«قمة التقنيات الناشئة» تؤسس لمرحلة جديدة في حوكمة التكنولوجيا عالمياً
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
اختتمت قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 في أبوظبي، فعالياتها بالتأكيد على أهمية إقامة علاقات تعاون عالمية قوية لحوكمة التقنيات التي تعيد رسم ملامح المجتمع.
وشهدت القمة التي نظمها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة ضمن شراكة استراتيجية مع النيابة العامة الاتحادية في دولة الإمارات، مشاركة أبرز صنّاع السياسات وخبراء القانون والتكنولوجيا والأكاديميين والقادة الشباب من أكثر من 20 دولة.
وأُقيمت القمة على مدار يومين برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، حيث شكلت منصة لتبادل المعرفة حول نقاط التلاقي بين القانون والابتكار والسياسة العامة.
وشارك أكثر من 70 شخصاً في الجلسات الحوارية التي تناولت الحاجة المتنامية لمواءمة التقنيات الناشئة مع المعايير الأخلاقية وهياكل الحوكمة، التي تتميز بتقدمها وشموليتها وتوافقها مع السياق العالمي.
وشكّلت الشراكة الاستراتيجية للنيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة ركيزة أساسية في صياغة رؤية القمة وتحقيق أهدافها.
ومن موقعها كمؤسسة رائدة في ترسيخ سيادة القانون، كان لها دور محوري في إثراء النقاشات حول النزاهة والمساءلة القانونية، إلى جانب دعمها المستمر لتبني الابتكار وتطوير منظومة العدالة.
قال معالي فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: «تعكس القمة طموح دولة الإمارات لقيادة المشهد التقني ورسم ملامح حوكمته».
وأضاف: «نفخر بنجاحنا في استقطاب مجموعة واسعة من الحضور ما ساهم في تنوع وجهات النظر، ويسرنا ما شهدته القمة من عقد جلسات حوارية هادفة من شأنها وضع سياسات وأنظمة نعتمد عليها في المستقبل».
وأسهمت الشراكة الاستراتيجية للنيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في القمة بدور جوهري في تعزيز الحوار حول سيادة القانون، والشفافية، والمساءلة المؤسسية.
وأبرزت قيادتها أهمية تطوير أنظمة العدالة بما يواكب التقدم التكنولوجي، مع الحفاظ على ثقة المجتمع وضمان فاعلية المؤسسات القانونية في المستقبل.
وكانت القمة افتتحت فعالياتها برسالة واضحة مفادها ارتباط الابتكار الوثيق بالحوكمة، وسلطت الضوء على مسؤولية الحكومات وقادة القطاع لتطوير مبادئ وسياسات وبنى تحتية تحمي الحقوق وتدعم التقدم والتطور في ظل تسارع وتيرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والويب 3 عالمياً.
وضمت الأجندة العديد من المواضيع حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، وتدفق البيانات العابر للحدود، والمحتوى الاصطناعي والتزييف العميق، وأنظمة الهوية الرقمية، والأمن الكمي، واستخدام الأنظمة المستقلة في الدفاع المدني.
وجاء إطلاق النيابة العامة الاتحادية في دولة الإمارات لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025-2030 من أبرز إنجازات الفعالية، حيث تعتمد هذه الاستراتيجية منهجية سباقة قائمة على القيم لدمج الذكاء الاصطناعي في المنظومة القضائية للدولة. وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز الوصول إلى العدالة، وتقليل الوقت اللازم لحل القضايا، وبناء نظام قانوني قادر على توقع التحديات بدلاً من مجرد الاستجابة لها. ويعزز هذا الإعلان مكانة دولة الإمارات في طليعة الابتكار القانوني على مستوى العالم، مما يسلط الضوء على التزامها بالاستفادة من التكنولوجيا الناشئة دون المساس بالنزاهة الأخلاقية أو العملياتية.
من جانبه، قال معالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد: «إن الاستراتيجية التي أطلقناها هي إعلانٌ عن عزمنا للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في خدمة العدالة بالاعتماد على الشفافية والكفاءة والأخلاق، حيث يتعلق الأمر ببناء منظومة قانونية متطورة قادرة على استباق التحديات، وصون الحقوق، وتحقيق العدالة بكفاءة للجميع. وفي السياق ذاته، أكدت هذه القمة أن الحوار الدولي لم يعد ترفاً، بل ضرورة أساسية في عالم متسارع. فلا يمكن رسم ملامح المستقبل دون التعاون العالمي، وتفخر دولة الإمارات العربية المتحدة باحتضان هذا المنبر الدولي، وبالشراكة مع مختلف الدول لصياغة أطر حوكمة تُعزز الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيا».
اتفاقيات
شهدت القمة توقيع اتفاقيتي تعاون، الأولى بين مركز تريندز للبحوث والاستشارات وشركة «إكس هب»، والثانية بين النيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، بما يعكس التزام الأطراف المعنية بتعزيز الشراكات المعرفية والتكنولوجية في مجالات البحث والعدالة والابتكار.
وضمت قائمة المتحدثين كلاً من معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، ومعالي مريم بنت أحمد الحمادي، وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، وتشانغ بينغ تشاو، مؤسس منصة بينانس، والدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، والدكتور محمد عبيد الكعبي، رئيس دائرة القضاء بإمارة الشارقة، كما شهدت الجلسات الحوارية مشاركة مجالس الشباب من دبي والفجيرة وأم القيوين والظفرة، وقدمت آراء وتحليلات حول مستقبل الإلمام بالذكاء الاصطناعي وصناعة السياسات بين الأجيال.
وتلقت قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 دعماً من الشركاء المحليين والعالميين، بما في ذلك معهد الابتكار التكنولوجي، وشركة أسباير، ومؤسسة تريندز للبحوث والاستشارات، ووكالة الإمارات للفضاء، ومجلس الأمن السيبراني، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إلى جانب العديد من المؤسسات الرائدة مثل مايكروسوفت، وسيسكو، وهانيويل، وبي بي، وبايت بلس، وبرايس، ووترهاوس كوبرز، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والإنتربول، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وكان لدورهم تأثير بالغ في نجاح القمة، حيث ساهموا بشكل فعّال في تعزيز قيمة التعاون بين القطاعات المختلفة في مجال حوكمة التكنولوجيا الناشئة.
واختتمت قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025 فعالياتها بالتأكيد المشترك على أهمية حوكمة التقنيات الناشئة في الوقت الحاضر. وأرست القمة الركيزة الأساسية للتعاون المستمر بين الدول والمؤسسات والقطاعات في ظل التطور السريع للواقع الرقمي حول العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قمة حوكمة التقنيات الناشئة التكنولوجيا أبوظبي الإمارات منصور بن زايد دولة الإمارات العربیة المتحدة حوکمة التقنیات الناشئة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الإمارات ترحب بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
متابعات: «الخليج»
رحبت دولة الإمارات بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة إسرائيل، معربةً عن أملها في أن يُشكل هذا التطور خطوة نحو خفض التصعيد وتهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي.
تنسيق فاعلوثمّنت وزارة الخارجية، في بيان لها، الجهود الدبلوماسية التي بذلها دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، والدور البنّاء الذي اضطلع به الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة في تيسير الوصول إلى هذا الاتفاق، مؤكدةً أهمية استمرار التنسيق الفاعل لمنع المزيد من التصعيد، وتفادي تداعياته الإنسانية والأمنية في المنطقة.
ضبط النفسوأكّدت دولة الإمارات موقفها الثابت الداعي إلى ضرورة ضبط النفس وتغليب الحلول السياسية والحوار، وتجنيب المنطقة المزيد من الصراعات التي تُعرقل فرص التنمية وتُهدد أمن شعوبها.
وجددت الدولة التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إرساء دعائم السلام وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.