شهدت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية توقيع شراكة اقتصادية استراتيجية شاملة بين البلدين، تُعد من الأضخم في تاريخ العلاقات الثنائية، حيث بلغت قيمة الالتزامات المتبادلة 600 مليار دولار.

وامتدت هذه الاتفاقيات لتشمل قطاعات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية والثقافة، ما يعكس عمق المصالح المشتركة ورغبة الجانبين في توسيع نطاق التعاون الاستراتيجي.



وقّع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي الثلاثاء، "وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية"، إلى جانب اثنتي عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم ثنائية تغطي مجالات حيوية متعددة، وذلك خلال القمة التي جمعتهما في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، وفق ما أوردته قناة "الإخبارية" الرسمية.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأن الزعيمين شهدا مراسم توقيع وتبادل عدد من الاتفاقيات الثنائية.

ووفق الرصد فقد بلغ عدد الاتفاقيات والمذكرات المعلنة 12 اتفاقًا ومذكرة تعاون.

أبرز الاتفاقيات والمذكرات الموقعة:
أولا: مذكرة تفاهم في مجال الطاقة بين وزارتي الطاقة في البلدين، لتعزيز التعاون في مجالات الإنتاج والتقنيات الحديثة.

ثانيا: مذكرة نوايا دفاعية تهدف إلى تحديث وتطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة السعودية، بالتركيز على منظومات الدفاع المستقبلية.

ثالثا: اتفاق تعاون في مجال التعدين والموارد المعدنية، بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية ووزارة الطاقة الأمريكية.




رابعا: خطاب نوايا لتعزيز التعاون في مجالات الذخيرة، والتدريب، والدعم اللوجستي، والصيانة، وتحديث الأنظمة العسكرية لوزارة الحرس الوطني، بما يشمل الأنظمة البرية والجوية.

خامسا: مذكرة تفاهم أمنية بين وزارة الداخلية السعودية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، لتعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني.

سادسا: مذكرة نوايا صحية دفاعية تهدف إلى تطوير القدرات الصحية والخدمات الطبية الخاصة بالقوات المسلحة السعودية.

سابعا: اتفاقية للتعاون القضائي بين وزارتي العدل في البلدين.

ثامنا: اتفاقية تنفيذية في مجال الفضاء بين وكالة الفضاء السعودية ووكالة "ناسا"، تتعلق بالمشاركة السعودية في مشروع "كيوب سات" لرصد الطقس الفضائي ضمن برنامج "أرتميس".

تاسعا: اتفاقية تعاون جمركي بين حكومتي البلدين بشأن المساعدة المتبادلة بين إدارات الجمارك.
بروتوكول تعديل اتفاقية النقل الجوي بين الرياض وواشنطن، لتحديث بنود التعاون في قطاع الطيران المدني.

عاشرا: اتفاقيات في مجالي البيئة والبحوث الطبية، لا سيما المتعلقة بمكافحة الأمراض المعدية.

تفاصيل وأبرز محاور الشراكة:

أولا: اتفاقيات الدفاع والأمن (بقيمة 142 مليار دولار)

تم توقيع أكبر صفقة تسليح في تاريخ الولايات المتحدة، تتضمن تزويد المملكة بمنظومات عسكرية متقدمة تشمل: مقاتلات حديثة وتقنيات فضائية وصاروخية - أنظمة دفاع جوي وصاروخي من طراز "ثاد" و"باتريوت" - زوارق حربية وأنظمة أمن سواحل - تقنيات مراقبة متطورة وطائرات مسيّرة لتعزيز أمن الحدود - تطوير الأكاديميات العسكرية السعودية وتقديم خدمات طبية للقوات المسلحة.

كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الداخلية السعودية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في مجالي مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني.

ثانيا: استثمارات في الطاقة والبنية التحتية
استثمار بقيمة 3.4 مليار دولار لتوسعة مصفاة "موتيفا" في ولاية تكساس، ثاني أكبر مصفاة في الولايات المتحدة.

اتفاق لتوريد 6.2 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال إلى "أرامكو" من مشروع بورت آرثر.

بالإضافة إلى استثمار 20 مليار دولار من شركة "داتافولت" السعودية في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة.

ثالثا: التكنولوجيا والابتكار (80 مليار دولار)

تحالف من كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية – مثل عوغل٬ وأوراكل٬ وشركة إي إم دي٬ وأوبر٬  وسيلز فورس – سيستثمر في مشاريع مشتركة بمجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

كما تم توقيع شراكة مع شركة إنفيديا لتطوير بنية تحتية متقدمة في تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
رابعا: الرعاية الصحية والمشاريع الصناعية
مشروع سعودي بقيمة 5.8 مليار دولار لإنشاء مصنع ضخم للسوائل الوريدية في ولاية ميشيغان.
اتفاقية تعدين مشتركة لتأمين سلاسل التوريد الخاصة بالمعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التقنية.

خامسا: الفضاء والعلوم
إطلاق قمر صناعي صغير (CubeSat) سعودي على متن مهمة "أرتميس 2" التابعة لوكالة "ناسا" لدراسة الطقس الفضائي.

بالإضافة إلى شراكات ثقافية مع مؤسسة سميثسونيان تشمل أبحاثًا حول آثار العلا، وبرامج لحماية النمر العربي المهدد بالانقراض.

سادسا: التجارة وتحديث قطاع الطيران
تعديل اتفاقية النقل الجوي بين البلدين بما يسمح للطائرات الأمريكية بنقل الشحنات من وإلى دول ثالثة عبر السعودية دون التوقف في الولايات المتحدة.

تصدير خدمات أمريكية بقيمة 2 مليار دولار تشمل تنفيذ مشاريع كبرى مثل مطار الملك سلمان ومدينة القدية.

سابعا: صناديق استثمار قطاعية
صندوق للطاقة بقيمة 5 مليارات دولار لدعم مشاريع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى صندوق دفاعي/فضائي بقيمة 5 مليارات دولار للأبحاث والتطوير. وصندوق رياضي بقيمة 4 مليارات دولار بقيادة شركة Enfield Sports.


 وقد وصف الرئيس الأمريكي الاتفاقيات بأنها تمثل "عصرًا ذهبيًا جديدًا" في العلاقات الأمريكية السعودية، في تباين واضح مع التوترات التي شابت العلاقة خلال إدارة سلفه جو بايدن.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
وسبق لترامب أن زار المملكة العربية السعودية خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، حيث التقى حينها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وشارك في قمة عقدت في العاصمة الرياض.

وتأتي زيارته الحالية إلى السعودية، والتي تُعد الأولى له إلى منطقة الشرق الأوسط منذ تنصيبه لولاية ثانية في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، في إطار جولة إقليمية تمتد من يوم الثلاثاء حتى الجمعة، وتشمل كذلك كلًا من قطر والإمارات العربية المتحدة.

ومن المقرر أن يشارك ترامب، غدا الأربعاء، في القمة الخليجية-الأمريكية الخامسة، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وفق ما أوردته وسائل إعلام سعودية.

ويُذكر أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي تأسس في 25 أيار/مايو عام 1981، ويقع مقره في الرياض، يضم ست دول هي: السعودية، قطر، الإمارات، الكويت، سلطنة عُمان، والبحرين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب السعودية شراكة اقتصادية بن سلمان السعودية ترامب بن سلمان شراكة اقتصادية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة ملیار دولار التعاون فی تعاون فی

إقرأ أيضاً:

ترامب يفرض رقابته على أكبر صفقة صلب في أمريكا.. «يو إس ستيل» تحت إدارته الأمنية

كشفت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية عن بند مفصلي في صفقة استحواذ شركة “نيبون ستيل” اليابانية على شركة “يو إس ستيل” العريقة، يمنح الرئيس دونالد ترامب ما يُعرف بـ”الحصة الذهبية”، التي تتيح له صلاحيات تنفيذية مباشرة في إدارة الشركة الجديدة، ضمن اتفاق أمني وطني يهدف إلى حماية مصالح صناعة الصلب الأميركية.

ووفقاً للوثائق الرسمية، تتيح “الحصة الذهبية” لترامب – أو أي شخص يفوضه خلال فترة رئاسته – تعيين عضو في مجلس إدارة الشركة، والتدخل في القرارات التي تمس إنتاج الصلب المحلي والتنافسية مع المنتجين الأجانب، وتنقل هذه الصلاحيات تلقائياً إلى وزارة الخزانة ووزارة التجارة بعد انتهاء ولاية ترامب الرئاسية.

هذه الخطوة تعكس اتجاهاً أميركياً متشدداً نحو إبقاء السيطرة الاستراتيجية على الصناعات الحساسة مثل الصلب، حتى عند انتقال ملكيتها لمستثمرين أجانب، في ظل ما تعتبره واشنطن تنافساً اقتصادياً وجيواستراتيجياً متصاعداً، لا سيما مع الصين.

صفقة استحواذ بـ14.9 مليار دولار… واستثمارات ضخمة مرتقبة

وكانت “نيبون ستيل” قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر إتمام صفقة الاستحواذ على “يو إس ستيل” مقابل 14.9 مليار دولار، في واحدة من أكبر الصفقات في قطاع المعادن في السنوات الأخيرة.

وأكدت الشركة اليابانية التزامها بضخ نحو 11 مليار دولار كاستثمارات جديدة في الشركة الأميركية بحلول عام 2028.

الحفاظ على الهوية الأميركية ومقر بيتسبرغ

رغم انتقال الملكية، ستحافظ “يو إس ستيل” على اسمها وهويتها، وسيبقى مقرها الرئيسي في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، بحسب ما أكد ترامب في تصريحات سابقة، ضمن رسائل تطمين للعمال الأميركيين والكونغرس بأن الصفقة لن تضر بمكانة الشركة التاريخية في قلب الصناعة الأميركية.

وتأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تحولات كبيرة في سياساتها الصناعية والتجارية، خاصة مع تصاعد التوترات الدولية والمخاوف من الاعتماد المفرط على الواردات في قطاعات حيوية، ومن خلال فرض “الحصة الذهبية”، بعثت الإدارة الأميركية برسالة واضحة مفادها أن الأمن الاقتصادي بات جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي.

الجدير بالذكر أن شركة “يو إس ستيل”، التي تأسست عام 1901، تمثل رمزاً تاريخياً للصناعة الأميركية، وسبق أن كانت أكبر شركة منتجة للصلب في العالم، ما يضفي على الصفقة بُعداً سياسياً واقتصادياً بالغ الحساسية، خصوصاً في سنة انتخابية حرجة.

مقالات مشابهة

  • الأسهم الأمريكية تحقق مستوى قياسياً بعد ارتفاع بقيمة 10 تريليونات دولار
  • ترمب ينفي اعتزام واشنطن عقد صفقة نووية مع إيران بقيمة 30 مليار دولار
  • ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 مليار دولار
  • الصندوق السعودي للتنمية يوقع اتفاقية قرض تنموي لتعزيز البنية التحتية في تونس بقيمة 38 مليون دولار
  • الصندوق السعودي للتنمية يوقع اتفاقية قرض تنموي لتعزيز البنية التحتية في تونس بقيمة تتجاوز 38 مليون دولار
  • أمريكا تدرس إنشاء برنامج نووي إيراني بقيمة 30 مليار دولار
  • بريطانيا تتراجع عن مشروع للطاقة الخضراء مع المغرب بقيمة 34 مليار دولار
  • ترامب يفرض رقابته على أكبر صفقة صلب في أمريكا.. «يو إس ستيل» تحت إدارته الأمنية
  • الهيئة السعودية للمياه توقّع اتفاقية لتمويل مشروع إنشاء منظومتي إنتاج الجبيل والخبر بقيمة (650) مليون دولار
  • برلمان غانا يعتمد خطة هيكلة ديون بقيمة 2.8 مليار دولار