نحن، أبناء الجالية السودانية بإمارة أبوظبي نُعبر عن أسفنا العميق، وإدانتنا الكاملة، ورفضنا المطلق، واستنكارنا التام للقرار الذي أصدرته في 6 مايو 2025، سلطة الأمر الواقع غير الشرعية في بورتسودان، والمتعلق بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وسحب كل من سفارة السودان في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي.


إن هذا القرار المُشين، الذي لم يراعِ أبسط قواعد العمل الدبلوماسي الرشيد، واتخذته سلطة تفتقر إلى الشرعية ولا تمثل السودان وشعبه، بل تمثل طرفاً في هذه الحرب وما أفضت إليه من إراقة لدماء السودانيين وخراب للوطن وتشريد الملايين من أهله، أصابنا بالحرج كجالية سودانية، واستدعى منا وقفة عقلانية ومسؤولة لإصدار هذا البيان، الذي نعلن من خلاله الآتي:
أولاً:، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادته الرشيدة، كانت ولا تزال داعمًا أساسيًا للسودان؛ قدمت المساعدات الإنسانية والاقتصادية، وشاركت بفعالية في المبادرات الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار والسلام في بلادنا.
ثانيا:لقد أراد هذا القرار الخاطئ قطع الطريق على العلاقات التاريخية بين السودان ودولة الإمارات؛ وهي علاقات تاريخية حميمة ضاربة في جذور الأرض وتمثل نموذجاً للعلاقات بين الدول الصديقة والشقيقة، وقد غذتها صلات طيبة في شتى مناحي الحياة وروتها مياه عزيزة من المودة والتعاون الوثيق المثمر والمصالح المشتركة على كافة المستويات الرسمية والشعبية عبر سنوات طوال زادت هذه العلاقات قوة ومتانة، أن العلاقة بين الشعبين تجسد مقولة «شعب واحد ونبض واحد».
ثالثًا: إننا في الجالية السودانية نؤمن بأن العلاقات الدولية تُبنى على الاحترام المتبادل والحوار، لا على المهاترات والاتهامات التي تفتقر إلى المصداقية، ولا تستند إلى مسوغات
رابعا: علاوة على السودانيين المقيمين في دولة الإمارات منذ عشرات السنين فقد لجأ إليها مؤخراً بسبب الحرب مئات الآلاف من السودانيين؛ فاستقبلتهم دولة الإمارات بالإيواء والدواء وأسباب الحياة، ويريد هذا القرار المشين إغلاق أبواب الرعاية الإنسانية التي تتطلبها أوضاع السودانيين بعد هذه الحرب التي قطعت مسيرة حياتهم وشردت أبناءهم وبناتهم.
خامسا: نتقدم بالتقدير والشكر والإجلال لدولة الإمارات العربية المتحدة، حكومة رشيدةً وشعبًا ونؤكد بأن علاقات السودان بدولة الإمارات العربية المتحدة ستظل باقية تزداد متانة عنواناً للمحبة والإخاء وتجسيداً للعلاقات الراسخة التي لا تقوى على زعزعتها نوازع الشر والنوايا الخبيثة لمثيري الفتن وأعداء الحياة
ختامًا، نسأل الله عز وجل أن يعيد الأمن والسلام إلى بلادنا، فالشعب السوداني يستحق العدل والسلام، ويحتاج إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار، وتدفقٍ غير معوَّق للمساعدات الإنسانية، وعملية سياسية ذات مصداقية.
حفظ الله السودان وأهله، وسدد خطى كل من يعمل بصدق وإخلاص من أجل أمنه واستقراره وازدهاره.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة

إقرأ أيضاً:

السودان يواجه كارثة «الكوليرا».. أكثر من 2300 إصابة جديدة و21 وفاة في يوم واحد

أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 2345 إصابة جديدة بمرض الكوليرا، بينها 21 حالة وفاة، ليصل إجمالي الإصابات إلى 96,681 حالة منذ أغسطس 2024، فيما بلغ عدد الوفيات 2408 في جميع الولايات السودانية البالغ عددها 18 ولاية.

وجاءت غالبية الإصابات في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور غرب السودان، حيث يواجه سكان الولاية أوضاعًا إنسانية صعبة تتفاقم بفعل النزاع المستمر وانتشار الكوليرا.

وفي ولاية شمال كردفان، أدت الأوضاع الأمنية المتدهورة إلى نزوح آلاف السكان نحو مدينة الأبيض عاصمة الولاية، التي تستقبل أعدادًا كبيرة من النازحين، بينهم أكثر من 600 أسرة ونحو 30 ألف شخص من قرى شمال بارا وأطرافها، وفق ما أفاد مفوض العون الإنساني بالولاية محمد إسماعيل.

وأشار إسماعيل إلى استمرار تدفق النازحين من مناطق الخوي وجنوب الأبيض وبارا، في ظل غياب الأنشطة العسكرية في القرى المستهدفة. كما ذكرت مصادر محلية نزوح سكان قرية أم زين، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً شرقي الأبيض، مشياً على الأقدام أو عبر الدواب، هرباً من تفاقم الأوضاع.

يونيسف تحذر من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أطفال السودان

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من تدهور متسارع وغير مسبوق في الأوضاع الإنسانية في السودان، مع تركيز خاص على معاناة الأطفال الذين يواجهون الجوع، المرض، والعنف، في ظل نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الغذاء، الرعاية الصحية، والمياه النظيفة.

وقال شيلدون يت، ممثل “يونيسف” في السودان، إن الوضع يزداد سوءًا بسرعة تهدد حياة ملايين الأطفال، مشيرًا إلى أن حرمانهم من أبسط ضروريات الحياة يعرضهم لخطر كارثي قد يؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها لجيل كامل.

وأكد أن المشكلة ليست في نقص الموارد، بل في فشل المجتمع الدولي في التحرك العاجل والحاسم.

وتأتي هذه التحذيرات عقب زيارة ممثل المنظمة لولايتي الجزيرة والخرطوم، اللتين استعادتهما القوات الحكومية من قوات الدعم السريع، حيث خلفت الأخيرة دمارًا واسعًا في البنية التحتية المدنية، ما أثر بشكل كبير على الخدمات الأساسية.

وأظهر تقييم أممي صادر في 12 يوليو ارتفاعًا هائلًا في حالات سوء التغذية الحاد الوخيم، بنسبة 174% في الخرطوم، و683% في ولاية الجزيرة، بالرغم من تحسن نسبي في الوضع الأمني وفتح بعض سبل الوصول الإنساني.

الإمارات ترفض مزاعم سلطة بورتسودان وتعتبرها مناورات هزيلة لتبرير فشل جهود السلام

أعلنت دولة الإمارات رفضها القاطع للاتهامات التي صدرت عن سلطة بورتسودان، والتي تزعم تورط أبو ظبي في النزاع الدائر في السودان من خلال دعم جهات مسلحة.

ووصفت الإمارات هذه الادعاءات بأنها مناورات إعلامية هزيلة تهدف إلى صرف الانتباه عن مسؤولية السلطة المباشرة في استمرار الحرب الأهلية التي تجاوزت عامين، وإفشال جهود السلام الإقليمية والدولية.

وأوضحت الإمارات أن هذه المزاعم تفتقر لأي دليل، مؤكدة أن قرارات وآليات دولية، منها حكم محكمة العدل الدولية الذي رفض الدعوى المقدمة من سلطة بورتسودان ضد الإمارات، بالإضافة إلى تقرير فريق الخبراء الدولي، لم تشر إلى أي دليل يدين أبو ظبي.

وأكدت أبو ظبي أن سلطة بورتسودان لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان ولا تعبر عن إرادة شعبه، ودعت المجتمع الدولي لتعزيز دعم العملية السياسية بقيادة مدنية بعيدة عن الصراعات المسلحة.

وشددت الإمارات على أن الاتهامات الموجهة لها تهدف إلى عرقلة مسار السلام والتنصل من المسؤوليات الأخلاقية والقانونية والإنسانية لإنهاء النزاع، مؤكدة التزامها الكامل بدعم وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، والعمل مع شركائها لإيجاد حل شامل ومستدام يضمن استقرار السودان وأمنه.

البرهان يؤكد استمرار المعارك في الخرطوم والفاشر ضد قوات الدعم السريع

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، أن الخرطوم شهدت معارك كبيرة، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع لم تغادر المدينة بسهولة.

وقال في كلمة له إن الجيش قدم عشرات آلاف الشهداء في سبيل استعادة الخرطوم، مؤكداً ضرورة تقديم الخدمات الأمنية للمواطنين والعمل على إخلاء العاصمة من مظاهر فوضى انتشار السلاح.

وأضاف البرهان أن المعارك في مناطق الفاشر وكردفان لا تزال مستمرة حتى طرد التمرد، مشددًا على أن المواجهات ضد ميليشيا الدعم السريع مستمرة بهدف إعادة النازحين إلى منازلهم.

وشدد على دور الشرطة كشريك أساسي في بناء الدولة والحفاظ على مقدراتها، معلناً توجيهه بضبط حمل السلاح في الخرطوم.

وتشهد السودان حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت في 15 أبريل 2023، وأثرت بشكل كبير على الخدمات والأوضاع المعيشية، مع تفاقم أزمة النزوح داخلياً وخارجياً، في ظل فشل الوساطات العربية والأفريقية والدولية في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • وزيرة خارجية فلسطين تحضّر للقمة الروسية العربية وتعول على مخرجاتها
  • الكرملين حول زيارة بن زايد: مواقف روسيا والإمارات تتطابق بشأن معظم القضايا الراهنة عالميا وإقليميا
  • الإمارات تشارك باكستان الاحتفال بـ«يوم الاستقلال» في 10 أغسطس
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان” ترفض ادعاءات “بورتسودان”.. وتدعو المجتمع الدولي لتكثيف جهوده لحماية المدنيين ووقف الإفلات من العقاب
  • برلمانية: العلاقات المصرية السودانية تاريخية.. ومصر حريصة على تجاوز أزمة الأشقاء بسلام
  • الإمارات تشارك باكستان الاحتفال بـ”يوم الاستقلال” في 10 أغسطس
  • تصعيد خطير بين السودان والإمارات.. الجيش يدمر طائرة تقل مرتزقة كولومبيين في نيالا
  • الإمارات تمنع الطائرات السودانية من الهبوط في مطاراتها
  • السودان يواجه كارثة «الكوليرا».. أكثر من 2300 إصابة جديدة و21 وفاة في يوم واحد
  • حل الدولتين والهروب إلى الأمام!