تايمز: ما الذي يتطلبه إحلال السلام في غزة؟
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
قال تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية إن فرص التوصل إلى سلام دائم في غزة لا تزال ضئيلة بسبب تمسك الأطراف المعنية بمواقفها المتشددة.
وأضاف أنه نظرا لغياب الثقة المتبادلة واستمرار القتال فإن احتمالات نجاح أي مبادرة لحل الأزمة في القطاع مرتبطة بمستوى الضغوط الدولية، خاصة من جانب الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: احتلال غزة تضحية بالأسرى وسنكون كالبط بميدان رمايةlist 2 of 2تلغراف: بريطانيا تستعد سرا لهجوم روسيend of listوأكد التقرير، بقلم مراسل الصحيفة بالشرق الأوسط سامر الأطرش، أن الحكومة الإسرائيلية غيّرت إستراتيجيتها من العمليات المؤقتة في غزة إلى احتلال طويل الأمد، مع نية فرض واقع أمني جديد يشمل إنشاء منطقة عازلة وتشريد سكان شمال القطاع، مما عده عقبة كبيرة أمام أي حل سياسي.
وذكر التقرير أن الهدف المعلن للجيش الإسرائيلي هو الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة بعد أن بدأت الحركة "تواجه تحديات داخلية بسبب تزايد الاستياء الشعبي وسط الجوع والتشرد"، مما قد يضعف قدرتها على الصمود.
ولفت إلى أن الحركة بدورها ترفض إطلاق سراح الأسرى دون تعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب، بينما تصر إسرائيل على خطتها باحتلال القطاع وتولي توزيع المساعدات الإنسانية في المنطقة وسط انتقادات منظمات إغاثية.
ويزيد الأمر تعقيدا، حسب التقرير، انقسام المجتمع الدولي حول الحل الأمثل للقضية، إذ يدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة الاحتلال، بينما ترفضها مصر والأردن بوصفها "تطهيرا عرقيا"، وتدعم دول عربية عدة -مثل قطر والسعودية- موقف مصر الرافض لسياسات التهجير القسري.
إعلانوذكر التقرير أن مصر تسعى إلى تمرير خطة منفصلة تركز على إعادة إعمار غزة وإقصاء حماس دون تهجير السكان، بالتنسيق مع دول عربية أخرى.
وأفاد بأن زيارة ترامب للسعودية وقطر الإمارات الأسبوع المقبل تمثل فرصة مهمة لإعادة إحياء محادثات السلام، خاصة أن هناك جوا من التفاؤل بين المسؤولين العرب بإمكانية استمالة ترامب ودفعه نحو الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل ستمنح مهلة قصيرة لحماس للإفراج عن الرهائن بالتزامن مع زيارة ترامب، مما قد يؤدي إلى انفراجة دبلوماسية، وسيطلق الجيش الإسرائيلي بعد ذلك عمليته العسكرية المسماة "عربات جدعون".
وخلص التقرير إلى أن الظروف التي حالت دون التوصل إلى هدنة دائمة لا تزال قائمة، فمن جانبها ترفض إسرائيل إنهاء الحرب طالما أن حماس لا تزال موجودة وصامدة، وترفض حماس تسليم الأسرى ما لم تتلقَ ضمانات بإنهاء الحرب من إسرائيل، ولن يتغير الأمر دون تدخل أميركي فعال يغير نهج إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ألاسكا على موعد مع التاريخ| ترامب يلوّح بالثروات وبوتين يتحدث عن السلام.. أوراق على طاولة القمة التاريخية
في خطوة تحمل مزيجًا من الترقب والجدل؛ تستعد الساحة السياسية العالمية لاستقبال قمة ألاسكا المرتقبة، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط تكهنات بأن اللقاء قد يفتح الباب أمام تغييرات كبيرة في مسار الحرب الأوكرانية، وربما يعيد رسم ملامح العلاقات بين واشنطن وموسكو.
فرص اقتصادية على الطاولةوكشفت صحيفة الـ"تليجراف" البريطانية، أن ترامب يدخل هذا الاجتماع وهو يحمل جعبة من "فرص الربح" التي قد تهم الكرملين، من بينها منح موسكو إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الغنية في ألاسكا، وخاصة المعادن النادرة؛ مقابل تشجيع بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
كما تشمل المقترحات، السماح لروسيا بالوصول إلى معادن أوكرانيا النادرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إضافة إلى تخفيف بعض العقوبات الأمريكية على قطاع الطيران الروسي، وهو ما قد يمثل متنفسًا اقتصادياً لموسكو في ظل القيود الغربية.
استعدادات أمريكية خلف الكواليسوزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، يعد أحد أبرز المسؤولين المشاركين في بلورة المقترحات قبل قمة ألاسكا، حيث يدرس حزمة من التنازلات الاقتصادية الممكنة؛ لتسريع الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مؤتمر صحفي أمس، صعّد ترامب من لهجته، محذرًا بوتين من "عواقب وخيمة" إذا لم يتجاوب مع مساعي إنهاء الحرب، معربًا عن رغبته في عقد اجتماع ثانٍ مباشر يجمعه مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذا حقق اللقاء الأول نتائج إيجابية.
تواصل دولي مكثف قبل القمةترامب عقد مؤخرًا قمة افتراضية مع زيلينسكي وقادة أوروبيين، بينهم رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزعيم المعارضة الألمانية فرايدريش ميرز، في إطار سلسلة اتصالات دبلوماسية سبقت لقاء ألاسكا.
وخلال هذه المداولات، أكد زيلينسكي أن ترامب يدعم فكرة منح أوكرانيا ضمانات أمنية قوية، وهو مطلب ظلت واشنطن تتجنب طرحه بشكل مباشر خلال الأشهر الماضية، على الرغم من كونه أولوية قصوى لكييف.
بينما تسعى أوكرانيا لضمانات أمريكية واضحة، تعمل دول أوروبية كالمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا على تشكيل قوة حفظ سلام من دون مشاركة عسكرية أمريكية مباشرة، لكنها تأمل في أن تقدم واشنطن دعمًا حاسمًا، خصوصًا في مجالات مثل الغطاء الجوي.
من جهته، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع في الكرملين للتحضير للقمة، بما وصفه بـ"الجهود النشطة والصادقة" التي تبذلها الولايات المتحدة لإنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا.
بوتين أوضح أن المفاوضات لا تقتصر على الأزمة الأوكرانية فقط، بل تمتد لتشمل إمكانية التوصل إلى اتفاقيات بشأن السيطرة على الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، وهو ما قد يشكل أساسًا لسلام طويل الأمد ليس فقط بين روسيا وأمريكا، بل في أوروبا والعالم بأسره.
تصريحات بوتين وترامب، إلى جانب التحركات المكثفة على مختلف المستويات، توحي بأن قمة ألاسكا قد تكون فرصة ذهبية لوضع أسس اتفاق شامل يضمن الاستقرار في أوكرانيا، ويعيد رسم التوازنات الجيوسياسية.
لكن المراقبين يحذرون من أن الخلافات العميقة بين موسكو وواشنطن، إلى جانب تعقيدات الميدان الأوكراني، قد تجعل من الصعب الوصول إلى حل دائم، ما لم تتوفر إرادة سياسية صلبة من جميع الأطراف.
قمة ألاسكا المقبلة ليست مجرد لقاء دبلوماسي عابر، بل محطة مفصلية قد تحدد شكل العلاقات الدولية في السنوات القادمة، فإذا نجح ترامب وبوتين في إيجاد أرضية مشتركة؛ قد نشهد بداية مرحلة جديدة من التعاون الحذر بين القوتين، أما إذا فشل اللقاء، فقد تدخل الحرب الأوكرانية فصلًا أكثر تعقيدًا، تتسع فيه رقعة المواجهة وتتعقد فرص الحل.