شهدت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، اليوم الأحد، انطلاق فعاليات المؤتمر الثاني لمكتبات مصر العامة، تحت عنوان "الدور الاجتماعي لمكتبات مصر العامة"، بمشاركة السفير عبد الرؤوف الريدي، رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة، والسفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، ورانيا شرعان، مدير مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، والدكتورة هبة اسماعيل، نائب رئيس الاتحاد العربي للمكتبات، والدكتور شريف شاهين، رئيس الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف، وحضور مجموعة من قيادات مكتبات مصر العامة من محافظات مصر، وذلك ضمن احتفالات المكتبة بمرور ثلاثون عاما على تأسيسها.

ورحّب السفير عبد الرؤوف الريدي بالحضور الكريم في مكتبة مصر العامة، لمناسبة مرور ثلاثين عامًا على تأسيس المكتبة الرئيسية، التي تواكب معها إنشاء ثلاثين مكتبة فرعية في مختلف محافظات مصر، معبّرًا عن عميق امتنانه وتقديره لكل من أسهم في هذا المشروع الثقافي الرائد، من العاملين والقيادات والداعمين.

وقال: "الحمد لله الذي منحني العمر لأشهد هذه اللحظة الفارقة، مرور ثلاثة عقود على انطلاق هذا الصرح الثقافي العظيم، الذي بات له أثر ملموس في نشر المعرفة والثقافة، ليس فقط في القاهرة، بل في ربوع مصر كافة."

وأضاف أن سعادته لا توصف بوجوده في هذه المناسبة التي يرى فيها ثمار سنوات من الجهد والعمل، مشيرًا إلى أن المشروع بدأ بحلم، ثم تحول إلى رؤية، واليوم أصبح واقعًا نفتخر به.

وأوضح أنه تم إنشاء مكتبات في عدد من المحافظات، كل منها تمثل منارة للعلم والثقافة لأبناء المجتمع المحلي، وذكر أنه كان مترددًا في إقامة مكتبة في عزبة البرج، مسقط رأسه، خشية أن يُظن أن القرار بدافع شخصي، إلا أن المشاورات والدراسات أكدت أهمية هذا الموقع، فتم اتخاذ القرار بإنشائها.

وتحدث السفير الريدي عن الكواليس التي صاحبت إنشاء تلك المكتبات، وما واجهوه من تحديات تنظيمية ومالية ولوجستية، مؤكدًا أن الإيمان بالرسالة الثقافية والتنويرية كان دائمًا هو الدافع للاستمرار والتغلب على الصعاب.

وختم كلمته بالتأكيد على أن المكتبة الرئيسية أصبحت اليوم نواةً لمنظومة ثقافية متكاملة، لها فروع تؤدي أدوارًا مجتمعية وتعليمية متميزة، محققة مردودًا ثقافيًا وإنسانيًا يستحق الفخر والاعتزاز.

من جانبه قال السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، إن هذا العام يشهد مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعًا، وهي إضافة الشمعة الثلاثين في مسيرة مكتبة مصر العامة، تلك المكتبة العريقة التي انطلقت منذ ثلاثة عقود بمكتبة واحدة فقط، لتصبح اليوم شبكة ثقافية تضم ثلاثين مكتبة منتشرة في مختلف محافظات مصر، وهو إنجاز يُحسب بكل فخر وامتنان إلى رائد هذا المشروع وسنده، السفير عبد الرؤوف الريدي، الذي لم يكن مجرد دبلوماسي بارز، بل كان — ولا يزال — مثقفًا من طراز رفيع، يحمل في قلبه وعقله مشروعًا تنويريًا حقيقيًا.

وأضاف: "لقد كان للسفير الريدي رؤية طموحة وجريئة، سعى من خلالها إلى جعل الثقافة في متناول الجميع، وتحويل المكتبة من مكان للقراءة فقط إلى مركز إشعاع فكري واجتماعي وخدمي متكامل، لقد استفدت كثيرًا من خبرته الواسعة، وتعلمت منه كيف تتحول الأفكار إلى مؤسسات، وكيف نصنع من الحلم واقعًا."

وأشار إلى أن السفير الريدي يحلم بوجود مكتبة عامة في كل مدينة وكل مركز على مستوى الجمهورية، وأن هذا الحلم أصبح دافعًا حقيقيًا للمضي قدمًا في التوسع، مضيفًا: "نحن نعمل بإيمان راسخ لتحقيق هذا الهدف، حتى نصل إلى رؤية السفير الريدي الكبرى: (مليون مكتبة)؛ حلم يبدو بعيدًا، لكنه ليس مستحيلاً."

وتابع السفير الطايفي: "تلعب مكتبات مصر العامة دورًا محوريًا في رفع الوعي المجتمعي، وتعزيز الثقافة العامة، من خلال ما تقدمه من أنشطة وفعاليات وبرامج تعليمية وتربوية وفنية متنوعة. كما أننا نواكب التطورات التقنية، ونعمل على إدماج التكنولوجيا الحديثة، والذكاء الاصطناعي في خدمات المكتبات، لتظل دائمًا مواكبة لعصرها واحتياجات جمهورها."

وأكد أن الطريق لم يكن سهلًا، بل مليئًا بالتحديات، سواء في التمويل أو الإدارة أو الانتشار، لكن الإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة كانت دائمًا حاضرة، وهو ما مكّنهم من الاستمرار والنجاح، لافتًا إلى أنه جارٍ الآن تجهيز ست مكتبات جديدة ستنضم قريبًا إلى منظومة مكتبات مصر العامة، من بينها واحدة في شمال سيناء، في تأكيد على أن الثقافة تصل إلى كل ربوع الوطن دون استثناء.

من جانبه قال الدكتور شريف شاهين، أستاذ المكتبات والمعلومات وعضو مجلس أمناء مكتبات مصر العامة، إن المكتبة العامة هي بيت كل مواطن مصري، فهي ليست مجرد مكان للقراءة أو استعارة الكتب، بل هي المقر الثالث للمواطن بعد منزله ومكان عمله، حيث يجد فيها مساحة للتعلم والتفكير والتفاعل مع قضايا مجتمعه، في أجواء منفتحة تحفّز على الإبداع والانتماء.

وأشار إلى أن مكتبة مصر العامة، رغم حداثة عمرها نسبيًا، تُعد فتية وطموحة وواعدة، وقد نجحت خلال فترة قصيرة في أن تفرض نفسها كأحد أهم الصروح الثقافية في مصر، بما تقدمه من خدمات نوعية، وبما تبنته من رؤية تسعى إلى تمكين المواطن معرفيًا ومجتمعيًا.

وأكد الدكتور شاهين أن أي نهضة حقيقية لأي مجتمع لن تتحقق دون وجود شبكة قوية من المكتبات العامة، فهي الركيزة الأساسية في بناء الإنسان، وغرس قيم التفكير النقدي والانفتاح المعرفي، مشددًا على أهمية العمل الجاد لتوسيع رقعة مكتبات مصر العامة، حتى تشمل كل محافظات الجمهورية، بل وكل المراكز والقرى، لتكون المعرفة في متناول الجميع.

وفي ختام كلمته، أوصى بفتح نقاش جاد ومسؤول حول إمكانية نقل تبعية بعض المكتبات التابعة لوزارة الثقافة – ولا سيما تلك التابعة لقصور الثقافة – إلى منظومة مكتبات مصر العامة، بحيث تخضع لإدارتها، ويُعاد تأهيلها وفقًا لمعايير مكتبات مصر العامة، من حيث البنية التحتية، والبرامج الثقافية، والخدمات المقدمة، بما يضمن تحقيق أكبر قدر من التكامل والتوحيد في الجهود المبذولة لخدمة الثقافة والمجتمع.

طباعة شارك مكتبة مصر العامة مكتبات مصر العامة الدور الاجتماعي السفير عبد الرؤوف الريدي السفير رضا الطايفي رانيا شرعان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مكتبة مصر العامة مكتبات مصر العامة الدور الاجتماعي السفير عبد الرؤوف الريدي السفير رضا الطايفي رانيا شرعان مکتبات مصر العامة مکتبة مصر العامة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بمشاركة أكثر من 70 دولة.. انطلاق فعاليات مؤتمر «صناعة المفتي الرشيد»

انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ويأتي هذا المؤتمر ليسلط الضوء على التحديات التي تواجه الإفتاء في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، والسعي إلى بناء عقل إفتائي جديد يجمع بين الانضباط الشرعي والوعي الرقمي في عصر طغت عليه أدوات الذكاء الاصطناعي.

صناعة «المفتي الرشيد»

 ويطرح المؤتمر مفهومًا جديدًا ومركزيًا وهو صناعة «المفتي الرشيد»، باعتباره النموذج الأمثل للتعامل مع قضايا العصر، في مقابل ما يُتداول من مصطلحات مثل «المفتي الرقمي» أو «العصري»، إذ الرشد هنا لا يعني فقط مواكبة التكنولوجيا، بل يمثل بوصلة أخلاقية وعلمية تجمع بين الحكمة، والمعرفة، وفهم الواقع، والقدرة على إصدار الفتوى المنضبطة التي توازن بين الثابت والمتغير، وتدرك مقاصد الشريعة وأبعاد العصر.

تقديم إجابات رشيدة ومنضبطة

وتسعى دار الإفتاء من خلال -هذا المؤتمر-، إلى تقديم رؤية مستقبلية شاملة للمؤسسات الإفتائية، تجعلها أكثر قدرة على استشراف التحديات وتقديم إجابات رشيدة ومنضبطة، دون الوقوع في فخ التقنية المطلقة أو الجمود، وهي رؤية تقوم على التكامل بين الاجتهاد الشرعي والأدوات العصرية، وتحترم ثوابت الدين دون أن تغفل مستجدات الحياة.

حكم طاعة الوالدين في الأمر بطلاق الزوجة.. الإفتاء تجيبحكم تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل.. دار الإفتاء تحسم الجدل

محاور مؤتمر الإفتاء الدولي

المحور الأول يتناول «تكوين المفتي الرشيد العصري» من خلال إكساب المفتين مهارات القيادة، وإدارة الأزمات، والتعامل مع قضايا البيئة والعلاقات الدولية.


ويخصص المؤتمر محورًا لموضوع «الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي»، لمناقشة الضوابط الشرعية لاستخدام هذه التقنيات في عملية الإفتاء، وتشمل المحاور أيضًا تحليل أدوات البحث الرقمي، وتأثير الإعلام الرقمي على الفتوى، إلى جانب محور خاص بالأطر الأخلاقية للتقنيات الحديثة.

وأضاف أن هذه المحاور تهدف إلى تحقيق رؤية شاملة لتحديث المنظومة الإفتائية، تبدأ من تأهيل الكوادر العلمية الشابة، مرورًا بتوسيع إدراك المفتين لأدوات التحليل الرقمي، وانتهاء بوضع معايير منضبطة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم الفتوى، كما يسعى المؤتمر إلى تعزيز الثقة المجتمعية في المؤسسات الإفتائية، من خلال رفع جودة الفتاوى المقدمة وارتباطها بالواقع المعاصر.

بعد إثارة الجدل.. دار الإفتاء المصرية تؤكد حرمة مخدر الحشيشحكم رفع المرأة لصوتها على زوجها.. دار الإفتاء تجيب4 ورش عمل متخصصة

ويتضمن المؤتمر تنظيم أربع ورش عمل متخصصة ضمن فعاليات المؤتمر، تسعى إلى تحويل الرؤية الفكرية إلى ممارسات عملية، وتأتي ورش العمل على النحو التالي الأولى بعنوان «تطوير أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم العمل الإفتائي»، والثانية عن «تعزيز مهارات التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب»، إضافة إلى ورشة ثالثة عن «استخدام أدوات البحث الرقمي والذكاء الاصطناعي المساعد في تحضير الفتوى مع بيان الضوابط»، بينما تأتى الورشة الرابعة وهى عبارة عن جلسة عصف ذهني تحت عنوان «استشراف مستقبل الإفتاء في ظل التطورات المتوقعة للذكاء الاصطناعي».

وتستهدف هذه الورش دعم قدرات المشاركين وتمكينهم من أدوات العصر دون التفريط في الأصول الشرعية.

 بمشاركة أكثر من 90 دولة

ويمثل المؤتمر ملتقى دولياً فريدًا من نوعه، حيث يشارك فيه عدد كبير من العلماء والمتخصصين من أكثر من 70 دولة، من بينهم وزراء وعلماء ومفتون، وخبراء تكنولوجيا، ومتخصصون في الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى، ويؤكد هذا التنوع المكانة الدولية التي باتت تحظى بها الأمانة العامة ودار الإفتاء المصرية، كمرجعية معترف بها عالميًا في قيادة الفكر الإفتائي المتجدد.

ويعد المؤتمر أيضًا فرصة لإبراز دور مصر الرائد في قيادة العمل الإفتائي عالميا، حيث لم تكتف الدولة باستضافة الفعاليات، بل تقدم نموذجًا متكاملاً للجمع بين الجدية البحثية، والبعد العملي، والانفتاح على العالم، من خلال مبادرة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة، بمناقشة القضايا المعاصرة، والعمل على وضع حلول تطبيقية لها، ما يجعلها بحق "قاطرة العالم الإسلامي" في مجال الإفتاء الحديث.

ومن المتوقع أن يكون لهذا المؤتمر أثر بالغ في إعادة تشكيل أولويات المؤسسات الإفتائية في العالم، وتوجيه بوصلتها نحو التحديث المدروس، بما يجعل من «المفتي الرشيد» نموذجًا عالميًا جديدًا يوازن بين الشريعة والعصر، وبين الحكمة والتقنية، وبين الانتماء إلى التراث والانفتاح على المستقبل.

طباعة شارك صناعة المفتي الرشيد المفتي الرشيد عصر الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الإفتاء

مقالات مشابهة

  • بمشاركة أكثر من 70 دولة.. انطلاق فعاليات مؤتمر «صناعة المفتي الرشيد»
  • موعد انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2025 الدور الثاني
  • عبد الله الثقافي البلنوري يمثّل الهند في مؤتمر الإفتاء
  • انطلاق مؤتمر تطوير التعليم بحلب بمشاركة خبراء ومشاريع رقمية مبتكرة
  • انطلاق فعاليات مؤتمر التحول الحكومي والقيادة المستدامة بصلالة
  • اليوم.. انطلاق برنامج زيارات مكتبة دمنهور المتنقلة بمراكز البحيرة
  • وزير الثقافة يؤكد على أهمية الدور التنويري للمثقفين والأدباء
  • السبت.. انطلاق امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة 2025 للنظامين الحديث والقديم
  • حلقة زجاجة ولمعة تنمّي مهارات الرسم والتلوين في مكتبة سناو
  • تحت شعار “وتبقى العربية”.. انطلاق فعاليات معرض إسطنبول الدولي العاشر للكتاب العربي