تناول مقال في مجلة إيكونوميست البريطانية التحولات الجيوسياسية التي تكشفت في الأزمة الأخيرة بين باكستان، والهند، مع بروز أدوار لدول مثل الولايات المتحدة والصين وبعض دول الخليج العربي وتراجع التأثير الروسي.

وأشارت تانفي مادان الباحثة في برنامج السياسة الخارجية بمعهد بروكينغز ومقدمة بودكاست "الهند العالمية"، في المقال إلى أن العدائيات بين الهند وباكستان لم تكن يوما ثنائية الطابع فحسب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من يرافق ترامب في زيارته إلى السعودية؟list 2 of 2تسريب يكشف مخاوف غوغل من التبعات الأخلاقية والقانونية لمشروعها مع إسرائيلend of list

وقالت إن أعين الولايات المتحدة والصين وغيرهما لطالما ظلت تراقب عن كثب الحروب بين الدولتين الواقعتين جنوب القارة الآسيوية، وكثيرا ما كانت تنخرط في حروبهما وتوتراتهما الأقل حدة، حتى قبل أن تصبحا قوتين نوويتين في عام 1998.

زيادة الاهتمام الدولي بالصراع

ورغم أن امتلاكهما القوة النووية كان نقطة تحول، إلا أنه فاقم المخاطر وزاد من الاهتمام الدولي بالصراع بينهما.

وطبقا للمقال، فقد لعبت دول أخرى أيضا أدوارا مختلفة في الأزمة التي اندلعت مؤخرا إثر الضربات العسكرية المتبادلة بين الهند وباكستان، مما انعكس بشكل عام في السياق الجيوسياسي والعلاقات بين الدولتين الجارتين.

وقد تجلى هذا الأمر في الإدانة الأميركية السريعة للهجوم الإرهابي ضد سياح في الشطر الهندي من كشمير في 22 أبريل/نيسان المنصرم الذي أشعل فتيل الأزمة.

إعلان واشنطن أربكت نيودلهي

وجاءت إدانة واشنطن للحادث -بحسب كاتبة المقال- من واقع خبرتها في التعامل مع "الإرهاب" واهتمامها بالهند باعتبارها شريكا إستراتيجيا واقتصاديا.

ولفتت مادان في مقالها إلى أنه لم يصدر أي انتقاد من أميركا للهند فور الضربة التي وجهتها ضد باكستان، إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخلت عن النهج الذي درجت واشنطن على اتباعه في إدارة الأزمات السابقة بين الهند وباكستان في عامي 2016 و2019، حيث أعلنت بشكل مفاجئ عن وقف إطلاق النار وعرضت الوساطة، مما أربك نيودلهي.

ومن ناحية أخرى، تحركت الصين لدعم باكستان، وكانت من الدول القلائل التي انتقدت الضربة العسكرية الهندية. وفي حين ترى كاتبة المقال أنه لا ينبغي الإفراط في تقدير التنافس على النفوذ بين الصين وأميركا، إلا أنها تعتقد أنه كان سببا في تدخلهما في الصراع بين الهند وباكستان.

وعلى المستوى الإستراتيجي، كان أحد أسباب الدعم الأميركي للهند نابعا من اعتقاد واشنطن بأن الهند يمكن أن تُحدث توازنا جيوسياسيا وبديلا اقتصاديا للصين.

الصين وتركيا

وتقول مادان إنه في الوقت الذي تقوم فيه دول -مثل فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة- حاليا بتزويد الهند بالتكنولوجيا العسكرية أو المشاركة في تصنيعها، لا تزال الصين هي أكبر مورد للسلاح إلى باكستان. كما أظهرت هذه الأزمة أيضا أن تركيا أصبحت شريكا مهما لباكستان، لا سيما عبر توريد طائرات مسيرة لها.

ولكن على الرغم من طبيعة التنافس بينهما، إلا أن أميركا والصين أبدتا اهتماما مشتركا بتهدئة الأزمة. ولكن مع مرور الوقت، تضاءلت قدرة واشنطن على الضغط على الهند في ظل نمو قوة الهند وشراكاتها مع الآخرين وفائدتها الإستراتيجية للولايات المتحدة.

الدور المتضائل لروسيا

أما الدولة التي ترى مادان أن دورها آخذ في التراجع فهي روسيا، التي تقلص دعمها للهند بشكل ملحوظ عما كان عليه في الأزمات السابقة.

إعلان

ومع أن الهند لا تحبذ تدخل طرف ثالث، رغم سعادتها دوما بما تمارسه أميركا من ضغوط على باكستان، إلا أنها لا تبدو سعيدة بتدخل ترامب هذه المرة.

واعتبرت الكاتبة أن وساطة ترامب بين الدولتين المتحاربتين، وتقبله الواضح لتلويح باكستان بالسلاح النووي، وما بدا منه من تصور يُساوي بين الهند وباكستان، لن يلقى استحسانا في نيودلهي.

وعلى الجانب الآخر، فلطالما سعت باكستان إلى مثل هذه الوساطة الأميركية في إطفاء جذوة القتال، لكن كاتبة المقال تزعم أن ابتهاج إسلام آباد بعرض ترامب قد لا يدوم طويلا مع تحول اهتمامه إلى قضايا أخرى، وعودة الهند للواجهة مرة أخرى كدولة أنفع لأميركا من الناحيتين الإستراتيجية والاقتصادية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات بین الهند وباکستان إلا أن

إقرأ أيضاً:

إعلان ترامب عن التهدئة بين باكستان والهند أثار غضب مودي

أعرب مسؤولون هنود كبار، عن غضبهم الشديد، من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن الاتفاق بين الهند وباكستان، عقب التصعيد والضربات العسكرية المتبادلة.

ونقلت بلومبيرغ، عن المسؤولين الهنود تفاجؤهم من إعلان ترامب، وتخطيه ‏رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مشيرة إلى أن الإعلان قوض ‏سياسة الهند بشأن كشمير.‏

وأشار المسؤولون إلى أن خطوة ترامب، تمثل ‏انتصارا دبلوماسيا كبيرا لباكستان وخفضا لمستوى مودي.‏



ولفتت بلومبيرغ، إلى أن مودي لم يلتزم خلال مكالمته مع جيه ‏دي فانس، نائب الرئيس ترامب، بخفض التصعيد وشدد على الرد بقوة ‏إذا صعدت باكستان.‏

وقالت إن مسؤولين هنودا أعربوا عن استيائهم من تصريح وزير ‏الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن ممثلين عن البلدين سيجتمعون ‏في مكان محايد.‏

وكان ترامب أعلن السبت في منشور عبر منصته تروث سوشيال، أن ‏الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار "شامل وفوري"، وهو ‏الأمر الذي أكده الجانبان.

والسبت، أعلنت الهند وباكستان التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار فوري، بوساطة من الولايات المتحدة.

وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار، بعد أن تصاعدت الأزمة بين البلدين الجارين النوويين بشكل غير مسبوق، بدأت على خلفية توجيه الهند في 7 أيار/ مايو الجاري ضربات صاروخية استهدفت الأراضي الباكستانية، في أعقاب هجوم نفّذه مسلحون بمنطقة بهلغام بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع للإدارة الهندية، أدى لمقتل 26 شخصا في 22 نيسان/أبري الماضي.

مقالات مشابهة

  • جذور الأزمة لم يتم معالجتها.. حجي يعلق على احتواء الأزمة بين الهند وباكستان
  • إعلان ترامب عن التهدئة بين باكستان والهند أثار غضب مودي
  • ترامب: منعنا اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان
  • الهند وباكستان في صراع سيبراني تاريخي.. تعرف على أبرز الهجمات الإلكترونية بين الدولتين
  • مع صمود وقف إطلاق النار.. الهند وباكستان تناقشان الخطوات التالية
  • ما أبرز الأسلحة الإسرائيلية التي يعتمد عليها الجيش الهندي؟
  • وقف هش لإطلاق النار بين الهند وباكستان .. واشنطن تقود الوساطة والسعودية تتحرك دبلوماسياً
  • وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.. نار الحرب تُطفأ بدلو من واشنطن!
  • أول تصريحات لـ ترامب بعد وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان