محللون لـ "الفجر": إسلام أباد كشفت قدراتها العسكرية الحقيقية أمام الهند
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، يبرز المشهد العسكري في جنوب آسيا أكثر تعقيدًا وخطورة من أي وقت مضى. فقد دخل البلدان في مرحلة جديدة من التصعيد، مع توجيه الهند ضربات جوية غير مسبوقة داخل العمق الباكستاني، ورد إسلام آباد برد عسكري أظهر تفوقًا واضحًا في سلاح الجو، وفقًا لمحللين سياسيين وعسكريين.
كشف المحلل السياسي الباكستاني جاويد رنا أن الهجمات الجوية التي شنتها الهند مؤخرًا داخل الأراضي الباكستانية تُعد الأولى من نوعها منذ خمسين عامًا، واستهدفت ستة مواقع على الأقل، معظمها منشآت دينية غير عسكرية، مثل المساجد والمدارس الدينية، وأسفرت الهجمات، حسب رنا، عن مقتل 26 شخصًا وإصابة 46 آخرين، فيما اعترفت الهند رسميًا بتنفيذها، وهو ما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط السياسية والشعبية الباكستانية.
في المقابل، ردت باكستان بعملية عسكرية مركزة على إقليم كشمير المتنازع عليه، حيث اخترقت 70 طائرة حربية هندية الأجواء الباكستانية، لتدخل في مواجهة مباشرة مع 30 طائرة باكستانية.
وأوضح رنا في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المعركة الجوية استمرت نحو ساعة كاملة، أسفرت عن إسقاط خمس مقاتلات هندية، بينها طائرات رافال فرنسية حديثة، إضافة إلى تدمير ثمانية مواقع عسكرية هندية داخل كشمير، بينها مقر فرقة عسكرية، وأسر عدد من الجنود الهنود.
وأضاف أن الهند اضطرت لاحقًا إلى رفع العلم الأبيض، في مشهد وثقته مقاطع مصورة على الجانب الباكستاني من كشمير، تعبيرًا عن رغبتها في وقف التصعيد العسكري، مؤكدًا أن الرد الباكستاني كان مدروسًا وشاملًا بهدف الحفاظ على التفوق الاستراتيجي، سواء عبر السيطرة الجوية أو تدمير البنية العسكرية الهندية.
من جانبها، شددت المحللة السياسية الباكستانية لبنى فرح على أن ميزان القوى الجوية يميل حاليًا لصالح باكستان، موضحة أن مقاتلات J-10C الباكستانية تتفوق على نظيرتها الرافال الهندية بفضل صواريخها ذات المدى الأطول والدقة الأعلى، إذ يبلغ مدى صواريخ الـJ-10C نحو 200 كيلومتر، مقارنة بـ150 كيلومترًا لصواريخ الرافال.
أضافت فرح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن القوات الجوية الباكستانية في أعلى درجات الجاهزية للرد على أي عدوان، وأن الرد سيكون قويًا وقد يُلحق بالهند خسائر جسيمة تفوق التوقعات.
وأشارت إلى أن مقاتلات JF-17 Thunder الباكستانية شهدت تطويرًا نوعيًا، وأصبحت قادرة على حمل أربعة صواريخ في الطلعة الواحدة، فضلًا عن التقدم الملموس في قدرات الطائرات دون طيار وتقنيات الحرب السيبرانية.
وأوضحت أن التفوق العسكري لا يُقاس فقط بحجم ميزانية الدفاع، بل يتطلب عقيدة قتالية راسخة وتدريبًا احترافيًا عالي المستوى، وهو ما جعل من باكستان وجهة لتدريب الطيارين من عدة دول حول العالم.
وختمت المحللة السياسية الباكستانية تصريحاتها بالتأكيد على أن العوامل البشرية والمعنوية، إلى جانب التقدم التكنولوجي، تمثل مفاتيح النصر الحقيقي في ميادين القتال، مشددة على أن باكستان أثبتت قدرتها على الحفاظ على تفوقها الجوي رغم كل التحديات الإقليمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: باكستان الهند التوترات التصعيد العسكري سلاح الجو إسلام آباد ضربات جوية كشمير مقاتلات J طائرات رافال معركة جوية التفوق العسكري الجيش الباكستاني الطائرات بدون طيار الحرب السيبرانية محللون سياسيون محللون عسكريون الفجر الرد الباكستاني الهجمات الهندية القدرات الدفاعية
إقرأ أيضاً:
حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع بين باكستان والهند؟
لا تُمارس السياسة نفوذها في أروقة الحكم فقط، بل تمتد بأذرعها إلى الفنون والإعلام، لتُعيد صياغة الوعي الجمعي وتوجّه الرأي العام. والصراعات، مهما كانت جغرافية المنشأ، لا تبقى حبيسة الحدود، بل تجد طريقها إلى الشاشات، لتُصبح جزءا من "حرب الرواية" التي تسعى كل أمة من خلالها إلى ترسيخ سرديتها الخاصة.
ينطبق هذا بشكل جلي على الصراع المستمر بين الهند وباكستان، الذي اندلع منذ ولادة الدولة الباكستانية عام 1947، مخلفا 3 حروب كبرى وعددا من المواجهات العسكرية. وعلى مدار العقود، لم تقتصر المواجهة بين الجارتين النوويتين على ميادين القتال فحسب، بل تسللت إلى تفاصيل الحياة اليومية، وكان للفن والسينما دور بارز في تأجيج الشعور القومي وتغذية الانقسام.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيلم "ريستارت".. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراءlist 2 of 2فيلم "المخطط الفينيقي".. كم تدفع لتصبح غنيا؟end of listوكثيرا ما كانت آلة الإعلام موازية لآلة الحرب في الصراعات بين أي بلدين، وينعكس ذلك في الفن والسينما، فالفيلم ليس مجرد قصة، بل خطاب سياسي مموه، ينقل العداء القومي تحت قناع الدراما، ويعيد تعريف الهوية ووضع الحقائق في السياق الذي يخدم صناع السياسة.
من بوليود (صناعة الأفلام الهندية) إلى لوليود (صناعة الأفلام الباكستانية)، كان الصراع الباكستاني الهندي حاضرا في صناعة الأفلام، إذ لا يتوقف هذا الصراع، بل يواصل تجذره في اللاوعي الجماعي من خلال الأفلام والسينما.
ولم يتوقف الصراع عند تشويه الطرف الآخر، بل وصل إلى تبادل حظر الأعمال الفنية في كلا البلدين، فمنذ عام 1965 الذي شهد الحرب الثانية بين البلدين، بدأ مسلسل حظر الأعمال الفنية، فقد كانت تحظر الهند المحتوى الفني الباكستاني، وتقابله باكستان بنفس الإجراء.
وأحدث موجات الحظر المتبادل بين البلدين كانت الشهر الماضي في ظل التوتر العسكري بين البلدين -والذي انتهى في العاشر من مايو/أيار الماضي بعد التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار- حيث حظرت الهند المحتوى الباكستاني. وكانت باكستان قد حظرت المحتوى الهندي منذ عام 2019 بعد أحداث بالاكوت في كشمير وإجراء مماثل من الجانب الهندي. كما شهد عام 2016 أيضا موجة حظر بعد اشتباكات متبادلة على خط السيطرة في كشمير.
إعلان السينما مرآة الصراعيؤكد صانع الأفلام ووزير الثقافة الباكستاني الأسبق، جمال شاه، أن السينما لطالما كانت مرآة تعكس التوترات والتناقضات التي تشوب العلاقة بين الهند وباكستان. ويقول في حديثه لـ"الجزيرة نت": "لم يكن انفصال باكستان عن الهند حدثا سهل القبول لدى الجميع، فقد خلّف وراءه قضايا عالقة، أبرزها ملف كشمير، إلى جانب مشكلات أخرى لم تُحل. ولهذا، كانت السينما وسيلة فعالة في التعبير عن تلك التناقضات المتجذرة بين الجارتين".
ويتابع شاه، الذي يرأس حاليا مركز طريق الحرير الثقافي في إسلام آباد، قائلا: "في بداياتها، لم تكن السينما ذات طابع دعائي، بل كانت أقرب إلى الفن الخالص، تُعنى بالثقافة والترفيه. لكن مع تعقّد العلاقات بين البلدين، بدأت الأفلام، خاصة في الهند، تتبنى خطابا أكثر سياسية، يعكس التوترات القائمة، وينقل رسائل تتعلق بالقضايا الخلافية بين الدولتين".
ويشير جمال شاه إلى أن نسبة كبيرة من الإنتاج السينمائي في بوليود تتبنى خطابا معاديا لباكستان، موضحا: "إذا ألقينا نظرة على السينما الهندية، سنجد أن ما بين 30 إلى 35% من أفلامها تحمل رسائل سلبية تجاه باكستان، وغالبا ما تربطها بالإرهاب أو التطرف، في محاولة لتشويه سمعتها أمام العالم".
ويضيف أن هذه الأعمال تتعمد تقديم الشخصيات الباكستانية أو المسلمة -حتى وإن كانت هندية- بطريقة نمطية ومبالغ فيها، تظهرهم كأنهم أشرار يتحدثون بلهجات مصطنعة وسلوكيات مشوهة، بعيدا عن الواقع الثقافي والاجتماعي لهؤلاء. ويؤكد أن السينما الباكستانية بدورها لم تكن بمنأى عن هذا التوجه، إذ لجأت في أحيان كثيرة إلى تقديم الشخصيات الهندية على نحو سلبي، في تبادل سردي يعزز العداء ويهمش الحقيقة المشتركة بين الشعبين.
من جانبه، يرى صانع الأفلام والمخرج رافع محمود أن هذا الخطاب السينمائي أصبح أكثر وضوحا في عهد حكومة ناريندرا مودي، حيث تحولت بوليود، حسب وصفه، إلى منصة لإنتاج أفلام دعائية تخدم توجهات سياسية معينة. ويقول: "بات من المعتاد أن يظهر في كل عدة أفلام شخصية "الشرير الباكستاني"، أو يتم تشويه صورة المسلمين، خاصة في الأعمال التي تعرض على منصات البث الرقمي، وكأننا أمام سينما دولة تمارس التمييز على أسس عرقية ودينية.
وأضاف رافع محمود في حديث للجزيرة نت: "بسبب كل هذه الدعاية الهندية المستمرة من خلال بوليود، أشعر أن الجمهور الهندي بدأ يرى الباكستانيين من خلال عدسة بوليود". ويتابع: في عهد مودي الأخير، استخدمت السينما كسلاح في الهند، وعلى سبيل المثال تدور العديد من أفلام أكشاي كومار وهريثيك روشان حول هزيمة باكستان.
ويعتقد محمود أن باكستان لم تكن تنتج أفلاما كافية للدعاية، وخاصة الدعاية الحربية ضد الهند، حتى إن ذلك تضاءل نوعا ما منذ أن أصبح لباكستان أعداء كثر على مستوى الجماعات المسلحة داخل باكستان. ويؤكد رافع، أن باكستان لم تستخدم السينما كوسيلة صراع ضد الهند، لكن الهند استخدمتها باستمرار.
تفوق هنديالمتابع لقطاعي السينما في كلا البلدين، يلاحظ بشكل واضح أن السينما وصناعة الأفلام الهندية تتفوق على نظيرتها الباكستانية بمراحل، لعدة عوامل، أهمها الميزانيات الضخمة وانتشار السينمات بشكل كبير في الهند، والدعم الحكومي.
وفيما يتعلق بالأفلام ذات الطابع السياسي، يقول جمال شاه: "في باكستان، نعم، أنتجنا أيضا بعض الأفلام، لكنها كانت سيئة للغاية مقارنة بالأفلام الهندية، ذات الميزانيات الضخمة، والتي بدت أكثر إقناعا، لكنها لم تكن مبنية على الحقيقة والواقع، لأنها حاولت تنميط الباكستانيين أو المسلمين".
إعلانويشير جمال شاه إلى التراجع الحاد الذي تشهده صناعة السينما الباكستانية، بالمقارنة مع جارتها الهند، قائلا إن القطاع يكاد يكون "معدوما" حاليا، رغم الكثافة السكانية الكبيرة في البلاد. ويوضح أن باكستان لا تمتلك سوى نحو 140 إلى 150 دار عرض فقط، في حين تضم الهند ما يقدر بين 40 إلى 50 ألف دار سينما، ما يعكس الفجوة الهائلة في البنية التحتية والدعم المؤسسي.
ويرى شاه أن أحد أهم أسباب ازدهار السينما الهندية هو الدعم الحكومي المتواصل. ويقول: "في الهند، يمكن لصانعي الأفلام الحصول على قروض من البنوك لتمويل مشاريعهم، في حين يفتقر صناع السينما في باكستان إلى مثل هذا الدعم المالي والمؤسسي".
ويؤكد أن النهوض بالسينما الباكستانية يتطلب استثمارات حكومية كبيرة، ويقدّر أن البلاد بحاجة إلى ما لا يقل عن 3 آلاف دار سينما لتتمكن من بناء صناعة قوية ومستدامة.
من جانبه، يعتقد المخرج رافع محمود أن آخر فترة ازدهار حقيقية للسينما الباكستانية كانت بين أواخر العقد الأول من الألفية وحتى عامي 2017-2018، مشيرا إلى أن أحد أبرز أسباب هذا الانتعاش المؤقت كان السماح بعرض أفلام بوليود في دور السينما الباكستانية، ما ساهم في جذب الجمهور وتنشيط السوق.
تأثير التوتر الأخيررغم الخلاف الجيوسياسي بين باكستان والهند، إلا أن التقارب الثقافي والعرقي بين البلدين، خلق تبادلا ثقافيا وفنيا بينهما، حيث إن الأفلام والأغاني الهندية رائجة جدا في باكستان وكذلك الأعمال الفنية الباكستانية رائجة في الهند، وهو ما يثير التساؤل حول مستقبل هذا التبادل الثقافي والفني في ظل دمج السياسة في الأعمال الفنية.
وفي هذا السياق، عبّر جمال شاه عن خوفه، من أن التوتر الأخير بين البلدين، سيكون له تأثير كبير على قبول الشعب الباكستاني للأفلام الهندية وأيضا أن يكون له تأثير على التبادل الثقافي والفني في الأدب والأغاني والمسرحيات والأفلام.
ويتوقع شاه أن الشعب الباكستاني سيرفض المحتوى الهندي بشكل عام لأن المشاعر السائدة معادية لباكستان، ومعادية للمسلمين، حيث سيكون التأثير على جاذبية المحتوى للمشاهد.
من جهته يعتقد رافع محمود أن الأفلام التي تعرض في باكستان ستحقق نجاحا أكبر بكثير، لأن هناك شعورا ليس فقط بالوطنية، بل أيضا بملكية الجمهور لكل ما هو باكستاني، ويتابع قائلا إن الهند قد قدمت خدمة جليلة لصناعة السينما الباكستانية وللصناعة الإبداعية في باكستان.
وقال محمود إنه يوجه تقديره لكل الذين حاولوا إنجاز أعمال فنية مشتركة بين ممثلين باكستانيين وهنود، لكن يستطرد قائلا، إنه يشعر أن عرض الأفلام الهندية في باكستان سيُمثل إهانة كبيرة للبلاد، لا سيما "كيف تنمرت علينا الهند وعاملتنا وشوّهت صورة المسلمين حول العالم من خلال إعلامها".
فيما يلي نستعرض أبرز الأفلام الباكستانية والهندية التي عكست الصراع بين البلدين:
الأفلام الباكستانية: "قلب الأسد" (Sherdil)يروي قصة طيار مقاتل باكستاني وهو حفيد طيار قُتل في مواجهات جوية مع الهند، يحقق حلمه في الالتحاق بأكاديمية القوات الجوية الباكستانية، حيث يواجه طيارين هنود في سياق تصعيدات جوية بين البلدين.
"الحرية" (Azaadi)فيلم إثارة وحرب يركّز على صراع كشمير، حيث يجسد دور رجل كشميري يكرس حياته للنضال والحرية في كشمير، ويعلم ذلك للأجيال الصغيرة.
"الهجوم" (Yalghaar)يستند الفيلم إلى قصة حقيقية حول عملية عسكرية ضد الإرهاب في منطقة سوات بإقليم خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان، ويشير الفيلم ضمنيا إلى دعم خارجي من الهند. وقد ساعد الجناح الإعلامي للجيش في إنتاج الفيلم.
"الشهيد غازي" (Ghazi Shaheed)فيلم درامي وإثارة يتحدث عن فقدان الغواصة البحرية الباكستانية "غازي" في خليج البنغال، في ديسمبر/كانون الثاني 1971.
إعلان الأفلام الهندية "أوري: الضربة الجراحية" (Uri: The Surgical Strike)فيلم أكشن مستوحى من الهجوم المسلح (أوري) عام 2016 على كشمير، حيث يتناول الفيلم رد الهند عبر "ضربة جراحية" ضد "المعسكرات الإرهابية" في الشطر الباكستاني من كشمير.
"راضية" (Raazi)يتحدث الفيلم عن قصة حقيقية لفتاة هندية تعمل في جهاز الاستخبارات الهندي وتتزوج من ضابط باكستاني لتتجسس لصالح الهند في حرب 1971.
"حدود" (Border)تدور أحداث الفيلم خلال الحرب الهندية الباكستانية عام 1971، وهو مستوحى من أحداث معركة لونجوالا (1971).
"خط السيطرة: كارجيل" (LOC: Kargil)يروي قصة معركة كارجيل عام 1999 بين الهند وباكستان.