✍️ محمد هاشم محمد الحسن.
3 مايو 2025.

في غمرة العواصف الهوجاء التي تعصف بوطننا الجريح، وفي أتون حملات التشويه والتضليل التي تسعى جاهدة لطمس معالم الحقيقة وتزييف نبض الذاكرة الوطنية، يبرز قامة شامخة وفكر مستنير كالنبراس الهادي، هو الأخ والشقيق، الأستاذ بابكر فيصل. بقلمه السيال وعقله الوقاد، يأبى إلا أن يكون سيف الحقيقة الذي يذود عن الحق ويدافع عن المنطق، ودرع الوعي الذي يحمينا من سموم الأكاذيب وأباطيل الزيف.



لقد استقبلت مقاله الأخير بقلبٍ يترقب الحق وعقلٍ يتوق إلى الإنصاف، وكعادتي مع نتاجات هذا الفكر القويم، وجدتني أمام سيلٍ عارم من الحقائق الدامغة، مُصاغة بلغة رفيعة تنساب رقراقة وتستقر في الوجدان عميقة الأثر. إن كلمات الأستاذ بابكر ليست مجرد أبجديات مرصوفة، بل هي شهادات صدق تنطق بالحقيقة وتعرّي أكاذيبهم العارية أمام مرآة الواقع الصافية.

في زمنٍ شحّت فيه الأصوات الصادقة وارتفعت فيه نغمات الزيف والبهتان، يمتلك الأستاذ بابكر ذلك البُعد الأخلاقي الرفيع الذي يجعله لا يخشى في الحق لومة لائم، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مؤكدًا بذلك صورته كصاحب مبدأ راسخ وقيمة إنسانية عليا. بشجاعة نادرة، يتصدى لحملات التضليل الممنهجة التي تستهدف تشويه صورة القوى المدنية الديمقراطية، تلك القوى التي لطالما كانت تمثل ضمير هذا الشعب وتطلعاته نحو الحرية والعدالة والسلام. وبمنطق قوي وحجة دامغة، يفضح زيف الادعاءات ويكشف المستور، مُعيدًا الأمور إلى نصابها وواضعًا النقاط على الحروف بوضوح لا يترك مجالاً للبس أو التأويل.

إن دفاع الأستاذ بابكر المستميت عن الحقيقة وعن القوى المدنية الديمقراطية لهو وسام فخر نعتز به جميعاً. لقد أثبتّ بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القوى كانت ولا تزال تمثل صوت العقل والحكمة في وجه صراعات العبث والدمار، وأن تحذيراتها المبكرة من مغبة الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية لم تكن مجرد تكهنات عابرة، بل كانت قراءة واعية ومتعمقة للمشهد السياسي المعقد، استندت إلى فهم دقيق لطبيعة القوى المتصارعة وأهدافها الخفية. ويأتي هذا النوع من الكتابات النقدية ليؤكد على أهمية بناء وعي عام مستنير، وقدرته على مقاومة محاولات تزييف التاريخ والذاكرة الوطنية.

لقد قام الأستاذ القدير بتفنيد مزاعم الدكتور عبد الرحمن الغالي تفنيداً علمياً ومنهجياً، مستنداً إلى الأدلة القاطعة والشواهد الحية. لقد قام بتشريح مقاله كلمة كلمة، وفكرة فكرة، مُظهراً التناقضات الصارخة والتضليلات المتعمدة التي حاول الكاتب دسّها في ثنايا سطوره. وببراعة فائقة، كشف كيف تم تحريف الحقائق واقتطاعها من سياقها لخدمة أغراض مبيتة، وكيف تم تجاهل الحقائق الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. هذا العمل الجليل يبرز الدور الحيوي الذي يجب أن يلعبه المثقفون والكتاب في أوقات الأزمات، من خلال فضح الأكاذيب وتقديم الحقائق وتوجيه الرأي العام نحو الحق والسلام.

إن إصرار الأستاذ بابكر على تتبع جذور الأكاذيب وتفنيدها بمنطق قوي وحجة دامغة ينم عن إيمان راسخ بالحق وعزيمة لا تلين في الدفاع عنه. لقد أعاد إلينا الثقة في قوة الكلمة الصادقة وقدرتها على دحض الباطل مهما تغلغل وتجذر. إن قلمه سيف الحق في وجه الباطل، ونور الهداية في ظلمات التضليل.

أيها الشقيق الغالي، إن مقالك هذا يمثل وثيقة تاريخية تدين كل من سعى ويسعى لتشويه صورة القوى المدنية الديمقراطية وتبرئة ساحة المتسببين الحقيقيين في هذه الحرب اللعينة. لقد سطّرت بمداد من نور حقيقة مواقفكم الثابتة والمبدئية، وأكدت بالبرهان القاطع على سعيكم الدؤوب لوقف نزيف الدم وتحقيق السلام العادل والشامل. ويبقى لنا أن ندعو القراء الكرام لتبني التفكير النقدي وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار الكاذبة، والبحث عن الحقيقة من مصادر موثوقة، على غرار كتابات الأستاذ بابكر فيصل.

فلك مني، ومن كل محب للحقيقة ورافض للظلم، خالص التحية والتقدير على هذا العمل الجليل. لقد أثبتّ مرة أخرى أنك فارس الكلمة وحارس الحقيقة الأمين. دمت لنا نبراساً نهتدي به وقامة شامخة نقتدي بها، وسيظل صوتك الصادق مدوياً في سماء هذا الوطن، مُضيئاً دروبنا نحو مستقبلٍ ينعم فيه بالسلام والعدل والازدهار، بجهود أمثالك من المخلصين الذين لا يزالون يحملون شعلة الأمل.

herin20232023@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

د.علاء الدين نقد واللعب على المكشوف

د.علاء الدين نقد واللعب على المكشوف.
هنالك مقولة شهيرة تقول: (الشخص المحايد هو شخص لم ينصر الباطل، لكن المؤكد أنه خذل الحق). ومن خذل الحق فتأكد أن مصيره أن يكون مع الباطل عاجلا ام آجلا. مستر علاء الدين نقد أخصائي الجراحة الناطق الرسمي السابق لتجمع المهنيين، والذي ألقت المخابرات العسكرية السودانية القبض عليه قبل سنتين بتهمة التعاون مع العدو وإطلق سراحه بعد اسبوعين، في ظروف غامضة، وخرج من السودان، امام أعين الجهات الامنية، وانضم الى (قحت) وإدعى انه محايد ليس مع اي من اطراف الحرب، مع هجومه المباشر للجيش لأتفه الأمور، كما يدعي الكثيرين من مدعي (الحياد) الآن، وبالرغم من ان لسانه كان يخذله دائما ويدافع عن الميليشيا المتمردة لا شعوريا، وياتي في اليوم الذي يليه، ويؤكد انه على الحياد وان كلامه فهم في غير محله، وكان له من المدافعين عنه في ادعاءه. وانضم لاحقا كعضو في تنسيقية (تقدم) وواصل تمثيليته في أنه مع (الحياد) المزعوم وفي باطنهم مع الجنجويد كغالب القحاتة الا من رحم الله. حتى كان ذلك اللقاء الشهير قبل سنة لقناة (الشرق الإخبارية) مع د.علاء الدين نقد الذي نسي حياديته وعمل لا شعوريا دعاية لتلميع الميليشيا المتمردة بعد الجرائم والمجازر والانتهاكات التي ارتكبتها في ولاية الجزيرة، وزعم د.نقد أن الدعم السريع قد تبرع بمبلغ ملياري جنيه سوداني لدعم الموسم الزراعي بمشروع الجزيرة، وعندما تعرض لموجة من الإنتقادات الحادة في تلميعه للميليشيا المجرمة وموالاته لها وهو قيادي في تنسيقية (تقدم) الذي يدعي الحيادية، عاد نقد مرة اخرى وأكد انه على (الحياد) وانتقد القناة وان لها غرض وغير مهنية!! ولأنه ممثل فاشل ولا يجيد التمثيل كغيره، أعلن هو ومجموعة كبيرة من القحاتة انضمامهم بصورة واضحة مع حميدتي وأعلنوا أمس حكومة (الميديا) من كينيا، وأصبح هو الناطق الرسمي للحكومة التي يترأسها حميدتي. لذلك نقول لكل من يدعى (الحياد) في ظل هذه الظروف التي يتعرض فيه الوطن لأكبر مؤامرة في تاريخه ولم يقفوا مع الحق مساندين لبلدهم وجيش بلادهم لمجرد خلافات حول كراسي السلطة، قد يكون في الظاهر عدم وقوف مع الباطل، برغم ما يراه الجميع في انتهاكات وجرائم الميليشيا المتمردة في البلاد وشعبه، ولكن موقفك هو خذلان للحق، ومن خذل الحق فلن يكون في النهاية الا مع الباطل. وان نهايتك حتما ستكون مثل نهاية د.علاء الدين نقد في ان تلعب مع الباطل في المكشوف.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عوض بابكر : رحيل من لا يُعوَّض
  • فرنسا تغرم شي إن 40 مليون يورو بتهمة التضليل التجاري.. وتحقيقات أوروبية وشيكة
  • رحيل عوض بابكر.. هل فقد الاسلاميون ذاكرتهم الأرشيفية؟
  • راشد دياب: في انتقال عوض بابكر هل نحن مختلفون إلى هذا الحد من الدمار والخراب !!
  • د.علاء الدين نقد واللعب على المكشوف
  • في ذكرى ميلاده.. وحيد حامد صوت الحقيقة في زمن الصمت (تقرير)
  • المعشني.. صوت الحق في زمن الضياع
  • تقرير الزمالك المسرب .. الرمادي يكشف الحقيقة ويبرئ صلاح مصدق
  • هل يحدث تسونامي بالبحر المتوسط.. أستاذ المناخ يكشف الحقيقة
  • برحيل الأستاذ عوض بابكر، تُطوى صفحة من صفحات الذاكرة السياسية السودانية