أهداف عملية عربات جدعون: تهجير الفلسطينيين نحو مصر وإقامة غيتوهات عنصرية
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال التهديد بتنفيذ عملية "عربات جدعون"، الهادفة صراحةً لإنشاء معسكر اعتقال لسكان غزة، تمهيدًا لتهجير جماعي، وقد تتحول لعملية إبادة، مما يتطلب من عموم الإسرائيليين عدم تجاهل ما يحدث في غزة، بل ليس من أمامهم سوى خيار واحد، وهو رفض المشاركة في هذه الجريمة المتجددة.
ميرون رابابورت الكاتب في موقع "محادثة محلية"، أكد أن "صور الرعب القادمة من غزة بدأت تشق طريقها للقنوات التلفزيونية، مما سيلحق مزيدا من الضرر بصورة دولة إسرائيل في مجال العلاقات العامة، بسبب صور جثث الأطفال في أكياس بيضاء، والرُضّع الذين يتضورون جوعًا في المستشفيات، والطوابير الطويلة للفلسطينيين بانتظار وصول دورهم من الماء والخبز، وتدمير كامل للمساحة البشرية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن " هناك عددا لا بأس به من الإسرائيليين، لا يخفون فرحهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بهذه المشاهد المروعة القادمة من غزة، بل يرغبون برؤية المزيد منها؛ المزيد من الموت والجوع والدمار، بزعم أنه لا يوجد أبرياء في غزة، ولا شيء أقل من الإبادة الكاملة سيعوّضهم عن فشل السابع من أكتوبر".
وأوضح أن "هناك إسرائيليين آخرين لا ينكرون الفظائع في غزة، لكنهم يعتبرون وقفها بأيدي الفلسطينيين للضغط على حماس لإعادة جميع المختطفين فورًا، والتخلي عن حكمها وأسلحتها، وربما الموافقة على هجرتهم للخارج، وما دام هذا لم يحدث، فإن قتل الأطفال في غزة أمرٌ مؤلم، بل ومُفجع، لكنه حتمي، وقد بتنا نسمع تصريحات مماثلة بين مؤيدي الاحتلال في الخارج".
وأكد أنه "لنفترض أن حماس رفعت الراية البيضاء، وأفرجت عن المختطفين، وفككت حكومتها، وسلّمت أسلحتها، وأرسلت كبار مسؤوليها للخارج، هل ستوقف الحكومة هذه الحرب على غزة، وهل ستتخلى عن خطتها لاحتلالها، الانسحاب منها، وهل ستتوقف عن تنفيذ خطة ترامب بترحيل الفلسطينيين كهدف نهائي للحرب، كل هذه الأسئلة أتى جوابها في قرار الحكومة الأخير الذي أكد أن الهدف الأساسي للحرب هو احتلال غزة للبقاء فيها، كما أعلن وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش "نحتل غزة لنبقى، لم يعد هناك دخول وخروج".
وأشار إلى أن "سموتريتش كعادته يُصرّح عن مواقفه بكل صراحة لكنه يعكس الروح الحكومية العامة، فقد أبلغ "مصدر سياسي"، وهو اسم مستعار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، جميع وسائل الإعلام، بانتقال الحكومة من "أسلوب الغارات إلى احتلال الأراضي في غزة، والبقاء فيها"، ومواصلة الترويج لخطة ترامب للسماح بالتهجير الطوعي لسكان غزة، كاشفا عن محادثات جارية حول القضية مع عدة دول".
وأوضح أن ""مصدرا أمنيا" وهذه الصيغة عادةً ما تُشير لوزير الحرب يسرائيل كاتس، أن الجيش سيتعامل مع أي منطقة تُطهّر وفقًا لنموذج رفح، حيث تُزال جميع التهديدات، وتُصبح جزءًا من المنطقة الأمنية، مع أن رفح وفقًا لشهادات فلسطينيين ومراسلين إسرائيليين زاروها، اختفت تمامًا، ودُمّرت، فيما زعم المتحدث باسم الجيش إيفي دوفيرين، صحة كلام "المصدر الأمني" بقوله إن العملية القادمة ستتضمّن هجومًا واسعًا يشمل نقل معظم سكان القطاع إلى منطقة معزولة عن حماس".
أما رون بن يشاي الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الذي كشف خطة العملية المقبلة فأكد أن "نقل الفلسطينيين لهذه المنطقة له هدفان استراتيجيان: الضغط على حماس لوقف القتال، وتقريب العديد منهم من المعابر الحدودية مع مصر وشاطئ البحر، بطريقة تشجعهم على المغادرة طواعيةً، وبالتالي تحقيق خطة ترامب لغزة، باختصار: إنسَ أمر المختطفين وإخضاع حماس، لأن هدف الحكومة في غزة الآن هو الاحتلال والتهجير".
وأوضح أنه "لابد أن تكون ساذجًا أو شريرًا أو كاذبًا لتصدق أنه بعد اكتمال احتلال القطاع، وتمركز سكانه المليوني نسمة قرب حدود مصر، سيوافق نتنياهو أو سموتريتش على قبول حكم ليس إسرائيليا فيه، حتى لو استسلمت حماس في هذه الأثناء، ولم يبقَ أي رهائن أحياء، سواء لأن حماس أطلقت سراحهم، أو لأن القصف قتلهم، أو لأنهم يموتون جوعًا مع آلاف الفلسطينيين الآخرين، فلا يبدو أن رئيس الأركان إيال زامير يُحاول جاهدًا عرقلة هذه الخطة".
وأشار إلى أنه "في 2017، نشر سموتريتش "خطة الحسم" الشهيرة، واليوم بعد ثماني سنوات، يتوقع أن تُحقق عملية "عربات جدعون"، خيار تهجير الفلسطينيين، وإلا فسيوضع مليوني فلسطيني في مُجمّعات مُعقّمة مغلقة، ثم ستوزع المنظمات الدولية الطعام عليهم مرة واحدة أسبوعيًا، بما يكفي لسبعة أيام، على كل من ليس تابعا لحماس، ومن هناك، من المجمع الذي سيبنى على أنقاض رفح، المدينة التي كان عدد سكانها 200 ألف نسمة قبل الحرب، سيكون اتجاه الحركة في مسار واحد إلى مصر أو مطار رامون، أو أي مكان آخر غير غزة".
وأشار إلى أن "أحد الخيارات الإسرائيلية المطروحة هو ترك الفلسطينيين في تلك المُجمّعات المغلقة، يُطلق عليها الاسم الأنسب "غيتوهات": بلا عمل، بلا تعليم، بلا خدمات صحية، وبذل قصارى الجهد لطردهم، وإذا لم يتحقق ذلك لأسباب مختلفة، فإن احتمال موتهم ببطء أو بسرعة: جوعا أو مرضا أو استمرارا للعنف الإسرائيلي وارد جدًا، ولذلك يجب توضيح الأمور أن عملية "عربات جدعون"، إن نُفذت، فإنها تهدف لإنشاء معسكر اعتقال ضخم تمهيدًا لترحيل الفلسطينيين، لكنها قد تتطور بسهولة إلى إبادة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال عربات جدعون غزة تهجير غزة الاحتلال تهجير عربات جدعون صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مدبولي: تصنيع عربات السكك الحديدية من أهم المشروعات في مجال النقل
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، مصنع الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية (نيرك) ببورسعيد، وكان في استقباله المهندس كريم سامي سعد، والدكتور أحمد فكري عبد الوهاب، عضوا مجلس الإدارة.
وأكد رئيس الوزراء أهمية هذا المشروع الواعد في توطين أحد أهم الصناعات في مجال النقل، التي توليها الدولة اهتماماً كبيراً لكونها تخدم أهداف التنمية الشاملة للدولة من خلال تحقيق الربط الفاعل بين مختلف المناطق، عبر وسائل نقل حضارية مستدامة، تيسر حركة البشر والبضائع.
وخلال الزيارة، قدم المهندس أحمد المفتي، العضو المنتدب لشركة نيرك، عرضًا تقديميًا شاملًا استعرض خلاله التقدم المحرز في المشروع، وكذا مراحل التصنيع المختلفة داخل المصنع، فضلاً عن استراتيجية نيرك لتوطين صناعة السكك الحديدية في مصر.
وأشار المهندس أحمد المفتي، خلال العرض التقديمي، إلى أن المرحلة الأولى للمشروع تمتد على مساحة إجمالية تبلغ ١٠٠،٠٠٠ متر مربع، وتبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع ١٢٠ عربة سنويًا، لافتاً إلى أن الموقف التنفيذي يشير إلى أنه تم استكمال نحو ٨٠٪ من الأعمال الإنشائية وسيتم الانتهاء منها بالكامل في ٣٠ يونيو ٢٠٢٥، كما تم التعاقد على جميع معدات الإنتاج وسيتم الانتهاء من تركيبها خلال شهر يوليو ٢٠٢٥.
ولفت العضو المنتدب للشركة إلى أن تجارب التشغيل بالمصنع ستبدأ خلال شهر يوليو ٢٠٢٥، ليبدأ تصنيع أول عربة مترو بمصنع نيرك خلال شهر أغسطس ٢٠٢٥، ومن المخطط خروج أول قطار من مصنع نيرك في يوليو ٢٠٢٦، طبقاً للجدول الزمني المعتمد من الهيئة.
وأضاف المهندس أحمد المفتي أن "نيرك" تركز على تعميق التصنيع المحلي، ودعم الموردين المحليين، وتعزيز القدرة الوطنية على تصنيع وتجميع المكونات الرئيسية لعربات السكك الحديدية، بالإضافة إلى تطوير سلسلة الإمداد المحلية، واستقطاب الموردين الخارجيين لنقل التكنولوجيا والمعرفة، وتتضمن المشروعات الحالية والمستقبلية توطين وتوريد عربات ركاب سكة حديد، ووحدات قطار مترو للتشغيل على خطوط مترو الأنفاق والمشروع الإقليمي بالإسكندرية، مع التركيز على زيادة نسبة المكون المحلي في التصنيع.
ولفت العضو المنتدب إلى أن من بين مشروعات الشركة، مشروع توطين وتوريد (40) وحدة قطار مترو 320 عربة، للتشغيل على الخطين الثاني والثالث (نسبة المكون المحلى 30%)، ومشروع توطين وتوريد (21) وحدة قطار مترو 189 عربة، لمشروع المترو الإقليمي بالإسكندرية (أبو قير - محطة مصر) (نسبة المكون المحلى 35%)، ومشروع توطين وتوريد 500 عربة ركاب سكة حديد، (درجة أولى/ ثانية، بوفيه) (نسبة المكون المحلى 70%).
وفي ختام الزيارة، قال المهندس أحمد المفتي، العضو المنتدب لشركة نيرك: “إننا نفخر بالتقدم الذي أحرزناه في إنشاء هذا الصرح الصناعي الضخم، وهو يمثل نقلة نوعية في صناعة السكك الحديدية في مصر.. ورؤيتنا لا تقتصر على تلبية الاحتياجات المحلية، بل تتجاوز ذلك إلى بناء قاعدة تصنيعية متطورة قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.. نحن ملتزمون بتوطين التكنولوجيا وتطوير القدرات الوطنية، وسنعمل على زيادة نسبة المكون المحلي في منتجاتنا بشكل تدريجي، كما يتضح من المشروعات التي نعمل عليها حاليًا”.
وأشار إلى أن توقيع العقد الذي تم خلال هذه الزيارة للمصنع مع الهيئة المصرية للأنفاق يؤكد على هذه الرؤية ويعزز من دورنا كشريك استراتيجي في تطوير منظومة النقل في مصر.