انتقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، مسار الترشح المستمر، داعياً إلى إنهاء الإنفاق الموازي الذي أثقل كاهل المواطن، مطالبًا بفتح باب الحقيقة وكشف غياب النواب عن مسؤولياتهم.

وقال الدبيبة: “عوضًا عن فتح باب الترشح للمرة العاشرة في مسارٍ وهميٍّ لم يُنتج سوى تأكيد النيّة لإطالة المرحلة الانتقالية، كان الأجدر بالسيد عقيلة صالح أن يتخذ موقفًا وطنيًا يُنهي حالة الإنفاق الموازي التي أنهكت المالية العامة، وأثقلت كاهل المواطن بأضرار فادحة”.

وأضاف: “كان يجب أن يفتح باب الحقيقة، ويُلغي هذا الصمت المريب، ويطرح السؤال المؤجل الذي يلاحقه من مسؤوليته الأخلاقية والعرفية قبل النيابية: أين نوابه المغيبون من أبناء وطنه؟”

هذا وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت التوترات بين حكومة الوحدة الوطنية ورئاسة مجلس النواب، حيث كان رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، يتهم رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، بتأجيل الانتخابات وعدم اتخاذ مواقف حاسمة تجاه العديد من القضايا السياسية، وكان الدبيبة، يرد على تحركات صالح في فتح باب الترشح للانتخابات بشكل متكرر، وهي خطوة وصفها بأنها غير مجدية وتؤدي إلى إطالة أمد المرحلة الانتقالية في ليبيا.

ويأتي هذا التصريح قبل يوم واحد من عقد جلسة رسمية لمجلس النواب الليبي في مدينة بنغازي، من المقرر أن يتم خلالها النظر في تزكيات المرشحين لرئاسة حكومة جديدة، حيث تم نشر أسماء عدد من المرشحين خلال الأيام الماضية، وسط حديث عن توافقات سياسية لتسمية شخصية توافقية.

كما ستتضمن الجلسة المرتقبة مناقشة الإصلاحات الاقتصادية التي عرضها محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، أمام اللجنة المالية بمجلس النواب، إلى جانب بحث المراسيم الرئاسية الثلاثة التي أصدرها المجلس الرئاسي ضمن ما وصف بـ”خطة الإنقاذ الوطني”.

آخر تحديث: 5 مايو 2025 - 08:51

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الدبيبة حكومة الوحدة الوطنية عقيلة صالح مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

قادة شرق ليبيا يصعّدون لهجتهم ضد حكومة الدبيبة.. غياب لافت لحفتر

خرج قادة شرق ليبيا بمواقف حادة تجاه حكومة "الوحدة الوطنية المؤقتة" برئاسة عبدالحميد الدبيبة، متهمين إياها بترسيخ الانقسام وإشعال الفوضى، في وقت يلف الغموض موقف المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، الذي لا يزال في زيارة طويلة للعاصمة الروسية موسكو.

وقال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال جلسة رسمية في بنغازي، إن "الوقت قد حان لتخلي حكومة الدبيبة عن السلطة طوعًا أو كرهًا"، مضيفًا: "لم يعد هناك مجال لاستمرار هذه الحكومة... قُضي الأمر وهي ساقطة وفق قرار مجلس النواب سحب الثقة منها في 2021، واليوم قال الشعب الليبي كلمته". واعتبر أن الحكومة "أسهمت في خلط الأوراق وإفساد المناخ العام بهدف البقاء في السلطة"، متهمًا إياها باستخدام "الميليشيات والقوة المفرطة في مواجهة مظاهرات سلمية وسفك دماء المتظاهرين".

ووصف عقيلة ما حدث في طرابلس خلال اليومين الماضيين بأنه "مأساة وجريمة بكل المقاييس"، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن استخدام الرصاص ضد المدنيين، ومشدّدًا على أن من يرهب شعبه "لا يحق له القيادة". كما دعا إلى الإسراع في اختيار "رئيس جديد لحكومة وحدة وطنية" لتفادي الفراغ السياسي غرب البلاد.



في السياق ذاته، أعلن رئيس الحكومة الليبية المُكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، موقفًا متشددًا تجاه الاشتباكات في طرابلس، مؤكداً أن الحكومة "تتابع بقلق بالغ التطورات الجارية في العاصمة"، ومتهماً حكومة الدبيبة بـ"زج طرابلس في أتون الفوضى والاقتتال من أجل مصالحها السياسية الضيقة". وأشار حماد إلى أن حكومته تعمل بالتنسيق مع رئاسة مجلس النواب والمؤسسات الأمنية لتقييم الموقف واتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين.



ورغم تصاعد التوتر السياسي والعسكري، يظل غياب المشير حفتر عن المشهد الداخلي علامة استفهام، خاصة مع تزامن هذه الأحداث مع وجوده في موسكو منذ فترة، وسط أنباء غير مؤكدة عن مشاورات عسكرية ودبلوماسية مع المسؤولين الروس.

وفي سياق متصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) عن "قلقها العميق" من تصاعد العنف في طرابلس، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب الحوار على المواجهة المسلحة. وقال المتحدث باسم البعثة إن "اللجوء إلى السلاح لحل الخلافات السياسية لا يخدم إلا مصالح أمراء الحرب"، مشدّداً على ضرورة حماية المدنيين ومنشآت الدولة.

كما أصدرت سفارات كل من الولايات المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا، وبريطانيا بيانات متفرقة دانت فيها "استخدام العنف ضد المدنيين والمتظاهرين"، مطالبة بـ"وقف فوري لإطلاق النار"، وحثت القادة الليبيين على "العودة إلى طاولة الحوار والتمهيد لانتخابات حرة وشاملة".

وأشارت السفارة الأمريكية إلى أن "اللجوء إلى الميليشيات لقمع الغضب الشعبي يقوّض أي مسار ديمقراطي في البلاد"، مؤكدة دعمها لجهود المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في إعادة إطلاق العملية السياسية.

الاشتباكات الأخيرة اندلعت عقب مقتل عبدالغني الككلي، قائد "جهاز دعم الاستقرار"، ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين قوات الجهاز و"اللواء 444 قتال"، وامتدت لاحقًا إلى صدامات مع "جهاز الردع"، بعد قرار رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة حل جهاز الدعم. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة في الأحياء المدنية، قبل إعلان هدنة هشة من المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع.

في ظل كل هذه التطورات، يبقى مستقبل السلطة في ليبيا غامضًا، وسط دعوات لإعادة صياغة توافق سياسي شامل يعيد الاستقرار إلى العاصمة، ويوحّد المؤسسات المنقسمة منذ سنوات.


مقالات مشابهة

  • الملتقى الوطني للسلام يطالب برحيل حكومة الدبيبة ويدعو لمظاهرات سلمية ضد مشروع الحكم بالقوة
  • مجلس النواب يعقد جلسة مغلقة برئاسة «عقيلة صالح» في بنغازي
  • الدبيبة يشن هجوما على عقيلة صالح ويصفه بـمسعر الحروب
  • الدبيبة لـ«عقيلة صالح»: التفت إلى المجلس المنهك
  • نواب موالون لحفتر يرفضون تشكيل حكومة ليبية جديدة.. هل فشل مشروع عقيلة صالح؟
  • عقيلة صالح: حكومة الدبيبة منتهية الولاية واستخدامها القوة ضد المتظاهرين جريمة تستوجب المحاكمة
  • مجلس النواب يقرر تكليف رئيس وزراء جديد مهمته إجراء الانتخابات ويفتح باب الترشح ليومين إضافيين
  • قادة شرق ليبيا يصعّدون لهجتهم ضد حكومة الدبيبة.. غياب لافت لحفتر
  • عقيلة صالح: آن أوان رحيل حكومة الدبيبة.. لا شرعية لمن يقمع المتظاهرين بالرصاص
  • عقيلة يهاجم الدبيبة ويدعم مظاهرات طرابلس