لوفيغارو: ما الذي حصل عليه حزب العمال الكردستاني مقابل حله نفسه؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
أعلن حزب العمال الكردستاني حل نفسه أمس الاثنين، منهيا بذلك أكثر من 4 عقود من النضال المسلح ضد الدولة التركية، في خطوة أشاد بها حزب العدالة والتنمية الحاكم باعتبارها "خطوة مهمة نحو هدف تركيا خالية من الإرهاب".
وفي هذا السياق، طرحت صحيفة لوموند بعض الأسئلة على ديدييه بيليون، نائب مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية (إيريس) المتخصص في شؤون تركيا، لإلقاء مزيد من الضوء على هذه الخطوة لفهم أبعادها ومدى أهميتها.
وقال ديدييه بيليون إن هذا الإعلان له أهمية كبيرة، وإن كان من السابق لأوانه معرفة أبعادها بسبب الاختلافات والحساسيات التي قد لا يكون التعبير عنها قد تم في مؤتمر الحزب هذا، وكذلك بسبب عدم تداول معلومات كافية عن المفاوضات بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية.
وذكر بيليون بأنه علينا أولا أن نرى ما الذي سيحل بزعماء حزب العمال ومقاتليه، وكيف ستتم إعادة دمجهم في المجتمع التركي؟ وماذا سيحدث للسجناء السياسيين المرتبطين بالحزب؟ وماذا عن المنتمين إلى حزب الشعوب والمساواة والديمقراطية، وهو حزب كردي قانوني مشتبه في تواطئه مع حزب العمال الكردستاني؟ وماذا سيحدث للزعيم التاريخي ومؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان المسجون منذ 26 عاما، واختصارا ما الذي حصل عليه حزب العمال الكردستاني مقابل حل نفسه؟
إعلانوأشار الباحث إلى أن هذه هذا القرار قد يكون دافعه تحقيق المطالب الكردية المتعلقة بالهوية الثقافة والسياسة، مؤكدا أن الحصول على ذلك مهمة جبارة لأن تركيا دولة شديدة المركزية، مبنية على نفي مصطلح الأقلية، ومن الصعب أن يتحدث دستورها عن "شعوب تركيا" لأن ذلك يعني الاعتراف بوجود هويات متعددة في هذا البلد، وسيقاومه القوميون الأتراك.
وعندما سألته الصحيفة هل قرار حزب العمال الكردستاني انعكاس لضعفه؟ رد ديدييه بيليون بالإيجاب، وقال إن حزب العمال الكردستاني أصبح ضعيفا عسكريا، كما يدل على ذلك تناقص عملياته في السنوات الأخيرة، وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوف يستغل هذا الوضع ويستفيد منه، مقدما نفسه كصانع السلام الذي قضى على الإرهاب.
وقال دوران كالكان، أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني إن حل حزبهم ذاتيا "ليس النهاية" بل "بداية جديدة"، حيث سيتركز النضال الكردي في الساحة السياسية، وسيقف الأكراد وراء مطالبهم الثقافية والسياسية والاجتماعية، في معركة ليست محسومة مسبقا، لأنها ستصطدم بالقومية التركية، حسب رأي بيليون.
أما على المستوى الإقليمي، فرأى بيليون أن المسألة الكردية ليست على شاكلة واحدة في تركيا والعراق وإيران وسوريا، وبالتالي لن يكون هناك تغيير جذري على مستوى البلدان الأخرى، باستثناء اختفاء المرتكز العسكري في تركيا، وهو أمر بالغ الأهمية بالفعل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات حزب العمال الکردستانی
إقرأ أيضاً:
كلمة واحدة قد تهدم تاريخك.. هل ستعتذرين؟
رساله عتاب أكتبها بكل حزن وشفقة على أي شخص مهما كان منصبه أو وضعه الاجتماعي واندفع في حديث يشينه ويقلل منه، وجعله يشعر أنه من أسياد القوم.
فها هو قلبي الآن، مثقل بالأسى بعد أن سمعت كلمات خرجت من فم من يفترض أنهم قدوة أو على الأقل يعرفون قيمة الكلمة أمام الناس، كلمات حملت غرورًا، واستعلاءً، وتناست أن الكبرياء الحقيقي للوطن لا للألقاب، وأن السيادة لا تأتي من منصب أو شهرة، بل تأتي من خدمة الناس وحب الأرض وصون الكرامة والكلمة.
أتعجب… كيف يجرؤ أي شخص، أيا كان، أن يرفع نفسه فوق الناس، وكأن بقية أبناء الوطن أقل شأنًا؟! أين ذهبت القاعدة التي تربينا عليها: «خادم القوم سيدهم؟»، أين الاحترام الذي كان يُكسِب صاحبه المحبة قبل أي إنجاز؟، أين الرقي حتي في العتاب؟.
أقولها بكل وضوح… السيادة الحقيقية لأطباء ينقذون الأرواح، لقضاة يرفعون المظلومين، لضباط يحرسون حدودنا، لمهندسين يشيدون مستقبلنا، لعمال نظافة يحمون صحتنا في صمت، وللعلماء الذين يضيئون الطريق للبشرية، والخ من المهن العظيمه.. هؤلاء هم أسياد الوطن… لكنهم لم يقولوها يومًا، لأن أفعالهم تتحدث عنهم بصوت أعمق من أي تصريح.
أنظر إلى قامات عظيمة مثل الجراح المصري العالمي مجدي يعقوب، الذي أنقذ قلوب آلاف الأطفال، واخترع، وابتكر، وكتب اسمه بحروف من ذهب في الطب العالمي. ومع ذلك، تواضعه هو تاجه، وابتسامته هي رسالته، وخدمته للبشرية هي فخره. هذا هو النموذج الذي ينبغي أن نقتدي به.
أيها الأحبة… الكلمة أمانة، ومن يخرج أمام الجمهور يتحمل مسؤولية مضاعفة. فليت كل مؤثر أو فنان أو صاحب صوت مسموع يضع يده على قلبه قبل أن يتكلم، ويسأل نفسه: هل ما سأقوله يرفع صورة بلدي أمام العالم؟ أم يشوهها؟ هل يزيد من محبة الناس لي؟ أم ينزعها من قلوبهم؟
اعلموا… أن الإنسان الناجح حقًا، والغني فعلاً، ليس من يتباهى ببيته أو ماله أو مظهره او وظيفته او وضعه الاجتماعي أو حسبة او نسبة… بل من يكسب احترام ومحبة الناس حتى في غيابه، ومن يترك أثرًا طيبًا يبقى بعد رحيله.
فلنحفظ ألسنتنا، ولنتذكر أن المجد للوطن، والرفعة لكل من يخدمه بصدق والبقاء للأسماء التي تعيش في القلوب، وللفنانين الذين جمعوا بين موهبة صادقه وبصمه راقيه تبقي بعد رحيلهم.