البابا لاوُن يرد على سبب اختياره هذا الاسم ويبين ما هو أكبر تحد للبشرية
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
(CNN)-- أشار البابا لاوُن الرابع عشر، السبت، إلى أن بابويته ستسير على خطى البابا الراحل فرانسيس، داعيًا كرادلة الكنيسة إلى تبنّي هذا "الإرث الثمين"، ومشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يُشكّل تحديًا رئيسيًا للطبقة العاملة و"الكرامة الإنسانية".
وفي أول اجتماع رسمي له مع الكرادلة، والذي بدأ بتصفيق حار، قال البابا الجديد إنه اختار اسمه البابوي ليواصل مسيرته على خطى البابا لاوُن الثالث عشر، الذي تناول "المسألة الاجتماعية في سياق الثورة الصناعية الكبرى الأولى".
وحكم البابا لاوُن الثالث عشر الكنيسة الكاثوليكية الرومانية من عام 1878 حتى وفاته عام 1903، ويُذكر بأنه بابا التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية، إذ كتب رسالة مفتوحة شهيرة إلى جميع الكاثوليك عام 1891، بعنوان "Rerum Novarum" ("التغيير الثوري")، والتي تأمّل فيها في الدمار الذي أحدثته الثورة الصناعية في حياة العمال.
وقال البابا الأمريكي الجديد، السبت، متحدثًا بطلاقة باللغة الإيطالية: "في عصرنا هذا، تُقدّم الكنيسة للجميع كنز تعاليمها الاجتماعية استجابةً لثورة صناعية أخرى وللتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التي تُشكّل تحديات جديدة للدفاع عن كرامة الإنسان والعدالة والعمل".
وارتدى البابا رداءه الأبيض، مُشيرًا بقوة إلى الكرادلة أن قيادته ستبني على إصلاحات البابا فرنسيس الكنسية وإرثه في العدالة الاجتماعية.
وانتُخب البابا ليو، المولود في شيكاغو باسم روبرت بريفوست، الخميس، ليصبح أول بابا مولود في الولايات المتحدة، مما أثار دهشة وإعجاب العديد من الكاثوليك في جميع أنحاء الأمريكتين.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البابا الراحل فرانسيس الكنيسة الذكاء الاصطناعي البابا فرنسيس الفاتيكان الكنيسة الكاثوليكية المسيحية
إقرأ أيضاً:
فارسي أم عربي؟ ترامب والخليج.. عندما يتحوّل الاسم إلى سلاح سياسي
سيكون لهذا القرار وقع كبير في عواصم الخليج العربي، حيث ستُقرأ الخطوة بوصفها مكافأة سياسية من الحليف الأميركي، ورسالة ضمنية إلى الآخرين، من الصين إلى روسيا، بأن ترامب مستعد للذهاب بعيدًا في معركة تثبيت النفوذ. اعلان
في لحظة مفصلية تعكس هشاشة التوازنات في الشرق الأوسط، كشفت تسريبات من الإدارة الأميركية عن نية الرئيس دونالد ترامب اعتماد التسمية العربية للخليج، معلنًا انحيازًا صريحًا إلى حلفائه العرب في معركة رمزية عمرها قرون.
فما الذي يعنيه أن يُعاد رسم حدود التاريخ بالكلمات؟ وهل الاسم مجرد وصف جغرافي، أم أنه صار أداة صراع ناعم لا يقل خطورة عن المدافع والصواريخ؟
تبدأ قصة هذا الخليج مع كتب هيرودوت، وهو أبو التاريخ الإغريقي، في القرن الخامس قبل الميلاد، حين أعطاه اسم الخليج الفارسي. وظل الاسم متداولًا في خرائط الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية، واستمر في الأدبيات الإسلامية، حتى لدى الجغرافيين العرب مثل الإدريسي وابن خلدون، الذين أشاروا إلى المسطح المائي باسم "بحر فارس". لكن عبر العصور، لم يكن للاسم قوة سياسية كالتي يحملها اليوم.
لم يبدأ الخلاف حول الاسم بالأمس. منذ صعود القومية العربية في منتصف القرن العشرين، بدأ الترويج لمصطلح "الخليج العربي"، بدافع "مقاومة الهيمنة الإيرانية" على السردية التاريخية.
وقد لعبت الصحافة القومية في العراق ومصر دورًا كبيرًا في تكريس هذا الاستخدام، في وقت كانت فيه الممالك الناشئة على الساحل الغربي للخليج تبحث عن تثبيت حضورها وهويتها.
في المقابل، كان لإيران، خصوصًا بعد الثورة الإسلامية، موقف صارم: أي مساس باسم "الخليج الفارسي" يُعتبر مساسًا بهويتها الوطنية، بل جزءًا من معركة ضد ما تصفه بـ"المؤامرة" لعزلها إقليميًا.
ترامب يدخل اللعبةحين تقول إدارة ترامب إنها تفكر في تغيير الاسم، فهذا ليس مجرد تصحيح خريطة في غرف البنتاغون. بل هو إعلان موقع: انحياز كامل لمعسكر الخليج العربي ضد إيران، في توقيت حساس يجري فيه تفاوض نووي خلف الكواليس، ووسط محاولات أميركية لإعادة ترتيب تحالفاتها في المنطقة بعد عقدين من الحروب.
تصريحات ترامب، حين قال إنه "لا يريد جرح مشاعر أحد"، تبدو سطحية، لكنها تعكس حسابًا سياسيًا بالغ الدقة. لا يتوقف الخلاف عند السياسيين. في كل مرة تنشر فيها قناة أو مجلة خريطة تكتب عليها "الخليج العربي" أو "الخليج الفارسي"، تثار زوبعة من الاحتجاجات.
Relatedاجتماع مجلس التعاون الخليجي في السعودية بحضور مصر وسوريا والأردن والمغربتغير الشرق الأوسط كثيرًا بعد ولاية ترامب الأولى.. فهل تبقى دول الخليج وفيّة لعرّاب اتفاقيات التطبيع؟في 2010، هددت إيران ناشيونال جيوغرافيك بطردها من البلاد بعد استخدام المصطلح العربي. وفي 2005، انسحب وفد إيراني من دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة لأن شعار البطولة حمل تعبير "الخليج العربي". حتى في التعليم، تُلقّن الأجيال هذه الأسماء كحقائق راسخة: ففي طهران، هو الخليج الفارسي، وفي الرياض وأبو ظبي والمنامة، هو الخليج العربي.
البُعد القانوني والدوليالأمم المتحدة لا تزال تعتمد رسميًا اسم "الخليج الفارسي" في وثائقها، بناءً على مذكرة أصدرها فريق خبراء الأسماء الجغرافية عام 2006. لكن واشنطن، كما تُظهر تجربة "خليج المكسيك" — الذي أعيد تسميته مؤخرًا في الخرائط الأميركية إلى "خليج أمريكا" — أظهرت استعدادها لتجاوز الأعراف الدولية متى رأت في ذلك مصلحة سياسية.
الجمهوريون في الكونغرس يدفعون الآن نحو قوْننة هذه التغييرات، حتى لو استدعى الأمر مواجهة مع وكالات دولية أو حتى حلفاء في أوروبا.
وهنا تكمن خطورة الموقف. ففي زمن لم تعد فيه الحروب تُخاض بالدبابات فقط، صارت الرموز، ومنها الأسماء، أدوات تعبئة جماهيرية وإشارات استراتيجية. إذا أعلن ترامب تبني اسم "الخليج العربي"، فإن ذلك سيكون رسالة مباشرة إلى طهران: واشنطن لم تعد تكتفي بسياسة الضغط الأقصى، بل تدخل في حرب سرديات، تطعن في صميم الرواية التاريخية الإيرانية.
في المقابل، سيكون لهذا القرار وقع كبير في عواصم الخليج العربي، حيث ستُقرأ الخطوة بوصفها مكافأة سياسية من الحليف الأميركي، ورسالة ضمنية إلى الآخرين، من الصين إلى روسيا، بأن ترامب مستعد للذهاب بعيدًا في معركة تثبيت النفوذ.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة