIDs)، وعلى رأسها الكتافاست، مؤكدًا أنها من الأسباب الرئيسية لحالات القصور الكلوي الحاد والمزمن والفشل الكلوي في مصر، خاصة بين كبار السن ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.

وأوضح الشيخ - خلال تصريحات صحفية - أن "الكتافاست وأمثاله من العقاقير المسكنة قد تؤدي إلى أضرار جسيمة بالكلى، تبدأ بقصور في وظائفها، وقد تنتهي بالفشل الكلوي والحاجة إلى جلسات الغسيل الكلوي، وهو ما نرصده بشكل متكرر في عيادات وأقسام الكُلى بالمستشفيات".

 مخاطر استخدام المسكنات 

وأضاف أن الخطر لا يقتصر على الكلى فحسب، فهذه العقاقير قد تتسبب كذلك في قرح المعدة، ونزيف الجهاز الهضمي، واحتباس السوائل، وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد ايضا بالتبعية من احتمالية ضرر عضلة القلب، كما ترتبط بزيادة في إنزيمات الكبد وقد تصل إلى حالات من الفشل الكبدي، وكل ذلك نتيجة الاستخدام العشوائي دون إشراف طبي".

وانتقد الدكتور مبروك الترويج غير المسؤول لتلك المسكنات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مقاطع مرئية تحوّل استخدام الأدوية إلى محتوى ترفيهي، قائلاً: "من المؤسف أن نرى موجة من الفيديوهات تحت مسمى (ترند الكتافاست) تروج لاستخدام هذه العقاقير وكأنها مشروبات سحرية، دون أي وعي بما تحمله من أخطار، خصوصًا في بلد يعاني فيه قطاع واسع من المواطنين من أمراض مزمنة تهدد صحة الكلى والكبد".

ودعا عضو مجلس النقابة العامة للأطباء إلى ضرورة إطلاق حملات توعية طبية مكثفة حول خطورة الاستخدام غير الرشيد للمسكنات، مطالبًا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالتحلي بالمسؤولية المجتمعية، والتوقف عن نشر المحتوى الذي قد يدفع المواطنين لتناول أدوية خطرة دون استشارة طبية.

وختم الدكتور أحمد مبروك الشيخ تصريحه بالتأكيد أن "الصورة قد تكون جذابة، والموسيقى ساحرة، لكن العواقب الطبية وخيمة، ولا يجوز أن نُساهم دون قصد في تدمير صحة الناس عبر الترويج غير الواعي للدواء، ما يصلح لمقطع فيديو قد يودي بحياة إنسان.

طباعة شارك المسكنات الكتافاست الفشل الكلوي النقابة العامة للأطباء الدكتور أحمد مبروك الشيخ أمراض وزراعة الكلى NSAIDs ارتفاع ضغط الدم مرضى السكري العقاقير المسكنة جلسات الغسيل الكلوي الغسيل الكلوي قرح المعدة احتباس السوائل ترند الكتافاست

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني ينفذ 26 مهمة بغزة خلال الـ24 ساعة الماضية
  • تناول الفلفل الألوان يوميًا .. سر الصحة والشباب في خضار واحد
  • كالكاليست: إسرائيل تواجه خطرا وشيكا بشأن غاز الطهي
  • الأطباء تحذر: ترند الكتافاست يقودك إلى الغسيل الكلوي
  • استشاري كلى يحذر: العقاقير المسكنة قد تؤدي إلى الغسيل الكلوي
  • دراسة نفسية: العمل من المنزل يقلل التوتر ويزيد الإنتاجية
  • ممثل الصحة العالمية في مصر: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها
  • بالأرقام.. ممثل منظمة الصحة العالمية: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها
  • فوائد الكركم: الذهب الأصفر في خدمة الصحة والجمال
  • الدفاع المدني: تدابير السلامة المنزلية ضرورة لتفادي الحرائق