مثل البشر.. الزرازير الأفريقية تُكوّن صداقات طويلة الأمد
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة نشرت يوم 7 مايو/أيار في دورية "نيتشر" أن طيور الزرزور الأفريقي لا تكتفي بمساعدة أقاربها من أجل الحفاظ على الجينات، بل تبني علاقات تعاون طويلة الأمد مع طيور غير مرتبطة بها وراثيا، في سلوك اجتماعي يشبه إلى حد بعيد "الصداقات" التي ينسجها البشر مع غير ذوي القربى.
استندت الدراسة إلى بيانات سجلت على مدى عقدين من الزمن، من عام 2002 حتى 2021، في بيئة السافانا القاسية بشرق أفريقيا.
يقول المؤلف المشرف على الدراسة داستن روبنشتاين أستاذ علم سلوك الحيوان في جامعة كولومبيا الأميركية في تصريحات للجزيرة نت "إن مجتمعات طيور الزرزور لا تقتصر على عائلات مترابطة جينيا، بل تضم مزيجا من الأفراد المرتبطين وغير المرتبطين، يعيشون معا على نحو يشبه المجتمعات البشرية".
ويوضح روبنشتاين أنه لطالما عرف العلماء أن الحيوانات تميل إلى مساعدة أقاربها؛ في سلوك يعرف باسم "اصطفاء القرابة"، لدعم انتشار جيناتهم. لكن السلوك الذي أظهرته طيور الزرزور يشير إلى درجة أعلى من التعقيد الاجتماعي، فهي تساعد طيورا لا تربطها بها صلة قرابة، على نحو منتظم وعلى مدى سنوات، وذلك يدل على وجود نوع من "التبادلية" أو المعاملة بالمثل.
إعلانلكن إثبات أن الحيوانات تساعد غير أقاربها بدافع تبادلي كان مهمة شاقة للعلماء، نظرا لصعوبة جمع بيانات كافية على مدى فترات زمنية طويلة. وقد تغلب فريق روبنشتاين على هذا التحدي، إذ راقبوا آلاف التفاعلات بين مئات الطيور على مدى 40 موسما للتكاثر، وجمعوا بيانات وراثية لكل طائر لدراسة علاقاته الأسرية.
فهم السلوك الاجتماعي لدى الحيواناتوبدمج هذه البيانات السلوكية والوراثية، تمكن الفريق من الإجابة عن أسئلة حاسمة: هل تفضل الطيور مساعدة أقاربها فقط؟ وهل تساعد غير الأقارب حتى في وجود أقارب يمكن مساعدتهم؟ وهل تتكرر هذه المساعدات بين نفس الأزواج من الطيور على مدى الزمن؟
"الإجابة كانت لافتة، فالطيور تفضل أقاربها، لكنها تساعد غير الأقارب أيضا وباستمرار"، وذلك يشير إلى وجود نوع من "الوفاء الاجتماعي" أو "الصداقات" بين بعض الأفراد، كما وصف روبنشتاين الذي أضاف أن "العديد من هذه الطيور تشكل صداقات مع مرور الوقت. وخطوتنا القادمة هي فهم كيف تتشكل هذه العلاقات، ومدى استمراريتها، ولماذا تدوم بعضها بينما تنهار أخرى".
تفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لفهم السلوك الاجتماعي في عالم الحيوان، وتدفع العلماء إلى إعادة النظر في النماذج التقليدية التي تفسر السلوك التعاوني بناء فقط على الروابط الوراثية.
ويعتقد روبنشتاين أن ما رُصد لدى الزرزور ربما يكون منتشرا بين أنواع حيوانية أخرى، لكن لم يوثق بعد بسبب نقص الدراسات الطويلة الأمد.
ويلفت روبنشتاين إلى أن مختبره انشغل بدراسة السلوك الاجتماعي في عدد من الأنواع عبر العالم، من الجمبري في الكاريبي، إلى الدبابير في أفريقيا، والخنافس في آسيا، والفئران والسحليات في أستراليا. ويشير إلى أن هذه الدراسة تضيف حجرا جديدا في هذا الصرح العلمي، مؤكدا أن التعقيد الاجتماعي ليس حكرا على الإنسان، بل ربما يشمل طيفا واسعا من الكائنات.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مصر تحصد الذهب والفضة في البطولة الأفريقية للكوراش
نجح المنتخب المصري للكوراش في حصد ميداليتين خلال منافسات البطولة الأفريقية للكوراش التي أقيمت في جنوب إفريقيا على مدار أيام 8 و 9 و 10 أغسطس الجاري.
حصد باسل علاء الدين المركز الأول والميدالية الذهبية فيما حصد بوجي لاعب المنتخب المصري للكوارش المركز الثاني والميدالية الفضية فيما تعرض البطل العالمي محمد شافعي للإصابة وحصل على المركز الخامس خلال المنافسات.
أشاد محمد صبيح، رئيس الاتحاد المصري للكيك بوكسينج، بنتائج بعثة منتخب الكوراش خلال البطولة الأفريقية التي أقيمت في جنوب إفريقيا مؤكدا أن اللعبة تشهد انتشارا كبيرا على مدار الفترة الماضية.
وتابع رئيس الاتحاد المصري للكيك بوكسينج أن الفترة المقبلة سوف تشهد تنظيم المزيد من البطولات المحلية في منافسات الكوراش وأيضا الاشتراك في عدد من الفعاليات الدولية الأمر الذي يسهم في التعرف على العديد من المدارس الفنية المختلفة للعبة.
ضمت بعثة المنتخب المصري للكوارش في البطولة الأفريقية كابتن نورا أنور، المدير التنفيذي للاتحاد المصري للكيك بوكسينج وثلاثة لاعبين وهم باسل علاء الدين وبوجي ومحمد شافعي.
تعد رياضة الكوارش ضمن لجان الاتحاد المصري للكيك بوكسينج وشاركت في العديد من البطولات القارية والدولية وحققت انتصارات كبيرة وسط إشادة كبيرة من الاتحاد الأفريقي والدولي بمدى التطور الذي شهدته اللعبة في وقت قصير بمصر.