الأستاذ بابكر فيصل سيف الحقيقة ودرع الوعي في وجه عواصف التضليل.
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
✍️ محمد هاشم محمد الحسن.
3 مايو 2025.
في غمرة العواصف الهوجاء التي تعصف بوطننا الجريح، وفي أتون حملات التشويه والتضليل التي تسعى جاهدة لطمس معالم الحقيقة وتزييف نبض الذاكرة الوطنية، يبرز قامة شامخة وفكر مستنير كالنبراس الهادي، هو الأخ والشقيق، الأستاذ بابكر فيصل. بقلمه السيال وعقله الوقاد، يأبى إلا أن يكون سيف الحقيقة الذي يذود عن الحق ويدافع عن المنطق، ودرع الوعي الذي يحمينا من سموم الأكاذيب وأباطيل الزيف.
لقد استقبلت مقاله الأخير بقلبٍ يترقب الحق وعقلٍ يتوق إلى الإنصاف، وكعادتي مع نتاجات هذا الفكر القويم، وجدتني أمام سيلٍ عارم من الحقائق الدامغة، مُصاغة بلغة رفيعة تنساب رقراقة وتستقر في الوجدان عميقة الأثر. إن كلمات الأستاذ بابكر ليست مجرد أبجديات مرصوفة، بل هي شهادات صدق تنطق بالحقيقة وتعرّي أكاذيبهم العارية أمام مرآة الواقع الصافية.
في زمنٍ شحّت فيه الأصوات الصادقة وارتفعت فيه نغمات الزيف والبهتان، يمتلك الأستاذ بابكر ذلك البُعد الأخلاقي الرفيع الذي يجعله لا يخشى في الحق لومة لائم، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مؤكدًا بذلك صورته كصاحب مبدأ راسخ وقيمة إنسانية عليا. بشجاعة نادرة، يتصدى لحملات التضليل الممنهجة التي تستهدف تشويه صورة القوى المدنية الديمقراطية، تلك القوى التي لطالما كانت تمثل ضمير هذا الشعب وتطلعاته نحو الحرية والعدالة والسلام. وبمنطق قوي وحجة دامغة، يفضح زيف الادعاءات ويكشف المستور، مُعيدًا الأمور إلى نصابها وواضعًا النقاط على الحروف بوضوح لا يترك مجالاً للبس أو التأويل.
إن دفاع الأستاذ بابكر المستميت عن الحقيقة وعن القوى المدنية الديمقراطية لهو وسام فخر نعتز به جميعاً. لقد أثبتّ بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القوى كانت ولا تزال تمثل صوت العقل والحكمة في وجه صراعات العبث والدمار، وأن تحذيراتها المبكرة من مغبة الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية لم تكن مجرد تكهنات عابرة، بل كانت قراءة واعية ومتعمقة للمشهد السياسي المعقد، استندت إلى فهم دقيق لطبيعة القوى المتصارعة وأهدافها الخفية. ويأتي هذا النوع من الكتابات النقدية ليؤكد على أهمية بناء وعي عام مستنير، وقدرته على مقاومة محاولات تزييف التاريخ والذاكرة الوطنية.
لقد قام الأستاذ القدير بتفنيد مزاعم الدكتور عبد الرحمن الغالي تفنيداً علمياً ومنهجياً، مستنداً إلى الأدلة القاطعة والشواهد الحية. لقد قام بتشريح مقاله كلمة كلمة، وفكرة فكرة، مُظهراً التناقضات الصارخة والتضليلات المتعمدة التي حاول الكاتب دسّها في ثنايا سطوره. وببراعة فائقة، كشف كيف تم تحريف الحقائق واقتطاعها من سياقها لخدمة أغراض مبيتة، وكيف تم تجاهل الحقائق الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. هذا العمل الجليل يبرز الدور الحيوي الذي يجب أن يلعبه المثقفون والكتاب في أوقات الأزمات، من خلال فضح الأكاذيب وتقديم الحقائق وتوجيه الرأي العام نحو الحق والسلام.
إن إصرار الأستاذ بابكر على تتبع جذور الأكاذيب وتفنيدها بمنطق قوي وحجة دامغة ينم عن إيمان راسخ بالحق وعزيمة لا تلين في الدفاع عنه. لقد أعاد إلينا الثقة في قوة الكلمة الصادقة وقدرتها على دحض الباطل مهما تغلغل وتجذر. إن قلمه سيف الحق في وجه الباطل، ونور الهداية في ظلمات التضليل.
أيها الشقيق الغالي، إن مقالك هذا يمثل وثيقة تاريخية تدين كل من سعى ويسعى لتشويه صورة القوى المدنية الديمقراطية وتبرئة ساحة المتسببين الحقيقيين في هذه الحرب اللعينة. لقد سطّرت بمداد من نور حقيقة مواقفكم الثابتة والمبدئية، وأكدت بالبرهان القاطع على سعيكم الدؤوب لوقف نزيف الدم وتحقيق السلام العادل والشامل. ويبقى لنا أن ندعو القراء الكرام لتبني التفكير النقدي وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار الكاذبة، والبحث عن الحقيقة من مصادر موثوقة، على غرار كتابات الأستاذ بابكر فيصل.
فلك مني، ومن كل محب للحقيقة ورافض للظلم، خالص التحية والتقدير على هذا العمل الجليل. لقد أثبتّ مرة أخرى أنك فارس الكلمة وحارس الحقيقة الأمين. دمت لنا نبراساً نهتدي به وقامة شامخة نقتدي بها، وسيظل صوتك الصادق مدوياً في سماء هذا الوطن، مُضيئاً دروبنا نحو مستقبلٍ ينعم فيه بالسلام والعدل والازدهار، بجهود أمثالك من المخلصين الذين لا يزالون يحملون شعلة الأمل.
herin20232023@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هل تعتقد أن دماغك مقسّم.. قراءة الكتب تكشف الحقيقة!
فيما تؤكد دراسات حديثة أهمية القراءة المنتظمة في تقوية الدماغ والوقاية من التدهور المعرفي، يفنّد علماء من معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” نظرية تقسيم الدماغ إلى نصف “إبداعي” وآخر “منطقي”، معتبرين أن الإنسان يفكر باستخدام دماغه بالكامل، لا عبر نصف مهيمن على الآخر.
قراءة الكتب تحفّز الدماغ وتقلّل خطر الخرف.. دراسة تسلط الضوء على فوائد معرفية وعاطفية
كشفت الدكتورة سفيتلانا كولوبوفا، أخصائية علم النفس العصبي، أن قراءة الكتب تُعد من الأنشطة الإدراكية المعقدة التي تساهم في تعزيز وظائف الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف، إلى جانب تحسين الذكاء العاطفي.
وفي تصريحات نقلها موقع gazeta.ru، أوضحت كولوبوفا أن عملية القراءة تُفعّل العديد من القدرات المعرفية، من بينها الذاكرة العاملة والانتباه والخيال، مشيرة إلى أن تفاعل القارئ مع الشخصيات الروائية وتعاطفه معها يساعد على تطوير الذكاء العاطفي.
وأضافت أن الامتناع عن القراءة بانتظام يؤدي إلى ضعف الشبكات العصبية المرتبطة بهذه الوظائف، مما ينعكس سلبًا على ما يعرف بالاحتياطي المعرفي، وهو قدرة الدماغ على التكيف مع التغيرات الناتجة عن التقدم في السن أو الإصابة بأضرار عصبية.
وأشارت الأخصائية إلى أن القراءة تحفز أيضًا تكوين اتصالات عصبية جديدة في الفصوص الأمامية للدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن المنطق والتخطيط. وبدون هذا التحفيز المستمر، يعاني الإنسان من تراجع في المفردات، وبطء في معالجة الجمل المعقدة، وتدهور في القدرة على التعبير.
وفي السياق نفسه، أظهرت دراسات سابقة أجراها علماء في معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والدماغية أن القراءة تنشط مناطق متعددة في الدماغ، بما في ذلك تلك المرتبطة بالحركة والسمع ومعالجة المعلومات، مما يؤكد أن القراءة ليست نشاطًا ذهنيًا بسيطًا، بل عملية عصبية شاملة.
دراسة حديثة: لا وجود لنصف دماغ “إبداعي” وآخر “منطقي”
بدّد علماء من معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” (MIT) نظرية شائعة لطالما انتشرت في الثقافة العامة، مفادها أن الدماغ البشري ينقسم وظيفيًا إلى نصف أيسر “منطقي” ونصف أيمن “إبداعي”، مؤكدين أن هذا التصور لا يستند إلى أي أساس علمي.
وأوضح البروفيسور إيرل ميلر، أحد المشاركين في الدراسة المنشورة في مجلة Neuropsychologia، أن الدماغ يعمل كوحدة متكاملة، قائلاً: “الحديث عن هيمنة نصف دماغ على الآخر مجرد خرافة، فالإنسان يفكر باستخدام دماغه بأكمله”.
وأشار الفريق البحثي إلى أن ما يُعرف بالتقسيم الوظيفي بين نصفي الدماغ يرتبط في الواقع بـمعالجة المعلومات البصرية، وليس بالمنطق أو الإبداع كما هو شائع. فكل نصف كروي من الدماغ يعالج الجانب المعاكس من مجال الرؤية: النصف الأيسر يعالج المجال البصري الأيمن، والعكس صحيح.
وبحسب ميلر، فإن هذا النمط من المعالجة غير المتماثلة يساعد على منع ظهور “بقع عمياء” في الرؤية، ويُحسّن كفاءة إدراك المعلومات البصرية. وقد بيّن الباحثون أن هذا التقسيم يبقى قائماً حتى على مستوى القشرة الجبهية الأمامية، وهي المنطقة المرتبطة بالتفكير المعقد واتخاذ القرار.
وأكدت الدراسة أن نشاط موجات غاما الدماغية، التي ترتبط بالإدراك والمعالجة العصبية، يزداد في النصف الكروي المخصص لمعالجة الجهة المقابلة من مجال الرؤية، مما يعزز فكرة أن الانقسام في معالجة الإشارات البصرية يستمر حتى في مناطق التفكير العليا.
كما لفت الباحثون إلى أن الدماغ يمتلك آلية سريعة لتبادل المعلومات بين نصفيه، تسمح بمتابعة الأجسام المتحركة عبر مجال الرؤية، في عملية تشبه نقل الإشارة بين أبراج الاتصالات، ما يضمن إدراكًا بصريًا مستمرًا ومتكاملاً.
وتدعم هذه النتائج أيضًا ما يُعرف بـ”الميزة الثنائية” في الإدراك البصري، وهي ظاهرة تشير إلى أن البشر والحيوانات يتذكرون الأجسام بشكل أفضل عند توزيعها على جانبي مجال الرؤية. غير أن هذه الميزة تبقى محدودة، إذ لا يستطيع الدماغ سوى تتبع جسم واحد فقط في كل نصف بصري في الوقت نفسه.