لم يتحمل الإجرام الصهيوني مشاهد العودة لسكان غزة، فيما قيل إنها هدنة فسارع إلى استكمال جرائمه وهوايته وشاهد العالم أنه كما وصفه الاقتصادي الأمريكي جيفري ساكس: العالم كله يريد السلام ماعدا إسرائيل تريد الحرب، وهي حقيقة مشاهدة لأن إسرائيل لا تحارب لنفسها، وبنفسها بل يحارب معها كل صهاينة العرب والغرب.
ما قيل أنها هدنة كانت لقياس مدى ارتباط الفلسطينيين بأرضهم ووطنهم وهل الإجرام الذي سُلط عليهم يكفي لإخراجهم منها ليتضح أن كل جرائم الابادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وإبادة الآلاف من الأبرياء وتدمير كل المباني والأحياء غير كافية لاتمام جرائم التهجير ، وهنا صدر الإنذار باستكمال التهجير القسري باستخدام كل الوسائل المتاحة فأرسلوا الإنذارات –لن تنفعكم دولكم العربية والإسلامية لأن صهاينة العرب يمدوننا بالبترول وكل أشكال الدعم –وسنذيقكم الجحيم الذي وعدكم به ترامب فقد أرسل الدعم من الأسلحة ومثل ذلك أوروبا وسيتم تنفيذ مخطط التهجير القسري كما نصت عليه صفقة القرن .
وزير الأمن الإسرائيلي السابق اعترف في مقابلته مع التلفزيون العبري أن خطة التهجير القسري وإخلاء قطاع غزة أعدت قبل الطوفان والآن يتعاون (ترامب ونتن ياهو) في تنفيذها، الهدف منها ليس التهجير الطوعي ولا النقل القسري، بل سنمنحهم حق أساسي لكل إنسان في حرية التنقل وسنطلب من مصر فتح الحدود وسيتم في نفس اللحظة مغادرة 90%من الغزاويين إلى مصر) .
الحقوق الأساسية التي راهن عليها الحلف الصهيوني الصليبي كانت عبارة عن ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة، دمروا كامل المباني والأحياء السكنية واستشهد وجرح أكثر من 170 ألف إنسان بريء بالصواريخ والقنابل وقذائف الدبابات والمدفعية والاغتيالات والتجويع ومنع وصول الطعام والغذاء والدواء، لم يستطع الإجرام أن يجبرهم على المغادرة بل ظلوا صامدين صابرين محتسبين يفترشون الخيم في عرصات بيوتهم المدمرة يدفنون الشهداء لأنهم أهل لنيل الكرامة والشهادة حتى لو تكالب عليهم العالم أجمع.
تحالف الإجرام رسم في مخيلته أنه يستطيع إفراغ غزة من سكانها؛ وترامب تحدث عن الجحيم وأن (غزة) موقع عقاري ممتاز، لكنها (دمرت بشكل كامل وسنقوم بإزالة الركام ونعيد البناء بواسطة دول ثرية في المنطقة ونبني منشآت جميلة ؛ونحن ملتزمون بامتلاكها ونضمن أن لا تعود حماس إليها) ، قدم الأسلحة والذخائر وكل شيء من أجل ذلك لكن صمود الأشقاء في غزة كان ومازال أسطورياً .
بخلاف ذلك فإن التحالف الإجرامي الذي تقوده أمريكا لن يصمدوا ليوم واحد لو انقطع الدعم عن إسرائيل (جيفري ساكس)؛ ومثل ذلك صهاينة العرب لن يصمدوا لأسبوع حسب تصريح ترامب وهي الدول الثرية التي سيعتمد عليها في بناء غزة بعد تدميرها.
إعادة بناء غزة وتطويرها الهدف منه تمليكها للعصابات اليهودية لأن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والمنطقة مرهون بتهجيرهم منها سيتم نقل الفلسطينيين إلى مناطق خارج غزة (الأفضل أن يبقوا في منطقتهم وبإمكانهم العيش بأمان دون العودة إلى غزة مثل مصر والأردن ودول أخرى وستتكفل السعودية والإمارات وغيرها بكل التكاليف)، حُسم الأمر وصفقة القرن لابد من استكمالها أن لم يتم الأمر طوعا، فهناك الجحيم إحراق المخيمات وتدمير كل شيء المنازل وأطلالها والمستشفيات حتى لا يكون هناك مكان صالح للعيش .
لقد علّم الفلسطينيون بصمودهم العالم كيفية حب الوطن، صمدوا في مخيمات النزوح واللجوء الإنساني منذ أكثر من سبعين عاما وحتى الآن وكانت مخيمات غزة والضفة تشهد الميلاد والشهادة ومن غادر فإنه لم ينس وطنه.
ظن المجرمون انهم أن أوجدوا لهم بديلا عن وطنهم وارتكبوا ما سموه الجحيم فإنهم سيغادرون ووصل بهم الخيال أن النسبة ستتجاوز 90% من أهل غزة وكان البديل الذي أرادوه (مصر وخاصة سيناء؛ والأردن والتخلص من حماس –ترمب- اعتبرها كارثة على غزة ؛ونتن ياهو-نسي نفسه واتهمها بقتل الفلسطينيين وتعذيبهم؛ ووزير الأمن الصهيوني يريد تهجيرهم إلى سيناء لأن مساحتها أكبر من إسرائيل )وقد زارها الوفد البرلماني الإيطالي وأكدت النائبة سيفانيا اسكاري بقولها (شاهدنا مدينة الأشباح المعدة لترحيل الفلسطينيين )لكن مصر لم تقبل حتى الآن، أغلقت الحدود ودمرت الأنفاق وغمرتها بالمياه ومنعت دخول المساعدات الإنسانية واشترطت تسليم سلاح المقاومة كي يأمن اليهود .
الأردن كبديل وسيناء كخطوة أولية لتهجيرهم من غزة لأن الوصول إلى إسرائيل الكبرى يستوجب إخراجهم من فلسطين أو إبقائهم بأعداد قليلة مع أكثرية يهودية تتحكم في كل شيء؛ وهو أسلوب يهودي في تمييع القضية الفلسطينية، فبداية المفاوضات فرضوا اتفاق غزة -أريحا أولا مقابل الانسحاب ولما اعترفت بهم منظمة التحرير ووصفوا المقاومة بالإرهاب أعادوا احتلال غزة وبنوا المستوطنات وبنوا الجدار العازل وعملوا غلاف غزة. كان المفروض كما قال :وزير الأمن الإسرائيلي السابق أن يتم تهجير مليون فلسطيني إلى سيناء وسيقبل السيسي، لأنه يدين لليهود (يعيش بفضلنا نحن من ساعدناه؛ ودعمناه في التغلب على الدولة الإسلامية هناك وضربناهم بسلاح الجو الإسرائيلي؛ وبفضلنا يتلقى دعم أمني ومالي رهيب من أمريكا ؛ونحن نمارس الضغط على الكونجرس لاستمرار المساعدات برغم تقارير الديمقراطية وحقوق الإنسان ولولا تدخلنا لأوقفت المساعدات؛ ولدينا أوراق ضغط أخرى ولو طلبنا منهم أن يمنحوا حرية التحرك لكل إنسان ولمّ شمل الغزاويين إلى عائلاتهم التي تعيش هناك ؛فهناك أكثر من ثلاثمئة ألف عائلة فلسطينية تعيش منذ عشرات السنين).
أكثر من ثمانية عشر شهرا مرت ومازال الإجرام مستمرا، ملّ العالم ولم يملوا ؛ضحوا بدمائهم رخيصة وما بخلوا قدموا قوافل الشهداء من الأطفال والنساء والأبرياء، صامدون في مواجهة جرائم الإبادة والتهجير القسري ؛تكالب عليهم الإجرام وخذلتهم الأنظمة العربية والإسلامية وكانت اليمن ومحور المقاومة هم الاستثناء هم المساندين ؛ لم يخافوا ولم يجبنوا وآثروا دفع أثمان العزة والكرامة وهنا يحضرني قول الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رحمه الله واسكنه فسيح جناته(الأمة التي لا تخاف الموت لا يبق شيء لدى الأعداء يخوفونها به) .
أعدوا ما وصفوه بالجحيم لإرهاب الأبرياء من القنابل والصواريخ واستجلبوا المجرمين من كل أصقاع الأرض يتلذذون بإبادة الأبرياء والعُزل وأنفقوا الأموال الكثيرة لتنفيذ مشاريعهم الإجرامية في مواجهة غير متكافئة وهو حال يصدق عليه آيات القرآن قال تعالى «إِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلْأَبْصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا۟ زِلْزَالًۭا شَدِيدًۭا» الاحزاب-10؛11.
ففي الشدائد يميز الله الخبيث من الطيب والمؤمنين من المنافقين فالابتلاءات والتضحيات والجهاد يتمايز الناس إلى فسطاط إيمان لا نفاق فيه ولا كفر وفسطاط كفر لا إيمان فيه.
ظهر المنافقون على حقيقتهم والخونة والعملاء وثبت المؤمنون وصمدوا صابرين في البأساء والضراء وحين الباس لم يتراجعوا وقاتلوا بما معهم واثقين بالله ومعتمدين عليه لم يثنهم أن يصفهم رئيس السلطة (عباس) أنهم أولاد كلب لانهم يعرفون قدرهم عند الله؛ قال تعالى ((وكأي من نبي قاتل معه ربيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)) .
كان بإمكان الإجرام والمجرمين أن يستفيدوا من كل تلك الأموال ويغدقون بها على اليهود ويخلون لهم أرضا من مساحة أمريكا أو غيرها من الدول التي تدعمهم لكنهم يريدون إبادة أهل فلسطين والاستيلاء عليها لكن ذلك لن يكون طالما هناك رجال لا يهابون الموت ويعشقون الشهادة ويسعون لنيل رحمة الله ورضوانه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عمرو موسى: مصر أحبطت خطة التهجير.. والتطبيع مرتبط بالتنازلات الإسرائيلية
وكالات
أكد عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن مصر اتخذت موقفًا حازمًا في رفض الخطة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين قسريًا منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر 2023.
وقال موسى، أمس خلال تصريحات لموقع "l’opinion" المغربي، إن الموقف المصري الحازم ساهم في إحباط الخطة الإسرائيلية، ومع ذلك، فإنه حذر من أن الفكرة لا تزال قائمة لدى حكومة الاحتلال.
وأشار إلى أنه يجب الانتباه لأية محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء طوعًا أو قسرًا، لافتًا إلى أن "الرغبة في تهجير سكان غزة قسرًا، جزء من جهد أوسع نطاقًا لتقويض أسس الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأضاف: "تهجير الفلسطينيين جزء من محاولات الحكومة الإسرائيلية لضم الأراضي المحتلة، وتسريع بناء المستوطنات، وفرض واقع ديمغرافي جديد يكرس مفهوم الاستعمار".
وتطرق عمرو موسى إلى الوضع في الضفة الغربية، وقال إنه لا يقل خطورة عن التصعيد الإسرائيلي في غزة، مستشهدًا بمشروع القانون الإسرائيلي في الكنيست الذي يهدف إلى ضم الضفة.
وأوضح موسى، أن الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى الآن فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيرًا إلى أن السلام بالنسبة للإسرائيليين "يعني استسلام الشعب الفلسطيني".
وذكر أن إسرائيل ترغب في الاستيلاء على كامل فلسطين وتحويلها إلى دولة يهودية، لكنه أكد في الوقت ذاته، أن حل الدولتين لا يزال ممكنًا.
وفيما يتعلق بمسألة التطبيع الإسرائيلي مع السعودية، قال وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، إن أي عملية تطبيع يجب أن تتوافق مع روح مبادرة السلام العربية التي أُعلنت في قمة بيروت عام 2002.
وشدد على أن السلام يجب أن يقترن بقيام دولة فلسطينية وعودة الأراضي المحتلة، "أما السلام المجاني دون تنازلات من الجانب الإسرائيلي أمر غير وارد".
وقال موسى، إن "التطبيع لم يكن يومًا من المحرمات"، ولكن يجب دراسته ومناقشته في إطار واضح يُراعي مصالح الطرفين.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
عمرو موسى خطة التهجير التطبيع التنازلات الإسرائيلية حرب الإبادة بغزة أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
عمرو موسى: مصر أحبطت خطة التهجير.. والتطبيع مرتبط بالتنازلات الإسرائيلية
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
26 18 الرطوبة: 17% الرياح: جنوب غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية