صحيفة البلاد:
2025-12-12@13:19:46 GMT

المعلّم والتربية الشعبية

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

المعلّم والتربية الشعبية

هناك اعتقاد شائع أو لنقل ثقافة شعبية عند البعض، سواء كان ذلك في الصحافة والإعلام أو شبكات التواصل أو عند بعض أولياء الأمور أو عند بعض الموظفين في القطاعات العامة والخاصة، وهو أن المعلّم هو الموظّف الوحيد الذي يتمتع بإجازات طويلة. هذا التصوّر المزيّف، زاد من الضغوط على المعلّم، فأصبحنا نرى المعلّم الآن يعيش أسوأ حالاته من خلال الكثير من الإجراءات التي أثقلت كاهله كالفصول الثلاثة الطويلة والعقود المكانية وغرف الصف المزدحمة وبرامج الاستثمار الأمثل واختبارات الرخصة والقائمة تطول.

ربما يكون هذا الوضع الذي يعيشه المعلم، نتاج ما يعرف بالتربية الشعبية الذي يعني هنا الاعتقادات الشعبية البديهية المنتشرة حول التربية والتعليم، والتي لا تستند إلى نظرية تربوية أو بحث علمي، كأن يقول شخص ما في مقهى شعبي أو في استراحة وهو يدخّن النرجيلة: إن الضرب هو الوسيلة الوحيدة الناجحة في التعليم، ثم يُتبع ذلك بسرد تجربته الشخصية على الجالسين حوله، ليثبت أن نجاحه الباهر، هو نتاج استخدام هذه الوسيلة في التعليم في الابتدائية والمتوسطة والثانوية. هذا الموقف ينتمي إلى مفهوم التربية الشعبية، وهو مجرّد مثال بسيط لتوضيح ماذا يعني هذا المصطلح. قد يأتي هذا الاعتقاد المزيّف من صحفيين أو مؤثرين في شبكات التواصل أو رجال أعمال أو مصرفيين يشتغلون في القطاع البنكي أو أي مجال آخر. قد يغيّر هؤلاء موقفهم ويتخلّون عن اعتقادهم المزيف لو أغلقت على واحد منهم باب غرفة الصف مع 40 طالباً لمدة 45 دقيقة. هذه كانت مجرد حصة واحدة فقط، فما بالك لو كانت خمس حصص يومية تستمر طوال أسبوع كامل. المعلمون أنفسهم من غير الأكفاء، قد يكونون عرضة لمثل هذه الاعتقادات المزيفة، وقد يعتنقون أفكاراً يرونها صحيحة في حين أنها سلبية وقد تضر العملية التربوية عندما يحوّلونها إلى ممارسات تربوية.
لا مشكلة من إبداء الرأي والتعبير عن القضايا التربوية، لكن المشكلة الحقيقية هي عندما تتبنّى الجهة المسؤولة عن التربية هذا الاعتقاد على أنه حقيقة مطلقة، ويتحول إلى قرار يصل إلى أروقة المدرسة، ويؤثّر على من يرتادها؛ رغم أن النظرية التربوية والبحث العلمي قد تعارض هذا الاعتقاد وترفضه.
ولعل خير مثال على أن التربية الشعبية مؤثرة في عملية التعليم، هو الاعتقاد أن الاختبارات تكشف عن جودة التعليم أو رداءته، أو أن المعلم وحده مسؤول عن انخفاض درجات الطالب في القدرات والتحصيلي، لأن هذا الاعتقاد من وجهة نظر تربوية غير صحيح، فالاختبارات وحدها لا تساعد على إصدار حكم عادل على جودة التعليم أو رداءته. لا تقيس الاختبارات أبعادا مهمة عند الطلاب كالتفكير الناقد أو الابتكار أو حل المشكلات، هذا على الرغم من أن بعض الاختبارات الجيدة، وليس كلّها، تقدم ملمحاً حول عملية التعلّم.
عملية الإصلاح التربوي تبدأ بمراجعة وتنقيح بعض هذه المعتقدات الزائفة التي لا تستند إلى حقائق تربوية ثبتت فعاليتها.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: التربیة الشعبیة هذا الاعتقاد المعل م

إقرأ أيضاً:

ترفيعات وانهاء خدمات في التربية

#سواليف

قرر #وزير_التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة #إنهاء #خدمات #موظفين لاستكمالهم شروط الحصول على #راتب_التقاعد_المبكر من حيث العمر وعدد الاشتراكات.

مقالات ذات صلة الغذاء والدواء: سحب مستحضرات NAD+ وحقن غير مجازة من عيادتين 2025/12/10

مقالات مشابهة

  • التربية تراجع ملفات العودة للعمل والتعيين الجديد
  • كلية الطب البيطري والتربية النوعية تمثلان جامعة قنا بجائزة التميز الحكومي
  • شخص يدعى أنه والد طالبة يعتدى على معلم بآلة حادة فى الإسماعيلية
  • شخص يدعى أنه والد طالبة يعتدى على معلم بآلة حادة في الإسماعيلية
  • اعتداء على معلم داخل مدرسة بالإسماعيلية.. والمتهم ينتحل صفة ولي أمر
  • عمله عاهة.. شخص يعتدى على معلم داخل مدرسة بالإسماعيلية
  • ترفيعات وانهاء خدمات في التربية
  • من هو غسان الدهيني الذي أصبح زعيم القوات الشعبية في غزة بعد أبو شباب؟
  • ندوة تربوية بالعوابي حول دور أولياء الأمور في دعم العملية التعليمية
  • لجنة المعلّمين ترفض «نقابة التعليم بالخرطوم» وتعدّها امتداداً لنقابات التمكين