اشتباكات واعتداءات إسرائيلية تنتهي باتفاق مبدئي في صحنايا.. إليك خارطة ما جرى
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
هدأت الاشتباكات الدامية في منطقة أشرفية صحنايا في ريف دمشق بعد توصل الحكومة إلى اتفاق "مبدئي" مع وجهاء من الطائفة الدرزية وأهل المنطقة لإنهاء التوترات، التي اشتعلت على مدى الأيام القليلة الماضية.
وشهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق اشتباكات بين قوات الأمن و"مجموعات خارجة عن القانون"، قبل أن تتوسع رقعة التوتر لتشمل صحنايا وأشرفية صحنايا، ما أسفر عن سقوط 16 قتيلا على الأقل، وفق بيانات رسمية.
وجاء التوتر الذي عصف في المناطق التي تسكنها غالبية درزية بعد تداول تسجيل صوتي يحمل إساءات بالغة للنبي محمد، "تلاه تلاه تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي"، حسب وزارة الداخلية.
ومساء الأربعاء، أعلنت السلطات السورية انتهاء الحملة الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بعد دخول قوات الأمن إلى المدينة وانتشارها من أجل تأمين الأحياء والسكان المحليين.
وقال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، إن "مجموعات خارجة عن القانون تسللت إلى الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية صحنايا (ليل الثلاثاء/ الأربعاء)، واستهدفت كل تحرك مدني أو أمني، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين ومن عناصر قوات الأمن العام (لم يذكر عددهم)".
وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الإعلام في دمشق، "قمت مع محافظي السويداء والقنيطرة بزيارة أشرفية صحنايا اليوم (الأربعاء)، والتقينا بالفعاليات الاجتماعية، وأكدنا ضرورة عودة مؤسسات الدولة".
وشدد الشيخ على "عدم التسامح أو التهاون مع الإساءة للمقدسات الدينية وعلى رأسها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم"، لافتا إلى أن "الأمن العام اعتقل عددا من الخارجين عن القانون في أشرفية صحنايا". كما شدد المسؤول السوري على "ضرورة حصر السلاح بيد الدولة".
اعتداءات إسرائيلية
وفي السياق، شنت دولة الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على مناطق في أشرفية صحنايا تحت مزاعم حماية الدروز، ما أسفر عن سقوط قتيل في صفوف الأمن وإصابة آخرين.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في بيان مشترك مع وزير الحرب يسرائيل كاتس، أن "الجيش الإسرائيلي نفذ ضربة تحذيرية ضد متطرفين كانوا يستعدون لمهاجمة الدروز في بلدة صحنايا السورية".
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إجلاء 3 سوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي داخل دولة الاحتلال، لافتا إلى أنه "تم نقل المصابين إلى المركز الطبي زيف في تسفات بعد أن أصيبوا في سوريا".
وأضاف جيش الاحتلال على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، أنه "يتابع التطورات في منطقة سوريا حيث تبقى القوات مستعدة للدفاع وللتعامل مع سيناريوهات مختلفة".
في المقابل، شددت وزارة الخارجية السورية على رفض دمشق "القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية"، معتبرة أن "الدعوات الأخيرة التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون، شاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما يسمى حماية دولية، دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل".
وأكدت الخارجية السورية، في بيان، "التزام سوريا الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة، التي كانت ولا تزال جزءا أصيلا من النسيج الوطني السوري".
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، تتصاعد تحذيرات من داخل وخارج سوريا من محاولات دولة الاحتلال استغلال الدروز لترسيخ انتهاكاتها للسيادة السورية، بينما تؤكد دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوق متساوية دون أي تمييز.
"كل دم سوري محرم"
علق المفتي العام للجمهورية العربية السورية، الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، على التوترات المتسارعة في ريف دمشق، مشددا على أن "كل دم سوري محرم".
وقال الرفاعي في تسجيل مصور، "كل قطرة دم من أبناء هذا البلد غالية على قلوبنا"، مضيفا أن "هذه الفتنة يشعلها أعداء الوطن الذين لا يريدون الخير بل تخريبه وتدميره".
وشدد على أنه "لن يكون هناك أي رابح من وراء الفتنة"، مؤكدا أن على "السوريين عدم التفكير بالثأر والانتقام وترك العدالة كي تأخذ مجراها".
وتابع الشيخ الرفاعي: "أقول للسوريين إن عليهم ألا يسمعوا لأصوات الفتنة"، مشددا على ضرورة "التعقل والعمل على تهدئة النفوس حتى يعم الأمن".
من جهتها، أعلنت محافظة السويداء، عن التوصل إلى اتفاق وصفته بأنه "مبدئي" لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية بالمنطقتين.
وقالت المحافظة في بيان عبر منصة "تلغرام"، إنه "خلال الجلسة التي عُقدت في دمشق بحضور محافظي ريف دمشق، والسويداء، والقنيطرة إلى جانب عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا".
دروز لبنان
وفي السياق، دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، إلى إجراء "تحقيق شفاف" في الحادثة، محذرا في الوقت ذاته من محاولة دولة الاحتلال الإسرائيلي استغلال الدروز.
وقال جنبلاط في كلمة له خلال اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي الدرزي في العاصمة اللبنانية بيروت، إن "أتباع الشيخ موفق طريف (زعيم الطائفة الدرزية في دولة الاحتلال) يريدون توريط دروز لبنان وسوريا لمحاربة جميع المسلمين".
وأضاف أنه "مستعد للقيام بكل الخطوات، كما فعلتُ سابقا مع دروز إدلب، لكن لا بد من برنامج واضح وإسكات البعض في الداخل الذين يستنجدون بإسرائيل"، داعيا تشكيل لجنة للاتصال بجميع الأطراف للعمل على حل الأزمة في سوريا.
كما حذر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز بلبنان سامي أبو المني، من "مخططات لضرب أبناء الوطن الواحد في سوريا"، موضحا أن "ما حصل في سوريا مشروع فتنة، وعلى الدولة أن تحفظ حقوق الشعب بكل أطيافه".
وأضاف "تواصلنا مع القيادة السورية والمسؤولين في تركيا وقطر والسعودية ومع مفتي الجمهورية العربية السورية سماحة الشيخ أسامة الرفاعي، ومفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية دمشق السويداء سوريا سوريا دمشق السويداء المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الطائفة الدرزیة أشرفیة صحنایا دولة الاحتلال عن القانون فی منطقة ریف دمشق فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الأكاديمية السورية للتدريب… مركز معرفي انطلق من إدلب إلى دمشق ومستقبلاً بكل المحافظات
دمشق-سانا
لأن قاموسها يقوم على الجودة والمهنية وبناء المستقبل، فتحت الأكاديمية السورية للتدريب والاستشارات أبوابها في دمشق إبان التحرير، لتتابع نسج رسالتها التدريبية التي زرعت بذورها في إدلب عام 2021، عبر تأهيل الكوادر العلمية المهنية المتخصصة بعدة مجالات.
الأكاديمية تسعى منذ لحظة إنشائها إلى وضع بصمتها الخاصة في عالم التدريب المهني، اعتماداً على كوادر تدريبية مؤهلة ومتخصصة في مجالات: الإعلام وصناعة الأفلام والإدارة والتقنية والحاسوب والبحث والإحصاء واللغات، لتُقدم تدريباً عالياً ومُنافساً على المستوى العربي، بشقيه التأهيلي للمتدربين الجدد، والتطويري لمن هم على رأس عملهم، إضافةً إلى الخدمات الاستشارية.
المركز التدريبي الأول في المناطق المحررةمدير العلاقات العامة في الأكاديمية الأستاذ عبادة المقداد أوضح لمراسلة سانا أن الأكاديمية كانت تتخذ من كلية العلوم السياسية والإعلام في جامعة إدلب مقراً لها، إضافةً لفرعها في سرمدا، واعتمدت على تقديم أفضل خدمة تدريبية وفق خطط مدروسة، للارتقاء بالمجتمع وتطويره، وتقديم أفضل خدمة استشارية، لبناء الأفراد والمؤسسات عبر تحديد الأهداف الإستراتيجية، وقياس النتائج والإنجازات المرحلية، ودراسة الجدوى الاقتصادية، ضمن منظومة تقنية متطورة تواكب العصر.
وبين المقداد أن الأكاديمية وقعّت مذكرات تفاهم لتوفير فرص عمل للمتدربين بعد تأهيلهم لسوق العمل، حيث تعمل على بناء جسور التعاون مع المؤسسات العامة والخاصة لإمدادها بالكوادر المدرّبة التي تساعد على حل المشكلات الإدارية والإعلامية بتلك المؤسسات.
كما أشار المقداد إلى أن الأكاديمية حريصة على أن تكون شهادتها ذات موثوقية عالية، تُراعى فيها الأمانة العلمية والمهنية، ولا يحصل عليها المتدرب إلا بعد تجاوز اختبار معياري (نظري وعملي) متميز، من حيث جودة الأساليب وعلمية المناهج.
الانتقال إلى دمشق للمساهمة ببناء وطن طموح بإعلام شفافوأوضح المقداد أنه بعد التحرير وسقوط النظام البائد افتتحت الأكاديمية مقراً لها في دمشق، وألحق بها المعهدان التقاني للطباعة والنشر، والإعداد الإعلامي التابعان لوزارة الإعلام، مشيراً إلى البدء بتطوير كوادر الوزارة، ومنها وصولاً إلى كل الوزارات التي تتقاطع مع اختصاصاتها.
وذكر المقداد أن الأكاديمية وضمن مسعاها للوصول بالإعلام السوري إلى محافل المنافسة العربية والدولية، تستعد لافتتاح عدة فروع بمختلف المحافظات، والتشبيك مع كل القامات العلمية التي ترفد الحركة الإعلامية من خلال نقل تجاربها الناجحة للأجيال، وخاصةً أن المرحلة الراهنة تتطلب جهداً مضاعفاً لتقديم الواقع ومعالجته بشكلٍ شفاف، في سبيل المساهمة ببناء الوطن وسموه.
بناء كوادر صحفية اقتصادية سوريّة متخصصةونظراً لأهمية تمكين الصحفيين العاملين في المجال الاقتصادي، كانت أحدث الدورات التي نظمتها الأكاديمية مؤخراً هي “مقدمة في الصحافة الاقتصادية” وذلك بالتعاون مع منظمة “أكيوريسي بريس أنستيتيوت” بالولايات المتحدة، وبدعم جهاتٍ عدة، أبرزها: وزارة المالية، ومصرف سوريا المركزي، وسوق دمشق للأوراق المالية، وهيئة الأوراق والأسواق المالية، والاتحاد السوري لشركات التأمين.
وأوضح الإعلامي الاقتصادي المدرب الدكتور كمال الشيخ علي أن هدف الدورة ربط الصحفي بمصدر المعلومة الاقتصادية، لافتاً إلى أنها تعتمد على الجانب النظري بنسبة 30 بالمئة، فيما احتل الجانب العملي 70 بالمئة للاطلاع بشكلٍ مفصّل على ميدان العمل.
ونوه الشيخ علي بأهمية التدريبات المتواصلة للصحفيين باعتبارها قيمة مضافة لهم، لتمكينهم من التفكير التحليلي، وبالتالي ربط الواقع بالموضوع الصحفي، والتعرف عن قرب على تفاصيله وقضاياه.
تابعوا أخبار سانا على