NYT: أبناء ترامب في رحلة صفقات بالشرق الأوسط وأوروبا تنفع والدهم مباشرة
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
يتربح أولاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصب والدهم في ثلاث قارات مختلفة، فقد أمضى الابن الأكبر ترامب جونيور وإريك ترامب، الأسبوعين الماضيين في السفر حول العالم والإعلان عن الصفقات، وكثير منها سيعود بالنفع المالي على والدهم.
وجاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الأبناء الثلاثة "يندفعون إلى منافسة بينهما في أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط، ونحو المال الذي يشمل على مليارات الدولارات وبسوابق قليلة في التاريخ الأمريكي".
وأكد التقرير أن الصفقات شملت فندق راق في دبي وبرج سكني فخم في جدة، إضافة إلى شركتين متخصصتين في العملات المشفرة مقرهما في الولايات المتحدة وملعب غولف جديد ومجمع فلل في قطر وناد خاص جديد في واشنطن.
وقال إنه "في كثير من الحالات، فإن هذه الصفقات الجديدة التي تم الترويج لها خلال الأسبوع الماضي سوف تعود بالنفع ليس فقط على إريك ترامب ودونالد ترامب جونيور، بل وعلى الرئيس ترامب نفسه".
وجاء في الكتيب الخاص بفندق وبرج ترامب الدولي الجديد في دبي "تحدي كل شيء.. لا تتوقف عند أي شيء". وتبلغ كلفته مليار دولار ويتكون من 80 طابقا، حيث طرحت الوحدات للبيع لأول مرة بأسعار وصلت إلى 20 مليون دولار للوحدة وذلك بعد حفل ضخم أقيم في دبي الأسبوع الماضي لتكريم إريك ترامب والمشروع الجديد.
وتعلق الصحيفة أن ماراثون عقد الصفقات كان سريعا جدا لدرجة أن العديد من العناصر لم تثر انتباها كبيرا في الولايات المتحدة، مع أن الأخبار عنها موجودة في كل مكان.
ويرجع ذلك جزئيا إلى ظهور الأبناء أمام حشود من المتملقين في الغالب، ولأن الرئيس ترامب ومن عينهم ومستشاره الملياردير إيلون ماسك كانوا يتصدرون عناوين الأخبار.
وقال دوغلاس برينكلي، المؤرخ بجامعة رايس الذي كتب كتبا عن الرئيسين رونالد ريغان وجيرالد فورد، تناول فيها الصراعات المالية على المصالح التي ظهرت في فترة ولاية ترامب الثانية: "لا يوجد شيء مثل ذلك".
ويشارك ابنا ترامب في مجموعة واسعة من المشاريع التجارية العائلية. ويدير إريك ترامب، الابن الوسط للرئيس ترامب، "منظمة ترامب"، وهي الشركة العائلية الرئيسية، المتخصصة في العقارات. وهو أيضا عضو في مجلس إدارة شركة قابضة تشرف على"وورلد ليبرتي فايننشال"، وهي شركة التشفير العائلية، وانضم مؤخرا إلى شقيقه الأكبر، دونالد ترامب جونيور، لبدء عملية صك بيتكوين "أمريكان بيتيكون".
وقال البيت الأبيض إنه لا توجد أي مشاكل أخلاقية لأن أبناء ترامب هم الذين يديرون الأعمال التجارية.
وقالت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن "أصول الرئيس المالية موجودة في صندوق يديره أبناؤه" و"لا يوجد تضارب في المصالح".
وأشار الكشف المالي الذي يشترط القانون عليه تقديمه أنه لا يزال ينتفع ماليا من معظم هذه العمليات التجارية. وقال إريك ترامب إلى أن العديد من المشاريع التي يروجون لها، من العملات المشفرة إلى العقارات، كانت قيد التنفيذ قبل إعادة انتخاب والدهم.
وقال إريك ترامب في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز": "نحن نبني المشاريع الأكثر شهرة على وجه الأرض ونقود الطريق في الثورة الرقمية".
ورفض دونالد ترامب جونيور أي إشارة إلى أنه كان يتاجر باسم والده، قائلاً إنه كان رجل أعمال طوال حياته. ثم انتقد هانتر بايدن، الذي كان يبيع اللوحات الفنية عندما كان والده، جوزيف آر بايدن جونيور، رئيسا.
وفي بيان للصحيفة قال دونالد ترامب جونيور: "من المضحك أن تعتقد وسائل الإعلام اليسارية أنني يجب أن أحبس نفسي في غرفة معزولة بينما والدي هو الرئيس وأن أتوقف عن فعل ما كنت أفعله لأكثر من 25 عاما لكسب لقمة العيش وتوفير احتياجات أطفالي الخمسة"، و"مع ذلك، إذا فعلت ذلك أعتقد أنني أستطيع دائما أن أمارس الرسم، والذي سمعت أنه يمكن أن يكون مربحا جدا".
وفي الواقع، كان لأقارب رؤساء سابقين أعمالا تجارية أثارت اتهامات بتضارب في المصالح مثل بيلي كارتر (شقيق الرئيس جيمي كارتر) ونيل بوش (شقيق الرئيس جورج دبليو بوش)، إلى جانب هانتر بايدن. لكن ما يميز عمل نجلي ترامب هو أن العديد من هذه المشاريع، بما في ذلك صفقات العقارات وجهود التشفير، تحقق إيرادات تفيد الرئيس نفسه أيضا.
وخلال الأيام العشرة الماضية فقط، توقف دونالد ترامب الابن في هنغاريا ورومانيا وصربيا وبلغاريا في جولة لإلقاء كلمات مدفوعة الأجر أطلق عليها "رؤية ترامب للأعمال 2025"، والتي تضمنت أيضا زيارات لقادة حكومات أجنبية ومرشحين سياسيين.
وفي نفس الوقت تقريبا، كان إريك ترامب يتنقل بين قطر والإمارات وأماكن أخرى في الشرق الأوسط لدفع خطط العائلة في مجال العقارات والعملات المشفرة.
وظهرت هذه العروض في الوقت الذي كان فيه بعض شركاء دونالد ترامب الابن في الأعمال التجارية يطلقون في الوقت نفسه مشروعا تجاريا آخر في واشنطن من شأنه أن يستفيد من عودة والده إلى البيت الأبيض: وهو ناد يسمى الفرع التنفيذي.
ومن المقرر أن يفتتح الباب أمام العضوية في النادي الخاص، حيث تبلغ رسوم الاشتراك نصف مليون دولارا للشخص الواحد، بحلول هذا الصيف في جورج تاون في مطعم كبير ولكنه لم يعد موجودا، يدعى كلوب هاوس.
وسيضم الفندق حانتين وصالة ومطعم وقاعة اجتماعات، مما يعيد خلق الدور الذي كان يلعبه بهو فندق ترامب الدولي في واشنطن، حيث كان يجتمع المانحون وأتباع الرئيس حتى باعته العائلة بعد فترة ولاية ترامب الأولى.
ومن المرجح أن يمتلئ النادي قريبا بأصدقاء عائلة ترامب ومديري الأعمال وأعضاء إدارة ترامب، لكنه سيكون محظورا على الجمهور ومعظم العاملين في وسائل الإعلام.
وأقيم حفل ضخم في أواخر الشهر الماضي للاحتفال بإطلاق الفرع التنفيذي ــ بينما كان دونالد ترامب الابن في أوروبا، في فندق يقع على بعد مبنى واحد من البيت الأبيض. وكان من بين الحضور بام بوندي، النائبة العامة، وبول أتكينز، الرئيس الجديد لهيئة الأوراق المالية والبورصة.
ومن بين الأعضاء المؤسسين للنادي، اللذان باعا بالفعل العديد من أماكن العضوية وفقا للمنظمين، كاميرون وتايلر وينكلفوس، المسؤولين التنفيذيين في مجال العملات المشفرة، وهما من استهدفت لجنة الأوراق المالية والبورصات شركتهم "جيميني تراست"، حتى قام ترامب بتعيين قادة جدد للوكالة، أوقفوا في نيسان/أبريل الدعوى القضائية الفدرالية. ويعد جيف ميلر، أحد الأعضا المؤسسين للمجموعة وأحد أبرز جامعي التبرعات لصالح ترامب.
ويضم الملاك الآخرون في النادي الجديد، إلى جانب دونالد ترامب جونيور، زاك وأليكس ويتكوف، أبناء مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط وعوميد مالك، الذي يدير شركة 1789 كابيتال، وهي شركة رأس مال استثماري مقرها فلوريدا والتي عينت مؤخرا دونالد ترامب جونيور كمسؤول تنفيذي كبير.
كما اتجه إريك ترامب إلى الدوحة، عاصمة دولة قطر في يوم الأربعاء، حيث وقع مسؤول حكومي هناك اتفاقية مع شركة عقارية مقرها السعودية لبناء ملعب غولف جديد لترامب ومجمع فيلات فاخر، وهي شراكة من شأنها أن تجلب ملايين الدولارات من العلامات التجارية ورسوم الإدارة لعائلة ترامب.
ويعد هذا المشروع واحدا من ستة مشاريع عقارية مخطط لها حاليا في الشرق الأوسط، برعاية دار العالمية، الفرع الدولي لشركة عقارية مقرها السعودية وتتمتع بعلاقات وثيقة مع العائلة المالكة السعودية.
وتعمل على مشاريع أخرى في السعودية وسلطنة عمان ودبي. وقال إريك ترامب أثناء وجوده في دبي الأسبوع الماضي: "إنهم يصلون دائما إلى كلمة "نعم"، وهو أمر جميل"، مشيرا إلى أن الأمر استغرق شهرا واحدا فقط للحصول على التصاريح العقارية المطلوبة من الحكومة هناك. "إنهم يفعلون ذلك بسرعة".
وفي إحدى ندوات مؤتمر العملات المشفرة في دبي، جلس إريك ترامب بجوار زاك ويتكوف، أحد مؤسسي شركة عائلة ترامب للعملات المشفرة "وورلد ليبرتي فايننشال" وأعلن أن شركة استثمارية حكومية إماراتية ستستثمر 2 مليار دولار في العملات الرقمية، ويمكن أن تولد هذه الصفقة وحدها مئات الملايين من الدولارات من الإيرادات لعائلة ترامب وشركائها.
وكان دونالد ترامب جونيور قد بدأ قبل شقيقه في 25 نيسان/ أبريل حيث اتجه صوب بودابست وعقد لقاء قصيرا مع وزير الخارجية الهنغاري ثم حضر مأدبة عشاء مع رجال الأعمال، ثم توجه إلى صربيا حيث تخطط عائلته لبناء فندق هناك وعلى أرض تملكها الحكومة. والتقى مع الرئيس الصربي الكسندر فوشيك، ومن هناك سافر إلى بلغاريا لحضور مناسبة تتعلق بالعملات المشفرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة ترامب تضارب المصالح المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دونالد ترامب جونیور العملات المشفرة البیت الأبیض إریک ترامب العدید من فی دبی
إقرأ أيضاً:
بعد لقاء الشرع| ترامب يُثير التكهنات: هل يُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد؟
في لحظة حاسمة، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، حيث شارك في اللقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
مطالب ترامب من سورياوعلى هامش اللقاء، وجه الرئيس الأمريكي عددا من المطالب إلي نظيره السوري، بحسب ما ذكر البيت الأبيض، حيث تمثلت المطالب في التوقيع على اتفاقيات إبراهام مع إسرائيل، ومطالبة كل "الإرهابيين الأجانب" بمغادرة سوريا وكذلك مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة تنظيم "داعش" بالإضافة إلى تحمل المسؤولية الكاملة عن مراكز الاحتجاز التي تضم مسلحين من تنظيم "داعش".
وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان دونالد ترامب عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وهو القرار الذي شهد مباركة من رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، قائلا: “قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا يحظى بأهمية تاريخية”.
تطبيع العلاقات مع سورياوأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع وإمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا، بالإضافة إلى تأكيده على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، موجة من التساؤلات والتحليلات حول مستقبل المنطقة.
فتصريحات ترامب حول سوريا تحمل في طياتها تلميحًا إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه دمشق.
ترامب يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقةوتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، إنه بعد سنوات من القطيعة والعزلة، يثير ترامب احتمال إعادة النظر في العلاقات، وهو ما قد يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، ويؤثر على النفوذ الإيراني والروسي في سوريا.
أما بالنسبة للملف النووي الإيراني، فأوضح أستاذ القانون الدولي - في تصريحات حاصة - إن تأكيد ترامب على منع إيران من امتلاك السلاح النووي يعكس استمرار النهج المتشدد الذي تبنته إدارته السابقة.
وطرح الدكتور أيمن سلامة سؤال، قائلا: يبقى السؤال المطروح هو كيف سيتم تحقيق هذا الهدف؟، خاصة في ظل تعثر المفاوضات النووية وتصاعد التوترات في المنطقة.
رسائل متعددة الأطراف بشأن روسيا والنفوذ الإيرانيواختتم أستاذ القانون، مؤكدا أن تصريحات ترامب تحمل في طياتها رسائل متعددة الأطراف، بالإضافة إلى تأثيرها على سوريا وإيران، فإنها تؤثر أيضًا على علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها وخصومها في المنطقة. ويبقى أن نرى كيف ستتطور هذه التصريحات إلى سياسات عملية، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي الشرق أوسطي.