تراقب المحافل السياسية والدبلوماسية للاحتلال ما تعتبرها تطورات دراماتيكية في سوريا ولبنان، ‏وتشكيل حكومتين جديدتين فيهما، مما يفتح فصلا جديدا في علاقاتهما، رغم أنهما تواجهان تحديات كبيرة.

 ففي ‏سوريا، يسعى النظام جاهدا لتوسيع سيطرته على كامل البلاد، وتوحيد كافة القوى الفاعلة فيها ضمن نظام حكم ‏واحد، وفي لبنان، هناك توجه لاستغلال الظروف التاريخية الجديدة التي لترسيخ حكم الدولة، وإضعاف القوة ‏العسكرية والسياسية لسواها من الأطراف قدر الإمكان.



السفير والدبلوماسي الاسرائيلي مايكل هراري ذكر أن "تل أبيب تتابع عن كثب الجهود الجارية لتنظيم ‏الحدود السورية اللبنانية، بوصفها قضية محورية وحيوية، لأنهما تسعيان لتثبيت سيطرة سلطة الدولة على كامل ‏أراضيهما، وهما تواجهان صعوبات هائلة في هذا الملف بالذات، لكنهما اليوم تحظيان بدعم ومساعدة دوليين، ‏خاصة المظلة السعودية الحازمة، السياسية والاقتصادية، مما يمكّنهما من الممكن المضي قدما بهذا المسار ‏المليء بالعقبات".‏

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "لدولة الاحتلال مصلحة واضحة ‏في الترتيب الحدودي بين سوريا ولبنان، مما يتطلب تغيير اتجاه تعاملها مع النظام الجديد في دمشق، وتشجيع ‏واشنطن على مساعدته بتثبيت سيطرته المركزية، ويتضمن رفعا للعقوبات، والحاجة لفحص سلوكه على الأرض، ‏بعد أن نجح في فترة قصيرة ومؤثرة للغاية، وبمساعدة الظروف الإقليمية، التي تسببت بجزء منها الضربات ‏الاسرائيلية في لبنان وإيران وسوريا ذاتها، وأسهمت كلها بإضعاف حضور ونفوذ إيران وحزب الله في الدولة".‏

‏وأشار إلى أن "مسألة تنظيم الحدود السورية اللبنانية عملية معقدة، وتستغرق وقتا، لكن على السطح تلتقي ‏مصالح دولة الاحتلال في هذا الترتيب، وبالتالي يمكن في هذه الحالة تفهم خلافاتها، المبالغ فيها، مع تركيا على ‏الساحة السورية، لأنه يمكن حلها، حيث تُبدي الإدارة الأمريكية اهتمامها واستعدادها للمساعدة".‏

وشرح قائلا أن "الحدود السورية اللبنانية طويلة، وتمتد لأكثر من 375 كم، وتعود نزاعاتها إلى نهاية ‏الإمبراطورية العثمانية عام 1916 واتفاقيات سايكس بيكو، التي نقلت أراضيهما للانتداب الفرنسي، صحيح أنه تم ‏تسوية أجزاء من الحدود عام 1934، لكن معظمها ظل غير مستقر، وفي وقت لاحق، لم يكن نظام الأسد: الأب ‏والابن، مهتما بتسويتها، لكن العهدين الجديدين في بيروت ودمشق اتخذا الخطوة الرسمية الأولى في مارس ، ‏بتوقيع وزيري دفاعهما اتفاقية في السعودية لتنظيم حدودهما". ‏



وأشار إلى أن "هذه قضية معقدة، يتطلب حلّها الوقت والموارد، ويواجه النظام الجديد في سوريا سلسلة طويلة ‏من التحديات المتعلقة برغبته بإنشاء نظام حكومي موحد ومستقر، ويبذل جهودا كبيرة لإخضاع بقية اللاعبين ‏الداخليين تحت أجنحة الدولة، وهو يدرك أن السيطرة على حدود لبنان ستمنع تهريب الأسلحة والمخدرات ‏واللاجئين من الجانبين، مما يعزّز صورة الدولة باعتبارها تسيطر على حدودها بشكل أكثر فعالية".‏

وأضاف أن "الحكومة اللبنانية تعمل جاهدة للاستفادة من اللحظة التاريخية التي سنحت لها مع إضعاف ‏حزب الله بشكل كبير، لأن السيطرة الأكثر فعالية على الحدود مع سوريا ستجعل الأمر أكثر صعوبة، وفي الأمد ‏البعيد، على الحزب وإيران لتهريب الأسلحة والأموال والمخدرات، وتساعد الحكومة المركزية على تأكيد حكمها، مع ‏أن جيشها يفتقر للقوة البشرية الكافية، فضلا عن المعدات والموارد، مما يزيد من أهمية المساعدات الدولية".‏

وأشار إلى أن تسوية الحدود السورية اللبنانية في الشمال، يستدعي الحديث عن نظيرتها في الجنوب، أي ‏الاحتلال، "وهي ذات أهمية كبيرة ومرغوبة وضرورية، مع العلم أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير شمل ‏أيضا إجراء مفاوضات حول النقاط المتنازع عليها على الحدود البرية، وتشمل قرية الغجر ومزارع شبعا، وصولا ‏لدعوة إسرائيل للانسحاب إلى خطوط اتفاق فصل القوات لعام 1974".‏

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سوريا لبنان الاحتلال سوريا لبنان الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحدود السوریة اللبنانیة

إقرأ أيضاً:

سوريا تقترب من توقيع اتفاق تعاون قضائي مع لبنان

تقترب الحكومة السورية من توقيع اتفاق تعاون قضائي مع نظيرتها اللبنانية يسمح بحل عدد من الملفات من بينها قضية المعتقلين السوريين في لبنان.

وقال وزير العدل اللبناني عادل نصار إنه ناقش مع نظيره السوري مظهر الويس في بيروت اليوم الثلاثاء صياغة اتفاقية تعاون قضائي بين لبنان وسوريا. وأضاف نصار أنه تم تحقيق تقدم جدي في هذا السياق، مشيرا إلى أن الاتفاقية المزمع توقيعها تتضمن استثناءات تتعلق بجرائم القتل والاغتصاب.

بدوره قال وزير العدل السوري مظهر الويس إن المحادثات مع الجانب اللبناني سادتها أجواء إيجابية. ولفت إلى قطع أشواط في موضوع صياغة اتفاقية قضائية بين لبنان وسوريا تقوم على مبدأ العدالة واحترام سيادة البلدين.

وقالت وزارة العدل السورية إن زيارة الويس إلى لبنان تهدف إلى متابعة ملف المعتقلين السوريين، و"بحث سبل التعاون لدعم الجهود المشتركة في رفع الظلم عن المعتقلين وتحقيق العدالة بما يصون كرامتهم وحقوقهم".

وأعلنت سوريا يوم الجمعة الماضي التوصل إلى اتفاق مع لبنان يقضي بتسليم السجناء السوريين غير المدانين بالقتل.

وأعلن عن الاتفاق خلال زيارة لوزير الخارجية أسعد الشيباني أكد خلالها فتح "صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات بين سوريا ولبنان، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمستقبل المشترك".

وقال مسؤول قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "نحو 2250 سوريا محتجزون في السجون اللبنانية، ويشكّلون نحو ثلث إجمالي السجناء"، مضيفا أن "نحو 700 منهم يستوفون شروط التسليم، لكن الأمر يتطلب اتفاقية جديدة بين البلدين".

ومن بين السجناء السوريين في لبنان مئات أوقفوا بتهم "إرهاب" والانتماء إلى فصائل مسلحة، وأحيلوا على المحكمة العسكرية، وآخرون متهمون بشنّ هجمات على الجيش اللبناني في مناطق حدودية خلال سنوات الثورة السورية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • سوريا تقترب من توقيع اتفاق تعاون قضائي مع لبنان
  • هل انتهى عصر الوصاية السورية في لبنان؟
  • محفوظ: تحولات كبرى تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط ولبنان على الموعد
  • الخطيب وسلامة: الموارنة والشيعة دعوة لوحدة الهوية اللبنانية
  • بري استقبل المرعبي ورحمة لمتابعة التطورات السياسية والبرلمانية
  • مزارعو البطاطا في البقاع: المنتجات السورية تدخل بحرّية.. فلماذا بطاطتنا مكدّسة؟
  • القوات اللبنانية” تفتتح مركز العاقورة
  • قداس في الكحلونية لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية
  • ثغرة أمنية واغتيالات.. ماذا بين غزة ولبنان؟
  • تصعيد جديد .. الاحتلال الإسرائيلي يُشن هجمات على حزب الله داخل الأراضي اللبنانية