عجوز فلسطينية عاصرت النكبة.. محنة غزة اليوم أشد وأبشع
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
قبل 77 عاما عاشت العجوز يسرى رمضان كافة أهوال ومآسي النكبة الفلسطينية، بما شمل تهجير عائلتها من قريتها تل الصافي الواقعة شمال غرب مدينة الخليل المحتلة، حيث كانت تعيش حياة هانئة وسعيدة، لكنها اضطرت إلى ترك جميع ممتلكاتها خشية القتل على يد العصابات الصهيونية آنذاك.
لكن العجوز رمضان (92 عاما) -التي تعيش حاليا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة– تعتبر أن الشعب الفلسطيني في القطاع يعيش نكبة جديدة أبشع وأشرس من تلك التي عانتها عام 1948.
و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على ما حدث في 15 مايو/أيار 1948 الذي أُعلنت فيه إقامة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة إثر تهجير نحو 750 ألف فلسطيني.
وفي حديث مع الجزيرة نت تتذكر العجوز يسرى أهوال النكبة وهي تجلس داخل منزلها المقصوف بمخيم النصيرات، وتروي كيف خرج والدها من قرية تل الصافي حاملا صندوقا يحتوي على أوراق قديمة تشمل كواشين الأراضي وشهادات ميلاد ووثائق ثبوتية لها ولأفراد عائلتها.
وتقول "كنا قبل النكبة نعيش أياما جميلة في تل الصافي، قبل أن نتحول إلى لاجئين تلاحقهم إسرائيل حتى اليوم".
بدأت مأساة العجوز رمضان وأبناء قريتها تل الصافي يوم 9 يوليو/تموز 1948 في ما وصفته بـ"اليوم المشؤوم" حين اُحتلت ضمن عملية "أن-فار" (اختصار لـ"ضد فاروق") التي نفذها لواء غفعاتي.
إعلانوفي اليوم ذاته اُحتلت ودُمرت أيضا قرية بركوسيا المجاورة، مما اضطر الأهالي إلى ترك منازلهم والفرار.
وتروي العجوز في حديثها للجزيرة نت "كنت في الـ15 من عمري، خرجنا من تل الصافي أول ليلة في رمضان هربا من القتل والمجازر التي بدأت ترتكبها العصابات الصهيونية في ذلك الوقت".
وتتابع "أخذنا والدي على الحمار ومعنا القليل من الأمتعة، وهربنا من القصف عبر بئر السبع حتى وصلنا قطاع غزة، لقينا خياما منصوبة شرق غزة، وقعدنا فيها حوالي 40 يوما".
وتضيف وهي تتمسك بلباسها الفلسطيني التقليدي "بعدها، أنشؤوا لنا مخيما في مكان مستشفى الشفاء حاليا غرب مدينة غزة واسمه كان مخيم الجمازات، بالإضافة إلى مخيمات أخرى للاجئين من قرى أخرى هجّرت عام 1948".
شوق إلى قريتهاوبشوق ممزوج بالحسرة تتذكر العجوز يسرى حياة عائلتها في تل الصافي "كنا نملك بيتا رحبا وأراضي وسهولا مزروعة بالزيتون وبيادر للقمح وأغناما، وكان والدي يمتلك 6 رؤوس بقر".
وتضيف بأسى "كنا نأكل اللبن الطازج ونشرب الحليب الطازج، كنا نعيش بأمن وسلام وحياة سعيدة".
وتواصل حديثها "ظنا منا أننا سنعود بعد أيام أو أسابيع، لكن الأيام أصبحت دهرا طويلا، وانقلبت حياتنا رأسا على عقب".
ورغم مرور 76 عاما على النكبة فإن العجوز يسرى لا تزال تحلم بالعودة "أتمنى أن أعيش في غرفة صغيرة بقريتي، أزرع وآكل من أرضي، وأموت وأدفن في ترابها".
وتصف العجوز ما يجري في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بقولها "أجت حروب كثيرة من عام 1948، لكن عمرها ما إجت حرب بهالشكل".
وتضيف في حديثها للجزيرة نت "الاحتلال ما اكتفى بتهجيرنا من قرانا، لحقنا وحوّل حياتنا إلى جحيم بقتل وإبادة مستمرة من النكبة لليوم، خصوصا في قطاع غزة".
إعلانوتتابع "جينا على غزة، وكم حرب شفنا، بس زي هالحرب ما مرت علينا، لا ظل فينا عقل ولا دم، لا ظل إلنا أولاد ولا بيوت ولا شجر ولا حجر (..)، ولسّا الذبح فينا مستمر".
وتؤكد أن ما يجري اليوم نكبة تفوق كل ما سبقها "الأطفال يُذبحون، وأجسادهم تتطاير من شدة القصف، البيوت تنهار على رؤوس ساكنيها، ما حدا آمن".
مجاعة لا مثيل لها
وعن المجاعة المتفشية في قطاع غزة نتيجة إغلاق المعابر وفرض الحصار الشامل منذ 3 أشهر، تقول العجوز يسرى بأسى "منذ عام 1948 ما مرت علينا مجاعة مثل المجاعة اللي بنعيشها اليوم".
وتشير إلى أنها بعد نفاد الطحين لجأت إلى طحن العدس والذرة لإنتاج الخبز، في محاولة يائسة لمواجهة الجوع وسط الحصار الخانق، حالها كحال جميع سكان القطاع.
وتضيف بحزن "الأوضاع ما عادت تُحتمل، الناس يصارعون الجوع والموت في وقت واحد، ما في غذاء، ما في دواء، وما ظل من الحياة شيء".
وفي 15 مايو/أيار سنويا يحيي الفلسطينيون ذكرى "النكبة" عبر مسيرات وفعاليات ومعارض داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها في الشتات.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 173 ألفا بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قطاع غزة عام 1948
إقرأ أيضاً:
اليوم.. نظر أولى جلسات محاكمة نجل محمد رمضان لتعديه على طفل
تنظر المحكمة المختصة اليوم الخميس أولى جلسات نجل الفنان محمد رمضان أمام محكمة الطفل، فى اتهامه بالاعتداء على آخر داخل نادى نيو جيزة.
كان قسم شرطة أكتوبر، تلقى بلاغا من احدى السيدات، تتهم فيه الفنان محمد رمضان ونجله بالاعتداء على ابنها داخل نادى نيو جيزة.
وأفادت والدة الضحية خلال المحضر، أن ابنها عمر الطالب بالصف السادس الابتدائى فى إحدى المدارس بالشيخ زايد، تعرض لضرب أدى إلى إصابات جسدية، عبارة عن كدمات وإحمرار فى الخد الأيسر.
مشاركة