بقلم : معتز محي عبد الحميد ..

أن الحالة الدينية لدى المجتمع الاسلامي في أذربيجان مرتبطة إلى درجة كبيرة بتعقيدات الوضع الجيوسياسي لهذا البلد، المحاط بفاعلين سياسيين لهم وزنهم وأدوارهم في المنطقة، مثل: روسيا، وتركيا، وإيران. وعلى الرغم من علمانية أذربيجان بنص الدستور، فإن الإسلام هو جزء أصيل من الهوية الاجتماعية والثقافية.

تقوم أذربيجان اليوم بصياغة هوية وطنية علمانية، تكون الهوية الدينية فيها جزءًا تابعًا للهوية العامة، فيما تتبنى المؤسسات الدينية في أذربيجان سياسة صارمة لمنع نفوذ ما يطلق عليه “الجماعات الراديكالية ذات الطابع المذهبي المتطرف سواء كان ذلك مصدره سني أو شيعي، ويبدو أن إسهام المتدينين ورجال الدين في دعم توجهات الدولة على هذا الصعيد قد أعطى قوة لتوجهاتها العلمانية، وعزز من قوتها داخل المجتمع”.
ويلاحظ في التجربة الأذربيجانية على هذا الصعيد وجود حالة تفاعلية بين هذه المكونات، قادت إلى نشوء حياة دينية يمكن أن نطلق عليها: “النموذج الأذربيجاني”،
وهذا مااكد علية الزعيم الراحل حيدرعلييف في خطابة في مسجد “تازة بير” بمناسبة ميلاد الرسول النبي محمد (ص ) في 5 يلول 1993 ، ففي هذا الخطاب اظهر الزعيم الوطني حيدر علييف الارادة السياسية لاستعادة تقاليد التسامح الراسحة تاريخيا في اذربيجان على المستوى القانوني والسياسي .حيث قال ( يتحلى ديننا بصفات تقدمية منقطعة النظير، منذ نشوئة اثبت الاسلام بشكل جلي مدى تقدميتة واهميتة وانسجامة مع امور الدنيا )
وقد اكد الرئيس في هذة المقولة على حقائق راسخة في العقيدة الاسلامية للدولة وهي:
اولا يتم الاعتراف بالاسلام كدين تقدمي على مر التاريح .
ثانيا الاسلام هو منظومة تعاليم لة اهمية في تاريخ الحضارة الاسلامية ، فمن المستحيل ان نتصور انها جامدة وبعيدة عن عملية التطور العالمي.
وذكر ايضا في كلمتة الى اسباب اغتراب الشعب الاذربيجاني لبعض الوقت عن دينة وعن العواقب الوخيمة الناجمة عن ذلك ، يعود سببة الى تجرد الشعب الاذربيجاني والشعوب المسلمة الاخرى التي كانت تعيش في ظل الحكم الاتحاد السوفيتي السابق عن دينهم ، هو النظام السياسي والايدلوجية السوفياتية ،في نفس الوقت يستدل القائد حيدر علييف بانها محنة من اللة على مجموعة واسعة من الاعتبارات الدينية والفلسفية .
المحن الدينية والمفهوم العصري للدين
يبدو هذا الطرح الديني العصري لمفهوم المحن الدينية ، تطور مهم في فهم الدين الاسلامي وعلاقتة مع ابناء المجتمع في ايام المحن ،ومن المعروف ان القران الكريم يذكر مرارا وتكرارا ان اللة يمتحن عبادة الصالحين بطرق واساليب شتى .
من الممكن القول أن أذربيجان من أكثر المجتمعات الإسلامية علمانية, إذ ينص الدستور في مواد واضحة بعلمانية الدولة، وبصرف النظر عن أنها كانت أول بلد مسلم دخله المسرح وعرفت السينما في فترة مبكرة، فنظام الحكم في أذربيجان اليوم من أكثر الأنظمة التي تدعم التوجهات العلمانية، وتذهب بعض التحليلات إلى أن هذا التوجه جعل بيئة التطرف محدودة للغاية في البلد الذي تتعاظم أهميته الجيوسياسية يومًا بعد يوم في منطقة القوقاز.
جميل أن نفتح أعيننا لأي تجربة في التسامح والتعايش الديني والمذهبي، ومن المهم في ظل الظروف والأوضاع الراهنة أن نسبر أغوار أي تجربة ناجحة في هذا المجال استطاعت أن تحقق سلاماً مجتمعياً حقيقياً، وملموساً على أرض الواقع، سلام الكل بات أحوج ما يكون إليه. في أذربيجان وجدنا تجربة يحتذى بها، هناك حالة فريدة من التسامح والتعايش بين كل أطياف الشعب الأذري، وفي كافة التعاملات والمعاملات الرسمية والشعبية.
ليس مهماً أن نستعيد ما مرّت بها هذه الدولة التي تقع بين أوروبا وآسيا، وكيف مرت بمرحلة حاسمة من التحول السياسي والديني والثقافي والاقتصادي، وتبيان مدى أهميتها الاستراتيجية في القوقاز، بل يهمنا في المقام الأول التجربة المتقدمة الراهنة لهذه الدولة في التسامح الفعلي والملموس على أرض الواقع.
اللعب على ورقة النعرات الطائفية
هناك لم يعطوا فرصة لمن يلعب على أوتار التفرقة بين المذاهب والأديان، والمواطنون على علم وإدراك بأن إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية تعني تربصاً بهم وبمستقبل أبنائهم، لم يقحموا الدين في كل شيء، ترفعوا عن فعل ذلك، ولم يعطوا الفرصة لأشباه أو أنصاف الفقهاء الذين ازدحمت بهم ساحات دول عربية وإسلامية يفتون على هواهم وتبعاً للمصالح والأهداف، يحرّمون، ويجرمون، ويكفرون مع من لا يتفق معهم في فهمهم للدين، أعادوا الدين الى المنطقة الأخلاقية ذات الصلة بالمعاملة وحسن العبادة ورقي الخلق والسلوك، لم يستغلوا الدين في حياتهم اليومية، أو في قراراتهم الحياتية، وفي ألعابهم السياسية، الكل هناك ودون مواربة يعترفون بمدنية وعلمانية الدولة، والمادة 6 من دستور هذه الدوله ينص على ان اذربيجان دولة علمانية بينما تنص المادة 19 على فصل الدين عن الدولة ومساواه بين جميع الاديان امام القانون فضلاً عن الطابع العلماني للنظام التعليمي، ويؤكدون ذلك بأقوال وأفعال لا تعطي فرصة لمن يكيد بهم باسم الدين، ولا يسمحون لأحد بأن يستغلهم باسم الدين أو الطائفة أو المذهب، لذا ليس غريباً في أذربيجان أن تجد المساجد مفتوحة لكل المنتسبين إلى الإسلام، ليس هناك مساجد لهذه الطائفة، وأخرى لتلك الطائفة، المساجد هناك لأبناء الطائفتين الشيعية والسنية، الكل هناك يصلون معاً جنباً الى جنب دون تعقيدات وبشكل انسيابي يثير الإعجاب.
والمرجعية الدينية مرجعية للكل تفتي للمسلمين من الطائفتين، كلٌ على مذهبه.. وفيما يمكن وصفه بـ”أيديولوجية دينية” تحاول المؤسسات الدينية في أذربيجان بناء نموذج ديني يقلل الفوارق بين الشيعة والسنة، لذلك كانت هناك سياسات حازمة تجاه الدعاة من الخارج، للحفاظ على ما يوصف بـ”التعايش السلمي الفريد من نوعه بين فروع الإسلام، فقد تكون أذربيجان هي البلد المسلم الوحيد الذي يصلي فيه أتباع المذهبين معًا في المسجد نفسه، وأحيانًا وراء إمام واحد . ويصر المسؤولون في أذربيجان على الحديث عن بلدهم كمكان للتعايش السلمي بين ممثلي جميع الأديان وكذلك الأقليات القومية والعِرقية، ويرون ضرورة “تشجيع مثل هذا النموذج في التسامح في أوروبا، وفي العالم أجمع.
النموذج السلمي للتعايش
هذا النموذج من التعايش بين مكونات المجتمع الأذري ليس وحده اللافت للنظر، إذ يضاف إلى ذلك التطور السريع في هذه البلاد الذي يدعو هو الآخر الى الإعجاب، فهذه الدولة التي استقلت عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي حققت تقدماً ملحوظاً على صعيد اقتصادها بفضل إصلاحات اقتصادية جدية قامت بها، وهو الأمر جعل البنك الدولي يعدّها من الدول العشر الأُول التي خطت خطوات واسعة في مجالات الإصلاح التنظيمي والإداري عموماً، قامت بذلك وحاربت الفساد والإفساد بمنتهى الجدية دون شعارات رنانة، وأقوال لا تترجم على أرض الواقع، ولم تجعل أحداً فوق الحساب إذا حاد أو أخطأ..!
رؤية الزعيم الهام علييف للتسامح بين الاديان
في كلمة ألقاها خلال افتتاح مسجد “بي بي هيبيت ” في العصمة باكو بعد اعادة بنائه. قال الرئيس علييف ..”من الواضح ان ممثلي الأديان كلها يمكنهم العيش بهدوء وآمان في أذربيجان كما أن بلاده تعد بلدا متعدد القوميات والديانات. «وهذا يعتبر من خصائصها المميزة”.
وأضاف علييف: «تجربتنا في ذلك تدرس في كل أرجاء العالم. ولا شك في أن دور أذربيجان كمجال للتسامح واقامة وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان في العالم سيتعزز ويكبر في المستقبل».
ونوه الرئيس أن الدولة تولي اهتماما خاصا وكبيرا جدا لبناء وترميم وتجديد المقدسات الدينية الاسلامية وغير الاسلامية. مشيرا الى وجود خمس كنائس أرثوذكسية عاملة في أذربيجان، وكذلك كنيس يهودي، كاثوليكية. واكد «أود أن أقوم بعمل يجعل كل سكان أذربيجان وبغض النظر عن انتمائهم الديني أو القومي، يشعرون بأنفسهم بخير وآمان هنا»، لافتا الى وجود كل الامكانات التي تسمح بتحقيق ذلك، وبالقدرة الاقتصادية المتنامية لأذربيجان، «الأمر الذي سيؤثر في شكل كبير على تحسين حياة الناس».
باختصار، تجربة أذربيجان تستحق التأمل على كل الصُعد المذكورة، وأخشى أنه سيكون من باب التعسف وعدم الفهم تجاهل هذه التجربة وقيمتها، على الأقل علينا أن نبحث فيما إذا كان بمقدور هذه الدولة أن تحقق ما بلغته من تقدم لو كانت حالة التناغم والتعايش المشهودة بين كل مكونات المجتمع غائبة أو مغيبة..؟ أكد الرئيس الهام علييف، أن اذربيجان تعتبر مثالا للحوار وللتعايش السلمي بين أبناء القوميات والطوائف الدينية المختلفة، الأمر الذي يجعلها مثالا يحتذى به في العالم.

د. معتز محي عبد الحميد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی أذربیجان هذه الدولة

إقرأ أيضاً:

يوم الطبيب المصري.. وزير الصحة : الملف الطبي على رأس أولويات الدولة .. وتاج الدين : الأطباء المصريون تعاملوا مع جميع التحديات بمنتهى الجدارة

 وزير الصحة

 يشارك في فعاليات الاحتفال بيوم الطبيب المصري

الدولة المصرية تضع الملف الصحي بجميع ركائزه على رأس أولوياتها

 يشهد تكريم عددا من الأطباء ضمن فعاليات يوم الطبيب المصري

نقيب الأطباء 

يوجه الشكر للدكتور خالد عبدالغفار على مجهوداته في القطاع الصحي والانتهاء من قانون المسؤولية الطبية

مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة:

الأطباء المصريون تعاملوا مع كافة التحديات الصحية بمنتهى الجدارة وعلى رأسها أزمة جائحة كورونا

رئيس صحة النواب:

 نعمل على توحيد اللوائح والنظم الإدارية لتحسين الظروف المادية والمهنية للأطباء


 

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بولي الملف الصحي بكافة ركائزه ومحاوره، أهمية قصوى، ويضعه  على رأس الأولويات.

جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال احتفالية يوم الطبيب المصري الـ 47، التي نظمتها النقابة العامة لأطباء مصر، برعاية رئيس الجمهورية، اليوم السبت، بمقر النقابة «دار الحكمة» بحضور الدكتور أسامة عبدالحي، نقيب عام الأطباء، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس لشؤون الصحة، والدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، والدكتور عادل عدوي وزير الصحة الأسبق، وعدد من كبار الأطباء وشيوخ المهنة.

وفي مستهل كلمته، أوضح الدكتور خالد عبدالغفار، أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجّه بإطلاق حزم تحفيزية لتحسين دخل العاملين بالقطاع الصحي، وتضمن ذلك رفع قيمة المكافأة التدريبية، ومضاعفة حافز الطوارئ، وزيادة بدل مخاطر المهن الطبية، وبدل السهر والمبيت، وذلك في إطار تقدير الدولة لدور الأطباء والفرق الطبية في حماية صحة المواطنين.

وزير الصحة يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين هيئة الشراء الموحد ومعهد «جوستاف روسي»وزير الصحة: مصر لن تعاني من عجز الأطباء.. لهذا السبببيتر وجيه مساعداً لوزير الصحة للطب العلاجيمحافظ الأقصر يستقبل نائب وزير الصحة خلال زيارته للمنشآت الطبية الأطباء المصريين أثبتوا قدراتهم ومهاراتهم المتميزة

وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى أن الأطباء المصريين أثبتوا قدراتهم ومهاراتهم المتميزة عبر التاريخ، وحققوا إنجازات طبية كبرى، أبرزها المساهمة في القضاء على فيروس "سي" الذي أنهك أكباد المصريين لسنوات طويلة، وكذلك الملاريا والحصبة، بالإضافة إلى جهود خفض قوائم الانتظار، وتنفيذ المبادرات الرئاسية التي استهدفت جميع الفئات، مثل فحص الأطفال حديثي الولادة، ورعاية مرضى الأمراض المزمنة، والاهتمام بصحة طلاب المدارس، والاعتلال الكلوي، والأم والجنين، وغيرها من مبادرات الصحة العامة.

وأضاف نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن الدولة شرعت في تنفيذ خطة لإعادة هيكلة المنظومة الصحية من خلال قانون التأمين الصحي الشامل، الصادر عام 2018، والذي يستهدف خدمة المريض وتحسين أوضاع الطبيب من خلال توفير بيئة مناسبة، ومزايا مالية تليق بمقدمي الرعاية الصحية، في ضوء ما قدموه من تضحيات، خاصة خلال جائحة كورونا، التي أظهرت شجاعة الكوادر الطبية.

وأكد أن الوزارة وضعت خططًا متكاملة لتحسين بيئة العمل بالمؤسسات الصحية من خلال المطالبة بزيادة مخصصات الموازنة سنوياً، وتطوير البنية التحتية، وتوفير المعدات والمستلزمات اللازمة لضمان جودة الخدمة، مشيرًا إلى أن الاستثمار في العنصر البشري من أهم أولويات الوزارة، حيث ارتفع عدد المتدربين سنويًا من 31,622 متدربًا في 2014 إلى نحو 60,746 متدربًا في 2023، مع توفير أدوات تدريب حديثة مثل منصات التعليم الإلكتروني، وتوقيع شراكات داخلية ودولية لتوفير منح ودورات تدريبية، من أبرزها التعاون مع الكلية الملكية البريطانية، وجامعة هارفارد، والوكالة التايلاندية، وسنغافورة، وأستراليا، وغيرها.

وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن العمل جارٍ بجدية لمعالجة التحديات التي تواجه الأطباء، وبناءً على تكليفات الرئيس، تم تشكيل لجنة لدراسة أوضاع الأطباء وتحسينها، تضم ممثلين عن الجهات المعنية، بهدف اقتراح حلول عملية قابلة للتنفيذ، منها تشكيل لجنة دائمة لمعالجة معوقات التكليف، والسير نحو إقرار قانون المسؤولية الطبية الذي يضمن الحماية القانونية للأطباء أثناء أداء مهامهم.

وتابع أنه تم كذلك دراسة تسهيل شروط الترقية إلى درجة استشاري للحاصلين على الماجستير، كما تم إصدار القرار رقم 75 لسنة 2024، المعدل للائحة 239 لسنة 1998، والذي يتيح للمستشفيات تحسين مواردها المالية لتطوير الخدمات وتحفيز الأطباء مادياً، إلى جانب العمل على سد فجوة الامتيازات بين مختلف جهات تقديم الخدمة، إضافة إلى إنشاء صندوق للتعويض عن مخاطر المهن الطبية، والذي يمثل خطوة هامة نحو تمكين الأطباء وتقديم الدعم اللازم لهم حال تعرضهم لأي إصابة أو مرض ناتج عن ممارسة المهنة، والتصديق على قانون المسؤولية الطبية الذي يخدم الطبيب والمريض.

ومن جانبه، توجه الدكتور أسامة عبدالحي، نقيب الأطباء، بخالص الشكر والتقدير للدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، على مشاركته الفعالة في فعاليات يوم الطبيب المصري، مما يعكس تقديره العميق لدور الأطباء في خدمة الوطن والمواطن، ولاسيما جهوده وجهود الدولة ومجلس النواب في الانتهاء من قانون المسؤولية الطبية.

كما ثمن نقيب الأطباء الجهود الكبيرة التي يبذلها الدكتور خالد عبدالغفار، في تطوير القطاع الصحي، والتي أسهمت بشكل ملحوظ في الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية وتعزيز كفاءة المنظومة الصحية، ومواجهة التحديات التي تواجه الأطباء وتحسين بيئة العمل.

ومن جهته، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، إن يوم الطبيب المصري يُعد يومًا عظيمًا، يُجسد التقدير والاعتزاز بكل طبيب مصري يساهم في حماية صحة المواطنين، موجها الشكر للدكتور خالد عبدالغفار، على دعمه المتواصل للقطاع الطبي.

وأضاف الدكتور عوض تاج الدين، أن الطبيب هو العمود الفقري للمنظومة الصحية، ودعمه وتقديره هو دعم لصحة الوطن بأكمله، مؤكدا أن الأطباء المصريين تعاملوا مع كافة التحديات، وعلى رأسها أزمة جائحة كورونا، بكل إخلاص وكفاءة وشجاعة.

وأكد أن الدولة المصرية بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تولي اهتمامًا كبيرًا بالملف الصحي، والذي شهد نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، لم تقتصر فقط على تطوير المنشآت، بل شملت أيضًا الارتقاء بالعنصر البشري، إلى جانب تنفيذ المبادرات الصحية، التي أسهمت في تحسين صحة الإنسان المصري.

وخلال الاحتفالية، قال الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إن يوم الطبيب المصري يعد مناسبة هامة لتجديد الالتزام بدعم الأطباء وتقدير جهودهم، مؤكدا أن الانتهاء من قانون المسؤولية الطبية، والذي يجري حاليًا العمل على تطبيقه، حاز على رضا الأطباء.

وأوضح رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن الصحة والتعليم يمثلان أولويتين أساسيتين للحكومة في إطار سعيها لتحسين أوضاع الفريق الصحي، مشيرا إلى أن هناك توجهًا لتعديل قانون رقم 14 الخاص بمزاولة مهنة الطب، إلى جانب العمل على توحيد اللوائح والنظم الإدارية بين المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، وذلك بهدف تحسين الظروف المادية والمهنية للأطباء.

وفي كلمته، قدم الدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان الأسبق، الشكر والتقدير لكل القائمين على المنظومة الصحية، لما يبذلونه من جهد مخلص وعمل دؤوب من أجل رفع كفاءة الخدمات الصحية، وتقديم أفضل رعاية للمواطنين، مشيدا بالإنجازات الكبيرة التي تحققها الوزارة في الفترة الأخيرة، والتي جاءت نتيجة تخطيط علمي، وإدارة واعية، وتكامل بين جميع القطاعات، كما أشاد بدور الطبيب، أحد الأعمدة الأساسية في المنظومة الصحية، والشريك الأساسي في تطوير الأداء وتحقيق الأهداف المنشودة.

وفي ختام الفاعلية، شهد الدكتور خالد عبدالغفار، تكريم نقابة الأطباء لعدد من الأطباء الأكفاء في تخصصاتهم، ومن أبرزهم الراحل الدكتور ممدوح سلامة أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، والدكتور مختار مدكور رائد أمراض الصدر في مصر والعالم العربي، والدكتور مازن إبراهيم نجا رائد  المناظير والجهاز الهضمي، والدكتور أسامة حمدي أستاذ الأمراض الباطنة بجامعة هارفارد، والدكتور محمود المتيني رائد زراعة الكبد ورئيس جامعة عين شمس الأسبق، والراحل عماد ظريف أستاذ التخدير والعناية المركزة بكلية الطب جامعة أسيوط، والدكتور تامر مدكور وكيل وزارة الصحة بمحافظة الدقهلية، والدكتور أسامة بلبل وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية، وغيرهم من شيوخ المهنة، إلى جانب تكريم الإعلامي إبراهيم عيسى، والإعلامي شريف عامر، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، وعدد من الصحفيين والإعلاميين.

طباعة شارك الصحة وزير الصحة الطبيب المصري الملف الصحي يوم الطبيب المصري

مقالات مشابهة

  • أبو حيدر من بغداد: لبنان باقٍ على العهد
  • في ذكرى رحيل الأديب والشاعر والصحفي سعد الدين إبراهيم
  • كاتب إسرائيلي: نتجه للانتحار بسبب الدولة الدينية وتهرب الحريديم من الجيش
  • يوم الطبيب المصري.. وزير الصحة : الملف الطبي على رأس أولويات الدولة .. وتاج الدين : الأطباء المصريون تعاملوا مع جميع التحديات بمنتهى الجدارة
  • وفد من أمل شارك في استقبال السفارة الروسية بمناسبة ذكرى النصر
  • ثلاثية باكستان التاريخية.. الجيش، الإقطاع السياسي، الدين
  • زياد بهاء الدين: الضرائب أساس الإدارة الاقتصادية ومفتاح بناء الثقة بين الدولة والمواطنين
  • بوتين وترامب يتبادلان التهاني بمناسبة ذكرى النصر
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون فريدريش ميرتس بمناسبة انتخابه مستشاراً لألمانيا