صحيفة البلاد:
2025-05-14@05:23:50 GMT

المعلّم والتربية الشعبية

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

المعلّم والتربية الشعبية

هناك اعتقاد شائع أو لنقل ثقافة شعبية عند البعض، سواء كان ذلك في الصحافة والإعلام أو شبكات التواصل أو عند بعض أولياء الأمور أو عند بعض الموظفين في القطاعات العامة والخاصة، وهو أن المعلّم هو الموظّف الوحيد الذي يتمتع بإجازات طويلة. هذا التصوّر المزيّف، زاد من الضغوط على المعلّم، فأصبحنا نرى المعلّم الآن يعيش أسوأ حالاته من خلال الكثير من الإجراءات التي أثقلت كاهله كالفصول الثلاثة الطويلة والعقود المكانية وغرف الصف المزدحمة وبرامج الاستثمار الأمثل واختبارات الرخصة والقائمة تطول.

ربما يكون هذا الوضع الذي يعيشه المعلم، نتاج ما يعرف بالتربية الشعبية الذي يعني هنا الاعتقادات الشعبية البديهية المنتشرة حول التربية والتعليم، والتي لا تستند إلى نظرية تربوية أو بحث علمي، كأن يقول شخص ما في مقهى شعبي أو في استراحة وهو يدخّن النرجيلة: إن الضرب هو الوسيلة الوحيدة الناجحة في التعليم، ثم يُتبع ذلك بسرد تجربته الشخصية على الجالسين حوله، ليثبت أن نجاحه الباهر، هو نتاج استخدام هذه الوسيلة في التعليم في الابتدائية والمتوسطة والثانوية. هذا الموقف ينتمي إلى مفهوم التربية الشعبية، وهو مجرّد مثال بسيط لتوضيح ماذا يعني هذا المصطلح. قد يأتي هذا الاعتقاد المزيّف من صحفيين أو مؤثرين في شبكات التواصل أو رجال أعمال أو مصرفيين يشتغلون في القطاع البنكي أو أي مجال آخر. قد يغيّر هؤلاء موقفهم ويتخلّون عن اعتقادهم المزيف لو أغلقت على واحد منهم باب غرفة الصف مع 40 طالباً لمدة 45 دقيقة. هذه كانت مجرد حصة واحدة فقط، فما بالك لو كانت خمس حصص يومية تستمر طوال أسبوع كامل. المعلمون أنفسهم من غير الأكفاء، قد يكونون عرضة لمثل هذه الاعتقادات المزيفة، وقد يعتنقون أفكاراً يرونها صحيحة في حين أنها سلبية وقد تضر العملية التربوية عندما يحوّلونها إلى ممارسات تربوية.
لا مشكلة من إبداء الرأي والتعبير عن القضايا التربوية، لكن المشكلة الحقيقية هي عندما تتبنّى الجهة المسؤولة عن التربية هذا الاعتقاد على أنه حقيقة مطلقة، ويتحول إلى قرار يصل إلى أروقة المدرسة، ويؤثّر على من يرتادها؛ رغم أن النظرية التربوية والبحث العلمي قد تعارض هذا الاعتقاد وترفضه.
ولعل خير مثال على أن التربية الشعبية مؤثرة في عملية التعليم، هو الاعتقاد أن الاختبارات تكشف عن جودة التعليم أو رداءته، أو أن المعلم وحده مسؤول عن انخفاض درجات الطالب في القدرات والتحصيلي، لأن هذا الاعتقاد من وجهة نظر تربوية غير صحيح، فالاختبارات وحدها لا تساعد على إصدار حكم عادل على جودة التعليم أو رداءته. لا تقيس الاختبارات أبعادا مهمة عند الطلاب كالتفكير الناقد أو الابتكار أو حل المشكلات، هذا على الرغم من أن بعض الاختبارات الجيدة، وليس كلّها، تقدم ملمحاً حول عملية التعلّم.
عملية الإصلاح التربوي تبدأ بمراجعة وتنقيح بعض هذه المعتقدات الزائفة التي لا تستند إلى حقائق تربوية ثبتت فعاليتها.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: التربیة الشعبیة هذا الاعتقاد المعل م

إقرأ أيضاً:

جامعة بنها تنظم المهرجان الأول لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية

شهد الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، والدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، افتتاح فعاليات المهرجان الأول لتحالف جامعات إقليم القاهرة الكبري للفنون الشعبية الذي نظمته جامعة بنها بمشاركة جامعات تحالف إقليم القاهرة الكبرى وهى بنها والقاهرة وعين شمس وحلوان.

وشهد المهرجان المهرجان تقديم الفرق المشاركة طبلوهات فنية تعبر عن التراث المصري الشعبي في مختلف محافظات مصر، كما قدمت فرقة الفنون الشعبية لمدرسة الشبان العالمية ببنها عرض لتبلوه الليلة الكبيرة.

وأكد الدكتور ناصر الجيزاوي أن المهرجان يأتي في إطار حرص جامعة بنها، لتعزيز دور الأنشطة الطلابية في الحفاظ علي التراث والهوية المصرية الشعبية، مشيرًا إلي ضرورة تأصيل الهوية المصرية والاستفادة من طاقات الشباب داخل الجامعات وتوعية الأجيال القادمة بالتراث المصري والثقافة المصرية الأصيلة للمجتمع المصري من خلال محاكاة قصص ملهمة تعبر عن التاريخ المصري العريق.

وأشاد " الجيزاوي " بالأداء المتميز والمستوي الرائع الذي ظهر به الطلاب والطالبات المشاركين في المهرجان، معربًا عن سعادته وشكره للقائمين علي تنظيم هذا المهرجان، لافتا أن جامعة بنها حريصة على دعم جميع الطلاب المتميزين والموهوبين في مختلف المجالات والأنشطة الطلابية.

جاء ذلك بحضور الدكتورة منى هجرس الأمين المساعد للمجلس الأعلى للجامعات، والدكتور السيد فوده نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والفنان طارق الدسوقي، وعبد الحميد فرج الممثل القانوني لمدارس لمدرسة الشبان العالمية ببنها، وعمداء ووكلاء الكليات، ومنسق عام الأنشطة الطلابية بالجامعة، وأمين عام الجامعة والأمناء المساعدين، ومدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب، وطلاب الجامعة.

مقالات مشابهة

  • أساتذة التعليم الرسمي يلوّحون بالتصعيد: أين وعود وزيرة التربية؟
  • رفع العقوبات عن سوريا: بين الآمال الشعبية والمخاوف السياسية
  • جامعة عين شمس تساهم في المهرجان الأول للفنون الشعبية بالقاهرة الكبرى
  • بعد حكم قضائي غير مسبوق.. الحركة الشعبية يقترح قانوناً لتعويض المولود الناتج عن علاقة غير شرعية
  • الرئيس الشرع يستقبل وفداً من جمهورية الصين الشعبية
  • مبادرات تربوية في ملتقى الأخصائيين النفسيين بمحافظة ظفار
  • قاعة في كل مؤسسة تربوية لاسترجاع كراريس التلاميذ
  • جامعة بنها تنظم المهرجان الأول لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية
  • نشط مخك وتجنب 14 خطأ.. روشتة تربوية للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة 2025