تحذير.. السهر يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
تربط دراسة جديدة بين السهر وارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب، نتيجةً لقلة النوم، وضعف الوعي الذهني كعوامل رئيسية، ويقترح الباحثون تحسين عادات النوم الصحية، وتقليل تناول الكحول، وممارسة الوعي الذهني لتقليل مخاطر الاكتئاب، وخاصةً بين الشباب.
قد يؤدي السهر إلى أكثر من مجرد تعطيل روتينك اليومي، بل قد يزيد أيضًا من خطر إصابتك بـ الاكتئاب، تشير دراسة جديدة إلى أن سوء جودة النوم، واستهلاك الكحول، ونقص اليقظة قد تفسر سبب كون الأشخاص الذين يسهرون حتى وقت متأخر، والمعروفين باسم "البوم الليلي"، أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية.
السهر وخطر الاكتئاب
وفقًا لبحثٍ أجراه سيمون إيفانز من جامعة سري بالمملكة المتحدة، فإن الأشخاص الذين لديهم نمط زمني مسائي، أي أولئك الذين يسهرون بطبيعتهم معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب بشكل كبير، تشرح النتائج التي نُشرت في مجلة PLOS One في 19 مارس 2025، دور عوامل نمط الحياة في زيادة هذا الخطر.
أظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص السهريين يميلون إلى الشعور بأعراض اكتئاب أكثر مقارنةً بالأشخاص الذين يستيقظون وينامون مبكرًا، وللتعمق في هذا الأمر، أجرى إيفانز وفريقه استطلاعًا إلكترونيًا شمل 546 طالبًا جامعيًا، أفاد المشاركون عن عادات نومهم، ومستويات وعيهم، واستهلاكهم للكحول، وميلهم إلى التفكير السلبي، كما قيّم الاستطلاع أعراض الاكتئاب والقلق لديهم.
قلة النوم والكحول وقلة اليقظة
أكدت الدراسة أن النمط الزمني المسائي أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، ووجد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص، في المتوسط، يعانون من ضعف جودة النوم، ويستهلكون كميات أكبر من الكحول، ولديهم مستويات أقل من اليقظة الذهنية مقارنةً بمن يستيقظون مبكرًا، ويبدو أن هذه العوامل الثلاثة - النوم، وتعاطي الكحول، واليقظة الذهنية - تُسهم في العلاقة بين السهر وزيادة أعراض الاكتئاب.
مع ذلك، واجهت الدراسة بعض القيود، فبسبب اعتمادها على بيانات ذاتية من طلاب جامعيين، واستخدامها تصميمًا مقطعيًا ، لم تتمكن من إثبات علاقة سببية مباشرة. علاوة على ذلك، قد لا تنطبق النتائج بالضرورة على الأفراد خارج هذه الفئة العمرية.
كيفية تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب
مع أن الدراسة لا تُثبت وجود علاقة سببية، إلا أن نتائجها تُشير إلى أن تحسين عادات النوم، وتقليل تناول الكحول، وممارسة اليقظة الذهنية، قد يُساعد في الحد من خطر الإصابة بالاكتئاب لدى مُحبي السهر.
إليكم بعض الطرق التي يُمكن للأشخاص من خلالها التحكم في صحتهم النفسية:
تحسين النوم:
-حافظ على جدول نوم ثابت، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
-تجنب الشاشات (الهواتف، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأجهزة التلفزيون) لمدة ساعة على الأقل قبل النوم.
-إنشاء روتين مريح وقت النوم، مثل القراءة أو التأمل.
-تأكد من أن بيئة نومك مظلمة، وهادئة، وباردة.
-تقليل استهلاك الكحول:
الحد من تناول الكحول، وخاصة في المساء.
حافظ على رطوبة جسمك وتجنب الإفراط في الشرب.
تعرف على كيفية تأثير الكحول على النوم والمزاج، واختر بدائل أكثر صحة مثل شاي الأعشاب.
-ممارسة اليقظة الذهنية وإدارة التوتر:
مارس تمارين اليقظة الذهنية، مثل التأمل أو التنفس العميق.
ركز على اللحظة الحالية بدلاً من التركيز على الأفكار السلبية.
دمج اليوجا، أو كتابة المذكرات، أو العلاج النفسي لإدارة التوتر بشكل فعال.
المصدر: timesnownews
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاكتئاب قلة النوم عادات النوم مخاطر الاكتئاب خطر الإصابة بالاکتئاب الیقظة الذهنیة
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر نظام المناوبات الليلية على الصحة النفسية
في الوقت الذي يخلد فيه كثيرون إلى النوم، يبدأ آخرون رحلتهم مع "الوردية"، من أطباء وممرضين وصحفيين وعمال مطارات ومصانع ورجال أمن، ممن تفرض طبيعة وظائفهم العمل وفق نظام المناوبات (الشفتات).
نظام المناوبات.. متى بدأ؟ ولماذا؟ورغم أن هذا النظام ضروري لضمان استمرارية العمل والإنتاج، إلا أنه قد يترك آثاراً نفسية وجسدية عميقة على العاملين، ويؤثر على حياتهم الاجتماعية والعائلية.
منذ الثورة الصناعية، بدأ اعتماد هذا النظام في قطاعات التصنيع والخدمات، بهدف تعزيز الإنتاجية وتحقيق الربح. إلا أن الآثار الصحية المترتبة عليه لم تبدأ في الظهور بوضوح إلا منذ التسعينيات.
وكشفت الدراسات عن تداعياته الخطيرة، مثل: ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الممرضات العاملات ليلاً، والتي تتزايد كلما طالت سنوات العمل بنظام المناوبات.
وتشير أبحاث حديثة إلى أن العمل بنظام المناوبات يخلّ بتوازن "الساعة البيولوجية"، وهي المسؤولة عن تنظيم هرمونات الجسم والنوم والمزاج.
ووفقاً لأخصائيين نفسيين، فإن هذا الخلل قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، ضعف التركيز، مشاكل في الذاكرة، وانخفاض في المهارات الإدراكية والاجتماعية.
ونشرت دراسة في مجلة Journal of Occupational Health Psychology أظهرت أن العاملين بنظام المناوبات معرضون بنسبة أكبر للإصابة بالاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم مقارنة بمن يعملون بدوام ثابت.
وتشير الإحصائيات إلى أن النساء العاملات في هذا النظام أكثر عرضة للاكتئاب بنسبة تصل إلى 70%.
بحسب أخصائيين نفسيين وتغذويين، فإن هناك عدة خطوات يمكن اتباعها للتقليل من آثار العمل بنظام المناوبات، منها:
ـ تثبيت أوقات النوم بعد المناوبة، في غرفة مظلمة وهادئة.
ـ التعرض للضوء الطبيعي فور انتهاء المناوبة الليلية.
ـ تجنب التحولات المفاجئة بين الشفتات الليلية والنهارية.
ـ اتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل الكافيين والسكريات ليلاً.
ـ ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً.
ـ تخصيص وقت للعائلة وممارسة التأمل والأنشطة الذهنية.
ـ مراجعة أخصائي نفسي عند ظهور مؤشرات للإجهاد أو الاكتئاب.
وتنصح أخصائية التغذية بتحضير الوجبات مسبقاً، وتناول أطعمة غنية بالبروتينات والدهون الصحية، وشرب كميات كافية من الماء، مع اختيار وجبات خفيفة تحتوي على المغنيسيوم وأوميغا 3، مثل المكسرات والموز والحليب.
رغم التحديات النفسية والعقلية التي يفرضها نظام المناوبات، إلا أن التأقلم معه بات ضرورياً للعديد من العاملين. ومع التخطيط الجيد والدعم النفسي، يمكن تقليل الأضرار وتحقيق توازن نسبي بين متطلبات العمل ومتعة الحياة.
تنافس مثير على مقاعد البطولات الأوروبية في الجولة الختامية من الدوري الإنكليزي