موقع النيلين:
2025-12-15@07:23:06 GMT

مع الحرب تكثر الأكاذيب حتى تنبهم الحقيقة

تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT

فن الخداع والسواقة بالخلا – سكير يحرم تمساحًامن العشاء:
الكذب ليس الطريقة الوحيدة لتضليل الرأي العام وتشويه الحقائق، ولا هو الطريقة الأكثر فاعلية.

الدعاية الفعالة تتجنب الأكاذيب البحتة وتفضل تضليل الرأي العام من خلال طريقة تأطير القضية.

يمكن تحقيق الخداع بنجاح بإعادة ترتيب الوقائع ورواية القصة بطريقة معينة والتأكيد على أجزاء وإبعاد جوانب أخرى وإخفاء وقائع حدثت، ولكنها تشكك في هدف الرواية.

مع تكرار الأجزاء المناسبة وتوزيع الضوء والعتمة بمقدار.

على سبيل المثال، كما حكي لافروف، أن امرأة ليتوانية كانت جالسة بجانب النهر بينما كان ابنها الصغير يسبح. ليس بعيدًا جلس رجل روسي على مقعد يحتسي فودكا يضرب بها المثل. وفجأة صرخت المرأة، نظر الرجل الروسي ورأى تمساحا يقترب من الصبي الصغير الذي لم يكن منتبهًا. قفز الرجل الروسي في النهر، وأمسك بالصبي وسبح به إلى بر الأمان. بالطبع شكرته المرأة الام وأدتو شبال وامتدحت شجاعة وتضحية الرجل الذي ظنت أنه ليتواني. قال الرجل لكنني روسي. في اليوم التالي، جاء في عناوين الصحف اللتوانية والتلفزيون أن “سكير روسي يحرم تمساحًا ليتوانيًا من العشاء”.

بالطبع لم تكن العناوين الرئيسية كاذبة لأن الرجل الروسي بالفعل حرم التمساح الليتواني من العشاء. ولكن كانت تلك العناوين أسوأ من الأكاذيب، اذ انها تلاعبت بالرأي العام وضللته وجعلت من الرجل الروسي مجرما والتمساح ضحية.

هكذا فإن الكذب ليس هو السبيل الوحيد للخداع والسواقة بالخلا، فهناك ما هو أسوأ من الكذب. وهذا هو السبب في أن المطرب السوداني لم يعاتب الاكس بالقول لا تكذب، ولكنه قال لما تحكي ذكرياتنا كنت تحكيها بأمانة.

أسوأ التضليل في هذه الحرب السودانية ليس الكذب الصريح الواضح، بل هو التعريف الكاذب، صراحة أو ضمنا، بانها حرب بين جنرالين أو حرب الكيزان. الحقيقة هي أنها حرب غزاة وميليشيا همجية ضد الشعب السوداني ودولته كما يشهد بذلك ألاف الشهداء الذين لا علاقة لهم بجيش أو كيزان في الجنينة وزمزم والنهود وود النورة وتمبول وكما تشهد أجساد النساء المنتهكة وتشهد بنيتنا التحتية المستهدفة يوميا بالمسيرات التي لا يعرف جنجويدى واحد طريقة تشغيلها. وأسوأ التضليل المساواة في السوء بين من يدافع عن حقه في الوجود وبين الغازي المغتصب ليصبح الدفاع عن النفس كوزنة ودعوة للحرب تعادي السلام ويصبح التواطوء الضمني والصريح مع الغزاة سلمية متحضرة ووطنية مسؤولة. ويصبح المقاوم للغزو الجنجويدى برجوازيا أنانيا يدافع عن إمتيازاته الطبقية أو عنصري قح، أو بليد معلوف.

المهم، كما قال الشيخ نعوم تشومسكي، على الجميع تلقي كورسات في فنون الدفاع عن الذات الفكرية لأنه، كما قال حاج مالك الشعباذ، المعروف بمالكوم اكس، “إذا لم تنتبه، فستجعلك الصحافة تكره من يتعرضون للقمع، وتحب من يقومون به.”

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرجل الروسی

إقرأ أيضاً:

أسوأ كارثة تعدين في العالم!

إنجلترا – في 12 ديسمبر عام 1866، شهد منجم أوكس للفحم الواقع في بارنسلي بمقاطعة يوركشاير الإنجليزية، بالقرب من ستيرفوت، سلسلة انفجارات مروعة شكلت نقطة مظلمة في تاريخ التعدين البريطاني.

في الساعة الواحدة وعشرين دقيقة بعد الظهر، وقبل أقل من ساعة على انتهاء المناوبة، هز انفجار هائل أرجاء المنجم، لتبدأ واحدة من أفظع الكوارث التي عرفتها صناعة الفحم. لم يقتصر تأثير الانفجار على الأعماق المظلمة تحت الأرض، بل امتد ليهز المنطقة المحيطة على مساحة خمسة كيلومترات. بدت المنطقة كما لو أنها تعرضت لزلزال عنيف، فيما انبعث عمودان كثيفان من الدخان والحطام من فتحتي المنجم الرئيسيتين، معلنين للعالم الخارجي عن المصيبة التي حلت بالعمال المحتجزين تحت الأنقاض.

في العمود رقم واحد، تسبب الانفجار في إتلاف محرك اللف وكسر قفص المصعد وفصله عن الكابل الحديدي، بينما في الحفرة رقم اثنين، انفجر القفص واصطدم بغطاء الرأس ما أدى إلى كسر الوصلة تماما.

بعد قرابة خمس دقائق من الذعر، استؤنفت عمليات التهوية بشكل جزئي، وأعيد توجيه بعض الهواء النقي إلى الأنفاق المنخفضة في محاولة يائسة لإنقاذ من كان لا يزال على قيد الحياة.

ترجع جذور هذه الكارثة إلى مجموعة من العوامل المترابطة والمتعلقة بالإهمال وغياب معايير السلامة الأساسية. وقع الانفجار الأولي نتيجة اشتعال غاز الميثان الذي تراكم بسبب سوء التهوية ونقص فادح في الإجراءات الوقائية. كما أسهمت الظروف الجيولوجية المحلية في تفاقم المأساة، حيث اشتهرت طبقة فحم بارنسلي بميلها إلى الانفجارات المفاجئة للغاز، والذي كان يتراكم بكميات وفيرة بشكل خاص في الطرق غير المستوية وفي الأكوام.

زاد من حدة الوضع غياب تام لرقابة فعالة، حيث تغيب مفتشو الحكومة عن المنجم لعدة سنوات متتالية، ما سمح باستمرار ممارسات عمل خطرة.

يعتقد بعض الخبراء أن عمليات التفجير التي كانت تجري أثناء تطوير فتحة التهوية قد تكون هي الشرارة التي أطلقت العنان للكارثة، مسببة انفجارا أوليا لغاز الميثان وغبار الفحم، أدى بدوره إلى سلسلة انفجارات متتالية ودمر أقساما كبيرة من المنجم.

تحتل كارثة منجم أوكس موقعا مأساويا في سجل الحوادث البريطانية، حيث يُعد ثاني أخطر كارثة منجم في تاريخ المملكة المتحدة، بعد حادثة منجم سينغنيد في ويلز. أسفرت الانفجارات عن مقتل 361 شخصا، بينهم عمال مناجم وواحد من رجال الإنقاذ الذين بذلوا محاولات مستميتة للوصول إلى المحتجزين. هذا الرقم الهائل يجسد الثمن البشري الباهظ الذي دفعه عمال التعدين في سبيل الثورة الصناعية.

للأسف، لا تقتصر هذه المآسي على بريطانيا وحدها، فتاريخ التعدين العالمي حافل بحوادث مماثلة مفجعة. في عام 1942، وقعت أسوأ كارثة تعدين في التاريخ المسجل في منجم “بنكسيهو” للفحم بمقاطعة لياونينغ الصينية، حيث تسبب مزيج من غاز الميثان وغبار الفحم في انفجار هائل تحت الأرض، وحاصر آلاف العمال. اتخذت السلطات اليابانية التي كانت تحتل المنطقة آنذاك قرارا مروعا باحتواء الحريق عبر إغلاق نظام التهوية ومداخل المنجم، ما أدى إلى خنق حوالي 1549 عاملا. استغرق انتشال الجثث من الأعماق عشرة أيام كاملة، في مشهد يمثل فصلا مظلما من تاريخ الحرب العالمية الثانية.

تشمل القائمة السوداء للكوارث المماثلة حادثة منجم كلايدسديل في جنوب أفريقيا، التي وقعت في الأول من يناير عام 1960، حيث كان حوالي ألف عامل تحت الأرض عندما انهارت الأقسام الداخلية، ولم يتمكن الكثيرون من النجاة، ما أدى إلى مصرع 435 شخصا.

في أوروبا، لقي 319 عاملا حتفهم في حريق اندلع في منجم بريبرام للفحم في جمهورية التشيك في 31 مايو 1892، وأصبح بذلك أخطر حادث تعدين في تاريخ البلاد.

في العصر الحديث، تذكرنا كارثة منجم سوما في تركيا، التي وقعت في 13 مايو 2014، بأن المخاطر لم تنته. هناك أودى حريق في منجم فحم كبير في مقاطعة مانيسا بحياة 301 شخص وإصابة 80 آخرين.

لا يمكن أيضا نسيان كارثة منجم سيهام في إنجلترا، التي وقعت في 8 سبتمبر 1880، وأسفرت عن مقتل 164 شخصا، بينهم عمال على السطح وآخرون من فرق الإنقاذ، في انفجار طبقة فحم تحت الأرض في منجم هوتون.

تشكل هذه الأحداث مجتمعة سجلا مأساويا يسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي تلازم استخراج الفحم عبر القرون، ويكشف عن الثغرات في القوانين، والإهمال في التطبيق، والظروف الجيولوجية القاسية، والتكلفة الإنسانية الهائلة التي كانت تقف وراء إمدادات الطاقة التي غذت الثورة الصناعية والتقدم الحضاري.

تبقى ذكرى ضحايا منجم أوكس وغيرهم من عمال المناجم الذين لقوا حتفهم في الظلام نصبا خفيا في ضمير الإنسانية، وتذكيرا صارخا بأهمية وضع السلامة البشرية فوق أي اعتبار آخر.

المصدر: RT

 

مقالات مشابهة

  • هيئة اعلامية جديدة لـحزب الله
  • خبير في الشأن الروسي: تصعيد الناتو الإعلامي لا يعكس بالضرورة اقتراب مواجهة عسكرية مع موسكو
  • أسوأ كارثة تعدين في العالم!
  • أسوأ سيناريو يواجهه حزب الله.. قوات دولية ستدخل الحرب؟
  • ترامب يشبه الغزو الروسي لأوكرانيا بـمعجزة هوكي 1980
  • خبير روسي: حسم الصراع الأوكراني الروسي لا يزال بعيدًا
  • بيوم لقاء بوتين وأردوغان.. أول تعليق من تركيا على هجوم روسي استهدف سفينة تجارية تابعة لها بميناء أوكراني
  • خبير أوكراني: الحرب تحولت إلى مواجهة اقتصادية.. وأوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها رغم التصعيد الروسي
  • السجن 15 عاما لكريم خان.. القضاء الروسي يصدر أحكاما بحق المدعي العام للجنائية الدولية وقضاتها
  • الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروبا