هنّأ رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، يوم السبت، شعبه بما وصفه بـ"الانتصار" على الهند، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين حيّز التنفيذ، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي خطاب متلفز وجّهه إلى الأمة، أكّد شريف أن هذا "الانتصار" لا يُحسب فقط للمؤسسة العسكرية، بل للشعب الباكستاني بأسره، مضيفًا أن "التاريخ سيسجل كيف تمكّنت القوات المسلحة والمقاتلات الباكستانية من إسكات الجيش الهندي في غضون ساعات".

وخصّ شريف بالشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الدور الذي لعبه في التوسط بين الطرفين، مبدياً تقديره للجهود الدبلوماسية التي بذلتها واشنطن. كما عبّر عن امتنانه "للدول الصديقة التي ساندت جهود السلام"، مشيدًا بشكل خاص بالصين، التي قال إنها "وقفت دائمًا إلى جانب باكستان في أحلك الظروف".

وشدّد شريف في خطابه على ضرورة اغتنام هذه اللحظة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجارة الهند، داعيًا إلى "حوار جاد وشامل" لحل القضايا العالقة بين البلدين، وفي مقدّمتها ملف تقاسم موارد المياه، إضافة إلى أزمة إقليم كشمير، الذي يُعد بؤرة التوتر الرئيسية منذ عقود. وقال: "السلام المستدام لا يمكن أن يتحقق دون معالجة هذه الملفات بروح من التفاهم والواقعية".

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من التصعيد الحاد الذي اندلع عقب هجوم مسلح وقع في 22 أبريل داخل كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من السياح القادمين من الهند.

وقد وجّهت نيودلهي أصابع الاتهام إلى إسلام آباد بالضلوع في الحادث، وهو ما نفته الأخيرة، مؤكدةً عدم علاقتها بأي جماعات ضالعة في الهجوم. وردًا على ذلك، أعلنت الهند بشكل أحادي إلغاء معاهدة مياه السند، التي تنظّم توزيع المياه بين الدولتين، في خطوة أثارت قلقًا إقليميًا ودوليًا.

طباعة شارك شهباز شريف باكستان الهند باكستان والهند الهند وباكستان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شهباز شريف باكستان الهند باكستان والهند الهند وباكستان

إقرأ أيضاً:

زرداري: كانت لدينا بضع ثوان فقط لنقرر ما إذا كان الصاروخ الذي نشرته الهند نوويا

تحدث وزير خارجية باكستان السابق بيلاوال بوتو زرداري، لصحيفة "تايمز" البريطانية باستفاضة عن الصراع بين بلاده والهند، والذي تصاعد كثيرا خلال الشهرين الماضيين.

وأجرت اللقاء كريستينا لامب كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية بالصحيفة، وتناول الصراع بين باكستان والهند، والذي بلغ ذروته في تبادل الهجمات بين القوتين النوويتين في منطقة جنوب آسيا عقب هجوم "إرهابي" على سياح محليين في إقليم جامو وكشمير في أبريل/نيسان الماضي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إيطالية: هدوء إيران ليس سلاما وعلى إسرائيل الاستعداد لما هو أخطرlist 2 of 2نيوزويك: 7 خيارات للرد الإيراني بعد الهجمات الأميركيةend of list

وعلى الرغم من أن باكستان ذكرت أن الدولتين تجنبتا بشق الأنفس الحرب الشاملة بعد تدخل الولايات المتحدة، فإن الصحيفة البريطانية تفيد أن الصراع في تلك المنطقة التي يقطنها 1.6 مليار شخص أبعد ما يكون عن الحل.

وكان الجزء الخاضع للإدارة الهندية من إقليم جامو وكشمير ولاداخ، قد شهد يوم 22 أبريل/نيسان واحدة من أعنف الهجمات المسلحة منذ سنوات، حيث قُتل 26 سائحا هنديا وجُرح آخرون في هجوم أعلنت عن تنفيذه "جبهة المقاومة" المرتبطة بجماعة "لشكر طيبة" في منطقة بهلغام.

إحدى المناطق في كشمير (غيتي) دوما على حافة الحرب

وأعادت هذه الهجمات إلى الأذهان مشاهد التصعيد الذي يضع الهند وباكستان دوماً على حافة حرب، كان آخرها عام 2019.

وبينما ألقت نيودلهي باللوم في ذلك الهجوم على إسلام آباد، إلا أن الأخيرة نفت مسؤوليتها عنه، ورغم ذلك شنت الهند غارات في عمق باكستان.

وتمكنت باكستان -حسب قولها- من إسقاط 6 طائرات مقاتلة هندية قبل دخول وقف إطلاق النار -الذي توسطت فيه الولايات المتحدة- حيز التنفيذ في 10 مايو/أيار.

وقال بوتو زرداري -في المقابلة الصحفية- إن باكستان والهند أصبحتا الآن أقرب إلى الحرب النووية من أي وقت مضى.

بضع ثوان لاتخاذ قرار

وأضاف الوزير الباكستاني السابق أن الهند نشرت اليوم الأخير من الاشتباكات صاروخا من طراز كروز مزدوج الاستخدام قادرا على حمل رأس نووي، وكان على باكستان أن تتخذ قرارا فوريا بشأن ما إذا كانت تتعرض لهجوم نووي.

إعلان

وفي تلك الأجواء -يقول بوتو زرداري- لم يكن أمام إسلام آباد سوى بضع ثوانٍ فقط لتقرر (بالنظر إلى الصورة) ما إذا كان الصاروخ سيُستخدم في سياق الحرب النووية أم لا؟ وفي تلك الأجزاء من الثواني يتم اتخاذ القرارات.

وأكد أن وقف إطلاق النار قد تحقق، إلا أن البلدين لم يحققا سلاما بعد، واصفا ذلك بأنه وضع إشكالي "لأننا بعد هذا الصراع الأخير خفضنا عتبة الصراع العسكري الشامل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق" معربا عن اعتقاده بأنها مستويات منخفضة بشكل خطير.

الترويج للسلام

وأشارت كبيرة مراسلي تايمز إلى أنها أجرت المقابلة أثناء وجود بوتو زرداري في لندن على رأس وفد برلماني باكستاني "للترويج للسلام" والدعوة إلى إجراء محادثات دولية لحل مشكلة كشمير التي خاضت الدولتان الجارتان 3 حروب بشأنها.

وفي لندن، عقد بوتو زرداري اجتماعا مع هاميش فالكونر (وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) أثار خلاله موضوع عقد مؤتمر دولي حول كشمير.

وتقول مراسلة الصحيفة إن باكستان تُحمِّل بريطانيا مسؤولية خاصة عن تقسيم إقليم كشمير بينها وبين الهند والصين عام 1947، وما ترتب عليه من نزاع.

وقال بوتو زرداري إن باكستان وافقت على وقف إطلاق النار لأنها حصلت على وعد بعقد مثل هذه المحادثات، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق.

أين الأدلة؟

ويصر بوتو زرداري (36 عاما) -وهو نجل رئيس باكستان الحالي آصف علي زرداري ووالدته بينظير بوتو– على أن باكستان لا علاقة لها بهجوم بهلغام، الذي تبنته "جبهة المقاومة".

وحسب تعبيره، لم تقدم الحكومة الهندية حتى الآن -لشعبها أو حلفائها، أو لباكستان، أو لوسائل الإعلام- أسماء الأفراد المتورطين في هذا الهجوم.

وبهذا الصدد يقول بوتو زرداري "إذا كانوا قد أتوا بالفعل من باكستان، فمن هم؟ ومن أين أتوا؟ ما نقاط العبور الحدودية التي استخدموها؟ ومن الذي سهّل لهم ذلك؟ من المفترض أن تكون إحدى أكبر وكالات الاستخبارات وأكثرها كفاءة في العالم قادرة على مشاركة هذه المعلومات".

بوتو زرداري: وافقنا على وقف إطلاق النار لأننا كنا نعتقد أن هناك التزاما من أميركا بالمضي قدما في إجراء حوار مع الهند في مكان محايد حول جميع نقاط الاحتكاك

مشكلة مصداقية

ويعترف الوزير السابق -في نفس الوقت- أن باكستان لديها "مشكلة مصداقية" مضيفا "أنا لا أنكر أن باكستان لديها ماضٍ معقد".

وتعلّق صحيفة تايمز على هذا الاعتراف بالقول إن الجيش الباكستاني ظل لسنوات يتحدث عن أن هناك فوارق بين الجماعات المسلحة، ويستخدم بعضها لأغراضه الخاصة بينما يلاحق البعض الآخر.

ويرد بوتو زرداري على ذلك قائلا إن الأمور قد تغيرت، منبها أن "مشكلة المصداقية والإدراك هذه متجذرة وتتجلى في تحيزات عميقة موصومة بالإسلاموفوبيا، وتُشوّش على جهودنا الفعلية لمكافحة الإرهاب".

التخلي وعدم الوفاء بالوعد

واتهم بوتو زرداري الغرب بالتسبب في تدهور الأوضاع الأمنية في باكستان بتخليه عن أفغانستان مما ترك فراغا هناك. ومع أنه أكد أن الاستخبارات العسكرية الباكستانية كانت لها صلات وثيقة تاريخيا بحركة طالبان، إلا أن الأخيرة انقلبت على داعميها منذ استيلائها على السلطة عام 2021.

وقال إنه في الوقت الذي يعتقد فيه الجيش الباكستاني أن له اليد العليا عسكريا في نزاعه مع الهند "وافقنا على وقف إطلاق النار لأننا كنا نعتقد أن هناك التزاما من الولايات المتحدة يدفعنا إلى المضي قدما في إجراء حوار (مع الهند) في مكان محايد حول جميع نقاط الاحتكاك".

إعلان

واختتم حديثه للصحيفة البريطانية بالقول إن بلاده لا تريد أن ينتاب المجتمع الدولي شعور "زائف" بالراحة نتيجة وقف إطلاق النار، محذرا من أن تهديدا حقيقيا ما يزال ماثلا.

مقالات مشابهة

  • مباحثات هاتفية لولي عهد السعودية مع رئيسي وزراء باكستان والعراق
  • في اتصال مع ولي العهد.. رئيس وزراء باكستان يثمن مواقف المملكة
  • رئيس وزراء قطر: نثمّن دعم الدول الشقيقة ونشيد بقدرات قواتنا المسلحة في التصدي للهجوم
  • رئيس وزراء قطر: قواتنا المسلحة أثبتت أنها تستطيع الدفاع عن مواطنيها
  • السياح الهنود يحجمون عن زيارة تركيا بسبب دعمها باكستان
  • زرداري: كانت لدينا بضع ثوان فقط لنقرر ما إذا كان الصاروخ الذي نشرته الهند نوويا
  • هل تحمل زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المغرب جديداً في قضية الصحراء ؟
  • هل يستحق ترامب نوبل للسلام؟ باكستان توضح بعد ترشيحها الجائزة للرئيس الأمريكي
  • باكستان والهند.. أبرز الجماعات التي يتهم كل طرف الآخر بدعمها
  • رئيس وزراء الهند يعرب عن قلقه من التصعيد الإيراني الإسرائيلي ويدعو للعودة إلى الحوار