تعهد وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء، بإعداد إطار قانوني لـ »حماية القيم المجتمعية دون المساس بحرية التعبير ».

وأوضح الوزير في اجتماع للجنة التعليم والثقافة في مجلس النواب، أنه « نظرا للانتشار المتسارع لمنصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، وما صاحبه من مخاطر على تماسك النسيج المجتمعي، تبرز الحاجة الضرورية إلى إعداد إطار قانوني وطني متكامل، قادر على مواكبة التحولات التقنية، وحماية القيم المجتمعية دون المساس بحرية التعبير، بهدف ضبط المجال الرقمي، بما في ذلك المنصات الرقمية (وسائل التواصل الاجتماعي) ».

ويرى بنسعيد، أن الإطار القانوني الذي يعتزم إخراجه، ينص على « مقتضيات قانونية تنظم المحتوى، وتُحمّل الفاعلين مسؤوليات واضحة، وتعزز آليات الرقابة الذاتية والمؤسساتية، وتضع حدًا لحالة الفراغ التشريعي التي تستفيد منها اليوم المنصات الرقمية الأجنبية خارج نطاق الرقابة القانونية فوق التراب الوطني ».

وشدد الوزير على أن « العالم شهد خلال العشرين سنة الأخيرة، تحولًا هامًا في طرق التواصل والإعلام، بفعل الانتشار الواسع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، حيث أصبح الفضاء الرقمي مجالًا غير مضبوط، تتقاطع فيه حرية التعبير مع مخاطر متعددة، خاصة بالنسبة للأطفال والشباب ».

ورغم ما توفره هذه الوسائط من فرص للتعبير والتفاعل والمعرفة، يضيف المسؤول الحكومي، « فإن لها تداعيات سلبية على المجتمع، تتمثل في عدة مظاهر مثل التعرض للمحتويات العنيفة، والانحرافات السلوكية، وخطاب الكراهية، والأخبار الزائفة، والإشهارات غير الملائمة لبعض الفئات العمرية، فضلًا عن الاستغلال التجاري والجنسي، وتهديد الخصوصية الرقمية ».

الإطار القانوني الذي تعهد الوزير بإخراجه، وقال إن وزارته « تشتغل حاليا على إعداده، قبل عرضه على المسطرة القانونية الجاري بها العمل »، يهدف إلى « توسيع صلاحيات الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لتمكينها من ضبط هذا المجال وفق منظور يجمع بين حرية التعبير، حماية الجمهور، والعدالة الرقمية، مع إعطاء أهمية قصوى لدور الدولة في حماية الجمهور من التأثيرات السلبية للمحتوى الرقمي، وتفعيل آليات التعديل الذاتي والرقابة المؤسسية ».

ومن أهم خصائص الإطار القانوني الجديد، وفق الوزير، « إعطاء تعريف دقيق لخدمة « المنصة الرقمية » أو منصة مشاركة المحتوى على الإنترنت (وسائط التواصل الاجتماعي)، مع إخضاع مقدّمي هذه المنصات لالتزامات قانونية واضحة، تسعى إلى هيكلة العلاقة بين الدولة والمنصات الرقمية »، وأيضا، « تعيين ممثل قانوني داخل التراب الوطني يُعد من أبرز الالتزامات، حيث يُلزم كل مقدم لخدمة منصة رقمية تستهدف الجمهور المغربي، سواء من خلال المحتوى أو عبر تحقيق أرباح داخل السوق الإشهاري الوطني، بتعيين ممثل قانوني معتمد فوق التراب الوطني، يكون هو المخاطب الرسمي للدولة ».

ويسعى الإطار القانوني الجديد، إلى « اعتماد نظام لتعديل المحتوى (Modération de contenu)، وإلزام منصات التواصل الاجتماعي بوضع نظام فعال لتعديل المحتويات المعروضة على خدماتها ».

ويسعى الوزير بنسعيد، إلى « محاربة الأخبار الزائفة والمضامين غير القانونية، وإخضاع المنصات الرقمية لواجب التصدي الفوري للأخبار الكاذبة أو المحتويات الزائفة أو المحرضة على العنف، أو الإرهاب، أو التمييز العنصري أو العرقي أو الديني، عبر تفعيل آليات إزالة المحتوى ».

كما يهدف الإطار القانوني الجديد، إلى « إلزام المنصات الرقمية، بالنظر لكونها تحقق أرباحًا من السوق الإشهاري المغربي، بالإدلاء بتصريحات ضريبية شفافة، واحترام مقتضيات العدالة الضريبية، والتعاون مع السلطات المالية ».

وخلص المسؤول الحكومي، إلى أن « هذا الإطار القانوني الجديد، سيمنح دورا محوريا للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، من خلال توسيع صلاحياتها وتعزيز سلطتها التنظيمية والرقابية، بما يجعلها قادرة على مواكبة التحولات العميقة التي يشهدها الفضاء الرقمي، والتصدي للمخاطر المتزايدة المرتبطة بالمحتوى السمعي البصري الذي يُبث عبر المنصات الاجتماعية، لاسيما عندما يكون موجهًا للجمهور المغربي، خصوصًا فئة القاصرين والجمهور الناشئ ».

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی المنصات الرقمیة

إقرأ أيضاً:

«اللي يلاقي أمي يتصل عليا».. شاب ينهي حياة والدته ويدفنها في أرض زراعية بالمنيا

في حادث مأساوي هزّ إحدى قرى مركز بني مزار بشمال محافظة المنيا، أقدم شاب على إنهاء حياة والدته، ثم حاول إخفاء جريمته بإلقاء جثتها في أرض زراعية خاصة بالعائلة، قبل أن يدّعي اختفاءها ويطلب المساعدة في العثور عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي منشورًا يناشد فيه الأهالي مساعدته في العثور عليها، كتب فيه: "اللي يلقي أمي يبلغني".

تفاصيل الجريمة المروعة

تلقى قسم الشرطة بلاغًا من غرفة عمليات النجدة حول الحادث، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى الموقع، كشفت التحقيقات الأولية أن الضحية تدعي، "ز.ع"، البالغة من العمر 50 عامًا، قُتلت على يد نجلها "إسلام.ص"، المقيم معها في نفس القرية.

محاولة تضليل وإلقاء القبض على الجاني

المثير في القضية هو محاولة المتهم تضليل السلطات والمحيطين به، فبعد ارتكابه الجريمة، انضم إلى أسرته في البحث عن والدته، بل ونشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يطالب فيها المواطنين بالمساعدة في العثور عليها، في محاولة لإبعاد الشبهات عنه.

نجحت الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات الجريمة والقبض على الجاني، تم نقل جثة الضحية إلى مشرحة المستشفى، وتجري حاليًا الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، حيث فتحت النيابة العامة تحقيقًا شاملًا في الحادث لكشف جميع تفاصيله ودوافعه.

مقالات مشابهة

  • حفلات التخرج الخاصة.. عرف فرضه مجتمع وسائل التواصل
  • رادارات ومخدرات وتحذيرات.. كامل الوزير يعلن حزمة إجراءات لضبط سلوك القيادة
  • «اللي يلاقي أمي يتصل عليا».. شاب ينهي حياة والدته ويدفنها في أرض زراعية بالمنيا
  • سوريا تنفي تقارير عن محاولة اغتيال أحمد الشرع في درعا
  • ‏ردة فعل طفلة بعد مصافحتها لسالم الدوسري تشعل مواقع التواصل الاجتماعي.. فيديو
  • شيرين بيوتي تتألق بالغناء وسط دعم شقيقاتها .. فيديو
  • بـ إطلالة جريئة.. ملك قورة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • المنصات الحكومية الرقمية .. إسهام بارز في الارتقاء بالخدمات
  • وسائل التواصل .. بين الأثر على النسق الاجتماعي وتوسيع دائرة العلاقات
  • مصدر حكومي: بتوجه من المرجعية وأحزاب الإطار تفويج شيعة العراق للسياحة في إيران