صحيفة البلاد:
2025-06-29@22:09:30 GMT

المعلّم والتربية الشعبية

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

المعلّم والتربية الشعبية

هناك اعتقاد شائع أو لنقل ثقافة شعبية عند البعض، سواء كان ذلك في الصحافة والإعلام أو شبكات التواصل أو عند بعض أولياء الأمور أو عند بعض الموظفين في القطاعات العامة والخاصة، وهو أن المعلّم هو الموظّف الوحيد الذي يتمتع بإجازات طويلة. هذا التصوّر المزيّف، زاد من الضغوط على المعلّم، فأصبحنا نرى المعلّم الآن يعيش أسوأ حالاته من خلال الكثير من الإجراءات التي أثقلت كاهله كالفصول الثلاثة الطويلة والعقود المكانية وغرف الصف المزدحمة وبرامج الاستثمار الأمثل واختبارات الرخصة والقائمة تطول.

ربما يكون هذا الوضع الذي يعيشه المعلم، نتاج ما يعرف بالتربية الشعبية الذي يعني هنا الاعتقادات الشعبية البديهية المنتشرة حول التربية والتعليم، والتي لا تستند إلى نظرية تربوية أو بحث علمي، كأن يقول شخص ما في مقهى شعبي أو في استراحة وهو يدخّن النرجيلة: إن الضرب هو الوسيلة الوحيدة الناجحة في التعليم، ثم يُتبع ذلك بسرد تجربته الشخصية على الجالسين حوله، ليثبت أن نجاحه الباهر، هو نتاج استخدام هذه الوسيلة في التعليم في الابتدائية والمتوسطة والثانوية. هذا الموقف ينتمي إلى مفهوم التربية الشعبية، وهو مجرّد مثال بسيط لتوضيح ماذا يعني هذا المصطلح. قد يأتي هذا الاعتقاد المزيّف من صحفيين أو مؤثرين في شبكات التواصل أو رجال أعمال أو مصرفيين يشتغلون في القطاع البنكي أو أي مجال آخر. قد يغيّر هؤلاء موقفهم ويتخلّون عن اعتقادهم المزيف لو أغلقت على واحد منهم باب غرفة الصف مع 40 طالباً لمدة 45 دقيقة. هذه كانت مجرد حصة واحدة فقط، فما بالك لو كانت خمس حصص يومية تستمر طوال أسبوع كامل. المعلمون أنفسهم من غير الأكفاء، قد يكونون عرضة لمثل هذه الاعتقادات المزيفة، وقد يعتنقون أفكاراً يرونها صحيحة في حين أنها سلبية وقد تضر العملية التربوية عندما يحوّلونها إلى ممارسات تربوية.
لا مشكلة من إبداء الرأي والتعبير عن القضايا التربوية، لكن المشكلة الحقيقية هي عندما تتبنّى الجهة المسؤولة عن التربية هذا الاعتقاد على أنه حقيقة مطلقة، ويتحول إلى قرار يصل إلى أروقة المدرسة، ويؤثّر على من يرتادها؛ رغم أن النظرية التربوية والبحث العلمي قد تعارض هذا الاعتقاد وترفضه.
ولعل خير مثال على أن التربية الشعبية مؤثرة في عملية التعليم، هو الاعتقاد أن الاختبارات تكشف عن جودة التعليم أو رداءته، أو أن المعلم وحده مسؤول عن انخفاض درجات الطالب في القدرات والتحصيلي، لأن هذا الاعتقاد من وجهة نظر تربوية غير صحيح، فالاختبارات وحدها لا تساعد على إصدار حكم عادل على جودة التعليم أو رداءته. لا تقيس الاختبارات أبعادا مهمة عند الطلاب كالتفكير الناقد أو الابتكار أو حل المشكلات، هذا على الرغم من أن بعض الاختبارات الجيدة، وليس كلّها، تقدم ملمحاً حول عملية التعلّم.
عملية الإصلاح التربوي تبدأ بمراجعة وتنقيح بعض هذه المعتقدات الزائفة التي لا تستند إلى حقائق تربوية ثبتت فعاليتها.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: التربیة الشعبیة هذا الاعتقاد المعل م

إقرأ أيضاً:

وزير التربية يزور التلاميذ المشاركين في الأولمبياد الجزائرية للرياضيات

قام وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، اليوم الأحد بزيارة تفقدية إلى ثانوية الرياضيات الشهيد محند مخبي بالقبة. لمعاينة سير التكوين الخاص بالتلاميذ المشاركين في الدور التصفوي الثالث من الأولمبياد الجزائرية للرياضيات في طبعتها الثانية (2025).

وخلال هذه الزيارة، وقف الوزير على ظروف تأطير التلاميذ المشاركين، والذين يمثلون نخبة النجباء من مختلف ولايات الوطن. ممن تم اختيارهم بناء على كفاءاتهم وتفوقهم الدراسي، لا سيما في مادة الرياضيات. وقد تم تنظيم هذه المرحلة بإشراف أساتذة مختصين ومؤطرين ذوي كفاءة عالية. إلى جانب مساهمة عدد من الطلبة الجامعيين المتوجين سابقًا في مختلف مسابقات الأولمبياد العالمية والقارية والجهوية. مما يعكس منهجية الوزارة في استثمار التجربة والخبرة الوطنية لخدمة الجيل الصاعد.

أكّد الوزير أن هذا المسار النوعي سيفضي إلى اختيار ممثلي الجزائر في المحافل الدولية. بما يعكس تطور أداء المدرسة الجزائرية، وقدرتها على التنافس عالميًا.

واغتنم الوزير هذه المناسبة لتهنئة التلميذة طلحاوي مريم، المتحصلة على أعلى معدل وطني في شهادة التعليم المتوسط - دورة 2025. والتي كانت من بين المشاركين في هذا التكوين التأهيلي المخصص لنخبة تلاميذ الأولمبياد. مشيرا إلى أن وجودها ومشاركتها ضمن هذا الفضاء العلمي المرموق، يعدّ نموذجا حيا للتفوق الدراسي وامتدادا لثقافة التميز التي تتبناها المدرسة الجزائرية.

وأوضح وزير التربية، أن هذه النتائج ليست مجرد أرقام، بل تعكس مستوى الأداء البيداغوجي داخل المؤسسات التربوية. وتترجم الجهود الجماعية المبذولة من طرف كل أفراد الأسرة التربوية.

كما أعرب عن إرتياحه لمستوى التنظيم المحكم للإمتحانات الرسمية، مشيدا بتضافر جهود مختلف القطاعات وهيئات الدولة لضمان نزاهة الامتحانات وظروف إجرائها. معربا في أن تشهد نتائج شهادة البكالوريا هي الأخرى نفس المستوى من النجاح.

مقالات مشابهة

  • التربية والتعليم تنفي اتهامات مدير أمن عدن وتحمله المسؤولية
  • “التربية” ترد على تصريحات مدير أمن عدن بشأن سفر الوزير
  • وزير التربية يزور التلاميذ المشاركين في الأولمبياد الجزائرية للرياضيات
  • مطران يوجّه نداءً إلى وزيرة التربية.. ما القصة؟
  • وزير التربية ومحافظ حماة يتفقدان سير الامتحانات
  • مستشارة تربوية توجه نصائح لأولياء الأمور لاستثمار الإجازة الصيفية ..فيديو
  • التربية تتابع النقاشات حول امتحانات الثانوية العامة
  • الشعبية الأعلى .. ميسي يتفوق على الدوري الإنجليزي | تفاصيل
  • الوزير الشيباني يبحث مع سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سوريا تعزيز التعاون الثنائي
  • مستشارة تربوية: الشخصية الكمالية تعاني من الاحتراق الوظيفي