زنقة 20:
2025-05-12@13:35:58 GMT

حين تصمت النخبة ويتكلم الوهم

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

بقلم: ياسين ايصبويا – باحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني

في لحظات التأمل والاستمتاع بأصوات أمواج المحيط الأطلسي وإطلالة برج القريقية بمدينة أصيلة، يتسلل إلى ذهني سؤال ملح: إلى أين يمضي المشهد السياسي في المغرب؟

لسنا أمام مرحلة عادية، بل نحن في قلب تحولات كبرى تتطلب من الجميع مسؤولية مضاعفة ويقظة جماعية.

فالبلاد مقبلة على استحقاقات مصيرية، بدءا من النقاش السيادي حول الحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية، إلى الاستعداد لتنظيم تظاهرات رياضية كبرى بحجم كأس إفريقيا وكأس العالم، ووصولا إلى الانتخابات التشريعية القادمة التي يفترض أن تعيد الثقة في الفعل السياسي وتنتج نخبا قادرة على مواكبة المشروع التنموي المغربي الجديد، الذي يشكل امتدادا لاستراتيجية ملكية واضحة المعالم والطموحات.

ومع كل هذه الديناميات، يخيل للمرء أن الفاعل السياسي العاقل قد انسحب وأن الفضاء العمومي ترك لعناوين سطحية وأصوات جوفاء وناشري التفاهة في وسائل التواصل الاجتماعي تتصدر المشهد تحت مسمى “المؤثرين”، رغم غياب أي قدرة على صياغة فكرة بناءة أو اقتراح بديل واقعي. والمفارقة أننا كمجتمع نمنح لهذه الظواهر شرعية المتابعة والانتشار نعيد إنتاج الوهم ونهمش أصحاب الكفاءة والطرح العقلاني وكأننا في سباق نحو التفاهة بدل التنوير.

ولأن المرحلة تحتاج إلى رافعة حقيقية، فإن الرهان يجب أن يكون على مجتمع مدني فاعل ومؤثر، قادر على فتح نقاشات جادة وطرح أسئلة جوهرية تتعلق بمستقبل التنمية والديمقراطية. كما نحتاج إلى فاعل سياسي يمتلك رؤية استشرافية ولا يكتفي بردود الأفعال، بل يبادر ويقترح ويملك من الجرأة ما يكفي لكسر الجمود واستعادة الثقة في المؤسسات.

القضية لم تعد تتعلق فقط بمن يتصدر المشهد، بل بمن نختار أن نصغي إليه، ومن نمنحه ثقتنا. فالمرحلة المقبلة لا ترحم التردد ولا تسمح بترف الخطاب الشعبوي المستهلك والشعارات الجوفاء. المغرب بحاجة إلى نخب واعية وإلى إعلام يطرح أسئلة حقيقية وإلى مجتمع مدني متجدد وإلى جمهور لا يصفق للفراغ بل ينتصر للفكرة والمضمون والمشروع.

وأنا أراقب الأفق من برج القريقية ويعانق بصري البحر والمدينة ذات الهوية الثقافية والفنية، يزداد اقتناعي بأن المعركة الحقيقية اليوم هي بين العمق والسطحية وبين البناء والتسويق وبين من يؤمن بالفعل ومن يتقن فقط فن الظهور وتسويق الوهم والتفاهةعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فلتكن المرحلة القادمة موعدا مع الوعي ومع استعادة الأدوار الغائبة. فالقهوة توقظ الحواس، لكن الأوطان لا تنهض إلا بالعقول المستفيقة.

إننا بحاجة إلى نقد بناء لا هدم وإلى أفكار ومقترحات تروم تجويد السياسات العمومية بدل الاكتفاء بالتنظير أو التشهير. كما أن نشر ثقافة الاعتراف والتثمين أسمى بكثير من خطابات الكراهية والفتنة والحقد.
وأخيرا فإن وضع الثقة في الأجيال الصاعدة والكفاءات المغربية سواء داخل الوطن أو خارجه لم يعد خيارا بل ضرورة وطنية في مرحلة تتطلب الحسم لا التردد.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

كأس رئيس الدولة للخيول العربية تستقطب «النخبة» في «قمة فرنسا»

أبوظبي (الاتحاد)
بدعم وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، تحتضن العاصمة الفرنسية باريس غداً الأحد، أولى المحطات الأوروبية وقمة المواجهات العالمية، ضمن سلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية في نسختها الـ32، وذلك على مضمار «لونج شامب» التاريخي الذي افتُتح عام 1857.
ويقام سباق الكأس الغالية، ضمن سباقات «الإمارات جينيز» الفرنسية، والتي تُعد من أكبر وأرقى المهرجانات العالمية للخيول المهجنة الأصيلة، حيث تُقام سباقات الكأس الغالية برعاية القيادة الرشيدة دعماً لخطط تطوير صناعة سباقات الخيل العربية، ومواصلة دعم الملاك والمربين حول العالم، وتعزيز تربية واقتناء الخيل العربي، حفاظاً على الإرث الأصيل ورفعة مكانته، كما تُقام سباقات الكأس الغالية بتنظيم اللجنة العليا المنظمة بالتعاون مع الهيئة العليا لسباقات الخيل الفرنسية «فرانس جالوب».
ويتضمن برنامج المهرجان الإماراتي الفرنسي تنظيم 9 أشواط، من ضمنها سباقان للجينيز للخيول المهجنة الأصيلة، إلى جانب سباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة، الذي سيجمع نخبة الخيول والمرابط في أقوى سباقات أوروبا، حيث يشهد السباق حضوراً لافتاً للخيول ذات السجل الحافل في كبرى السباقات العالمية.
ويتنافس على لقب كأس رئيس الدولة للخيول العربية، سباق الفئة الأولى لمسافة 2000 متر، والمخصص للمهور والمهرات من عمر أربع سنوات فما فوق، وبمجموع جوائز قدره 350 ألف يورو، مجموعة متميزة من الخيول القوية التي تمثل كبار مُلّاك الخيل في فرنسا وأوروبا.
ويشهد السباق حضوراً بارزاً لخيول الإمارات عبر الجواد «مراد» لياس لإدارة سباقات الخيل العائدة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وهو ينحدر من نسل (ثاقف × جابرة بنت دورمان)، ويدخل السباق تحت إشراف ديمين وتريجنت وقيادة الفارس ماكسيم جيون.
كما يشارك الجواد «آر بي كينج ميكر»، بطل كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة (الفئة الأولى) في أبوظبي، والمنحدر من نسل (باسق الخالدية × آر بي رويال مدام بنت مجد العرب)، للمالك هلال العلوي، وتحت إشراف المدربة إليزابيث بيرنارد جان فرانسوا، وقيادة الفارس كريستيان ديمورو.
وتضم القائمة كذلك حضوراً قوياً لـ «الشقب ريسينج» عبر الجواد «الزوير» المنحدر من (تي أم فريد تكساس × زينوبي) بقيادة الفارس أوليفييه داندينيه، وإشراف المدرب جون دو ميول، الذي يشرف أيضاً على الجواد «لوسيل»، المنحدر من (المرتجز × الدوحة بنت منجز) بقيادة الفارس فالح ناصر بوغنيم، إلى جانب الفرس «نور الموري»، المنحدر من (أزادي × نكتارينا الموري) تحت إشراف المدرب توماس فورسي وقيادة الفارس كريستوف سوميلون.
كما يشارك الجواد «شيزا»، المنحدر من (إيه إف البحر × شيرازاد بنت دورمان)، ملك عبدالله بن فهد العطية، تحت إشراف المدرب فرانسوا روهو، وقيادة الفارس جيمس فينسنت كراولي.
ويضم سجل أبطال كأس رئيس الدولة للخيول العربية في محطتها الفرنسية على مدار السنوات الماضية: الدوحة 2024، شيزا 2023، هتال 2022 و2021، دريان 2020، طيف 2019، شهم 2018، مراقب 2017، والمرتجز 2016.
في المقابل، تتجه أنظار عشاق ومحبي سباقات الخيل العالمية اليوم، إلى سباقات «الإمارات جينيز» الفرنسية للمهور والمهرات للخيول المهجنة الأصيلة (الفئة الأولى)، بمجموع جوائز قدره مليون و200 ألف يورو، والمخصصة للخيول بعمر ثلاث سنوات، وذلك برعاية كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة.
وتُعد سباقات «الإمارات جينيز» الفرنسية افتتاحية موسم السباقات الكلاسيكية في فرنسا، ويعود تاريخ أولى هذه السباقات إلى عام 1883.
ويشارك في سباق «الإمارات جينز» الفرنسي للمهور 18 خيلاً من أفضل المهور في العالم، في سباق يقام على مسافة 1600 متر، ضمن الفئة الأولى، وبجوائز ضخمة تبلغ 650 ألف يورو، كما يشارك 13 خيلاً في سباق «الإمارات جينيز» الفرنسي للمهرات، الذي يقام أيضاً على مسافة 1600 متر، ضمن الفئة الأولى، بقيمة جوائز تبلغ 550 ألف يورو.
من جانبه، قال مطر سهيل اليبهوني الظاهري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لسلسلة سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية: «نعرب عن فخرنا واعتزازنا بالنجاحات الكبيرة التي حققتها سباقات الكأس الغالية في انطلاقتها الاستثنائية في تونس والمغرب. ويأتي وجودنا في سباقات الإمارات جينيز الفرنسية، لترجمة توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ودعمه السخي الذي يقود منظومة سباقاتنا لتصبح الأغلى والأفضل في تاريخ سباقات الخيل العربي على الصعيد العالمي».
وأضاف: «محطة فرنسا تمثل أقوى المواجهات في أوروبا، وتُبرز المكانة المرموقة للكأس الغالية وحضورها المتميز في المضامير الأوروبية وكبرى السباقات العالمية، ما يعكس الدور الريادي لدولة الإمارات وحرصها الكبير على دعم الإرث الأصيل للخيل العربي عالمياً، ونحن فخورون بالخطط التطويرية لهذا الموسم، وبحجم الجوائز الكبير الذي شجع الملاك والمربين على زيادة اهتمامهم بإنتاج وتربية الخيل العربي والمشاركة القوية في السباقات، ونؤكد التزامنا بمواصلة مسيرة التقدم والازدهار للخيل العربي في مختلف مضامير العالم».

أخبار ذات صلة ديوكوفيتش يستعد لـ«رولان جاروس» من جنيف «شارقة» بطلة تحدي «بري مونيا»

مقالات مشابهة

  • صور| "مدني القطيف" يكافح حريقًا كبيرًا في منطقة زراعية جنوب الأوجام
  • «المنفي» يبحث مع وزير الدولة القطري تطورات المشهد السياسي
  • انتفاضة النساء تعيد إلى ساحة العروض رونقها، وإلى عدن روحها 
  • استشاري: ابتعاث الأطباء ساهم في أن تكون المملكة رقما فاعلا عالميا بزراعة الأعضاء
  • الحكومة السودانية: استشهاد 20 وإصابة 50 مدنيًا بسجن الأبيض
  • الاتحاد الآسيوي يوقف كوليبالي بعد طرده في النخبة
  • "لوفتهانزا" الألمانية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب لأسبوع آخر
  • كأس رئيس الدولة للخيول العربية تستقطب «النخبة» في «قمة فرنسا»
  • لوفتهانزا الألمانية تعلّق رحلاتها الجوية من وإلى الأراضي المحتلة