تعهد حكومي بقانون جديد لضبط النشر في وسائل التواصل الاجتماعي و"حماية القيم المجتمعية"
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
تعهد وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء، بإعداد إطار قانوني لـ »حماية القيم المجتمعية دون المساس بحرية التعبير ».
وأوضح الوزير في اجتماع للجنة التعليم والثقافة في مجلس النواب، أنه « نظرا للانتشار المتسارع لمنصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، وما صاحبه من مخاطر على تماسك النسيج المجتمعي، تبرز الحاجة الضرورية إلى إعداد إطار قانوني وطني متكامل، قادر على مواكبة التحولات التقنية، وحماية القيم المجتمعية دون المساس بحرية التعبير، بهدف ضبط المجال الرقمي، بما في ذلك المنصات الرقمية (وسائل التواصل الاجتماعي) ».
ويرى بنسعيد، أن الإطار القانوني الذي يعتزم إخراجه، ينص على « مقتضيات قانونية تنظم المحتوى، وتُحمّل الفاعلين مسؤوليات واضحة، وتعزز آليات الرقابة الذاتية والمؤسساتية، وتضع حدًا لحالة الفراغ التشريعي التي تستفيد منها اليوم المنصات الرقمية الأجنبية خارج نطاق الرقابة القانونية فوق التراب الوطني ».
وشدد الوزير على أن « العالم شهد خلال العشرين سنة الأخيرة، تحولًا هامًا في طرق التواصل والإعلام، بفعل الانتشار الواسع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، حيث أصبح الفضاء الرقمي مجالًا غير مضبوط، تتقاطع فيه حرية التعبير مع مخاطر متعددة، خاصة بالنسبة للأطفال والشباب ».
ورغم ما توفره هذه الوسائط من فرص للتعبير والتفاعل والمعرفة، يضيف المسؤول الحكومي، « فإن لها تداعيات سلبية على المجتمع، تتمثل في عدة مظاهر مثل التعرض للمحتويات العنيفة، والانحرافات السلوكية، وخطاب الكراهية، والأخبار الزائفة، والإشهارات غير الملائمة لبعض الفئات العمرية، فضلًا عن الاستغلال التجاري والجنسي، وتهديد الخصوصية الرقمية ».
الإطار القانوني الذي تعهد الوزير بإخراجه، وقال إن وزارته « تشتغل حاليا على إعداده، قبل عرضه على المسطرة القانونية الجاري بها العمل »، يهدف إلى « توسيع صلاحيات الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لتمكينها من ضبط هذا المجال وفق منظور يجمع بين حرية التعبير، حماية الجمهور، والعدالة الرقمية، مع إعطاء أهمية قصوى لدور الدولة في حماية الجمهور من التأثيرات السلبية للمحتوى الرقمي، وتفعيل آليات التعديل الذاتي والرقابة المؤسسية ».
ومن أهم خصائص الإطار القانوني الجديد، وفق الوزير، « إعطاء تعريف دقيق لخدمة « المنصة الرقمية » أو منصة مشاركة المحتوى على الإنترنت (وسائط التواصل الاجتماعي)، مع إخضاع مقدّمي هذه المنصات لالتزامات قانونية واضحة، تسعى إلى هيكلة العلاقة بين الدولة والمنصات الرقمية »، وأيضا، « تعيين ممثل قانوني داخل التراب الوطني يُعد من أبرز الالتزامات، حيث يُلزم كل مقدم لخدمة منصة رقمية تستهدف الجمهور المغربي، سواء من خلال المحتوى أو عبر تحقيق أرباح داخل السوق الإشهاري الوطني، بتعيين ممثل قانوني معتمد فوق التراب الوطني، يكون هو المخاطب الرسمي للدولة ».
ويسعى الإطار القانوني الجديد، إلى « اعتماد نظام لتعديل المحتوى (Modération de contenu)، وإلزام منصات التواصل الاجتماعي بوضع نظام فعال لتعديل المحتويات المعروضة على خدماتها ».
ويسعى الوزير بنسعيد، إلى « محاربة الأخبار الزائفة والمضامين غير القانونية، وإخضاع المنصات الرقمية لواجب التصدي الفوري للأخبار الكاذبة أو المحتويات الزائفة أو المحرضة على العنف، أو الإرهاب، أو التمييز العنصري أو العرقي أو الديني، عبر تفعيل آليات إزالة المحتوى ».
كما يهدف الإطار القانوني الجديد، إلى « إلزام المنصات الرقمية، بالنظر لكونها تحقق أرباحًا من السوق الإشهاري المغربي، بالإدلاء بتصريحات ضريبية شفافة، واحترام مقتضيات العدالة الضريبية، والتعاون مع السلطات المالية ».
وخلص المسؤول الحكومي، إلى أن « هذا الإطار القانوني الجديد، سيمنح دورا محوريا للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، من خلال توسيع صلاحياتها وتعزيز سلطتها التنظيمية والرقابية، بما يجعلها قادرة على مواكبة التحولات العميقة التي يشهدها الفضاء الرقمي، والتصدي للمخاطر المتزايدة المرتبطة بالمحتوى السمعي البصري الذي يُبث عبر المنصات الاجتماعية، لاسيما عندما يكون موجهًا للجمهور المغربي، خصوصًا فئة القاصرين والجمهور الناشئ ».
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی المنصات الرقمیة
إقرأ أيضاً:
منصة إكس تلتزم بالحظر الأسترالي لاستخدام المراهقين شبكات التوصل الاجتماعي
أعلنت شركة "إكس" -التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك- الأربعاء أنها ستلتزم الحظر الأسترالي الذي يمنع من هم دون 16 عاما من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت الشركة -في بيان مع دخول الحظر المذكور حيز التنفيذ- أن هذا القرار ليس خيارها، "بل هو مما يتطلبه القانون الأسترالي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عدد الساعات ليس المؤشر الوحيد.. كيف تتعرف على مدمن وسائل التواصل؟list 2 of 2إحالة أوراق عامل بمدرسة في الإسكندرية إلى المفتي بعد إدانته بالاعتداء على 4 أطفالend of listوأصبحت أستراليا أول دولة تصدر قانونا يحظر دخول الأطفال دون سن 16 عاما على وسائل التواصل الاجتماعي، وحجبت منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام وفيسبوك ابتداء من منتصف ليلة أمس.
ويمنع هذا القانون منصات التواصل الاجتماعي من فتح حسابات لمستخدمين دون السادسة عشرة، ويُلزمها بإغلاق الحسابات المفتوحة حاليا.
وستواجه أي منصة تخالف هذا القرار عقوبات بدفع غرامات مالية تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (33 مليون دولار).
ويستثني القانون المذكور خدمات الرسائل مثل واتساب والبريد الإلكتروني والألعاب عبر الإنترنت والعروض التعليمية.
إزالة الحساباتوكانت "إكس" آخر منصة من بين 10 مواقع للتواصل الاجتماعي شملها القرار، تحدد كيف ستنفذ قرار الحظر الأسترالي.
ووافقت كل المنصات -بما فيها فيسبوك ويوتيوب وتيك توك- على اتخاذ خطوات لإزالة حسابات المستخدمين الذين لم يبلغوا بعد سن 16 عاما.
وتواجه المنصات المعنية بالقرار -في حال عدم اتخاذها تدابير "معقولة" لضمان تطبيقه- غرامات تصل إلى ما يعادل 33 مليون دولار.
مصدر للقلق والتحرش
وعشية بدء تطبيق القرار، شرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أسباب اتخاذه، قائلا إن "وسائل التواصل الاجتماعي تستعمل سلاحا من المتحرشين (…)، وهي أيضا مصدر للقلق، وأداة للمحتالين، والأسوأ من ذلك أنها أداة للمتحرشين (جنسيا) عبر الإنترنت".
وقال ألبانيزي -في رسالة مصورة- إن الهدف من الحظر هو دعم الشباب الأسترالي وتخفيف الضغط الذي يمكن أن يتعرض له من البث والخوارزميات التي لا نهاية لها، وإن حكومته بدأت "استعادة السيطرة" في مواجهة شركات التواصل الاجتماعي العملاقة عبر هذه القوانين غير المسبوقة.
إعلانوأضاف -في الرسالة التي قالت شبكة سكاي نيوز أستراليا إنها ستعرض في المدارس هذا الأسبوع- "استفد إلى أقصى حد من العطلات المدرسية المقبلة، فبدلا من أن تقضيها في تصفح هاتفك، ابدأ رياضة جديدة، تعلم آلة موسيقية جديدة، اقرأ ذلك الكتاب الموجود على الرف منذ فترة". وتابع "الأهم من ذلك، اقض وقتا ممتعا مع أصدقائك وعائلتك وجها لوجه".
أقل أمانا
لكن مجموعة "ميتا" -التي تملك موقع فيسبوك- حذّرت من أن الحظر الأسترالي قد يدفع الشباب نحو منصات أقل تنظيما، مما يجعلهم أقل أمانا.
وارتفعت نسبة تنزيل تطبيقَي "ليمون 8″ و"يوب" غير المشمولين بالحظر في هذه المرحلة، بشكل كبير في أستراليا.
وبحسب ميتا، فإن العديد من التطبيقات لا تقدم ميزات الأمان نفسها التي تقدمها تطبيقاتها، مثل الحسابات المخصصة للمراهقين، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها ستلتزم بتنفيذ القرار.
وأعرب كثير من أولياء الأمور عن ارتياحهم لهذا الإجراء، آملين في أن يسهم في الحد من إدمان الشاشات ومخاطر التحرش على الإنترنت والتعرض للعنف أو المحتويات الجنسية، لكن آخرين انتقدوا القرار واعتبروه "متسرعا"، وطعن فيه بعضهم أمام القضاء.