6 أسئلة تشرح الوضع الأمني في العاصمة الليبية طرابلس
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
طرابلس- أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي لطفي الحراري وتعيين العميد مصطفى الوحيشي، ضابط جهاز المخابرات الليبية، خلفا له، أمس الثلاثاء.
ويأتي هذا القرار على خلفية التدهور الأمني الذي شهدته العاصمة طرابلس، الاثنين الماضي، عقب مقتل رئيس جهاز دعم الأمن والاستقرار عبد الغني الككلي الملقب بـ "غنيوة".
وفي محاولة لفهم أبعاد القرار الأخير والوضع الأمني المتوتر في طرابلس وسبب مقتل "غنيوة"، تستعرض الجزيرة نت أبرز التطورات في العاصمة الليبية، من خلال الإجابة عن أهم الأسئلة التي يثيرها هذا المشهد المتسارع.
ما الذي دفع حكومة الوحدة للتخلي عن غنيوة وتفكيك نفوذه؟يُعد الحراري من الشخصيات المقربة من غنيوة، مما جعل الأخير يفرض سيطرته على جهاز المخابرات الليبية، وأعاق بدوره حكومة الوحدة عن أداء مهامها.
ويُتّهم غنيوة بتدخلاته المستمرة في المؤسسات السيادية، حيث كان يسيطر على جهاز الرقابة الإدارية، وتسبب بانقسامات داخل ديوان المحاسبة الليبي، وحاول مؤخرا إحكام قبضته على المؤسسة الوطنية للنفط، الأمر الذي عرقل عمل الحكومة بشكل كبير.
لكن هذه التدخلات لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة اتفاق غير معلن بين حكومة الوحدة والككلي فُتح بموجبه الباب أمام تثبيت رجاله في مفاصل حساسة من الدولة، مقابل توفير الحماية الأمنية للعاصمة.
من هو عبد الغني الككلي..
رئيس جهاد دعم الاستقرار في طرابلس..
الملقب بغنيوة..
والذي اغتيل في اشتباكات مسلحة بالعاصمة الليبية.. pic.twitter.com/O7yB67Cvu6
— ATLibya (@libya_at) May 12, 2025
من عبد الغني الككلي؟ وما مصادر قوته ونفوذه؟عُرف عبد الغني الككلي بتورطه في عدة أعمال إجرامية، وقضى أكثر من 10 سنوات في السجن عقب إدانته بالقتل. أُفرج عنه بعد ثورة 17 فبراير، وبرز خلال تلك الفترة بانضمامه إلى صفوف "الثوار".
إعلاناستفاد الككلي من الفراغ الأمني والسياسي، وكسب نفوذه لاحقا بفضل المناصب الأمنية المتعددة التي شغلها، ولعل أبرزها رئاسة "جهاز دعم الاستقرار"، وهو المنصب الذي حصل عليه في إطار جهود الدولة لدمج المليشيات ضمن مؤسساتها الرسمية خلال فترة حكومة الوفاق في 2021.
كسب غنيوة وكتيبته من هذا المنصب غطاء رسميا وسّع من خلاله نفوذه خارج طرابلس، ونسج علاقات واسعة داخل دوائر السلطة، التي مهدت له لاحقا الطريق نحو عالم المال والأعمال من خلال النفط الليبي.
كما شكّل "كتيبة أبو سليم"، إحدى أقوى كتائب طرابلس، التي بسطت نفوذها في حفظ الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة، إلا أنها تُتهم أيضا بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك سوء إدارة السجون والاعتقالات التعسفية.
وقد وثقت مقاطع مصورة الاتهامات، حيث نشر نشطاء عبر منصات التواصل مقاطع من داخل سجون غنيوة التي تشبه القبور تحت أرض "سوق بوسليم"، أحد أكثر الأماكن حيوية في طرابلس.
تحت أقدام الباعة وصخب المتجولين، لم تُسمع صرخات السجناء في الأسفل، لكن أكياس الجثث المتناثرة وظروف الاحتجاز القاسية تروي انتهاكات الككلي.
أُحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة.
إن ما تحقق اليوم يؤكد أن المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين، ويُشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية، وترسيخ مبدأ…
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) May 13, 2025
ما الذي يحدث في طرابلس؟شهدت العاصمة الليبية، أول أمس الاثنين، اشتباكات دامية في جنوبها أسفرت عن مقتل غنيوة. وجاءت هذه الاشتباكات بعد تصاعد التوتر الأمني بين الجماعات المسلحة وجهاز دعم الاستقرار الذي كان يرأسه الككلي.
ما الدور الذي تلعبه حكومة الوحدة الوطنية في المشهد الأمني الراهن؟أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية "فرض السيطرة" على منطقة بوسليم وكافة الأجهزة التابعة لجهاز دعم الأمن والاستقرار. وأضافت، في بيان، أن العملية العسكرية انتهت بنجاح، لكنها تواصل العمل لضمان الحفاظ على الاستقرار الأمني في أحياء طرابلس.
إعلانبدوره، وجه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة تحية لوزارتي الداخلية والدفاع وكافة الأجهزة الأمنية عبر حسابه على منصة "إكس"، وقال "ما تحقق اليوم يؤكد أن المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين"، معتبرا أن ما تحقق خطوة حاسمة نحو إنهاء ما سماه المجموعات غير النظامية لحفظ أمن البلاد.
كيف تفاعلت الأطراف الدولية مع التطورات الأمنية في العاصمة الليبية؟قدم وزير الخارجية الليبي المكلّف الطاهر الباعور إحاطة شاملة حول المستجدات الأمنية والسياسية في طرابلس، خلال اجتماع موسع عقده، أمس الثلاثاء، مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى ليبيا ونائبة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني خوري.
من جانبه، شدد كل من وزير الخارجية المصري بدري عبد العاطي ونظيره التركي هاكان فيدان على أهمية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت، خلال لقائهما، أمس الثلاثاء، لبحث التطورات الأمنية في ليبيا.
في المقابل، حذرت بريطانيا رعاياها من السفر إلى طرابلس بسبب التمركزات العسكرية المكثفة، كما حذرت السفارات مواطنيها في ليبيا من الخروج أو التجول أثناء الاشتباكات.
كيف تبدو طرابلس بعد مقتل غنيوة؟تستمر الاشتباكات في مناطق واسعة من العاصمة طرابلس بين قوات تابعة لحكومة الوحدة من جانب، وقوات جهاز الردع وقوات من المنطقة الغربية داعمة لها من جانب آخر. وبينما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، دعت السفارة الفرنسية في ليبيا لوقف إطلاق نار فوري.
في الأثناء، قررت 4 بلديات في العاصمة تعليق العمل والدراسة بسبب الاشتباكات. كما قررت السلطات تحويل جميع الرحلات القادمة لمطار معيتيقة الدولي (شرقي العاصمة طرابلس) إلى مطار مصراتة الدولي.
وتعاني ليبيا بين الحين والآخر من مشاكل أمنية في ظل انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، إذ تتصارع حكومتان على السلطة: الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس، وتدير غربي البلاد بالكامل.
إعلانوالثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب ومقرها مدينة بنغازي، وتدير شرقي البلاد بالكامل ومدنا في الجنوب
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عبد الغنی الککلی العاصمة اللیبیة حکومة الوحدة فی العاصمة فی طرابلس جهاز دعم
إقرأ أيضاً:
بيان عاجل بشأن "أحداث طرابلس".. والدبيبة يعلق
أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، ليل الإثنين الثلاثاء، أن العملية العسكرية انتهت بنجاح، وأن وزارة الدفاع قامت بالسيطرة على كامل منطقة أبو سليم.
وقال الدبيبة على حسابه في موقع إكس: "أُحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة".
وأضاف: "إن ما تحقق اليوم يؤكد أن المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين".
وتابع: "إن ما تحقق يُشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية وترسيخ مبدأ ألّا مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة ولا سلطة إلا للقانون".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس في بيان عاجل السيطرة على كامل منطقة أبو سليم، وطمأنت وزارة الداخلية المواطنين في مناطق جنوب وغرب العاصمة الليبية بأنها "تتابع عن كثب الأوضاع الجارية".
وأكدت أنها "تتجه نحو السيطرة"، وأن الأجهزة الأمنية "تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف".
وأعلنت الوزارة في وقت لاحق من صباح الثلاثاء أن العملية العسكرية انتهت بنجاح وأعطت تعليماتها بإكمال خطتها في المنطقة بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار.
من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية.
ولازالت تسمع أصوات الاشتباكات في أحياء متفرقة من طرابلس، وسط تواتر أنباء وانتشار مقاطع تظهر سيطرة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية على أغلب مقرات جهاز دعم الاستقرار في العاصمة وأيضا مقر جهاز الأمن الداخلي المساند له.
ماذا حدث؟
في مساء الإثنين؛ قتل آمر جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة " في ظروف غامضة داخل مقر اللواء 444 بمعسكر "التكبالي" في الضاحية الجنوبية لطرابلس، وذلك أثناء ما قيل إنها "مفاوضات كانت تتم بين بعض قادة الأجهزة الأمنية، انتهت بتبادل إطلاق نار".
وأعقب انتشار خبر مقتل غنيوة هجوم سريع من الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة لحكومة طرابلس على مقرات جهاز دعم الاستقرار المنتشرة بأحياء متفرقة من المدينة وضواحيها، في عملية سريعة كما يظهر قد تتلوها وفق المتوقع محاولة السيطرة على مقر الجهاز بمدينة غريان (80 كيلومترا إلى الجنوب).
وفي حين لم ترد أي أنباء رسمية عن عدد الإصابات، طلبت وزارة الصحة من جميع المستشفيات والمراكز الطبية برفع درجة الاستعداد وضمان الجاهزية القصوى للتعامل مع أي حالات طارئة.
وجراء الاشتباكات، أعلنت بعض مراقبات التعليم ببلديات طرابلس الكبرى وكذلك جامعة طرابلس عن تعليق الدراسة والامتحانات لحين هدوء الأوضاع.